{رئاسية مصر} في الواقع الافتراضي حشد وتشكيك وقوانين مانعة

رئاسية مصر في الواقع الافتراضي... حشد وتشكيك وقوانين مانعة
رئاسية مصر في الواقع الافتراضي... حشد وتشكيك وقوانين مانعة
TT

{رئاسية مصر} في الواقع الافتراضي حشد وتشكيك وقوانين مانعة

رئاسية مصر في الواقع الافتراضي... حشد وتشكيك وقوانين مانعة
رئاسية مصر في الواقع الافتراضي... حشد وتشكيك وقوانين مانعة

فيما ينتظر المصريون الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في نهاية مارس (آذار) المقبل، بدأ بعض مؤيدي المرشحين المحتملين خوص منافسة انتخابية في «الواقع الافتراضي» عبر إجراء استطلاعات للرأي أو بالمشاركة والحشد في حملات للتغريد والتدوين عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي.
وتتنوع الأسئلة المطروحة من قبل أصحاب الحسابات المختلفة على «السوشيال ميديا» فمن السؤال عما إذا كان متابعوهم حرروا توكيلات للمرشحين المحتملين، وحتى السؤال عمن يؤيدونه؛ تختلف أنواع الاستفتاءات الافتراضية. ومؤخراً أصبح استفتاء طرحه الموقع الإخباري لقناة «روسيا اليوم» هدفاً لمؤيدي المرشحين المحتملين للرئاسة، وبات مادة للحشد للإجابة على سؤال بشأن تأييد أو معارضة ترشيح الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي لدورة رئاسية ثانية، وتسببت حالة «الاستقطاب السياسي» في الواقع الافتراضي، في مشاركة نحو 95 ألف شخص في الإجابة على هذا السؤال وحده، وتحولت نتائجه من رفض الترشح في بداية التصويت إلى تأييده لتصبح 58.9 في المائة من المؤيدين، و41.1 من المعارضين، الأمر الذي فتح بابا للتشكيك في النتائج وكثافة التصويت.
ولا يعتبر الدور المتصاعد لمواقع التواصل الاجتماعي والمشاركة السياسية الافتراضية في الحياة السياسية مستحدثاً أو وليد المنافسة الانتخابية الرئاسية المرتقبة، إذ استخدمت حملة «تمرد» الداعية إلى عزل جماعة الإخوان عام 2013 أدوات مواقع التواصل لجمع توقيعات المواطنين، وخلال الانتخابات الرئاسية التي أجريت عام 2012 كانت الصفحات الرسمية للمرشحين الرسميين مثل (حمدين صباحي، وعمرو موسى، وعبد المنعم أبو الفتوح، وأحمد شفيق، وغيرهم) في أقصى درجات الفاعلية، إلى حد استخدامها في تنظيم أنشطة انتخابية، والاعتماد عليها وسيلة إعلامية لنقل وقائع المؤتمرات واللقاء للمتنافسين.
استفتاء آخر كان محلاً للتنافس بين أنصار المرشحين المحتملين، وطرحه صاحب حساب على موقع «تويتر» ويدعى أحمد حسني، وهو مؤيد للمرشح المحتمل سامي عنان، وجاءت نتائجه بعد تصويت قرابة 200 شخص، أن 38 في المائة يدعمون رئيس الأركان الأسبق للجيش، و34 في المائة مع خيار المقاطعة، بينما جاءت نسبة من أعربوا عن تصويتهم لصالح المرشحين عبد الفتاح السيسي 12 في المائة، وخالد علي 16 في المائة.
وإذا كانت نتائج التصويت بالنسبة لأصحاب الحسابات على مواقع «السوشيال ميديا» مسألة يسيرة، إلا أن إجراء الاستفتاءات واستطلاعات الرأي بشأن الانتخابات الرئاسية في وسائل الإعلام خاصة المصرية، تقع تحت طائلة قوانين «الهيئة الوطنية للانتخابات» التي تدير المنافسة، إذ خصصت القرار رقم 9 لسنة 2018 لوضع ضوابط عملها ونشرها، وجاء فيه أنه «يجب على وسائل الإعلام مراعاة أن يتضمن ما تذيعه أو تنشره من استطلاعات الرأي المعلومات الكاملة عن الجهة التي قامت بالاستطلاع، والجهة التي تولت تمويله والأسئلة التي اشتمل عليها، وحجم العينة ومكانها وأسلوب إجرائه وطريقة جمع بياناته وتاريخ القيام به، وتحديد المجتمع المستهدف ونسبة الخطأ المحتملة في نتائجه (...) ومراعاة القواعد المهنية والأخلاقية المتبعة في إجراء استطلاعات الرأي وموافقة الأجهزة المختصة بالدولة على إجرائها، ويحظر إذاعة أو نشر أي من هذه الاستطلاعات خلال الخمسة أيام السابقة على اليوم المحدد للاقتراع وحتى انتهائه».
الباحث السياسي بمركز الأهرام للدراسات، بهاء محمود، قال لـ«الشرق الأوسط» إن «ثمة متغيرات في تعاطي جيل واسع من الشباب، وبنسبة غير قليلة من الأجيال الأكبر مع الشأن السياسي، فمن جهة لم تعد الأحزاب هي الوعاء الحاضن للتعبير عن وجهات نظرهم، وباتت الحسابات على مواقع التواصل، هي المنصة الأهم لنشر الأفكار والدعوة لتأييد وجهات نظر يتبنونها».
ويواصل محمود، أن «المشاركة بكثافة عن طريق الواقع الافتراضي، أصبحت سمة التعليقات السياسية خاصة فيما يتعلق، بالانتخابات التي تعتمد على أسهل طرق التعبير وهي الاختيار المباشر والانحياز لشخص بعينه، لكنها تكون أقل كثافة إذا ما تطرقت لقضية سياسية جدلية».
ويؤكد أن «الحملات الانتخابية للمرشحين المحتملين للرئاسة، يجب أن تكون حريصة على رصد نتائج تلك الاستفتاءات وما تحمله من نتائج، لأنها تصنع صورة عامة يمكن البناء عليها فيما يتعلق بارتفاع أسهم المرشح أو تراجعها»، غير أن الباحث السياسي حذر في الوقت نفسه «من استغلال بعض المعارضين لمرشح آخر، لثغرات في التصويت يمكن من خلالها حشد ما بات يعرف بـ(الكتائب الإلكترونية) للتصويت لأكثر من مرة بحسابات وهمية وتحقيق نتائج غير واقعية».
وفي شأن قريب الصلة، أجرى الرئيس عبد الفتاح السيسي، أمس: «الكشف الطبي اللازم للترشح في الانتخابات الرئاسية»، وهو الإجراء الذي حددته الهيئة الوطنية للانتخابات للتأكد من «خلو المرشح من الأمراض التي قد تحول دون أداء مهام عمله».
وأعلن المتحدث الرسمي باسم الهيئة الوطنية للانتخابات، المستشار محمود الشريف، أن إجمالي توكيلات المواطنين لصالح المرشحين المحتملين بلغت نحو 917 ألف توكيل.



​تأثيرات كارثية للصقيع في اليمن على السكان والزراعة

مزارعان يمنيان يتحسران على تلف مزروعاتهما بسبب شدة الصقيع (إكس)
مزارعان يمنيان يتحسران على تلف مزروعاتهما بسبب شدة الصقيع (إكس)
TT

​تأثيرات كارثية للصقيع في اليمن على السكان والزراعة

مزارعان يمنيان يتحسران على تلف مزروعاتهما بسبب شدة الصقيع (إكس)
مزارعان يمنيان يتحسران على تلف مزروعاتهما بسبب شدة الصقيع (إكس)

يتكبد المزارعون اليمنيون خسائر كبيرة بسبب موجة الصقيع التي تشهدها البلاد بفعل الموجة الباردة التي تمر بها منطقة شبه الجزيرة العربية تزامناً مع عبور منخفض جوي قطبي، فيما يحذر خبراء الأرصاد من اشتدادها خلال الأيام المقبلة، ومضاعفة تأثيراتها على السكان والمحاصيل الزراعية.

واشتكى مئات المزارعين اليمنيين في مختلف المحافظات، خصوصاً في المرتفعات الغربية والوسطى من تضرر محاصيلهم بسبب الصقيع، وتلف المزروعات والثمار، ما تسبب في خسائر كبيرة لحقت بهم، في ظل شحة الموارد وانعدام وسائل مواجهة الموجة، مع اتباعهم طرقاً متعددة لمحاولة تدفئة مزارعهم خلال الليالي التي يُتوقع فيها زيادة تأثيرات البرد.

وشهد عدد من المحافظات تشكّل طبقات رقيقة من الثلج الناتجة عن تجمد قطرات الندى، خصوصاً فوق المزروعات والثمار، وقال مزارعون إن ذلك الثلج، رغم هشاشته وسرعة ذوبانه، فإنه أسهم في إتلاف أجزاء وكميات من محاصيلهم.

وذكر مزارعون في محافظة البيضاء (270 كيلومتراً جنوب شرقي صنعاء) أن موجة الصقيع فاجأتهم في عدد من الليالي وأتلفت مزروعاتهم من الخضراوات، ما دفعهم إلى محاولات بيع ما تبقى منها قبل اكتمال نضوجها، أو تقديمها علفاً للمواشي.

خضراوات في محافظة عمران أصابها التلف قبل اكتمال نضجها (فيسبوك)

وفي مديرية السدة التابعة لمحافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء)، اشتكى مزارعو البطاطس من تلف الثمار خلال الأيام الماضية، بينما كانوا ينتظرون اكتمال نضوجها للبدء في تسويقها ونقلها إلى منافذ البيع.

ويعتزم غالبية المزارعين التوقف عن الزراعة خلال الأسابيع المقبلة حتى تنتهي موجة الصقيع، مشيرين إلى أن تأثير الموجة يكون أشد على المزروعات في بداية نموها، بينما يمكن للمزروعات التي نمت بشكل كافٍ أن تنجو وتكمل نموها، إلا أنها لن تصل إلى مستوى عالٍ من الجودة.

أسبوع من الخطر

في غضون ذلك حذّر مركز الإنذار المبكر في محافظة حضرموت السكان من موجة برد شديدة، وتشكّل الصقيع على مناطق الداخل، خلال الأيام المقبلة، داعياً إلى اتخاذ أقصى التدابير، واتباع الإرشادات الصحية للوقاية من ضربات البرد القارس، واستخدام وسائل التدفئة الآمنة مع رعاية كبار السن والأطفال من تأثيراتها.

طفلة يمنية بمحافظة تعز تساعد عائلتها في أعمال الزراعة (فيسبوك)

ونبّه المركز المزارعين لضرورة اتباع إرشادات السلامة لحماية محاصيلهم من آثار تشكل الصقيع المتوقع تحديداً على المرتفعات والأرياف الجبلية في مختلف المحافظات.

وخصّ بتحذيراته الصيادين والمسافرين بحراً من اضطراب الأمواج، واشتداد الرياح في مجرى المياه الإقليمية وخليج عدن وحول أرخبيل سقطرى في المحيط الهندي، وسائقي المركبات في الطرق الطويلة من الغبار وانتشار العوالق الترابية نتيجة هبوب رياح نشطة السرعة، وانخفاض مستوى الرؤية الأفقية.

وطالب المركز باتخاذ الاحتياطات لتجنيب مرضى الصدر والجهاز التنفسي مخاطر التعرض للغبار خاصة في المناطق المفتوحة والصحراوية.

وتتضاعف خسائر المزارعين في شمال اليمن بسبب الجبايات التي تفرضها الجماعة الحوثية عليهم، فعلى الرغم من تلف محاصيلهم بسبب الصقيع، فإن الجماعة لم تعفهم من دفع المبالغ المقررة عليهم، خصوصاً أنها - كما يقولون - لجأت إلى فرض إتاوات على محاصيلهم قبل تسويقها وبيعها.

طبقة من الثلج تغطي خيمة نصبها مزارع يمني لحماية مزروعاته من الصقيع (إكس)

ومن جهتهم، حذّر عدد من خبراء الأرصاد من خلال حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي من موجة برد شديدة تستمر حتى مطلع الأسبوع المقبل، على مختلف المناطق والمحافظات، بما فيها الصحارى، وتصل فيها درجة الحرارة إلى ما دون الصفر، مع احتمالات كبيرة لإتلاف مختلف المزروعات والمحاصيل.

صقيع وجراد

وتؤثر موجات الصقيع على أسعار الخضراوات والفواكه بسبب تراجع الإنتاج وارتفاع تكلفته، وإلى جانب ذلك تقل جودة عدد من المنتجات.

وأوضح خبير أرصاد في مركز الأرصاد الخاضع لسيطرة الجماعة الحوثية أن كتلة هوائية قطبية بدأت، أخيراً، التقدم باتجاه المناطق الشمالية والصحراوية، مع هبوب الرياح الشمالية الجافة، متوقعاً أن تسهم في إثارة ونقل كميات كبيرة من الغبار يمتد تأثيرها إلى خارج البلاد.

يمني في محافظة ذمار يتجول على دراجته ملتحفاً بطانية (فيسبوك)

ووفق الخبير الذي طلب التحفظ على بياناته، بسبب مخاوفه من أي عقوبات توقعها الجماعة الحوثية عليه بسبب حديثه لوسائل إعلام غير تابعة لها، فمن المحتمل أن تكون هذه الكتلة الهوائية القطبية هي الأشد على البلاد منذ سنوات طويلة، وأن تمتد حتى السبت، مع وصول تأثيراتها إلى كامل المحافظات.

وبيّن أن التعرض للهواء خلال هذه الفترة قد يتسبب في كثير من المخاطر على الأفراد خصوصاً الأطفال وكبار السن، في حين سيتعرض كثير من المزروعات للتلف، خصوصاً في المرتفعات والسهول المفتوحة، مع احتمالية أن تنخفض هذه المخاطر على المزارع في الأودية والمناطق المحاطة بالمرتفعات.

ووفقاً للخبراء الزراعيين، فإن الصقيع يتسبب في تجمد العصارة النباتية في أوراق النباتات وسيقانها الطرية، وبمجرد شروق الشمس، وتغيّر درجات الحرارة، تتشقق مواضع التجمد أو تذبل، تبعاً لعوامل أخرى.

تحذيرات أممية من عودة الجراد إلى اليمن خلال الأسابيع المقبلة (الأمم المتحدة)

وطبقاً لعدد من الخبراء استطلعت «الشرق الأوسط» آراءهم، فإن تأثيرات الصقيع تختلف بحسب تعرض المزارع للرياح الباردة، إلا أن تعرض المزروعات للرياح الباردة في المرتفعات لا يختلف كثيراً عن وقوع نظيرتها في الأودية والسهول تحت تأثير الهواء الساكن شديد البرودة.

وفي سياق آخر، أطلقت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) تحذيراً من غزو الجراد في اليمن، بعد انتشار مجموعات قليلة منه على سواحل عدة دول مطلة على البحر الأحمر، بما فيها السواحل اليمنية.

وتوقعت المنظمة في تقرير لها أن تزداد أعداد الجراد وتتكاثر في اليمن خلال فصل الشتاء، وأن تتجه الأسراب إلى سواحل البحر الأحمر للتكاثر، ما سيؤدي إلى زيادة كبيرة في أعداد الجراد في المنطقة، بما يشمل اليمن.

ويعدّ الجراد من أكثر التهديدات التي تواجهها الزراعة في اليمن، ويخشى أن يؤثر وصول أسرابه إلى البلاد على الأمن الغذائي.