المكسيك تفك العقدة الأفريقية وتتخطى الكاميرون بفوز مستحق

في ختام الجولة الأولى من منافسات مجموعة البلد المضيف في كأس العالم

اوريبي بيرالتا (يمين) يحرز هدف اجتياز المكسيك للكاميرون (رويترز)  -  مدرب المكسيك ميجيل هيريرا يواسي نجم الكاميرون إيتو بعد نهاية  اللقاء (أ.ف.ب)
اوريبي بيرالتا (يمين) يحرز هدف اجتياز المكسيك للكاميرون (رويترز) - مدرب المكسيك ميجيل هيريرا يواسي نجم الكاميرون إيتو بعد نهاية اللقاء (أ.ف.ب)
TT

المكسيك تفك العقدة الأفريقية وتتخطى الكاميرون بفوز مستحق

اوريبي بيرالتا (يمين) يحرز هدف اجتياز المكسيك للكاميرون (رويترز)  -  مدرب المكسيك ميجيل هيريرا يواسي نجم الكاميرون إيتو بعد نهاية  اللقاء (أ.ف.ب)
اوريبي بيرالتا (يمين) يحرز هدف اجتياز المكسيك للكاميرون (رويترز) - مدرب المكسيك ميجيل هيريرا يواسي نجم الكاميرون إيتو بعد نهاية اللقاء (أ.ف.ب)

وضع مهاجم كلوب أميركا المكسيكي أوريبي بيرالتا منتخب بلاده في وضع جيد لبلوغ الدور ثمن النهائي للمرة السادسة على التوالي، عندما قاده إلى فوز مستحق على الكاميرون 1 - صفر، أمس، على ملعب «داس دوناس ارينا» في ناتال، في ختام الجولة الأولى من منافسات المجموعة الأولى ضمن كأس العالم لكرة القدم. وسجل بيرالتا هدف المباراة الوحيد في الدقيقة 61 مسجلا هدفه التاسع في مبارياته الرسمية السبع الأخيرة.
وكانت البرازيل المضيفة تغلبت على كرواتيا 3 - 1، أول من أمس، في افتتاح الجولة الأولى للمجموعة والعرس العالمي.
وتلتقي المكسيك، التي عانت الأمرين لبلوغ النهائيات واحتاجت إلى الملحق أمام نيوزيلندا بطلة أوقيانيا (5 - 1 و4 - 2)، مع البرازيل في الجولة الثانية، الثلاثاء المقبل، في فورتاليزا، بينما تلعب الكاميرون مع كرواتيا الأربعاء المقبل، في ماناوس. وتتقاسم المكسيك الصدارة مع البرازيل بفارق الأهداف، خلف الأخيرة المرشحة بقوة لصدارة المجموعة، بينما تنحصر المنافسة على البطاقة الثانية بين المكسيك وكرواتيا والكاميرون، التي منيت بخسارتها التاسعة في المباريات الـ14 الأخيرة في العرس العالمي مقابل أربعة تعادلات وفوز واحد يعود إلى مونديال 2002، على حساب السعودية 1 - صفر. وتلتقي المكسيك مع كرواتيا، والكاميرون مع البرازيل في الجولة الثالثة الأخيرة في 23 يونيو (حزيران) الحالي في ريسيفي وبرازيليا على التوالي.
وأبقى مدرب المكسيك ميغل هيريرا مهاجم مانشستر يونايتد الإنجليزي خافيير هرنانديز تشيتشاريتو على مقاعد البدلاء، مفضلا عليه أوريبي بيرالتا. في المقابل، لعبت الكاميرون بتشكيلتها الكاملة بقيادة نجمها صامويل إيتو، الذي بات ثالث لاعب يشارك في المونديال، وهو يدافع عن ألوان أربعة أندية مختلفة (ليغانيس ومايوركا الإسبانيان وإنترميلان الإيطالي وتشيلسي الإنجليزي) بعد مواطنه القائد السابق للكاميرون ريغوبير سونغ والبولندي فلاديسلاف زمودا. وشهدت المباراة مواجهة ثانية بين لاعبي برشلونة الإسباني سابقا القائدين إيتو ورافايل ماركيز الذي أصبح أول قائد يخوض العرس العالمي للمرة الرابعة على التوالي. وكانت المكسيك الطرف الأفضل في بداية المباراة، وأغلب فترات الشوط الأول، ونجحت في هز الشباك مرتين عبر مهاجم فياريال الإسباني جيوفاني دوس سانتوس، بيد أن الحكم الكولومبي ويلمار رولدان ألغاهما بداعي التسلل.
من جهته، سجل المنتخب الكاميروني هدفا عبر اريك شوبو - موتينغ ألغي أيضا بداعي التسلل. وترجمت المكسيك أفضليتها إلى هدف منتصف الشوط الثاني، إثر هجمة منسقة، وحافظت عليه حتى النهاية. وحاولت الكاميرون تدارك الموقف دون جدوى، بينما كانت المكسيك أقرب إلى التعزيز في أكثر من مناسبة.
وكان المنتخب المكسيكي الأفضل نسبيا في بداية المباراة، واندفع نحو الهجوم، وسدد هيكتور هيريرا كرة قوية بين يدي الحارس شارل اتاندجي في الدقيقة 7. وسجلت المكسيك هدفا بواسطة دوس سانتوس ألغاه الحكم بداعي التسلل في الدقيقة 11. وسجل اريك شوبو - موتينغ هدفا للكاميرون ألغاه الحكم بداعي تسلل على القائد إيتو في الدقيقة 16. وتدخل المدافع هيكتور مورينو في توقيت مناسب لإبعاد الكرة من أمام إيتو داخل المنطقة في الدقيقة 17. وكاد إيتو يفعلها من تسديدة قوية من مسافة قريبة بيسراه إثر تمريرة من اسو - ايكوتو ارتطمت بالقائم الأيمن وخرجت في الدقيقة 21. وسجلت المكسيك هدفا ثانيا لدوس سانتوس من مسافة قريبة إثر ركلة ركنية ألغاها الحكم بداعي التسلل، في الدقيقة 30.
وكاد اسو ايكوتو يفتتح التسجيل من ركلة حرة مباشرة ارتطمت بالحائط البشري، ومرت بجوار القائم الأيمن في الدقيقة 57. ونجحت المكسيك في افتتاح التسجيل، عندما تلقى دوس سانتوس كرة خلف الدفاع فتوغل داخل المنطقة وسددها زاحفة ارتدت من الحارس اتاندجي وتهيأت أمام بيرالتا الذي تابعها داخل المرمى الخالي في الدقيقة 61. وأهدر تشيتشاريتو، بديل بيرالتا، فرصة التعزيز من تسديدة على الطائر من مسافة قريبة في الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع.



الكنيست يصادق على قوانين «إصلاح القضاء» متجاهلاً التحذيرات

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في جلسة للكنيست يوم الاثنين (أ.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في جلسة للكنيست يوم الاثنين (أ.ب)
TT

الكنيست يصادق على قوانين «إصلاح القضاء» متجاهلاً التحذيرات

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في جلسة للكنيست يوم الاثنين (أ.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في جلسة للكنيست يوم الاثنين (أ.ب)

صادق الكنيست الإسرائيلي، في وقت مبكر الثلاثاء، بالقراءة الأولى على مشاريع قوانين «الإصلاح القضائي» المثيرة للجدل التي تقيد يد المحكمة العليا وتمنعها من أي مراجعة قضائية لبعض القوانين، كما تمنعها من عزل رئيس الوزراء. ومر مشروع قانون «التجاوز» بأغلبية 61 مقابل 52، بعد جلسة عاصفة وتعطيل طويل وتحذيرات شديدة اللهجة من قبل المعارضة، حتى تم إخلاء الكنيست بعد الساعة الثالثة فجر الثلاثاء.

ويمنح التشريع الذي يحتاج إلى قراءتين إضافيتين كي يتحول إلى قانون نافذ، حصانة لبعض القوانين التي تنص صراحة على أنها صالحة رغم تعارضها مع أحد قوانين الأساس شبه الدستورية لإسرائيل. ويُطلق على هذه الآلية اسم «بند التجاوز»؛ لأنه يمنع المراجعة القضائية لهذه القوانين.

ويقيد مشروع القانون أيضاً قدرة محكمة العدل العليا على مراجعة القوانين التي لا يغطيها بند الحصانة الجديد، بالإضافة إلى رفع المعايير ليتطلب موافقة 12 من قضاة المحكمة البالغ عددهم 15 قاضياً لإلغاء قانون. وينضم مشروع «التجاوز» إلى عدد كبير من المشاريع الأخرى التي من المقرر إقرارها بسرعة حتى نهاية الشهر، وتشمل نقل قسم التحقيق الداخلي للشرطة إلى سيطرة وزير العدل مباشرة، وتجريد سلطة المستشارين القانونيين للحكومة والوزارات، وإلغاء سلطة المحكمة العليا في مراجعة التعيينات الوزارية، وحماية رئيس الوزراء من العزل القسري من منصبه، وإعادة هيكلة التعيينات القضائية بحيث يكون للائتلاف سيطرة مطلقة على التعيينات.

كما يعمل التحالف حالياً على مشروع قانون من شأنه أن يسمح ببعض التبرعات الخاصة للسياسيين، على الرغم من التحذيرات من أنه قد يفتح الباب للفساد. قبل التصويت على مشروع «التجاوز»، صوّت الكنيست أيضاً على مشروع «التعذر»، وهو قانون قدمه الائتلاف الحاكم من شأنه أن يمنع المحكمة العليا من إصدار أوامر بعزل رئيس الوزراء حتى في حالات تضارب المصالح. وقدم هذا المشروع رئيس كتلة الليكود عضو الكنيست أوفير كاتس، بعد مخاوف من أن تجبر محكمة العدل العليا رئيس الحزب ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على التنحي، بسبب تضارب المصالح المحتمل الذي قد ينتج عن إشرافه على خطة تشكيل القضاء بينما هو نفسه يحاكم بتهمة الفساد. وبموجب المشروع، سيكون الكنيست أو الحكومة الهيئتين الوحيدتين اللتين يمكنهما عزل رئيس الوزراء أو أخذه إلى السجن بأغلبية ثلاثة أرباع، ولن يحدث ذلك إلا بسبب العجز البدني أو العقلي، وهي وصفة قالت المعارضة في إسرائيل إنها فصّلت على مقاس نتنياهو الذي يواجه محاكمة بتهم فساد.

ودفع الائتلاف الحاكم بهذه القوانين متجاهلاً التحذيرات المتزايدة من قبل المسؤولين السياسيين والأمنيين في المعارضة، وخبراء الاقتصاد والقانون والدبلوماسيين والمنظمات ودوائر الدولة، من العواقب الوخيمة المحتملة على التماسك الاجتماعي والأمن والمكانة العالمية والاقتصاد الإسرائيلي، وعلى الرغم من الاحتجاجات الحاشدة في إسرائيل والمظاهرات المتصاعدة ضد الحكومة. وأغلق متظاهرون، صباح الثلاثاء، بعد ساعات من مصادقة الكنيست بالقراءة الأولى على مشروعي «التجاوز» و«التعذر»، الشارع المؤدي إلى وزارات المالية والداخلية والاقتصاد في القدس، لكن الشرطة فرقتهم بالقوة واعتقلت بعضهم.

ويتوقع أن تنظم المعارضة مظاهرات أوسع في إسرائيل هذا الأسبوع. وكان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، قد دعا، الاثنين، رؤساء المعارضة الإسرائيلية للاستجابة لدعوة الليكود البدء بالتفاوض حول خطة التغييرات في الجهاز القضائي، لكن الرؤساء ردوا بأنهم لن يدخلوا في أي حوار حول الخطة، ما دام مسار التشريع مستمراً، وأنهم سيقاطعون جلسات التصويت كذلك. وقال أفيغدور ليبرمان، رئيس حزب «يسرائيل بيتنو» المعارض بعد دفع قوانين بالقراءة الأولى في الكنيست: «هذه خطوة أخرى من قبل هذه الحكومة المجنونة التي تؤدي إلى شق عميق في دولة إسرائيل سيقسمنا إلى قسمين».

في الوقت الحالي، يبدو من غير المحتمل أن يكون هناك حل وسط على الرغم من دعوات الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ لوقف التشريع. وكان قد أعلن، الاثنين، أنه يكرس كل وقته لإيجاد حل لأزمة الإصلاح القضائي، قائلاً إن الوضع هو أزمة دستورية واجتماعية «خطيرة للغاية». ويرى هرتسوغ أن خطة التشريع الحالية من قبل الحكومة خطة «قمعية» تقوض «الديمقراطية الإسرائيلية وتدفع بالبلاد نحو كارثة وكابوس». وينوي هرتسوغ تقديم مقترحات جديدة، وقالت المعارضة إنها ستنتظر وترى شكل هذه المقترحات.

إضافة إلى ذلك، صادق «الكنيست» بالقراءة الأولى على إلغاء بنود في قانون الانفصال الأحادي الجانب عن قطاع غزة، و4 مستوطنات في شمال الضفة الغربية المحتلة، وذلك بعد 18 عاماً على إقراره. ويهدف التعديل الذي قدمه يولي إدلشتاين، عضو الكنيست عن حزب الليكود ورئيس لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، إلى إلغاء الحظر على المستوطنين لدخول نطاق 4 مستوطنات أخليت في الضفة الغربية المحتلة عام 2005، وهي «جانيم» و«كاديم» و«حومش» و«سانور»، في خطوة تفتح المجال أمام إعادة «شرعنتها» من جديد. وكان إلغاء بنود هذا القانون جزءاً من الشروط التي وضعتها أحزاب اليمين المتطرف لقاء الانضمام إلى تركيبة بنيامين نتنياهو. ويحتاج القانون إلى التصويت عليه في القراءتين الثانية والثالثة ليصبح ساري المفعول.