الـ«فاشينغ»... حين تتحوّل فيينا إلى قاعات رقص بنكهة تاريخية

تستضيفها القصور الفخمة وتستمر لساعات الصباح الباكر

«ثنائي» يستعدّ للرّقص في إحدى القاعات بفيينا
«ثنائي» يستعدّ للرّقص في إحدى القاعات بفيينا
TT

الـ«فاشينغ»... حين تتحوّل فيينا إلى قاعات رقص بنكهة تاريخية

«ثنائي» يستعدّ للرّقص في إحدى القاعات بفيينا
«ثنائي» يستعدّ للرّقص في إحدى القاعات بفيينا

100 سنة مرّت على نهاية إمبراطورية الهابسبرغ النمساوية التي استمرّت 600 سنة، ولا يزال النمساويون يحتفظون فخورين بكثير من تقاليدها متمسكين بها في مناسبات كثيرة بأساليب تتماشى مع حداثة العصر وخدماته.
من أشهر تلك التقاليد الحفلات الساهرة الراقصة التي تُنظّم إلى يومنا هذا في القصور وفي أفخم القاعات بموسم الكرنفالات أو «الفاشينغ» وهو الموسم الذي يسبق الصوم عند المسيحيين، وينتهي بأربعاء الرماد، وهو آخر يوم لأكبر وجبات دسمة وثرية قبل بدء الصيام، وعادة تنشط الحفلات خلال أشهر يناير (كانون الثاني) وفبراير (شباط) ومارس (آذار) لتبدأ الاحتفالات بعيد القيامة في أبريل (نيسان).
تقول مصادر إنّ فيينا أكثر ما اشتهرت بهذا النوع من الحفلات خلال المؤتمر الذي استضافته من يونيو (حزيران) 1814 إلى سبتمبر (أيلول) 1815 بغرض تسوية كثير من القضايا وإعادة رسم الخريطة السياسية لأوروبا بعد الحروب النابليونية وتفكك الإمبراطورية الرومانية، لا سيما أن ذاك المؤتمر لم يُعقد مطلقا كجلسة عامة، وقد انحصرت معظم نقاشاته بين رؤساء وفود الدول الكبرى حينها (فرنسا وبريطانيا وروسيا وبروسيا)، بينما حضرته وفود من أكثر من مائتي دولة إلى جانب ممثلين لمدن وشركات ومنظمات دينية وجماعات ومصالح خاصة، ممن نجحت فيينا في الترفيه عنهم وتسليتهم بحفلات رقص لا تنقطع.
مؤخرا، امتدت تقاليد هذه الحفلات لأكثر من 30 عاصمة عالمية ومدينة بما في ذلك مدن عربية تقتبس ما يناسبها.
تتفق هذه الحفلات كافة في كونها سهرات تستمر لساعات وساعات، تستضيفها قصور أو قاعات بالغة الجمال، تناسب العدد الكبير من الحضور ورغبتهم في الرقص، وفي مقدمتها رقصة الفالس النمساوية التي تتطلب حيزاً مكانيا بخطواتها الست المعروفة وما يتبعها من رقص جماعي بثماني خطوات بالإضافة إلى رقصات أخرى مثل البولكا والبولونيزي. كما توفر هذه القصور صالات أخرى لأنواع مختلفة من الموسيقى وما يصاحبها من رقصات.
تتقيد الحفلات، حد الصرامة، بلباس رسمي إذ ترتدي السيدات فساتين سهرة تلامس الأرض بمختلف الألوان، فيما يرتدي الرجال بذلة أو توكسيدو سوداء مع قميص ناصع البياض. ويتزين الجنسان بما يناسبهما من إكسسوارات مميزة، وقد جرى العرف أن يتقلد من لديه نياشينه وميدالياته، كما يسمح بالأزياء الوطنية التي يختارها مرتدوها بلا شك، بأناقة تناسب الحدث.
تسبق هذه الحفلات الضخمة إمكانات تكشف عن مقدرات الجهة التي تدعو لها كما تسبقها لجان تحضير وإعداد تشرف على أدق التفاصيل، ومنها حفلات شهيرة كحفل فرقة الموسيقى الكلاسيكية فيينا فيلهارمونيكا التي تُنظّم في أجمل القاعات، ومنها ما يستضيفه قصر الهوفبورغ الرئاسي وفي قاعة الاحتفالات التاريخية بمبنى المجلس البلدي «الرات هاوس»، ومنها حفل اللاجئين الذي يُنظّم برعاية عمدة فيينا الاشتراكي المحبوب المهندس ميخائيل هويبل. كما يُنظّم في الرات هاوس، حفل الوكالة الدولية للطاقة الذرية قمة الحفلات ذات الحضور الدبلوماسي الأجنبي.
تُفتتح الحفلات برقصة جماعية غالباً ما تكون رقصة الفالس حسب الأصول النمساوية، يقدمها حشد قد يفوق المائة من الشباب والشابات ممن يرغبون في ذلك ويجتازون اختبارات تؤكد قدراتهم الفائقة في اتباع الخطوات والحركات المدروسة والمحسوبة، وأدائها في رشاقة تامة بوجوه منبسطة مبتسمة وفساتين طويلة وتيجان فوق روؤس الشابات، ليس ذلك فحسب، بل وأحيانا ممسكات بباقات ورد.
في هذا السياق، تنشط مدارس ذات سمعة عالية في تدريب كل من يرغب في الإلمام بأصول الفالس وغيره من رقصات تقليدية ثنائية وجماعية، مما يعتبر سمة للحياة الاجتماعية النمساوية.
ولا تحسبن أنّ المهارات في الرقص تقتصر على العوائل الأرستقراطية، فأوّل ما بدأ وشاع كان بين المزارعين وهم يحتفلون بمنتجاتهم وحصادهم الوفير فيرقصون ويدورون ويخبطون الأرض بأقدامهم، ولهذا لم يسمح بها البلاط داخل قصوره بادئ الأمر، كما حاربتها الكنيسة إلى أن سُمح بها مؤخرا في القرن الثامن عشر.
يجيد معظم النمساويين من كبار السن الرقص التقليدي ويتداولونه عبر الأجيال، كما تنتشر مدارس تعليم الرقص، ومن أشهرها مدرسة إيل ماير التي يديرها بكل إتقان وحزم توماس شيفر إيل ماير المولود 1946، المتخرج في جامعة سينت غالن السويسرية في الاقتصاد. وللمدرسة حفلها الذي يُنظّم الليلة التي تسبق بدء الصيام، لذلك يفتتح السادسة مساء ويختتم منتصف الليل تماما.
لا تعد هذه الحفلات مجرد مناسبات لقضاء أوقات اجتماعية وثقافية ممتعة فحسب، بل لها قيمة اقتصادية عالية، إذ وحسب إحصاءات أجرتها الغرفة التجارية ونشرها مجلس فيينا للسياحة، فإنّ متوسط إنفاق الضيف يقدر بـ270 يورو. وعلى سبيل المثال بلغ دخل 450 حفلا نُظّمت عام 2016، نحو 131 مليون يورو، حضرها من فيينا 500 ألف شخص، ومن المقاطعات 60 ألفا، و55 ألفا من الخارج.
وحسب مصادر «الشرق الأوسط» هناك من لا يكتفون بحفل واحد، ومنهم من يحضر ثلاثة أو أكثر، حسب نطاق دائرة اجتماعياته ونشاطه. وفيما يخص أسعار بطاقات حضور الحفل، فهي لا تقلّ عن 150 يورو، بالإضافة إلى نفقات الأزياء على الرّغم من أنّ بعضهم قد يستعينون باستعارة فستان أو بدلة من محال متخصصة بالإيجار. يُضاف إلى ذلك، تكاليف مزيّن الشعر والماكياج للسيدات، فيما يحتاج كثيرون لحصص رقص قد تتضاعف في حال افتقارهم لهذه المهارة. هذا إلى جانب قيمة ما يعرف بـ«عشاء الحفل الراقص»، وهو تقليد يجري فيه، تناول العشاء يوم الحفل في مطعم أو فندق فخم مجاور لموقع الحفل.
ولمزيد من التقاليد الإمبراطورية الأرستقراطية، يصلون إلى المطعم بعربة تجرها الخيول.
من جانبها، تبيع بعض النقابات والاتحادات التي تشرف كل منها على حفل، البطاقات بأسعار مخفّضة لأعضائها وأسرهم وأصدقائهم ومحبيهم، ويشير إعلان لحفل الصيادلة برسم دخول 150 يورو للبطاقة الواحدة فيما يدفع الطلاب 40 يورو فقط.
مثل هذا التقدير ومراعاة لظروف الآخرين من الأمور المحمودة والمتبعة بالنمسا إذ ظلت الحكومة الاشتراكية السابقة تجاهد لتقديم مزيد من الدعم الاجتماعي حتى توفر للعامة من مواطنيها بعض إمكانات الحياة الكريمة وحتى لا تقتصر الرفاهيات كافة على الأثرياء فقط، خصوصاً أنّ النمسا تعتبر دولة ثرية وتتمتع باقتصاد قوي وعلى الرّغم من ذلك قد تجد تفاوتا واضحا بين الأثرياء والفقراء.
يعتبر حفل الأوبرا الأضخم والأغلى والأكثر عالمية إذ يحضره مشاهير وأصحاب مناصب من مختلف العالم، ويتميز بحضور وجه من هوليوود، يحل ضيفاً على مقاول ثري كان قد ترشح سابقا لمنصب الرئاسة.
سبق حفل الأوبرا مؤتمر صحافي مشهود، أعلنت فيه السيدة المشرفة على الحفل بمعية مدير الدار عن أهم فقراتهم بما في ذلك مشاركة 144 شابا وشابة في رقصة الافتتاح وتنوع في البرنامج ما بين باليه وعروض أوبرالية يقدمها أشهر السبرانو والتينور.
من جانبه، ينقل التلفزيون الرسمي سنويا ومحطات أخرى، حفل الافتتاح كاملا بالإضافة للقطات وحوارات مع رسميين ومشاهير. ويتابع الحفل ملايين الناس من حول العالم، باعتباره أكبر حدث نمساوي عالمي ثقافي فني.
حسب التقاليد المتبعة ومع نهاية فقرات الافتتاحات يدعو مديرو مدارس الرقص التي أشرفت على الرقصات، للحضور لرقص الفالس بدعوة أمست هي الأشهر، فينزل إلى الحلقة من كان منهم أكثر ثقة بنفسه بالرقص، ثم رويدا رويدا تمتلئ الحلبة وتفيض إلى أن يحل منتصف الليل تماماً ليدعو المديرون مرة أخرى إلى انتظام الصفوف متقابلة لرقص جماعي، تحت إشرافهم وحسب تعليماتهم التي تصل بمكبر صوت يمسك به المدير وكأنه قائد الأسطول.
وقد يتكرر النداء لرقصة جماعية أخيرة عند الثانية صباحا ليعود الرقص ثنائيا وقد ينفرط وقد يستمر أحيانا حتى الخامسة صباحا يخرج بعدها من ظل صامدا لتناول إفطار مبكر بالغ البساطة من كشك من الأكشاك التي تبيع النقانق مع الخردل وقوفا وسط المدينة التي لم تستيقظ بعد.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».