إقبال شديد على الجناح السعودي في معرض القاهرة للكتاب

بمشاركة 42 جهة حكومية وأهلية من المملكة

ركن الطفل في الجناح السعودي... وفي الاطار حياكة كسوة الكعبة -  أمام الجمهور في المعرض - («الشرق الأوسط»)
ركن الطفل في الجناح السعودي... وفي الاطار حياكة كسوة الكعبة - أمام الجمهور في المعرض - («الشرق الأوسط»)
TT

إقبال شديد على الجناح السعودي في معرض القاهرة للكتاب

ركن الطفل في الجناح السعودي... وفي الاطار حياكة كسوة الكعبة -  أمام الجمهور في المعرض - («الشرق الأوسط»)
ركن الطفل في الجناح السعودي... وفي الاطار حياكة كسوة الكعبة - أمام الجمهور في المعرض - («الشرق الأوسط»)

يشهد معرض القاهرة الدولي للكتاب 2018، في دورته الـ49، مشاركة أكثر من 849 ناشراً من 27 دولة عربية وأجنبية، ومن بينها يبرز جناح المملكة العربية السعودية، الذي يلقى إقبالا كبيرا من جانب زوار المعرض سواء المصريين أو العرب أو الأجانب، حيث وصل إلى 15 ألف زائر يوميا، بحسب ما أعلنت عنه الملحقية الثقافية بالسفارة السعودية بالقاهرة، التي تشرف على أقسام الجناح وفعالياته.
«الشرق الأوسط» زارت الجناح السعودي، الذي يتوسط مجمع أرض المعارض الحاضنة للمعرض، فبمجرد السؤال عن مكان الجناح تجد الإجابة على الفور، حيث يتميز الجناح بشكله وديكوراته المختلفة، التي تميزه عن الأجنحة والخيام التي تنتشر بالمعرض، حيث تعلوه صورة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، فيما صممت واجهة الجناح بمجسمات تعبر عن الكتب المتراصة بجوار بعضها البعض، كما يتسم الجناح بكبر المساحة التي يشغلها، حيث اتسعت هذا العام لتبلع 3 آلاف متر، مما يجعل منه أكبر المواقع بالمعرض.
الزحام هو أول ما يقابلك أمام الجناح، مما يعبر عن الإقبال الذي يلاقيه، ومع خطواتك الأولى للداخل يتجسد هذا الزحام في الممرات والأروقة وداخل المكتبات ودور النشر المشاركة، وأماكن العرض والمجسمات التي يضمها الجناح، حيث يتميز جناح المملكة بكثرة أقسامه وتنوع أجنحته.
بالتجول في المكان؛ فأول ما يقابله زائر الجناح هو المركز الإعلامي، ومن خلاله يمكن للزائر التعرف على بعض المعلومات كأقسام الجناح والجهات المشاركة، حيث يتضمن مشاركة 42 جهة حكومية وأهلية.
موقع الجذب الأول داخل الجناح هو المكان المخصص لـ«الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي»، حيث يصطف الزائرون لمشاهدة حياكة كسوة الكعبة الشريفة، التي تتم في عرض حي أمام الجمهور.
ويوضح أحمد مساعد السويهري، مشرف جناح الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف، أن الرئاسة حريصة كل الحرص على المشاركة في المعارض الدولية على مستوى العالم، حيث تمت المشاركة في دول كثيرة مثل فرنسا وبريطانيا وألمانيا وجنوب أفريقيا وإندونيسيا، وأخيرا معرض القاهرة، لإلقاء الضوء على المقتنيات ونوادر المخطوطات بمكتبة الحرم المكي الشريف. وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «في جناح المملكة هذا العام نحن حريصون على المشاركة بكسوة الكعبة المشرفة، التي يقوم بصناعتها مصنع الملك عبد العزيز لصناعة الكسوة المشرفة في مكة المكرمة»، مبينا أن الصناعة الحّية أمام جمهور المعرض أمر شائق ومحبب للجمهور الزائر، حيث يتعرفون على قماش الكسوة المصنوع من الحرير الخالص.
ثاني مواقع الجذب والزحام داخل جناح المملكة يتمثل في المكان المخصص لمؤسسة أوقاف السلام بمكة المكرمة التي تعرض مشروع «السلام عليك أيها النبي»، وهو مشروع التعريف الشامل بالنبي صلى الله عليه وسلم، وسيرته العطرة، حيث يستمع الزوار إلى شرح وافٍ من الدكتور ناصر الزهراني، مؤسس ومشرف المشروع، الذي يحكي ويروي سيرة النبي صلى الله عليه وسلم بطريقة تتواكب مع التكنولوجيا الحديثة بصورة مجسمة، تسهل على المشاهد لها التعرف على حياة النبي في يضع دقائق.
من بين الجمهور الذي تابع شرح المشروع، يقول محمد سالم، طالب جامعي من مصر: «لأول مرة أشاهد مشروعا يقوم على التكنولوجيا ويعمل على إفهام السيرة النبوية بطريقة بسيطة وواضحة، وبرأيي أن هذا المشروع هو تطويع إيجابي للتقنيات الحديثة بما يفيد الشخص المسلم».
مقار المكتبات ودور النشر، اجتذبت هي الأخرى أعدادا كبيرة من الجمهور لمتابعة واقتناء أحدث الإصدارات، ففي المكان المخصص لمكتبة «العبيكان» يقول مسؤول التسويق محمود ياسين: «هناك إقبال كبير هذا العام على جناح المملكة بالمعرض، مقارنة بالأعوام الماضية، وذلك يعود لعملية التنظيم سواء من جانب الملحقية الثقافية أو إدارة معرض القاهرة».
أما داخل المكان المخصص لجامعة الملك فيصل، فيتحدث الدكتور صلاح بن عبد العزيز الشامي، عميد شؤون المكتبات المكلف، عميد الدراسات العليا بالجامعة لـ«الشرق الأوسط» قائلا: «الجامعة تحرص على المشاركة بمعرض القاهرة لحجم المعرض الكبير وتنوع دور النشر، كما تأتي بهدف إبراز الإنتاج العلمي والفكري للجامعة وإعطاء فكرة للقارئ العربي بما تنتجه هيئة التدريس في كل التخصصات الطبية والعلمية والأدبية، وهو الإنتاج الذي نشارك به في المعارض الدولية المختلفة».


مقالات ذات صلة

«حياتي كما عشتها»... محمود ياسين يروي ذكرياته مع الأدباء

كتب الفنان المصري الراحل محمود ياسين (فيسبوك)

«حياتي كما عشتها»... محمود ياسين يروي ذكرياته مع الأدباء

في كتاب «حياتي كما عشتها» الصادر عن دار «بيت الحكمة» بالقاهرة، يروي الفنان المصري محمود ياسين قبل رحيله طرفاً من مذكراته وتجربته في الفن والحياة

رشا أحمد (القاهرة)
كتب «عورة في الجوار»... رواية  جديدة لأمير تاجّ السِّر

«عورة في الجوار»... رواية جديدة لأمير تاجّ السِّر

بالرغم من أن الرواية الجديدة للكاتب السوداني أمير تاج السر تحمل على غلافها صورة «كلب» أنيق، فإنه لا شيء في عالم الرواية عن الكلب أو عن الحيوانات عموماً.

«الشرق الأوسط» (الدمام)
كتب «البؤس الأنثوي» بوصفه صورة من «غبار التاريخ»

«البؤس الأنثوي» بوصفه صورة من «غبار التاريخ»

في كتابه الأحدث «البؤس الأنثوي... دور الجنس في الهيمنة على المرأة»، يشير الباحث فالح مهدي إلى أن بغيته الأساسية في مباحث الكتاب لم تكن الدفاع المباشر عن المرأة

محمد خضير سلطان
خاص الكاتب الغزي محمود عساف الذي اضطر إلى بيع مكتبته لأحد الأفران (حسابه على «فيسبوك»)

خاص غزة تحرق الكتب للخبز والدفء

يعاني سكان قطاع غزة، خصوصاً في شماله، من انعدام تام لغاز الطهي، الذي يُسمح لكميات محدودة منه فقط بدخول مناطق جنوب القطاع.

«الشرق الأوسط» (غزة)
ثقافة وفنون الشيخ ثاني بن حمد الممثل الشخصي لأمير قطر خلال تكريم الفائزين بالجائزة (الشرق الأوسط)

«جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي» تتوّج الفائزين بدورتها العاشرة

كرّمت «جائزةُ الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي» في قطر الفائزين بدورتها العاشرة خلال حفل كبير حضره الشيخ ثاني بن حمد وشخصيات بارزة ودبلوماسية وعلمية.

ميرزا الخويلدي (الدوحة)

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».