لجنة تجارية أميركية توصي بتجميد رسوم جمركية على «بومباردييه» الكندية

TT

لجنة تجارية أميركية توصي بتجميد رسوم جمركية على «بومباردييه» الكندية

حققت «بومباردييه» انتصاراً قضائياً على منافستها الأميركية «بوينغ» وإدارة الرئيس دونالد ترمب بعد أن قررت هيئة مستقلة في الولايات المتحدة تجميد رسوم جمركية ضخمة على استيراد طائرات تنتجها المجموعة الكندية للصناعات الجوية.
ورأى أعضاء اللجنة الأميركية للتجارة الدولية بالإجماع أن الصناعات الأميركية للطيران وخصوصاً مجموعة «بوينغ» لم تتأثر ببرنامج «بومباردييه».
وكانت وزارة التجارة الأميركية اعتبرت في ديسمبر (كانون الأول) أن الطائرات الكندية الصنع ذات الحجم المتوسط «سي - سيريز» (100 - 150 مقعدا) تحظى بدعم من الحكومة الكندية، وتباع بسعر أدنى من سعر التكلفة.
وأشادت بومباردييه على الفور بكسبها هذه القضية، مؤكدة أنه «انتصار لشركات الطيران الأميركية والمسافرين الأميركيين».
واعتبرت وزيرة الخارجية الكندية كريستي فريلاند أن القرار يؤكد موقف كندا بأن «الطائرات من طراز سي لا تشكل تهديدا تجاريا لبوينغ».
وذكرت فريلاند أن الصناعة الجوية «قطاع حيوي» لكندا ويدعم «أكثر من مائتي ألف وظيفة من الطبقة الوسطى في كل أنحاء» البلاد، وتعهدت بأن تقدم الحكومة دعما ثابتا لصالح «الصناعة الجوية الكندية والعمال ضد الممارسات التجارية الحمائية». وأشادت رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي بالقرار، مشيرة إلى أن مجموعة «بومباردييه» تلعب «دورا أساسيا» في اقتصاد آيرلندا الشمالية.
من جهته، علق رئيس مجلس إدارة شركة «إيرباص» توم اندرز: «سنواصل مشروعنا سي - سيريز بعزم، مع التركيز على حاجات زبائننا من الشركات الجوية، ومع إيجاد المزيد من الوظائف التي تتطلب مهارات عالية في الولايات المتحدة».
ووقعت إيرباص المنافس الأوروبي التاريخي لبوينغ مؤخراً اتفاقا مع بومباردييه لإنتاج طائرات من طراز «سي - سيريز» في مصنعها بالولايات المتحدة.
إلا أن بوينغ أبدت خيبة أملها من قرار اللجنة التي «لم تلحظ الضرر الذي أصاب بوينغ جراء مليارات الدولارات من الدعم الحكومي غير المشروع» لمجموعة بومباردييه.
ولم توضح المجموعة الأميركية ما إذا كانت ستتقدم بطعن في قرار اللجنة مع أنه لا يزال أمامها خياران للاستئناف أمام المحكمة التجارية في نيويورك ومن بعدها محكمة الاستئناف الفيدرالية في واشنطن.
ويأتي القرار مع الاستعداد هذا الأسبوع في مونتريال لاستئناف إعادة التفاوض حول اتفاقية التجارة الحرة لأميركا لشمالية (نافتا) بين كندا والمكسيك والولايات المتحدة.



الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
TT

الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)

على مدار الأسبوعين الماضيين، اجتمع قادة الدول والمنظمات الدولية، والمستثمرون، والقطاع الخاص، في العاصمة السعودية الرياض، لمناقشة قضايا المناخ، والتصحر، وتدهور الأراضي، وندرة المياه، وسط «مزاج جيد ونيات حسنة»، وفق الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر إبراهيم ثياو، خلال مؤتمر صحافي عُقد مساء الخميس.

وجرى جمع 12 مليار دولار تعهدات تمويل من المنظمات الدولية الكبرى. وفي المقابل، تُقدَّر الاستثمارات المطلوبة لتحقيق أهداف مكافحة التصحر وتدهور الأراضي بين 2025 و2030 بنحو 355 مليار دولار سنوياً، مما يعني أن هناك فجوة تمويلية ضخمة تُقدَّر بـ278 مليار دولار سنوياً، وهو ما يشكل عقبة كبيرة أمام تحقيق الأهداف البيئية المطلوبة.

وحتى كتابة هذا الخبر، كانت المفاوضات لا تزال جارية. وكان من المرتقب إعلان النتائج في مؤتمر صحافي عصر اليوم، إلا أنه أُلغي، و«تقرَّر إصدار بيان صحافي يوضح نتائج المؤتمر فور انتهاء الاجتماع، وذلك بدلاً من عقد المؤتمر الصحافي الذي كان مخططاً له في السابق»، وفق ما أرسلته الأمم المتحدة لممثلي وسائل الإعلام عبر البريد الإلكتروني.

التمويل

وقد تعهدت «مجموعة التنسيق العربية» بـ10 مليارات دولار، في حين قدَّم كل من «صندوق أوبك» و«البنك الإسلامي للتنمية» مليار دولار، ليصبح بذلك إجمالي التمويل 12 مليار دولار، وهو ما جرى الإعلان عنه يوم الخميس.

وكانت السعودية قد أطلقت، في أول أيام المؤتمر، «شراكة الرياض العالمية للتصدي للجفاف»، بتخصيص 150 مليون دولار على مدى السنوات العشر المقبلة.

وأشار تقرير تقييم الاحتياجات المالية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إلى وجود فجوة تمويلية تبلغ 278 مليار دولار سنوياً، تهدد قدرة الدول على تحقيق أهداف مكافحة هذه الظواهر بحلول عام 2030، ما يشكل عقبة أمام استعادة الأراضي المتدهورة التي تُقدَّر مساحتها بمليار هكتار.

وتبلغ الاستثمارات المطلوبة لتحقيق هذه الأهداف بين 2025 و2030، نحو 355 مليار دولار سنوياً، في حين أن الاستثمارات المتوقعة لا تتجاوز 77 ملياراً، مما يترك فجوة تمويلية ضخمة تصل إلى 278 مليار دولار، وفق تقرير تقييم الاحتياجات المالية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، الذي أصدرته في اليوم الثاني من المؤتمر. وفي وقت تواجه الأرض تحديات بيئية تتعلق بتدهور الأراضي والتصحر، إذ أشارت التقارير التي جرى استعراضها، خلال المؤتمر، إلى أن 40 في المائة من أراضي العالم تعرضت للتدهور، مما يؤثر على نصف سكان العالم ويتسبب في عواقب وخيمة على المناخ والتنوع البيولوجي وسُبل العيش.

وفي الوقت نفسه، يفقد العالم أراضيه الخصبة بمعدلات مثيرة للقلق، وزادت حالات الجفاف بنسبة 29 في المائة منذ عام 2000، متأثرة بالتغير المناخي، وسوء إدارة الأراضي، مما أدى إلى معاناة ربع سكان العالم من موجات الجفاف، ومن المتوقع أن يواجه ثلاثة من كل أربعة أشخاص في العالم ندرة كبيرة في المياه بحلول عام 2050، وفقاً لبيانات اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر. وقد ارتفع الجفاف الحاد بنسبة 233 في المائة خلال خمسين عاماً، وفق آخِر تقارير «البنك الدولي».

وفي ظل هذه الظروف، جاء مؤتمر الرياض «كوب 16» لمناقشة أهمية التعاون الدولي والاستجابة الفعّالة لمجابهة هذه التحديات، وليسلّط الضوء على ضرورة استعادة 1.5 مليار هكتار من الأراضي بحلول عام 2030 لتحقيق الاستدامة البيئية.

يُذكر أن «مؤتمر كوب 16» هو الأول من نوعه الذي يُعقَد في منطقة الشرق الأوسط، وأكبر مؤتمر متعدد الأطراف تستضيفه المملكة على الإطلاق. وصادف انعقاده الذكرى الثلاثين لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إحدى المعاهدات البيئية الثلاث الرئيسية المعروفة باسم «اتفاقيات ريو»، إلى جانب تغير المناخ والتنوع البيولوجي.