جديد «الفن جميل» في جدة... «حي: ملتقى الإبداع»

يُفتتح في ربيع 2019 ويضم غاليريهات وسينما ومسرحاً

جانب من تصميم «حي: ملتقى الإبداع» الذي تقيمه «الفن جميل» بجدة
جانب من تصميم «حي: ملتقى الإبداع» الذي تقيمه «الفن جميل» بجدة
TT

جديد «الفن جميل» في جدة... «حي: ملتقى الإبداع»

جانب من تصميم «حي: ملتقى الإبداع» الذي تقيمه «الفن جميل» بجدة
جانب من تصميم «حي: ملتقى الإبداع» الذي تقيمه «الفن جميل» بجدة

«الفن جميل»، اسم ارتبط بأجندة واضحة ومحددة في إثراء الفنون المرئية وتشجيع المواهب في كل مكان في العالم. من جناح «جميل للفن الإسلامي» في متحف «فيكتوريا آند ألبرت» في لندن، إلى مركز «جميل للفنون» في دبي وغيرها.
وتطلق المؤسسة أحدث مشروعاتها في مدينة جدة في ربيع 2019، عبر مجمع ضخم للفنون والإبداع والمشروعات المجتمعية، وهو ما يميز مبادرات جميل في المملكة وخارجها.
ولكن بالعودة إلى الخبر الذي سيُفرح الجمهور السعودي، فكل إضافة للمنشآت الثقافية وبنيتها التحتية لها هو دائماً أمر يستحق الاحتفاء به، فقد أعلنت «الفن جميل» عن تفاصيل مشروعها الجديد والذي أطلقت عليه اسم «حي: ملتقى الإبداع» في جدة، أمس، وهو مجمع ضخم للفنون يمتد على مساحة 17 ألف متر مربع في حي المحمدية بمدينة جدة.
اختيار اسم «حي» للمجمع يعكس رؤية واسعة لما يمكن أن يقدمه المجمع. تقول إنتونيا كارفر، المدير التنفيذي لـ«الفن جميل»، في حوار مع «الشرق الأوسط»: «نتمنى أن يجد سكان جدة في (حي) بيتاً ثانياً لهم». كارفر، المشهورة بالهدوء الذي يغلف رؤية ثاقبة وحماسة دافقة، تشرح لنا أهمية وجود هذا المجمع الجديد في جدة قائلةً إن المدينة الساحلية بها مجتمع فني نابض وخلاق، ولكنه يسبح في مسارات منفصلة في أغلب الوقت. وتضيف: «فكرنا بأن مدينة جدة بحاجة إلى مركز يجمع تلك المجهودات والابتكار في مكان واحد شامل لمجالات مختلفة من الفن والثقافة والابتكار. نجد أن (حي: ملتقى الإبداع) يشمل فعاليات السينما والمسرح والفنون المرئية والعروض الكوميدية والأداء، إلى جانب ريادة الأعمال والمقاهي والمطاعم، وهو ما يجعل المكان يتحول إلى حي بمعنى حقيقي، حيث يمكن أن يقضي فيه الأشخاص والزوار يوماً كاملاً وعطلة نهاية أسبوع».
كلفت «الفن جميل» شركة «إبدا» المعمارية لتصميم «حي» ليكون بمثابة نقطة الجذب الجديدة في جدة لتجمع داخلها أطيافاً من التجارب الثقافية في حي واحد.
المجمع يتكون من 3 طوابق مصممة بمعمار عصري بسيط، وإن كان يستوحي من المعمار التقليدي أهم لمساته، وفي مقدمتها الباحة الواسعة التي تتوسط المبنى فتصبح ساحة للالتقاء والنقاش والتعارف تحفّها على الجوانب شرفات مظللة وممرات ضيقة. في «حي: ملتقى الإبداع» تشمل الخطة وجود مسرح وسينما ومساحات للعروض ستتنوع ما بين الفنون الأدائية والتمثيل والمعارض والمؤتمرات والأسواق المجتمعية.
تعود رؤية «الفن جميل» إلى مشروع «حي: ملتقى الإبداع» ليكون بمثابة حاضنة للمبتكرين ورواد الأعمال، وتهدف إلى جمع ورعاية الفنانين السعوديين والكتاب المسرحيين والمصورين وصانعي الأفلام وغيرهم مع الجمهور المتحمس لهم. هي بمثابة احتضان لمواهب متدفقة وأيضاً محطة للقاء مع الجمهور المتعطش للفنون بأنواعها.
وبالنسبة إلى البرامج التي سيقدمها «حي»، تقول كارفر عما إذا كانت تتشابه مع ما يقدمه مركز «جميل للفنون» في دبي: «عندما كنا نفكر في كل مدينة نريد العمل بها، وبالمشاريع التي يمكن أن تفيد بها تلك المدينة تحديداً حاولنا التركيز على طبيعتها واحتياجاتها، جدة ودبي مدينتان متشابهتان من حيث كونهما مدينتين سياحيتين بهما خليط من السكان والزوار والثقافات (كوزموبوليتان). نرى بعض التشابه بين المدينتين، ولكنّ هناك اختلافات أيضاً في البنية التحتية الثقافية، ففي دبي هناك مساحات لرواد الأعمال وهناك صالات فنية (غاليريهات)، ولكن لا توجد مؤسسات متخصصة في الفن المعاصر. وفي جدة فكّرنا بأنها تحتاج إلى مركز عرض للفنون المعاصرة قوي يتكامل مع كل الجوانب الأخرى».
نعرف أن من خطَط المجمع استضافة معارض فنية محلية وعالمية للفن الحديث والمعاصر، وأن هناك خططاً للعروض السينمائية والمسرحية والأدائية ولكن ماذا عن الاطلاع والقراءة؟ هل سيحتضن «حي» مركز أبحاث ومكتبة مثل مركز «جميل للفنون» في دبي؟
تقول كارفر إن نحو ثلثي مساحة المجمع تم تخصيصها لمؤسسات مشاركة، وفي المبنى الضخم الذي يشبه حرف «U» يقبع مركز «جميل للفنون» في الوسط، حيث خصصت مساحة 500 متر مربع للمعارض: «نريد أن يكون هناك أرشيف ومكتبة للفنون المعاصرة». تشير كارفر إلى أنه سيلبي حاجة شريحة كبيرة من مثقفي المملكة للاطلاع على مطبوعات فنية محلية وعالمية. وتضيف: «شعرنا بأننا يمكن المساهمة أيضاً في تكوين أرشيف خاص بالصور المرئية. وسيكون من المفيد لسكان جدة وجود أرشيف فوتوغرافي للسعودية، وهو ما يفعله عدد من المصورين والفنانين السعوديين حالياً. وسنستقي الذاكرة الفوتوغرافية من مجهودات الهواة إلى جانب المحترفين. من جانب آخر نفكر في إقامة مكتبة صغيرة لنستطيع إحضار كتب بالعربية والإنجليزية، حيث يستطيع المهتمون الجلوس والاطلاع على معلومات قد لا يستطيعون التوصل إليها بسهولة».
ومن الخطط المعدة لـ«حي» أن يشغل البرنامج التعليمي والترفيه مكاناً مهماً. تقول كارفر: «نخطط لإقامة ورش عمل وفعاليات للعائلة خصوصاً في نهاية الأسبوع، فلدينا جانب من المجمع سيخصَّص للورش والأسواق. وإلى جانب ذلك نتحدث إلى بعض الشركاء لتطوير برنامج تعليمي وتثقيفي مثل أن تقام جولات على مختلف المنشآت والمحال في (حي) تستكشف المعرض والفنانين والمحال، قد تمر على مقهى لتستكشف تاريخ القهوة على سبيل المثال». أسألها عن عروض السينما والمسرح: هل ستكون محددة بموضوعات فنية؟ فتقول: «هي مساحة للمجتمع المحلي وسيكون المجال مفتوحاً أمام الشركات المشاركة في (حي) لاقتراح فعاليات فنية في تلك المرافق، كما يمكن للشركات من خارج (حي) أن تقدم عروضاً ومهرجانات سينما، بمعنى أننا ننظر إلى تلك المساحة على أنها مرنة ويمكن أن تستضيف فعاليات مختلفة. وأن تعرض ما يكمل رسالة المركز، فيمكن أن تكون هناك عروض لأفلام قديمة، كما سيكون التركيز على عرض الأفلام العربية، فليس من الضروري أن نعرض آخر الأفلام العالمية، ولكن الهدف هنا هو التنوع في العروض».



علي الحجار يستعيد ألحان شقيقه في «100 سنة غنا»

أنوشكا عبرت عن سعادتها بالمشاركة بالحفل (دار الأوبرا المصرية)
أنوشكا عبرت عن سعادتها بالمشاركة بالحفل (دار الأوبرا المصرية)
TT

علي الحجار يستعيد ألحان شقيقه في «100 سنة غنا»

أنوشكا عبرت عن سعادتها بالمشاركة بالحفل (دار الأوبرا المصرية)
أنوشكا عبرت عن سعادتها بالمشاركة بالحفل (دار الأوبرا المصرية)

استعاد المطرب المصري علي الحجار ألحان شقيقه الملحن الراحل أحمد الحجار في احتفالية، الأحد، ضمن مشروع «100 سنة غنا»، الذي يقدمه بدار الأوبرا المصرية، مستعرضاً 100 سنة من تاريخ الغناء في مصر.

وشارك معه بالغناء المطربة أنوشكا، ونجله المطرب الشاب أحمد علي الحجار، فيما اعتذر المطرب هشام عباس عن عدم المشاركة بالحفل لمرضه، وذكر في تصريحات صحافية، حيث نصحه الطبيب بالراحة التامة 20 يوماً، مبدياً اعتذاراً رقيقاً للفنان علي الحجار.

وشهد الحفل، الذي يعدّ بمنزلة «لمسة وفاء» للفنان الراحل، حضوراً جماهيرياً لافتاً من محبي «آل الحجار»، استمعوا إلى الألحان والأغاني التي قدمها الفنان الراحل أحمد الحجار لشقيقه علي وللمطربة أنوشكا.

علي الحجار مندمجاً في الغناء مع ألحان شقيقه الراحل أحمد الحجار (دار الأوبرا المصرية)

وغنى علي الحجار عدة أغنيات استعاد بها الحضور الوهج الفني لعقدي الثمانينات والتسعينات وما بعدهما، ومن بينها: «اعذريني»، و«لما الشتا يدق البيبان»، و«كنت فاكر»، و«لملمت خيوط الشمس»، و«يعني إيه كلمة وطن»، و«لو يرجع الزمان»، و«عود»، و«لا تسأليني»، و«أنا بيكي يا سمرا».

فيما انطلقت أنوشكا بأداء عذب لأغنيتي «كنت بحلم» و«ما ليش غير قلب»، وقالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إنها سعدت كثيراً حينما عرض عليها الفنان علي الحجار المشاركة بالحفل، كما سعدت أيضاً برد فعل الجمهور، لافتة إلى أن الحفل كشف عن التنوع الكبير في الألحان التي قدمها أحمد الحجار لمختلف المطربين والمطربات، مؤكدة أن «ما يميزه بصفته ملحناً أنه كان يقدم لكل صوت ما يليق بشخصيته، وقد قدم لي لحناً حزيناً وآخر مبهجاً من كلمات الشاعر بهاء الدين محمد».

وقدم المطرب الواعد أحمد علي الحجار عدة أغنيات من ألحان عمه، من بينها «كل فنجان قهوة»، كما شارك والده المطرب علي الحجار في أغنية «اكرمنا يا رب»، وسط تفاعل لافت من جمهور الحفل.

الفنان أحمد علي الحجار يستعيد أغاني عمه الراحل (دار الأوبرا المصرية)

وفي ختام الحفل قام الدكتور مدحت العدل، رئيس جمعية المؤلفين والملحنين والناشرين، بتقديم درع تكريم لاسم الموسيقار الراحل؛ تقديراً لما قدمه في مجالي الموسيقى والغناء، وتسلمه شقيقه المطرب الكبير علي الحجار.

ورحل أحمد الحجار في 4 يناير (كانون الثاني) 2022 عن 66 عاماً، وكان قد التحق بمعهد الموسيقى العربية وظهرت موهبته وهو لا يزال طالباً، حينما قام بتلحين أغنية «اعذريني»، التي غناها علي الحجار وحققت نجاحاً لافتاً.

وجمع أحمد الحجار بين التلحين والغناء، حيث قام بتلحين أغنيات لعدد كبير من المطربين من بينهم: محمد فؤاد، وهشام عباس، وعلاء عبد الخالق، وأنغام، وأنوشكا، كما وضع ألحاناً لعروض مسرحية ومسلسلات تلفزيونية، وأصدر 4 ألبومات غنائية له، وكانت أغنية «عود» بداية شهرته بصفته مطرباً.

ووصف المؤلف والشاعر، الدكتور مدحت العدل، الفنان أحمد الحجار بأنه «كان موسيقياً عظيماً ومتصوفاً في ألحانه»، وكشف لـ«الشرق الأوسط» عن مشروع جمعهما معاً، لكن لم يظهر للنور قائلاً إن «آخر 6 أغان لحنها أحمد الحجار وسجلها بصوته على العود كانت من كلماتي، فقد اختارها من ديواني (شبرا مصر)، الذي تضمن شخصيات من الشعب المصري قابلتها في حي شبرا الذي نشأت به».

مدحت العدل قدم لعلي الحجار درع تكريم شقيقه (دار الأوبرا المصرية)

مضيفاً: «قررنا تنفيذ فكرة غير مسبوقة بتقديم هذه الشخصيات في أغنيات، ولحن الموسيقي الراحل من بينها 6 أغنيات تمثل 6 شخصيات، من بينها الفنانة فاتن حمامة، و(عم توما) و(تانت أولجا)، وكان مقرراً أن يغنيها الفنان علي الحجار بمشاركة مطربين آخرين، لكن جاءت وفاة أحمد الحجار لتوقف هذا المشروع الذي ننوي استعادته وإطلاقه في وقت قريب».

وكشف العدل عن توجه جمعية المؤلفين والملحنين المصريين التي يرأسها لتكريم موسيقيين وشعراء من جيل الوسط بإقامة حفلات غنائية لأعمالهم، بدأت بحفل تكريم الملحن الراحل محمد رحيم، ثم تكريم أحمد الحجار، مشيراً إلى أن «هذا التكريم لن يقتصر على الراحلين فقط بل سيمتد لمن أثروا وجداننا بأعمال مهمة من جيلنا، وفي مقدمتهم الموسيقار حميد الشاعري الذي غَير مسار الموسيقى خلال العقود الماضية».