ميشيل ويليامز: أبحث عن الدور وليس حجم العمل

تحدثت لـ«الشرق الأوسط» عن فيلمها الجديد

ميشيل وليامز
ميشيل وليامز
TT

ميشيل ويليامز: أبحث عن الدور وليس حجم العمل

ميشيل وليامز
ميشيل وليامز

في مستقبل الممثلة ميشيل ويليامز فيلمان جديدان أحدهما كوميدي بعنوان «أشعر بأني جميلة» والثاني بعنوان «سم»، لكن لا شيء في الزمن الحالي الذي يشهد انتقالها المكثف من مشروع لآخر، يشابه التجربة التي خاضتها مع المخرج ريدلي سكوت في «كل المال في العالم».
في هذا الفيلم (راجع النقد في مكان آخر من هذه الصفحة) تقوم بدور الأم التي تجهد لإنقاذ ابنها من خطر الموت بعدما تم خطفه من قِبل مجموعة يسارية بهدف الحصول على فدية ثم عندما اكتشفت أن الأم لا مال لديها ولا تستطيع إقناع الجد الثري بدفع الفدية باعته إلى عصابة مافياوية نجحت حيث أخفقت العصابة الأولى.
فرادة التجربة لها علاقة بالعمل مع مخرج رصين مثل ريدلي سكوت وتجسيد شخصية حقيقية في أحداث وقعت فعلاً أريد لها خلالها أن تبقى كذلك على الشاشة. لا كتل ميلودرامية ولا مظاهر بطولة ولا عاطفة مصطنعة.
عمرها الآن 37 سنة ولديها أكثر من ثلاثين فيلماً منذ أن وقفت أمام الكاميرا لأول مرّة في فيلم من بطولة كلب عنوانه «لاسي» (1994) أخرجه دانيال بتري.
ويليامز تحدثت مع «الشرق الأوسط» حول أفلامها واختياراتها وفيما يلي نص الحوار:

موقف نبيل
> خلال حملتك الترويجية هذه لفيلم «كل ذلك المال» لا بد أنك تواجهين سؤالاً متكرراً حول ما انتشر عن كونك مثلتِ المشاهد الإضافية من دون أجر بينما نال زميلك مارك وولبرغ مليوناً ونصف مليون دولار عن تمثيل تلك المشاهد.
- هما سؤالان متكرران. السؤال حول موضوع المكافآت والسؤال حول رأيي بكيف جلب المخرج الممثل كريستوفر بلامر لتمثيل الدور الذي كان سيؤديه كَيفن سبايسي...
> لكن لا علاقة مباشرة لك بهذا الموضوع. أليس كذلك؟
- صحيح، لكن بالطبع لدي رأيي فيه وأنا لم أمانع في الإجابة عن هذين السؤالين على الإطلاق. أعرف أن كليهما له أسبابه الإعلامية والصحافة تريد أن تعلم. أعتقد من حقها أن تعلم. بالنسبة للسؤال حول رأيي بما أقدم عليه مارك عندما تخلى عن المبلغ الذي تقاضاه عندما اكتشف أنني مثلتُ تلك المشاهد مجاناً هو موقف نبيل وقد ذكرت ذلك في أول رد فعل لي على هذا الموضوع. لكن الحادثة كلها تثير الاهتمام، وأنا سعيدة بأنها وقعت في هذا الوقت بالذات الذي نشهد فيه احتجاج كثير من العاملات في السينما على سوء المعاملة عموماً. على تلك التفرقة في الرواتب القائمة على أن الرجل أحقّ بالراتب الأعلى حتى وإن لم يكن دورها أقل حجماً من دوره.
> من تلومين في هذا الوضع؟
- لا ألوم الأفلام ذاتها ومن يقف خلفها؛ فهم يواصلون العمل تبعاً لقوانين غير مكتوبة وضعتها هوليوود منذ عقود بعيدة وتمارسها إلى اليوم. ألوم بالطبع ذلك التقليد الذي هو أكبر من تخصيصه بسينمائي واحد أو حتى بشركة إنتاج محددة.
> إذن سأسألك أيضاً عن رأيك باستبدال الممثل بلامر بالممثل سبايسي.
- لا يحتاج سبايسي في رأيي لشهادتي وشهادة الآخرين. هو ممثل جيد كان سيمنح الشخصية وضعاً مختلفاً بكل تأكيد. لكني لا أقول وضعاً أفضل لأن بلامر في النهاية أنسب سناً للعب شخصية الجد من سبايسي. المعضلة هي أنه مع وجود تلك التهم التي وُجِّهت لسبايسي لم يكن من الممكن للفيلم التغاضي عنها. وشخصياً لم أكن سأشترك مع سبايسي في حملة الترويج للفيلم فيما لو بقي في الدور.
> قيامك باختيار هذا الفيلم مثير للاهتمام لأنك هنا تؤدين دوراً رئيسياً في فيلم ينتمي إلى هوليوود أكثر من انتماء كثير من أفلامك السابقة، بما فيها «ووندرسترك» وحتى «أسبوعي مع مارلين». صحيح؟
- نعم، أوافق. السبب هو أن السيناريو فرض علي الرغبة في تمثيله وليس العكس. لا أبحث عن حجم العمل بل عن الشخصية التي سأقوم بتمثيلها وحذرة من أن أجد نفسي شريكة في فيلم يتحوّل التمثيل فيه إلى مجرد وظيفة محددة.

تجربة مفيدة
> هل موافقتك على تمثيل هذا الفيلم عائد إلى الشخصية وما تعكسه من أمومة أو لأنه ممهور بتوقيع مخرج معروف؟
- في الأساس يعود إلى حسي الداخلي بينما كنت أقرأ السيناريو. خلال قراءتي أي سيناريو أعتمد على ذلك الحس الداخلي. هذا يمنحني الجواب على ما إذا كنت أريد أن أكون جزءاً من هذا العمل أو لا.
> هل تقررين سريعاً أو تأخذين وقتك؟
- أقرر سريعاً. ليس في اللحظة ذاتها ولو أن ذلك ممكن، لكني لا أمضي الوقت في التفكير إذا ما كنت سأقبل به أو لا، لأني - كما ذكرت - أستند إلى شعوري حول الشخصية التي أقرأها. إن لم أتجاوب أعتذر.
> هل يشكل المخرج سبباً في اتخاذ القرار؟
- ليس بالصورة التي تكفي لكي أوافق أو لا أوافق. لقد مثّلتُ مع عدد كبير من المخرجين غير المعروفين ومع بعض المخرجين المشهورين. هل تذكر «Shutter Island» لسكورسيزي؟ وهناك كثير من أفلامي مثلتها لمخرجين جدد أيضاً. فيلمي الحالي «أشعر بأني جميلة» من بينها.
> هل تشاهدين أفلامك وتنتقدينها؟
- أشاهد أفلامي بعد انتهائها لكني لا أنتقدها على النحو الذي قد تقصده. ليس عندي ذلك الحافز لأنصب نفسي حكماً على النتيجة. لكني ألاحظ وأكوّن آرائي حول أدائي وأترك لنفسي حرية الانسجام مع ما أراه كما لو أنني، في الوقت نفسه، أشاهد فيلماً لم أشترك به مطلقاً.
> كيف تقيمين تجربتك مع ريدلي سكوت؟
- أحببتها جداً وهذه ليست مجاملة. طريقته في العمل محددة لذلك هي سريعة. لقطتان أو ثلاثة للمشهد الواحد ثم ينتقل للمشهد التالي. بذلك يعلم الممثل أنه يتابع الدور أولاً بأول وأنه ليس هناك كثير من اللقطات التي ستذهب هباء عند المونتاج. يثق بأن المخرج سيختار أفضلها. هناك مخرجون يصرون على الإعادة لدرجة منهكة تدفع بالممثل إلى فقدان قدراً من حماسه.
> هذا عائد إلى أن سكوت دائماً ما يرسم أفلامه على الورق أولاً...
- صحيح. يأتي إلى التصوير ولديه التصوّر الكامل لما يريده. لا يجرب أثناء العمل كما يفعل آخرون ما يتركني كممثلة تائهة ومتعبة في نهاية اليوم.

- أفضل خمسة أفلام لميشيل ويليامز
1. ‪ I›m Not There | Todd Haynes‬(2010)
2. Shutter Island | Martin Scorsese (2010)
3. Meek›s Cutoff | Kelly Reichardt (2010)
4. Certain Woman | Kelly Reichard (2016)
5. All the Money in the World | Ridley Scott (2017)


مقالات ذات صلة

كلينت إيستوود ناقد السُلطات والباحث عن عدالة غائبة

سينما المخرج إيستوود مع نيكولاس هاولت (وورنر)

كلينت إيستوود ناقد السُلطات والباحث عن عدالة غائبة

ماذا تفعل لو أنك اكتشفت أن الشخص المتهم بجريمة قتل بريء، لكنك لا تستطيع إنقاذه لأنك أنت من ارتكبها؟ لو اعترفت لبرّأت المتهم لكنك ستحلّ مكانه في السجن

محمد رُضا‬ (بالم سبرينغز)
سينما من «الفستان الأبيض» (أفلام محمد حفظي)

شاشة الناقد: دراما نسوية

في فن صنع الأفلام ليس ضرورياً أن يتقن المخرج الواقع إذا ما كان يتعامل مع قصّة مؤلّفة وخيالية.

محمد رُضا‬ (بالم سبرينغز)
يوميات الشرق مشهد من فيلم «هُوبَال» الذي يُعرض حالياً في صالات السينما السعودية (الشرق الأوسط)

بعد أسبوع من عرضه... لماذا شغل «هُوبَال» الجمهور السعودي؟

يندر أن يتعلق الجمهور السعودي بفيلم محلي إلى الحد الذي يجعله يحاكي شخصياته وتفاصيله، إلا أن هذا ما حدث مع «هوبال» الذي بدأ عرضه في صالات السينما قبل أسبوع واحد.

إيمان الخطاف (الدمام)
لمسات الموضة أنجلينا جولي في حفل «غولدن غلوب» لعام 2025 (رويترز)

«غولدن غلوب» 2025 يؤكد أن «القالب غالب»

أكد حفل الغولدن غلوب لعام 2025 أنه لا يزال يشكِل مع الموضة ثنائياً يغذي كل الحواس. يترقبه المصممون ويحضّرون له وكأنه حملة ترويجية متحركة، بينما يترقبه عشاق…

«الشرق الأوسط» (لندن)
سينما صُناع فيلم «إيميليا بيريز» في حفل «غولدن غلوب» (رويترز)

«ذا بروتاليست» و«إيميليا بيريز» يهيمنان... القائمة الكاملة للفائزين بجوائز «غولدن غلوب»

فاز فيلم «ذا بروتاليست» للمخرج برادي كوربيت الذي يمتد لـ215 دقيقة بجائزة أفضل فيلم درامي في حفل توزيع جوائز «غولدن غلوب».

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)

نجم بوليوود عامر خان يصرف النظر عن الاعتزال ويواصل التمثيل والإنتاج

نجم بوليوود عامر خان (أ.ف.ب)
نجم بوليوود عامر خان (أ.ف.ب)
TT

نجم بوليوود عامر خان يصرف النظر عن الاعتزال ويواصل التمثيل والإنتاج

نجم بوليوود عامر خان (أ.ف.ب)
نجم بوليوود عامر خان (أ.ف.ب)

خطرت فكرة اعتزال السينما في بال نجم بوليوود، عامر خان، في خضمّ فترة التأمل التي أمضاها خلال جائحة كوفيد-19، لكنّ الممثل والمنتج الهندي بدّل رأيه مذّاك ويعتزم مواصلة مسيرته المهنية الغنية التي بدأت في سبعينات القرن العشرين.

وقال خان لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، خلال مقابلة أجرتها معه في لندن، إنه مرّ قبل بضع سنوات بمرحلة إعادة نظر ذاتية.

وأضاف: «كان ذلك خلال أزمة كوفيد، وكنت أفكر في كثير من الأمور، وأدركت أنني قضيت حياتي بأكملها في عالم السينما السحري هذا منذ أن أصبحت بالغاً».

وتولى عامر خان بطولة عدد كبير من الأفلام التي حققت نجاحاً تجارياً واسعاً في بلده، ومنها «3 بلهاء» و«دانغال»، و«نجوم على الأرض»، كما اشتهر عامر خان بإنتاج وبطولة فيلم «لاغان Lagaan» الذي كان بين الأعمال المرشحة لجائزة الأوسكار للأفلام الأجنبية عام 2002.

وتابع خان الذي بدأت مسيرته التمثيلية منذ الطفولة في السبعينات، وأصبح لاسمه ارتباط وثيق ببوليوود: «لقد أدركت أنني لم أعطِ حياتي الشخصية الأهمية التي كنت أرغب فيها».

وزاد: «واجهتُ صعوبة في التغلب على الشعور بأنني أهدرت الكثير من الوقت، وكنت أشعر بالكثير من الذنب... كان رد فعلي الأول القول إنني اكتفيت من السينما».

لكنّ عائلته، وخصوصاً ابنه وابنته، أقنعته بالعدول عن الاعتزال. وقال: «في رأسي كنت أقول سأتوقف. ثم لم أفعل ذلك».

والآن، مع اقتراب عيد ميلاده الستين في مارس (آذار)، يريد عامر خان، الذي يعيش في مومباي، «مواصلة التمثيل والإنتاج لبعض الوقت».

«أحب أن أفاجئ جمهوري»

ويعتزم النجم الهندي أيضاً جعل شركته للإنتاج «عامر خان بروداكشنز» منصة «لتشجيع المواهب الجديدة التي تكون أحاسيسها قريبة» من أحساسيسه و«تريد أن تروي القصص» التي تهمه.

ومن ذلك مثلاً فيلم «لاباتا ليديز» Laapataa Ladies الكوميدي عن شابتين من منطقة ريفية في الهند، يطرح موضوع الزواج ووضع المرأة في بلده، وقد شارك في إنتاجه مع زوجته السابقة كيران راو، وحضر أخيراً إلى لندن للترويج له.

ويتناول عدد من أفلام عامر خان قضايا اجتماعية، مثل حقوق المرأة في المناطق الريفية، أو الصناعة الرياضية، أو الضغط المفرط في التعليم العالي أو حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة.

لكن خان يرفض أن يحبس نفسه في نوع واحد فقط من الأفلام أو الأدوار، وقال في هذا الصدد: «أحب التنويع والتطرق إلى قصص مختلفة. أحب أن أفاجئ نفسي وجمهوري».

ولم يتردد النجم البوليوودي في انتقاد نفسه أيضاً، مشيراً إلى أنه «غير راضٍ» عن أدائه في فيلم «لا سينغ شادا» Laal Singh Chaddha الهندي المقتبس من فيلم «فورست غامب» تم إنتاجه عام 2022، لكنه لم يحظَ بالاستحسان المألوف الذي تُقابَل به أعماله.

وأما في «أن يكون هذا الفيلم أفضل»، في إشارة إلى عمله الجديد «سيتار زامين بار» Sitaare Zameen Par الذي يُطرَح قريباً.

ورغم فوزه بالعشرات من الجوائز السينمائية في الهند بالإضافة إلى ثالث أعلى وسام مدني في بلده، فإن عامر خان يحرص على تقويم كل فيلم من أفلامه.

وشدّد على أن «إخراج فيلم أمر بالغ الصعوبة». وقال: «عندما أنظر إلى الفيلم الذي أخرجناه، ثم إلى السيناريو الذي كتبناه، أتساءل هل حقق الفيلم الأهداف التي حددناها».

وأضاف: «إذا وصلنا إلى ما أردناه، وصنعنا الفيلم الذي أردناه، فيشكّل ذلك ارتياحاً كبيراً».