الحكومة الباكستانية تتبنى برنامجاً لإعادة تأهيل المتشددين

TT

الحكومة الباكستانية تتبنى برنامجاً لإعادة تأهيل المتشددين

أفاد مسؤول باكستاني رفيع في تصريح لـ«الشرق الأوسط» بأن برنامج إعادة التأهيل الذي تبنته الحكومة نجح في التقويم الفكري لنحو 5000 عضو سابق بجماعات مسلحة مثل «لشكر طيبة» و«جماعة الدعوة» بهدف إعادتهم في المجتمع مرة أخرى وذلك على مدار السنوات الخمس الماضية. ويخضع المتدربون وفق البرنامج لإعادة التأهيل والتربية الدينية والمهنية بهدف إعدادهم لحياة جديدة في المجتمع. وكان الجيش الباكستاني طالب الحكومة بتبني برنامج شامل لتقويم الفكر المتطرف السائد بين منتسبي الجماعات المسلحة. وتعود بداية برنامج إعادة تأهيل كوادر جماعة «لشكر طيبة» إلى عام 2014 بمساعدة من حكومة إقليم البنجاب، وبالفعل نجح البرنامج في إعادة تأهيل المئات من أصحاب الفكر المتطرف.
غير أن منتقدي برنامج إعادة التأهيل جادلوا بأن هذا الإجراء ليس سوى قطرة من غيث في ضوء زعم «جماعة الدعوة» بأن أعداد منتسبيها تتخطى 50 ألف عضو مسجل بمختلف أنحاء البلاد، فيما تضم باكستان العشرات من الجماعات بحجم «جماعة الدعوة».
وعبر وزير الداخلية الباكستاني إحسان إقبال عن وجهة نظره بقوله إنه لو أن تلك الجماعات لم يسمح لها بالاندماج مع الاتجاه السائد في المجتمع فربما يعودون إلى الإرهاب مرة أخرى. وأفاد وزير الداخلية بأن المسلحين السابقين من منتسبي «جماعة الدعوة» وغيرها من الجماعات المتطرفة قد انخرطوا في الأعمال والنشاطات الاجتماعية، ولو لم يحدث ذلك فسيرتدون إلى الإرهاب مجددا.
جاءت كلمات وزير الداخلية الباكستاني خلال حفل التخرج لدفعة «مكافحة الإرهاب» بكلية الشرطة بإسلام آباد. وضم برنامج إعادة التأهيل بعض قيادات الجماعات المسلحة ممن أعلنوا التوبة، وساهم بعضهم في إدارة البرنامج بتوجيه النصح للحكومة بشأن طريقة إدارتها والتعامل مع كوادر الجماعات المسلحة.
وعلى الرغم من بعض الاتجاهات المعارضة في الدولة، يسود اتجاه قوي داخل أجهزة الدولة لتمهيد الطريق لإعادة دمج المتطرفين السابقين في المجتمع.
ويعمل الجيش على تشجيع الحكومة على تبني برنامج لإعادة التأهيل أسوة ببرنامج الجيش الذي نفذه في مدينة سوات بمساعدة من بعض الأخصائيين النفسيين المحترفين والتربويين.
وتعكف بعض الجمعيات غير الحكومية أيضا على إدارة برامج لإعادة تأهيل المتطرفين التائبين في مختلف أنحاء باكستان.


مقالات ذات صلة

الملا عثمان جوهري يستذكر العمليات ضد الأميركيين

آسيا الملا عثمان جوهري في جولة بين التلال بولاية نورستان قال: «لم تكن هنا طالبان هنا عندما بدأت الحرب» (نيويورك تايمز)

الملا عثمان جوهري يستذكر العمليات ضد الأميركيين

قاد الملا عثمان جوهري واحدة من أعنف الهجمات على القوات الأميركية في أفغانستان، وهي معركة «ونت» التي باتت رمزاً للحرب ذاتها.

عزام أحمد (إسلام آباد - كابل)
أوروبا استنفار أمني ألماني في برلين (أرشيفية - متداولة)

ألمانيا: دراسة تكشف استمرار ارتباط كراهية اليهود باليمين المتطرف بشكل وثيق

انتهت نتائج دراسة في ألمانيا إلى أن كراهية اليهود لا تزال مرتبطة بشكل وثيق باليمين المتطرف.

«الشرق الأوسط» (بوتسدام )
آسيا مسؤولون أمنيون يتفقدون موقع انفجار خارج مطار جناح الدولي في كراتشي بباكستان 7 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)

أعمال العنف بين السنة والشيعة في باكستان عابرة للحدود والعقود

مرة أخرى وقف علي غلام يتلقى التعازي، فبعد مقتل شقيقه عام 1987 في أعمال عنف بين السنة والشيعة، سقط ابن شقيقه بدوره في شمال باكستان الذي «لم يعرف يوماً السلام».

«الشرق الأوسط» (باراشينار (باكستان))
المشرق العربي إردوغان وإلى جانبه وزير الخارجية هاكان فيدان خلال المباحثات مع بيلنكن مساء الخميس (الرئاسة التركية)

إردوغان أبلغ بلينكن باستمرار العمليات ضد «الوحدات الكردية»

أكدت تركيا أنها ستتخذ إجراءات وقائية لحماية أمنها القومي ولن تسمح بالإضرار بعمليات التحالف الدولي ضد «داعش» في سوريا. وأعلنت تعيين قائم بالأعمال مؤقت في دمشق.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

قال رئيس هيئة أركان وزارة الدفاع النيجيرية الجنرال كريستوفر موسى، في مؤتمر عسكري، الخميس، إن نحو 130 ألف عضو من جماعة «بوكو حرام» الإرهابية ألقوا أسلحتهم.

«الشرق الأوسط» (لاغوس)

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».