محادثات فيينا تنتهي دون تقدم لحل الأزمة السورية

روسيا تعهدت بوقف إطلاق النار في الغوطة الشرقية

المبعوث الأممي ستافان دي ميستورا خلال المحادثات السورية في فيينا (رويترز)
المبعوث الأممي ستافان دي ميستورا خلال المحادثات السورية في فيينا (رويترز)
TT

محادثات فيينا تنتهي دون تقدم لحل الأزمة السورية

المبعوث الأممي ستافان دي ميستورا خلال المحادثات السورية في فيينا (رويترز)
المبعوث الأممي ستافان دي ميستورا خلال المحادثات السورية في فيينا (رويترز)

اختتمت اليوم (الجمعة)، محادثات السلام السورية في فيينا دون تحقيق أي تقدم لحل الأزمة المستمرة منذ سبع سنوات.
وحصلت المعارضة السورية في المحادثات على تعهد روسي بوقف إطلاق النار في الغوطة الشرقية المحاصرة، قرب دمشق، اعتباراً من الساعة الثانية عشرة بعد منتصف ليلة اليوم.
من جانب آخر، أعلن وفد المعارضة السورية أنها بصدد اتخاذ قرار اليوم بشأن مشاركتها أو عدم مشاركتها في مؤتمر سوتشي بروسيا في الثلاثين من يناير (كانون الثاني) الحالي.
وقال المتحدث باسم الهيئة يحيي العريضي للصحافيين في فيينا إن ثمة "جهوداً دولية واضحة المعالم" لإيجاد حل سياسي للنزاع السوري، مشيرا إلى "جهود روسية تتمثل بمحاولة عقد مؤتمر في سوتشي".
وعلى غرار الجولات السابقة، لم يحصل أي اجتماع مباشر بين ممثلي المعارضة والنظام في فيينا وعقد الوفدان اجتماعات منفصلة مع موفد الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا.
من جهته، أكد رئيس وفد المعارضة نصر الحريري أن محادثات فيينا "تمثل اختبارا لرغبة روسيا باستخدام نفوذها لدى النظام لإجباره على التفاوض بشكل جدي"، استنادا إلى ما هو وارد في قرار الأمم المتحدة 2254.
وإثر اجتماع لوفد النظام مع دي ميستورا، صرح رئيس الوفد بشار الجعفري للصحافيين "أجرينا مباحثات بناءة قدر الإمكان مع مبعوث الأمم المتحدة ولا سيما أننا على أعتاب مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي".
وتؤكد موسكو، التي دعت 1600 شخص للمشاركة في مؤتمر سوتشي أنه لا يشكل مبادرة منافسة لتلك التي ترعاها الأمم المتحدة في جنيف وفيينا.



طائرات سورية وروسية تقصف شمال غربي سوريا الخاضع لسيطرة المعارضة

TT

طائرات سورية وروسية تقصف شمال غربي سوريا الخاضع لسيطرة المعارضة

قوات جوية روسية وسورية تقصف مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في شمال غرب سوريا قرب الحدود مع تركيا (أ.ب)
قوات جوية روسية وسورية تقصف مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في شمال غرب سوريا قرب الحدود مع تركيا (أ.ب)

قال الجيش السوري ومصادر من قوات المعارضة إن قوات جوية روسية وسورية قصفت مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة، شمال غربي سوريا، قرب الحدود مع تركيا، اليوم (الخميس)، لصد هجوم لقوات المعارضة استولت خلاله على أراضٍ لأول مرة منذ سنوات.

ووفقاً لـ«رويترز»، شن تحالف من فصائل مسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام هجوماً، أمس (الأربعاء)، اجتاح خلاله 10 بلدات وقرى تحت سيطرة قوات الرئيس السوري بشار الأسد في محافظة حلب، شمال غربي البلاد.

وكان الهجوم هو الأكبر منذ مارس (آذار) 2020، حين وافقت روسيا التي تدعم الأسد، وتركيا التي تدعم المعارضة، على وقف إطلاق نار أنهى سنوات من القتال الذي تسبب في تشريد ملايين السوريين المعارضين لحكم الأسد.

وفي أول بيان له، منذ بدء الحملة المفاجئة قال الجيش السوري: «تصدَّت قواتنا المسلحة للهجوم الإرهابي الذي ما زال مستمراً حتى الآن، وكبَّدت التنظيمات الإرهابية المهاجمة خسائر فادحة في العتاد والأرواح».

وأضاف الجيش أنه يتعاون مع روسيا و«قوات صديقة» لم يسمِّها، لاستعادة الأرض وإعادة الوضع إلى ما كان عليه.

وقال مصدر عسكري إن المسلحين تقدموا، وأصبحوا على مسافة 10 كيلومترات تقريباً من مشارف مدينة حلب، وعلى بُعد بضعة كيلومترات من بلدتَي نبل والزهراء الشيعيتين اللتين بهما حضور قوي لجماعة «حزب الله» اللبنانية المدعومة من إيران.

كما هاجموا مطار النيرب، شرق حلب، حيث تتمركز فصائل موالية لإيران.

وتقول قوات المعارضة إن الهجوم جاء رداً على تصعيد الضربات في الأسابيع الماضية ضد المدنيين من قبل القوات الجوية الروسية والسورية في مناطق جنوب إدلب، واستباقاً لأي هجمات من جانب الجيش السوري الذي يحشد قواته بالقرب من خطوط المواجهة مع قوات المعارضة.

وفي الوقت نفسه، ذكرت وسائل إعلام إيرانية رسمية، اليوم (الخميس)، أن البريجادير جنرال كيومارس بورهاشمي، وهو مستشار عسكري إيراني كبير في سوريا، قُتل في حلب على يد قوات المعارضة.

وأرسلت إيران آلاف المقاتلين إلى سوريا خلال الصراع هناك. وبينما شمل هؤلاء عناصر من الحرس الثوري، الذين يعملون رسمياً مستشارين، فإن العدد الأكبر منهم من عناصر جماعات شيعية من أنحاء المنطقة.

وقالت مصادر أمنية تركية اليوم (الخميس) إن قوات للمعارضة في شمال سوريا شنَّت عملية محدودة، في أعقاب هجمات نفذتها قوات الحكومة السورية على منطقة خفض التصعيد في إدلب، لكنها وسَّعت عمليتها بعد أن تخلَّت القوات الحكومية عن مواقعها.

وأضافت المصادر الأمنية أن تحركات المعارضة ظلَّت ضمن حدود منطقة خفض التصعيد في إدلب التي اتفقت عليها روسيا وإيران وتركيا في عام 2019، بهدف الحد من الأعمال القتالية بين قوات المعارضة وقوات الحكومة.

وقال مصدر بوزارة الدفاع التركية إن تركيا تتابع التطورات في شمال سوريا عن كثب، واتخذت الاحتياطات اللازمة لضمان أمن القوات التركية هناك.

ولطالما كانت هيئة تحرير الشام، التي تصنِّفها الولايات المتحدة وتركيا منظمة إرهابية، هدفاً للقوات الحكومية السورية والروسية.

وتتنافس الهيئة مع فصائل مسلحة مدعومة من تركيا، وتسيطر هي الأخرى على مساحات شاسعة من الأراضي على الحدود مع تركيا، شمال غربي سوريا.

وتقول قوات المعارضة إن أكثر من 80 شخصاً، معظمهم من المدنيين، قُتلوا منذ بداية العام في غارات بطائرات مُسيرة على قرى تخضع لسيطرة قوات المعارضة.

وتقول دمشق إنها تشن حرباً ضد مسلحين يستلهمون نهج تنظيم القاعدة، وتنفي استهداف المدنيين دون تمييز.