راهبة كولومبية مخطوفة في مالي تطالب البابا بالتدخل لإطلاقها

راهبة كولومبية محتجزة كما ظهرت في شريط فيديو لمتطرفين («الشرق الأوسط»)
راهبة كولومبية محتجزة كما ظهرت في شريط فيديو لمتطرفين («الشرق الأوسط»)
TT

راهبة كولومبية مخطوفة في مالي تطالب البابا بالتدخل لإطلاقها

راهبة كولومبية محتجزة كما ظهرت في شريط فيديو لمتطرفين («الشرق الأوسط»)
راهبة كولومبية محتجزة كما ظهرت في شريط فيديو لمتطرفين («الشرق الأوسط»)

طلبت راهبة كولومبية مخطوفة في مالي عبر مقطع فيديو، من بابا الفاتيكان فرنسيس الأول التدخل العاجل لإطلاق سراحها.
وجاءت دعوة غلوريا آرغوتي، وهي قسيسة كولومبية كانت تعمل في مالي، في المقطع المصور الذي أفرجت عنه «جماعة نصرة الإسلام والمسلمين» المتطرفة المتحالفة مع «القاعدة ببلاد المغرب» وتنظيمات إرهابية أخرى.
وقالت وكالة «الأخبار» الموريتانية الخاصة، التي عادة ما تنشر شرائط فيديو للجماعات المسلحة، إنها حصلت على الشريط من جماعة «نصرة الإسلام والمسلمين».
وفي التسجيل الجديد الذي يستمر أربع دقائق و44 ثانية، تطلب الراهبة الكولومبية من البابا التدخل لإطلاق سراحها، وتهنئه على جولته في أميركا اللاتينية، مؤكدة أن احتجازها مستمر بينما يحتفل المسيحيون بعيد الميلاد.
ويعرض التسجيل أيضا صور رهائن سابقين لدى جماعات مسلحة في منطقة الساحل، أفرج عنهم بعد مفاوضات.
ويبدأ المقطع باستعراض رهائن كانوا مختطفين لدى التنظيمات المندمجة في جماعة «نصرة الإسلام المسلمين»، ويتم التعليق بجملة: «هؤلاء كانوا رهائننا، فعادوا إلى ديارهم»، وتم استعراض صور ثمانية أشخاص من جنسيات مختلفة.
وقالت غلوريا إنها من كولومبيا، وتبلغ من العمر 56 عاما، مشيرة إلى أنه تم إبلاغها بزيارة البابا لتشيلي ولأميركا الجنوبية، وتضيف أنها في الشهر المقبل ستكمل سنة في مكانها، وتطلب من البابا المساعدة حتى تستعيد حريتها.
وأضافت الكولومبية مخاطبة البابا فرنسيس: «اعمل المستحيل حتى تطلق سراحي».
واتهمت جماعة «نصرة الإسلام والمسلمين» القوة التي تستعمر المنطقة، في إشارة إلى فرنسا، بأنها هي من تحول دون إتمام المفاوضات لإنهاء معاناتها. وكانت الراهبة قد ظهرت في تسجيل فيديو بثته في يوليو (تموز) 2017 «جماعة نصرة الإسلام والمسلمين» أكبر تحالف مسلح في منطقة الساحل مرتبط بتنظيم القاعدة، كما ظهر في التسجيل وقتها ستة رهائن غربيين خطفوا في مالي وبوركينا فاسو.
وغلوريا آرغوتي التي تنشط في رهبنة الفرنسيسكان، خطفت في السابع من فبراير (شباط) من العام الماضي في كارانغاسو بالقرب من كوتيالا في جنوب مالي، في مكان غير بعيد عن الحدود مع بوركينا فاسو، حيث تعمل منذ ست سنوات في الرهبنة.
وكانت منطقة شمال مالي قد سقطت عام 2012 في قبضة مجموعات مسلحة مرتبطة بالقاعدة، وطردت منها بفضل تدخل عسكري دولي بدأ مطلع عام 2013 بمبادرة فرنسا، ولا يزال مستمرا. وفي يونيو (حزيران) 2015 وقعت الحكومة المالية اتفاق سلام مع مجموعات مسلحة، ولكن لا تزال مناطق في البلاد خارج سيطرة القوات المالية والأجنبية، التي تستهدفها هجمات بانتظام، رغم توقيع الاتفاق الذي يتأخر تطبيقه.


مقالات ذات صلة

تركيا متمسكة بالتحرك ضد «قسد»... ومحاولات أميركية لمنعها

المشرق العربي عناصر من الفصائل الموالية لتركية تشارك في الاشتباكات مع «قسد» بشرق حلب (أ.ف.ب)

تركيا متمسكة بالتحرك ضد «قسد»... ومحاولات أميركية لمنعها

اتهمت تركيا «قسد» باستخدام المدنيين دروعاً بشرية في «قسد» وأكدت تمسكها بعملية عسكرية في شمال سوريا وسط مساعٍ أميركية لمنعها.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية إردوغان ملوحاً بالتحية لمواطنين في أثناء استقبال بهشلي له أمام منزله في أنقرة الخميس (الرئاسة التركية)

تركيا: لقاء بين إردوغان وبهشلي وسط جدل حول الحوار مع أوجلان

تشهد تركيا حراكاً مكثفاً حول عملية لحل المشكلة الكردية عبر الحوار مع زعيم حزب «العمال الكردستاني» السجين عبد الله أوجلان، وانقساماً حول مسألة العفو عنه.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا محمد ديبي ورث حكم تشاد من والده وتمت ترقيته مؤخراً إلى رتبة ماريشال (صحافة محلية)

تحت تأثير الكحول والمخدرات... 24 شخصاً هاجموا القصر الرئاسي في تشاد

استبعدت تشاد أن يكون الهجوم على القصر الرئاسي ليل الأربعاء/الخميس، له أي طابع «إرهابي»، مشيرة إلى أن من نفذوه كانوا مجموعة من الأشخاص في حالة سكر ومسلحين.

الشيخ محمد (نواكشوط )
أوروبا جنود بريطانيون عائدون من أفغانستان خلال احتفال في اسكوتلندا عام 2013 (غيتي)

تحقيقات: القوات الخاصة البريطانية سُمح لها بـ«التملص من القتل» في أفغانستان

الأدلة التي نشرتها لجنة تحقيق رسمية في جرائم الحرب المزعومة ترسم صورة مزعجة لقوة قتالية نخبوية اعتادت ثقافة الإفلات من العقاب في أفغانستان.

«الشرق الأوسط» (لندن - واشنطن ) «الشرق الأوسط» (لندن - واشنطن )
آسيا أفراد من الجيش الباكستاني (أرشيفية)

مقتل 3 جنود و19 إرهابياً بعملية أمنية شمال غربي باكستان

قُتل 3 جنود من رجال الأمن الباكستاني، كما قُضي على 19 مسلحاً من العناصر الإرهابية خلال عمليات أمنية واشتباكات وقعت في المناطق الشمالية من باكستان.

«الشرق الأوسط» ( إسلام آباد)

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

TT

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)
ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (53 عاماً) استقالته من منصبه، الاثنين، في مواجهة ازدياد الاستياء من قيادته، وبعدما كشفت الاستقالة المفاجئة لوزيرة ماليته عن ازدياد الاضطرابات داخل حكومته.

وقال ترودو إنه أصبح من الواضح له أنه لا يستطيع «أن يكون الزعيم خلال الانتخابات المقبلة بسبب المعارك الداخلية». وأشار إلى أنه يعتزم البقاء في منصب رئيس الوزراء حتى يتم اختيار زعيم جديد للحزب الليبرالي.

وأضاف ترودو: «أنا لا أتراجع بسهولة في مواجهة أي معركة، خاصة إذا كانت معركة مهمة للغاية لحزبنا وبلدنا. لكنني أقوم بهذا العمل لأن مصالح الكنديين وسلامة الديمقراطية أشياء مهمة بالنسبة لي».

ترودو يعلن استقالته من أمام مسكنه في أوتاوا الاثنين (رويترز)

وقال مسؤول، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن البرلمان، الذي كان من المقرر أن يستأنف عمله في 27 يناير (كانون الثاني) سيتم تعليقه حتى 24 مارس، وسيسمح التوقيت بإجراء انتخابات على قيادة الحزب الليبرالي.

وقال ترودو: «الحزب الليبرالي الكندي مؤسسة مهمة في تاريخ بلدنا العظيم وديمقراطيتنا... سيحمل رئيس وزراء جديد وزعيم جديد للحزب الليبرالي قيمه ومثله العليا في الانتخابات المقبلة... أنا متحمّس لرؤية هذه العملية تتضح في الأشهر المقبلة».

وفي ظل الوضع الراهن، يتخلف رئيس الوزراء الذي كان قد أعلن نيته الترشح بفارق 20 نقطة عن خصمه المحافظ بيار بوالييفر في استطلاعات الرأي.

ويواجه ترودو أزمة سياسية غير مسبوقة مدفوعة بالاستياء المتزايد داخل حزبه وتخلّي حليفه اليساري في البرلمان عنه.

انهيار الشعبية

تراجعت شعبية ترودو في الأشهر الأخيرة ونجت خلالها حكومته بفارق ضئيل من محاولات عدة لحجب الثقة عنها، ودعا معارضوه إلى استقالته.

ترودو وترمب خلال قمة مجموعة العشرين في هامبورغ 8 يوليو 2017 (رويترز)

وأثارت الاستقالة المفاجئة لنائبته في منتصف ديسمبر (كانون الأول) البلبلة في أوتاوا، على خلفية خلاف حول كيفية مواجهة الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وهدّد ترمب، الذي يتولى منصبه رسمياً في 20 يناير، بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25 في المائة على السلع الكندية والمكسيكية، مبرراً ذلك بالأزمات المرتبطة بالأفيونيات ولا سيما الفنتانيل والهجرة.

وزار ترودو فلوريدا في نوفمبر (تشرين الثاني) واجتمع مع ترمب لتجنب حرب تجارية.

ويواجه ترودو الذي يتولى السلطة منذ 9 سنوات، تراجعاً في شعبيته، فهو يعد مسؤولاً عن ارتفاع معدلات التضخم في البلاد، بالإضافة إلى أزمة الإسكان والخدمات العامة.

ترودو خلال حملة انتخابية في فانكوفر 11 سبتمبر 2019 (رويترز)

وترودو، الذي كان يواجه باستهتار وحتى بالسخرية من قبل خصومه قبل تحقيقه فوزاً مفاجئاً ليصبح رئيساً للحكومة الكندية على خطى والده عام 2015، قاد الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

واتبع نجل رئيس الوزراء الأسبق بيار إليوت ترودو (1968 - 1979 و1980 - 1984) مسارات عدة قبل دخوله المعترك السياسي، فبعد حصوله على دبلوم في الأدب الإنجليزي والتربية عمل دليلاً في رياضة الرافتينغ (التجديف في المنحدرات المائية) ثم مدرباً للتزلج على الثلج بالألواح ونادلاً في مطعم قبل أن يسافر حول العالم.

وأخيراً دخل معترك السياسة في 2007، وسعى للترشح عن دائرة في مونتريال، لكن الحزب رفض طلبه. واختاره الناشطون في بابينو المجاورة وتعد من الأفقر والأكثر تنوعاً إثنياً في كندا وانتُخب نائباً عنها في 2008 ثم أُعيد انتخابه منذ ذلك الحين.

وفي أبريل (نيسان) 2013، أصبح زعيم حزب هزمه المحافظون قبل سنتين ليحوله إلى آلة انتخابية.

وخلال فترة حكمه، جعل كندا ثاني دولة في العالم تقوم بتشريع الحشيش وفرض ضريبة على الكربون والسماح بالموت الرحيم، وأطلق تحقيقاً عاماً حول نساء السكان الأصليين اللاتي فُقدن أو قُتلن، ووقع اتفاقات تبادل حرّ مع أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك.