ترقب في «دافوس» لزيارة ترمب وسط فضول ورفض وترحيب

توقعات بهجومه مجدداً على الممارسات التجارية وإشادته بازدهار الاقتصاد الأميركي

جدل كبير في منتدى دافوس قبيل الزيارة المرتقبة في وقت لاحق من هذا الأسبوع للرئيس الأميركي دونالد ترمب (رويترز)
جدل كبير في منتدى دافوس قبيل الزيارة المرتقبة في وقت لاحق من هذا الأسبوع للرئيس الأميركي دونالد ترمب (رويترز)
TT

ترقب في «دافوس» لزيارة ترمب وسط فضول ورفض وترحيب

جدل كبير في منتدى دافوس قبيل الزيارة المرتقبة في وقت لاحق من هذا الأسبوع للرئيس الأميركي دونالد ترمب (رويترز)
جدل كبير في منتدى دافوس قبيل الزيارة المرتقبة في وقت لاحق من هذا الأسبوع للرئيس الأميركي دونالد ترمب (رويترز)

خلال الأسبوع الحالي في دافوس، يمكن للمشاركين معايشة تجربة «يوم في حياة لاجئ»، أو لعلهم يسمعون عن سبل دعم اتفاق باريس المناخي، وتعزيز التجارة الحرة. أو التعرف إلى بعض من زعماء البلدان الأخرى... حتى يدخل الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى الصورة.
والمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا، هو مكان يجتمع فيه صناع القرارات حول العالم لبحث الوسائل الأمثل لتحسين الأوضاع. والعنوان الرئيس لقمة العام الحالي هو «خلق مستقبل مشترك في عالم متصدع»، إلا أن ذلك ربما لا يكون من الطموحات التي قد نجد لها مكانا ضمن تغريدات الرئيس الأميركي دونالد ترمب.
بدلا من ذلك، سوف يجلب الرئيس ترمب رسالته التقليدية عبر شعار «أميركا أولا»، ولسوف يكون آخر المتحدثين بين مختلف زعماء العالم الحاضرين - من بلدان مثل الهند، وفرنسا، وكندا - الذين يجتمعون من الثلاثاء إلى الجمعة في الأجواء الجليدية السويسرية الباردة.
وكما هو الحال مع ترمب، فهناك تناقضات صارخة تتعلق بردود فعل مختلف الحاضرين لنبأ زيارته. بعض منهم يشعر بالسرور ويأمل في الحوار معه، فيما يقول آخرون بلا حرج إنهم يرغبون في بقائه بعيدا عن القمة، ويتهمونه بأنه صاحب رؤية تخرج عن النطاق العام لدافوس.
يقول الراهب البوذي ماثيو ريكارد، التلميذ القديم للزعيم الروحي دالاي لاما: «إنني أشعر بحزن عميق لأنه سوف يأتي إلى دافوس، ولكنني أتصور أنه ليس هناك ما يمكن فعله حيال ذلك».
ولقد أثار إغلاق الحكومة الأميركية بعض الشكوك بشأن ما إذا كان ترمب سوف يأتي بالفعل إلى القمة من عدمه - ولقد تأخرت مغادرة الوفد الرسمي الأميركي بسبب الإغلاق. ولكن مع تحرك الكونغرس يوم الاثنين نحو إعادة فتح الحكومة للعمل، أعلن البيت الأبيض أنه نتيجة لوقوع بعض الأعطال غير المتوقعة، فإن الوفد الرسمي سوف يتوجه أمس الثلاثاء إلى دافوس، وسوف يلحق به الرئيس الأميركي في وقت لاحق من الأسبوع نفسه.
وفي حين أن زيارة الرئيس ترمب قد تبدو غير متناسقة أو غير مُرحب بها في دافوس، فإنه سوف يلتزم بجانب وحيد من طموحات القمة عند بدء عقد المنتدى الدولي قبل 47 عاما، وهو «الأعمال». ومن المقرر لعدد من مسؤولي المنتدى أن يتسقوا على المنوال نفسه، مما يوحي بأن الولايات المتحدة الأميركية تعد لدفعة اقتصادية ودبلوماسية كبيرة.
ولقد أشار البعض إلى مفارقة أن يكون ترمب، ذو النزعة الشعبوية الذاتية برغم من حياته الفارهة قبل خوضه المعترك السياسي، من بين الحضور في قمة النخبة الدولية. وتكهن البعض بأنه تساوره مشاعر بالحاجة إلى استعادة زخم الأضواء في دافوس بالنسبة للولايات المتحدة بعد عام من انتزاع الرئيس الصيني لذلك الزخم عقب إعلانه أن الصين هي بطل التجارة الحرة والاستقرار في العالم.
وقال مسؤول بالإدارة الأميركية إنه من المتوقع أن يفاخر الرئيس ترمب بالاقتصاد الأميركي المزدهر، والتدابير القانونية مثل الإصلاحات الضريبية الأخيرة، مع توجيه الانتقادات مرة أخرى ضد الممارسات التجارية التي يعتبرها غير منصفة حيال الولايات المتحدة. وقال المسؤول، الذي فضل عدم ذكر هويته الحقيقية لمناقشته الخطط الداخلية، إن ترمب قد اتخذ قراره بالذهاب إلى دافوس لأنه يعتقد أنه يحمل رسالة اقتصادية إيجابية يوجهها إلى العالم.
ومع ارتفاع الأسهم في وول ستريت، فلدى السيد ترمب بعض المؤيدين على الجبهة الاقتصادية، حتى وإن كانوا يأملون في أن يصبح الرئيس أكثر استيعابا مما هو عليه في الواقع.
يقول بيل توماس، رئيس خدمات الأعمال في مؤسسة «كيه بي إم جي» الدولية: «أعتقد أنه من الجيد أنه سوف يحضر القمة. إن الاقتصاد الأميركي يعتمد على المشاركة العالمية، وأعتقد أنه سيذهب إلى دافوس لأنه يعلم ذلك جيدا».
ويتساءل البعض عما إذا كان يمكن لترمب التفوق على نخبة دافوس، أو ما إذا كانوا سوف ينجحون في لفت انتباهه - ومنحه الفرصة لإعادة عرض صورة الإدارة الأميركية في الخارج.
ويقول آندي بولدوين، الشريك الإداري لشركة إرنست آند يونغ للخدمات المالية إن «المؤسسات الأميركية، من حيث السياسات الاقتصادية، تشعر بسرور بالغ للطريقة التي تعمل بها الإدارة الأميركية»، غير أنه أقر بأن جدليات الرئيس ترمب في مواضع أخرى «قد طغت على بعض سياساته».
وكان القائمون على المنتدى أيضا متفائلين. وقال كلاوس شواب، مؤسس المنتدى، في مقابلة أجريت الاثنين الماضي: «من الجيد أن يكون الرئيس الأميركي بيننا، هذا إن سمحت الظروف الجوية والأوضاع في واشنطن بذلك»، مشيرا إلى الإغلاق الحكومي الأميركي. وأعلن البيت الأبيض أنه يراقب الأوضاع عن كثب يوما بعد يوم، وأضاف شواب قائلا: «لا يمكننا، في هذه اللحظة، إصدار أي تعليقات على الأمر»، يقصد حضور الرئيس ترمب القمة.
وخارج مجال الأعمال، برغم كل شيء - سواء بين أنصار حقوق الإنسان، أو أنصار البيئة، أو أنصار السلام، أو أنصار التجارة الحرة - فإن ترمب غالبا غير مُرحب به.
ويقول كينيث روث، المدير التنفيذي لمنظمة هيومان رايتس ووتش، عبر البريد الإلكتروني: «على الرغم من المسمى الرسمي، فإن دافوس يتعلق بما هو أكثر من الاقتصاد. وفي حين أن ترمب يعتزم بلا أدنى شك التبشير بالتقدم الاقتصادي الأميركي في القمة، فإن الكثير من المشاركين فيها سوف يتساءلون عن أشياء أخرى مثل خطاباته المسيئة، وسياساته المتخبطة». وأردف روث: «ما لم يكن يخطط لاعتذار غير مسبوق وعكس لتوجهات سياساته، فسوف يواجه استقبالا باردا للغاية مما يتوقعه على الأرجح».
وبعض من المشاهير سوف يكونون في انتظار ترمب هناك. ومن بينهم المغني البريطاني ألتون جون، الذي استخدم ترمب عنوان أغنيته «الرجل الصاروخ» في السخرية من زعيم كوريا الشمالية. إلى جانب الممثلة الأميركية كيت بلانشيت، التي سخرت من الرئيس ترمب بصورة لاذعة في إحدى الحلقات التلفزيونية بعد أيام فقط من توليه منصبه. وذلك إلى جانب الكثير من الزعماء الأفارقة، التي وصف ترمب بلدانهم بكلمات مسيئة خلال الشهر الحالي.
ولقد بدأت الاحتجاجات المحدودة، ومن المتوقع أن تبدأ موجة أخرى منها في زيوريخ. ولكن سلطات دافوس كانت قد رفضت طلبا من الجماعات اليسارية لتنظيم المظاهرات في القرية يوم الخميس، أي قبل يوم واحد فقط من خطاب الرئيس ترمب، وأصرت على أن المجال ضيق ومحدود للغاية بسبب انهمار الجليد بغزارة هناك.
وجمعت عريضة التماس سويسرية مناهضة للرئيس ترمب أكثر من 16 ألف مؤيد عبر الإنترنت، وكانت تدعوه للبقاء بعيدا وعدم المجيء إلى دافوس.
ومن المتوقع للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في خطابه الأربعاء أن يقدم تشخيصا واضحا حول العولمة، ويثير المخاوف حول البيئة، كما قال أحد المستشارين. ومن شأن خطاب الرئيس الفرنسي أن يشكل سردا مضادا، وبالتالي فإنه من غير المتوقع أن يذكر ترمب بصفته الشخصية، ولكن يمكنك قراءة ما بين السطور بكل تأكيد، كما أفاد المستشار الذي طلب عدم ذكر هويته لأنه غير مخول بالحديث علنا حول هذه القضية.
ولقد كان ترمب حاضرا، بطريقة أو بأخرى، في دافوس. فخلال القمة الماضية، والتي تزامنت مع حفل تنصيبه رئيسا للولايات المتحدة، كان الكثير من الحاضرين يحدقون في شاشات التلفاز ويشاهدون ترمب وهو يعلن عن شعار «أميركا أولا» من داخل مبنى الكابيتول هيل.
وعندما يصل إلى دافوس هذا العام، قد يكون التحفظ هو سمة ذلك اليوم: فلقد أعلن مطار زيوريخ، وهو أقرب الموانئ الجوية من دافوس، منع دخول الصحافيين إلى المطار بسبب وصول الطائرة الرئاسية الأميركية.
وتنشر الشرطة السويسرية أكثر من 4300 ضابط وجندي في المنطقة للتأمين، الأمر الذي وصفه المسؤولون بأنه يتسق مع التدابير المعمول بها في السنوات السابقة. ولكن هذه المرة تعتبر الزيارة الثانية التي يقوم بها الرئيس الأميركي في منصبه بعد الزيارة التي قام بها الرئيس الأسبق بيل كلينتون في عام 2000 مما يعني أيضا تعزيز الإجراءات الأمنية هناك.

- خدمة «واشنطن بوست» - خاص بـ«الشرق الأوسط»


مقالات ذات صلة

وزير الخارجية السعودي يبحث تعزيز التعاون مع رئيس «دافوس»

الخليج وزير الخارجية يستقبل مؤسس ورئيس المنتدى الاقتصادي العالمي (الشرق الأوسط)

وزير الخارجية السعودي يبحث تعزيز التعاون مع رئيس «دافوس»

 استقبل الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي، في مقر الوزارة بالرياض، الاثنين، مؤسس ورئيس المنتدى الاقتصادي العالمي «دافوس» كلاوس شواب.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد 
جانب من انطلاق فعاليات المنتدى العالمي الاقتصادي في الرياض أمس (واس)

مشاركة دولية واسعة في «دافوس الرياض»

انطلقت في العاصمة السعودية الرياض، أمس (الأحد)، أعمال الاجتماع الخاص للمنتدى الاقتصادي العالمي، برعاية الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد، وبمشاركة دولية واسعة.

هلا صغبيني ( الرياض) مساعد الزياني ( الرياض )
الخليج ولي العهد السعودي مستقبلاً أمير الكويت اليوم في الرياض (واس)

محمد بن سلمان يستعرض التطورات وتعزيز العلاقات مع مشعل الأحمد والسوداني

التقى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مع أمير الكويت ورئيس الوزراء العراقي كل على حدة وذلك على هامش أعمال المنتدى الاقتصادي المنعقد في الرياض.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مشاركون في حلقة نقاش جانبية خلال الاجتماع الخاص للمنتدى الاقتصادي العالمي بالرياض في 28 أبريل 2024 (أ.ف.ب)

حزمة مشاريع عراقية جاهزة للتنفيذ تعرض خلال المنتدى الاقتصادي العالمي بالرياض

قال مصدر حكومي مطّلع إن العراق سيقدم خلال المنتدى الاقتصادي العالمي المنعقد في الرياض حزمة من المشاريع الجاهزة للتنفيذ أمام كبريات الشركات المشاركة في المنتدى.

حمزة مصطفى (بغداد)
الاقتصاد وزير الاقتصاد والتخطيط السعودي ورئيس المنتدى الاقتصادي العالمي وعدد من المعنين بالتحضير للمنتدى (صفحة وزارة الاقتصاد والتخطيط على «إكس»)

تحضيرات اجتماع منتدى الاقتصاد العالمي في الرياض بين الإبراهيم وبرينده

ناقش وزير الاقتصاد والتخطيط فيصل الإبراهيم مع رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي بورغي برينده، التحضيرات الجارية للاجتماع الخاص بالمنتدى الذي سيُعقد في المملكة في…

«الشرق الأوسط» (الرياض)

مسؤول: قراصنة إلكترونيون صينيون يستعدون لصدام مع أميركا

القراصنة قاموا بعمليات استطلاع وفحص محدودة لمواقع إلكترونية متعددة مرتبطة بالانتخابات الأميركية (أرشيفية - رويترز)
القراصنة قاموا بعمليات استطلاع وفحص محدودة لمواقع إلكترونية متعددة مرتبطة بالانتخابات الأميركية (أرشيفية - رويترز)
TT

مسؤول: قراصنة إلكترونيون صينيون يستعدون لصدام مع أميركا

القراصنة قاموا بعمليات استطلاع وفحص محدودة لمواقع إلكترونية متعددة مرتبطة بالانتخابات الأميركية (أرشيفية - رويترز)
القراصنة قاموا بعمليات استطلاع وفحص محدودة لمواقع إلكترونية متعددة مرتبطة بالانتخابات الأميركية (أرشيفية - رويترز)

قال مسؤول كبير في مجال الأمن الإلكتروني في الولايات المتحدة، الجمعة، إن قراصنة إلكترونيين صينيين يتخذون مواطئ قدم في بنية تحتية خاصة بشبكات حيوية أميركية في تكنولوجيا المعلومات تحسباً لصدام محتمل مع واشنطن.

وقال مورغان أدامسكي، المدير التنفيذي للقيادة السيبرانية الأميركية، إن العمليات الإلكترونية المرتبطة بالصين تهدف إلى تحقيق الأفضلية في حالة حدوث صراع كبير مع الولايات المتحدة.

وحذر مسؤولون، وفقاً لوكالة «رويترز»، من أن قراصنة مرتبطين بالصين قد اخترقوا شبكات تكنولوجيا المعلومات واتخذوا خطوات لتنفيذ هجمات تخريبية في حالة حدوث صراع.

وقال مكتب التحقيقات الاتحادي مؤخراً إن عملية التجسس الإلكتروني التي أطلق عليها اسم «سالت تايفون» شملت سرقة بيانات سجلات مكالمات، واختراق اتصالات كبار المسؤولين في الحملتين الرئاسيتين للمرشحين المتنافسين قبل انتخابات الرئاسة الأميركية في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني) ومعلومات اتصالات متعلقة بطلبات إنفاذ القانون في الولايات المتحدة.

وذكر مكتب التحقيقات الاتحادي ووكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية أنهما يقدمان المساعدة الفنية والمعلومات للأهداف المحتملة.

وقال أدامسكي، الجمعة، إن الحكومة الأميركية «نفذت أنشطة متزامنة عالمياً، هجومية ودفاعية، تركز بشكل كبير على إضعاف وتعطيل العمليات الإلكترونية لجمهورية الصين الشعبية في جميع أنحاء العالم».

وتنفي بكين بشكل متكرر أي عمليات إلكترونية تستهدف كيانات أميركية. ولم ترد السفارة الصينية في واشنطن على طلب للتعليق بعد.