بعد عام على قانون «حظر الدخول» لأميركا... ضبابية تحيط تنفيذ القرار

TT

بعد عام على قانون «حظر الدخول» لأميركا... ضبابية تحيط تنفيذ القرار

بعد مرور عام كامل على فرض قانون حظر الدخول الأميركي على بعض الدول الإسلامية، وكذلك كوريا الشمالية وفنزويلا، ما زالت الضبابية والحيرة تحيط ببعض تفاصيل القانون الذي تقف خلفه بصمات المثير للجدل ستيف بانون المستشار الاستراتيجي الرئاسي السابق، إذ يواجه القانون حالة من الشد والجذب في الأوساط السياسية الأميركية بين الفريقين الجمهوري والديمقراطي، وكذلك استياء بين بعض أطياف الشارع الأميركي. حالة الفوضى والارتباك تلك انعكست على الإدارات التنفيذية الحكومية، ووفقاً لصحيفة «واشنطن بوست»، فإن وزارة الأمن الداخلي في الولايات المتحدة الأميركية تواجه حتى الآن نوعاً من التناقض في تطبيق القرار، وذلك بسبب عدم وضوح قانون الحظر على كثير من الحالات المقبلة إلى مطارات أميركا من الدول التي شملها الحظر وهي سوريا، واليمن، وليبيا، والصومال، وإيران، وتشاد، وكوريا الجنوبية، وفنزويلا. وبينت الصحيفة أن من بين 1976 مهاجراً احتجزوا نتيجة للحظر الأولي للدخول إلى أميركا في المطارات، تم قبول 1784 في نهاية المطاف، كما ورد في سجلات إدارة الإحصاءات السكانية، فيما عاد ما يقرب من 200 آخرين إلى بلدانهم، وفي بعض الحالات، يقول محامو دائرة الهجرة الأميركية، لأنهم وقعوا على أوراق عدم الدخول أثناء احتجازهم بموجب الحظر.
رسمياً، دافع البيت الأبيض عن حظر السفر بحجة أن نحو 100 من المسافرين أو نحو ذلك تم احتجازهم، معتبرين أن القرار حقق نجاحاً كبيراً، على الرغم من أن تقارير دائرة الهجرة الأميركية حددت لاحقاً أن ما يقرب من ألفي مسافر تأثروا.
وأفصحت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية أنها تستند على تقارير للمفتش العام أثناء جلسات المحاكمة بين المنظمات الحقوقية المعارضة لقانون الحظر ومحامي البيت الأبيض، التي تبين التقارير أن وزارة الأمن الداخلي الأميركي واجهت فوضى عارمة أثناء تطبيق القرار، موضحة أن الفوضى التي واجهتها الوزارة كانت بسبب عدم وضوح القرار وضبابية التعامل مع عدد من الحالات التي تواجه الحظر، ووفقاً لعدة مسؤولين في الإدارتين الحالية والسابقة، فإن الرئيس الأميركي دونالد ترمب لم ينظر إلا إلى النص النهائي للحظر في اليوم الذي وقع عليه. وأشارت إلى أن مسؤولين داخل الإدارة وخارجها، وكثير منهم تحدثوا عن عدم الكشف عن هويتهم، وصفوا حالة الإدارة الأميركية في البيت الأبيض بعد ساعات من إصدار القرار بالارتباك والمفاجأة، إذ إن كثيراً من العاملين في البيت الأبيض لم يكونوا على علم بما يدور في المكتب البيضاوي، إذ يقول البعض إن ستيف بانون المستشار الاستراتيجي السابق هو من يقف خلف إصدار القرار.
وأضافت الصحيفة على لسان مسؤولي البيت الأبيض: «لم يكن أحد يعرف شيئاً عن هذا الإعلان، وشوهد ستيف بانون يضع قائمة لوعود الرئيس ترمب الانتخابية على مكتبه، وكان قرار الحظر على أعلى القائمة ومن أهم أولوياته، الذي سارع بشكل كبير إلى سن قانون الحظر أولوية رئيسية، وكان يخفي تلك القائمة وكذلك مسودة القرار من الوقوع في يد موظفي البيت الأبيض حتى لا تتسرب إلى الموظفين المنتمين إلى حقبة الرئيس باراك أوباما الذين ما زالوا يعملون في بعض الوكالات الفيدرالية».
وقال المسؤولون في البيت الأبيض إن رينيس بريبوس كبير موظفي البيت الأبيض آنذاك قد تفاجأ أيضاً هو الآخر بالقرار، ما دفعه إلى البدء شخصياً بدعوة بعض الوزراء في جلسات عصف ذهني وتبادل الأفكار في كيفية الوصول إلى أفضل الطرق للدفاع عن الحظر في المحكمة، وقال مسؤول سابق في الإدارة الأميركية: «لم يكن لدى أحد أي علم بما يفعلونه». ووفقاً لدراسة استطلاعية نشرتها مؤسسة بيو للأبحاث والدراسات الاستشارية الأميركية (حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منها)، فإن غالبية الشارع الأميركي ترفض قرار الرئيس ترمب بحظر السفر على الدول الثمانية من الدخول إلى أميركا، إذ بلغت نسبة الرافضين للقرار 59 في المائة، فيما بلغت نسبة المؤيدين 38 في المائة. وبينت الدراسة أن 81 في المائة من نسبة المؤيدين للقرار يتبعون الحزب الجمهوري في ميولهم السياسية، فيما بلغت نسبة الرافضين ذوي الميول الديمقراطية 89 في المائة من الشارع الأميركي، و76 في المائة من المؤيدين للقرار هم من ذوي البشرة البيضاء، فيما 24 في المائة المتبقية من البشرة السوداء أو الأصول اللاتينية.


مقالات ذات صلة

السياحة المغربية تشهد نمواً قوياً... 15.9 مليون سائح في 11 شهراً

الاقتصاد سياح صينيون يزورون مسجد الحسن الثاني في الدار البيضاء (رويترز)

السياحة المغربية تشهد نمواً قوياً... 15.9 مليون سائح في 11 شهراً

أعلنت وزارة السياحة المغربية، الاثنين، أن عدد السياح الذين زاروا المغرب منذ بداية العام وحتى نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) بلغ 15.9 مليون سائح.

«الشرق الأوسط» (الرباط)
سفر وسياحة من بين الأدوات التي استخدمها المجرمون في قتل ضحاياهم (متحف الجريمة)

«متحف الجريمة» في لندن... لأصحاب القلوب القوية

من براميل الأسيد التي استخدمها القاتل جون جورج هاي لتذويب ضحاياه والتي تعرف باسم Acid Bath «مغطس الأسيد» إلى الملابس الداخلية لـ«روز ويست».

عادل عبد الرحمن (لندن)
يوميات الشرق آلاف الحقائب التي خسرتها شركات الطيران في متجر الأمتعة بألاباما (سي إن إن)

المسافرون الأميركيون يفقدون ملايين الحقائب كل عام

داخل المساحة التي تبلغ 50 ألف قدم مربع، وإلى مدى لا ترى العين نهايته، تمتد صفوف من الملابس والأحذية والكتب والإلكترونيات، وغيرها من الأشياء المستخرجة من…

«الشرق الأوسط» (لندن)
سفر وسياحة «ساحة تيفولي» في كوبنهاغن (الشرق الأوسط)

دليلك إلى أجمل أضواء وزينة أعياد الميلاد ورأس السنة حول العالم

زينة أعياد الميلاد ورأس السنة لها سحرها. يعشقها الصغار والكبار، ينتظرونها كل سنة بفارغ الصبر. البعض يسافر من بلد إلى آخر، فقط من أجل رؤية زينة العيد.

جوسلين إيليا (لندن)

حالة تأهب مع وصول الإعصار «شيدو» إلى أرخبيل مايوت الفرنسي

بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
TT

حالة تأهب مع وصول الإعصار «شيدو» إلى أرخبيل مايوت الفرنسي

بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)

ضرب الإعصار «شيدو» صباح اليوم السبت أرخبيل مايوت الفرنسي في المحيط الهندي حيث أُعلنت حالة التأهب القصوى مع توقع اشتداد الرياح المصاحبة له والتي تجاوزت سرعتها 180 كيلومترا في الساعة.

وضرب الإعصار جزيرة بوتيت تير في شرق الأرخبيل حيث يخشى أن تصل سرعة الرياح «إلى 200 و230 كلم/ساعة»، بحسب آخر نشرة للأرصاد الجوية الفرنسية، متوقعة رياحا مدمرة أشد من تلك التي صاحبت الإعصار «كاميسي» عام 1984.

وتسببت الرياح بانقطاع الكهرباء مع سقوط أعمدة كهرباء واقتلاع أشجار وتطاير أسقف منازل مصنوعة من الصفيح.

غيوم في سماء مايوت (أ.ف.ب)

وفي مدينة أوانغاني، قال رئيس البلدية يوسف أمبدي إنه يخشى «الأسوأ... لا يمكننا الخروج ولكن ما نشاهده يفوق الوصف».

ومنذ الصباح الباكر، أصدرت السلطات تحذيرا أرجوانيا وهو ما يعني لزوم جميع السكان منازلهم وعدم الخروج بما يشمل أجهزة الطوارئ والأمن وجميع عناصر الإنقاذ.

وقالت فاطمة التي تعيش في ماجيكافو-كوروبا وما زالت تذكر الإعصار الذي ضرب جزر القمر المجاورة عندما كانت طفلة «نحن خائفون جدا».

وتوقعت هيئة الأرصاد الجوية الفرنسية أمطارا شديدة الغزارة مع خطر تشكل السيول والفيضانات وارتفاع أمواج البحر التي يمكن أن يكون لها آثار كبيرة على الساحل.

وحُظرت حركة المرور على الطرق العامة في جزيرتي غراند تير وبوتيت تير، وأغلق مطار دزاوودزي منذ مساء الجمعة.

ويتوقع خبراء الأرصاد الجوية الفرنسية تحسنا في الأحوال الجوية خلال اليوم، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.