{أرقام كابيتال}: تخفيض الفائدة في مصر مرهون بسياسة تسعير الطاقة

توقعات باستقرار الاحتياطي الأجنبي بالقرب من مستوياته الحالية

TT

{أرقام كابيتال}: تخفيض الفائدة في مصر مرهون بسياسة تسعير الطاقة

بينما يترقب مجتمع الأعمال في مصر تخفيض البنك المركزي لأسعار الفائدة لتقليل أعباء التمويل، أشار بنك الاستثمار الإماراتي أرقام كابيتال إلى إمكانية أن تتأخر تلك الخطوة قليلا في ظل مساعي البلاد لاحتواء التضخم، وأن يكون الخفض في حدود 500 نقطة أساس خلال العام الحالي.
وكان البنك المركزي المصري رفع أسعار الفائدة على الإيداع والإقراض بشكل متدرج منذ البدء في إجراءات إصلاحية لاحتواء أزمة مالية متفاقمة خلال الربع الأخير من 2017.
وبلغت زيادة الفائدة منذ نوفمبر (تشرين الثاني) من 2016، التي استهدفت احتواء الضغوط التضخمية للإجراءات الإصلاحية، 700 نقطة أساس.
وقالت وكالة بلومبرغ أمس إن البنك المركزي المصري يخطط للبدء في تيسير للسياسات النقدية قريبا عند اطمئنانه لتراجع الضغوط التضخمية.
ونقلت الوكالة عن محافظ المركزي المصري طارق عامر قوله: «نريد أن نتأكد أن التضخم تحت السيطرة قبل البدء في التحرك حتى لا نضطر للتراجع»، مشيرة إلى أن العوائد على أذون الخزانة الحكومية تراجعت خلال الأسبوعين الأخيرين مما يرجح أن السوق تتوقع تخفيض الفائدة.
وأشار البنك في تحليله لتقرير مشاورات المادة الرابعة الأخير الذي أصدره صندوق النقد الدولي عن مصر، إلى أن المؤسسة المالية الدولية تحذر من تخفيض مصر لأسعار الفائدة بشكل سابق لأوانه، وذلك لتجنب عودة صعود الضغوط التضخمية المدفوعة بالطلب.
وكان أرقام يتوقع سابقا أن يبدأ المركزي في خفض أسعار الفائدة في فبراير (شباط) الحالي، لكنه قال في تقريره الأخير إن «استكمال الانتخابات الرئاسية بشكل مبكر عن المتوقع (ستعلن نتائج الانتخابات في الثاني من أبريل (نيسان) قادنا للاعتقاد بأن البنك المركزي سيتخذ توجها أكثر محافظة، يقلل الفائدة بعد زيادة أسعار الطاقة في الربع الثاني، وأقل ترجيحا أن يتم قبل ذلك».
وأضاف البنك: «نعتقد أن بيانات التضخم في يناير (كانون الثاني) التي ستعلن في العاشر من فبراير سيكون لها دور رئيسي في تحديد إذا ما سيكون تخفيض الفائدة في فبراير أو الإبقاء عليها حتى اجتماعات مايو (أيار) أو يونيو (حزيران)، الأمر يعتمد على متى سيتم رفع أسعار الطاقة».
وبدأت مصر منذ العام المالي 2014 - 2015 في خطة تدريجية للتخارج من دعم الوقود والكهرباء، لكن الزيادات الأخيرة في الأسعار العالمية للنفط كانت تزيد من الفجوة بين أسعار بنود الطاقة المحلية وتكلفتها الفعلية.
وقد يكون الخفض المرتقب في أسعار الفائدة بحد أقصى 500 نقطة أساس خلال 2018 أو أقل عند 400 نقطة أساس، وفقا لرؤية أرقام الذي يرى أن تحديد سعر الفائدة سيرتبط بالضغوط التضخمية المتوقعة خلال الفترة المقبلة.
ولا تقتصر الضغوط التضخمية المتوقعة على زيادة أسعار الطاقة ولكن أيضا الزيادة المرجحة في أسعار تذاكر القطارات والمترو بجانب زيادة أسعار الكهرباء التي تتم في بداية كل عام مالي، في يوليو (تموز)، وموسمي رمضان والأعياد اللذين ينشطان القوى الشرائية، كما يضيف أرقام.
وبينما يتوقع صندوق النقد أن يكون عجز الموازنة في مصر خلال العام المالي الحالي عند 9.2 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، يرجح أرقام أن يكون 10 في المائة في ظل تبني البنك الإماراتي لرؤية أكثر محافظة بشأن توقعات الإيرادات العامة وقدرة الدولة على خفض النفقات.
ويقول البنك في هذا السياق: «نتوقع أن تحتاج الحكومة إلى الاستمرار في الدعم القوي للغذاء والطاقة في ظل ارتفاع أسعار النفط العالمية (حول 70 دولارا للبرميل مقابل تقديرات الموازنة بقيمة 55 دولارا)».
ويتوقع الصندوق أن يكون إنفاق مصر على دعم المواد البترولية في 2017 - 2018 بنحو 108 مليارات جنيه، بينما تتوقع الحكومة 110 مليارات جنيه، ويرجح أرقام أن يكون الإنفاق 120 مليار جنيه.
«خلال الأعوام المالية 2019 و2020 الانخفاض في دعم الوقود إلى 48.4 مليار جنيه و30 مليار جنيه، وفقا لصندوق النقد، يحتاج إما إلى انخفاض ملموس في الأسعار العالمية أو ارتفاع أقوى في أسعار الطاقة المحلية» كما يقول أرقام مضيفا: «نتوقع ما بين 40 - 50 في المائة زيادة في المتوسط في الأسعار المحلية على مدار 2018 و2019».
وبعد سنوات من تفاقم أزمة الطاقة في مصر نتيجة ضعف تدفقات العملة الصعبة استطاعت البلاد أن تسيطر على سوق الصرف وتعيد احتياطاتها الأجنبية للزيادة، لتصل إلى 38.2 مليار دولار في نهاية يناير الماضي.
وكانت احتياطات مصر قد تدهورت منذ عام 2011 متأثرة بالاضطرابات السياسية التي تلت ثورة 25 يناير، لكنها عادت إلى مستوياتها السابقة في يوليو الماضي، وتوقعت المجموعة المالية هيرميس، في تقريرها حول آفاق الاقتصاد المصري، أن يواصل الاحتياطي النقدي بالعملة الأجنبية ارتفاعه خلال السنوات المقبلة ليصل إلى 39.8 مليار دولار بنهاية 2019.


مقالات ذات صلة

65 % ارتفاعاً في تحويلات المصريين بالخارج خلال أغسطس

الاقتصاد مقر البنك المركزي المصري في العاصمة القاهرة (رويترز)

65 % ارتفاعاً في تحويلات المصريين بالخارج خلال أغسطس

قال البنك المركزي المصري إن تحويلات المصريين العاملين بالخارج ارتفعت للشهر السادس على التوالي خلال أغسطس الماضي بنسبة زيادة 65.5 في المائة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد مبنى المصرف المركزي المصري (الشرق الأوسط)

«المركزي المصري» يبقي على أسعار الفائدة دون تغيير

أبقى البنك المركزي المصري على أسعار الفائدة من دون تغيير عند أعلى مستوى تاريخي للمرة الرابعة على التوالي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد امرأة تتسوق في أحد متاجر العاصمة المصرية القاهرة (رويترز)

التضخم يظهر بوضوح على موائد المصريين

تستطيع أن تشعر بتضخم الأسعار في مصر بمجرد أن تجلس على مائدة إفطار أو غداء أو عشاء، إذ تقلص عدد الأصناف بدرجة كبيرة، كما انعكس هذا على موائد المطاعم أيضاً.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد أبراج وفنادق وشركات على نيل القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

«المركزي المصري»: عجز حساب المعاملات الجارية يتسع إلى 20.8 مليار دولار

قال البنك المركزي المصري إن العجز في حساب المعاملات الجارية لمصر اتسع إلى 20.8 مليار دولار في العام المالي 2023 – 2024 من 4.7 مليار دولار في العام المالي السابق

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد أحد فروع المصرف المتحد في القاهرة (رويترز)

«المركزي» المصري يعتزم طرح نسبة من أسهم المصرف المتحد في البورصة

أعلن البنك المركزي المصري عزمه طرح حصة من أسهم المصرف المتحد في البورصة المصرية، متوقعاً أن يتم الطرح قبل نهاية الربع الأول من عام 2025.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
TT

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)

سطرت السعودية التاريخ، بعد أن جمعت البلدان الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، المكونة من 193 دولة، للاتفاق على معاهدة الرياض لقانون التصاميم، وهي تركز على تعظيم الأثر والقيمة على المنظومة بشكل عام، وذلك بعد مرور 20 عاماً على هذه المعاهدة التي لم تر النور إلا من عاصمة المملكة.

جاء ذلك مع ختام أعمال مؤتمر الرياض الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم، في حدث لأول مرة منذ أكثر من عقد من الزمن تعقد فيها المنظمة العالمية للملكية الفكرية «الويبو» مؤتمراً دبلوماسياً خارج جنيف، وهو الأول الذي يُقام في السعودية والشرق الأوسط، ليمثل المرحلة الأخيرة للمفاوضات الخاصة باعتماد معاهدة هذا القانون، التي تستهدف تبسيط إجراءات حماية التصاميم، من خلال توحيد المتطلبات.

وشهد الحدث، خلال الأسبوعين الماضيين، نقاشات وحوارات مكثفة بين البلدان الأعضاء من أجل الوصول إلى معاهدة تلتزم فيها الدول الأعضاء بالمتطلبات الأساسية لتسجيل التصاميم، وأثرها الإيجابي على المصممين، لتصبح هناك إجراءات موحدة تُطبَّق على جميع الدول.

العائد الاقتصادي

وفي رده على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، خلال المؤتمر الصحافي مع ختام هذا الحدث، اليوم الجمعة، قال الرئيس التنفيذي للهيئة السعودية للملكية الفكرية، عبد العزيز السويلم، إنه من خلال الدراسات يوجد هناك نسب عالية جداً للشباب والفتيات في إبداع التصميم بالمملكة، وستكون ذات أثر اقتصادي بمجرد أن يكون المنتج قابلاً للحماية، ومن ثم للبيع والشراء.

وأكد الرئيس التنفيذي أن اختيار اسم «معاهدة الرياض» يعكس المكانة التي تحتلها المملكة بوصفها جسراً للتواصل بين الثقافات، ومركزاً لدعم المبادرات العالمية، كما أن اعتماد المعاهدة يُعد إنجازاً تاريخياً يعكس تعاون ومساهمة البلاد في الإطار الدولي للملكية الفكرية، وفتح آفاق جديدة للتعاون بين الدول الأعضاء.

ووفق السويلم، هذه المعاهدة ستسهم في وضع أسس قانونية مهمة تحقق الفائدة للمصممين، وتدعم الابتكار والإبداع على مستوى العالم.

وتعكس «معاهدة الرياض» رؤية المملكة في تعزيز التعاون الدولي بمجال الإبداع ودورها القيادي في صياغة مستقبل مستدام للمصممين والمبتكرين؛ وقد استكملت المفاوضات في الوصول إلى اتفاق دولي للمعاهدة.

توحيد الإجراءات

وتُعد نقلة نوعية في مجال توحيد إجراءات إيداع التصاميم، لتسجيلها على مستوى دول العالم، وتوفير بيئة قانونية تدعم الابتكار والإبداع في مختلف القطاعات.

هذا الإنجاز يرسخ مكانة المملكة بصفتها وجهة عالمية لدعم المبادرات المبتكرة، ويعكس التزامها بتوفير بيئة مشجِّعة للإبداع تحمي حقوق المصممين وتسهم في ازدهار الصناعات الإبداعية على مستوى العالم.

وكانت الهيئة السعودية للملكية الفكرية قد استضافت، في الرياض، أعمال المؤتمر الدبلوماسي المعنيّ بإبرام واعتماد معاهدة بشأن قانون التصاميم، خلال الفترة من 11 إلى 22 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، بمشاركة الدول الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، بحضور رفيع المستوى من أصحاب القرار.