السعودية تفتح نافذة لرصد تاريخ الجزيرة العربية القديم عبر المصادر الكلاسيكية

من خلال مشروع ترجمة للنصوص الإغريقية والرومانية إلى العربية

المؤتمر الصحافي الذي عقد لإعلان مشروع لرصد تاريخ الجزيرة العربية القديم في المصادر الكلاسيكية («الشرق الأوسط»)
المؤتمر الصحافي الذي عقد لإعلان مشروع لرصد تاريخ الجزيرة العربية القديم في المصادر الكلاسيكية («الشرق الأوسط»)
TT

السعودية تفتح نافذة لرصد تاريخ الجزيرة العربية القديم عبر المصادر الكلاسيكية

المؤتمر الصحافي الذي عقد لإعلان مشروع لرصد تاريخ الجزيرة العربية القديم في المصادر الكلاسيكية («الشرق الأوسط»)
المؤتمر الصحافي الذي عقد لإعلان مشروع لرصد تاريخ الجزيرة العربية القديم في المصادر الكلاسيكية («الشرق الأوسط»)

فتحت السعودية نافذة جديدة بحثاً عن مصدر مهم لكتابة تاريخ الجزيرة العربية القديم، وأنجزت بهذا الخصوص مشروعاً لتوثيق هذا التاريخ، وتحقيق إضافات له من خلال المصادر الكلاسيكية (الإغريقية والرومانية)، وترجمة الأجزاء التي دونت معلومات عن الجزيرة العربية والعرب خلال العصور القديمة في المصادر الكلاسيكية إلى العربية، مع إرفاق النص الأصلي الإغريقي أو اللاتيني، وهو ما يعطي أهمية للباحثين المتخصصين.
وتدشن السعودية هذا المشروع الذي أنجزته دارة الملك عبد العزيز التي تعنى بتاريخ السعودية والجزيرة العربية، في 30 يناير (كانون الثاني) الحالي، ندوة تتناول هذا الإنجاز غير المسبوق، حيث تعدّ المصادر الكلاسيكية مصدراً مهماً لكتابة تاريخ الجزيرة العربية بعد أن دوّن الكتاب الكلاسيكيون القدماء معلومات غنية عنها، بدأت في الظهور تباعاً قبل أكثر من 2500 عام.
وخلال مؤتمر صحافي مشترك عقد أمس (الأحد) في مقر دارة الملك عبد العزيز بحي المربع التاريخي وسط العاصمة السعودية، أكد الدكتور عبد الرحمن بن محمد السدحان الأمين العام المساعد لدارة الملك عبد العزيز التي أنجزت المشروع وتنظم الندوة الخاصة بتدشينه في نهاية الشهر الحالي، أهمية مشروع الجزيرة العربية في المصادر الكلاسيكية الذي يعد خطوة مهمة وتحدياً ضخماً لإضافة مصدر مهم يوثق تاريخها القديم، ضمن مشاريع الدارة في هذا الخصوص وتحقيق أهدافها بتوجيهات من مؤرخ الوطن الأول الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، حيث يوليان الدارة جل اهتمامهما لتحقيق هذه الأهداف.
ومن جانبه، اعتبر الدكتور عبد الله بن عبد الرحمن العبد الجبار مدير مشروع الجزيرة العربية في المصادر الكلاسيكية، رئيس اللجنة العليا للندوة الخاصة التي ستعقد نهاية الشهر الحالي لتدشين المشروع، أنّ المصادر الكلاسيكية (الإغريقية والرومانية) تعدّ مصدراً مهماً لكتابة تاريخ الجزيرة العربية القديم، وتحتوي على مورد معين من المعلومات المهمة، وأنّ المشروع الذي أنجزته الدارة يعد فرصة لتحقيق نتاج علمي يعتمد على منهج البحث التاريخي، لافتاً إلى أن المشروع الذي يشرف عليه استغرق إنجاز المرحلة الأولى منه 5 سنوات، وتميز عن التجارب في بعض الدول العربية بإرفاق النص الأصلي الإغريقي واللاتيني مع الترجمة العربية، ما يزيد أهميتها للباحثين المتخصصين، مشيراً إلى أن المشروع يتميز بالتحري والتوثيق والتثبت باعتبار أن كل عمل يصدر من الدارة يجب أن يراعي هذه الجوانب، كما تميز المشروع بموثوقية النقل وتجنب الأخطاء والمبالغات، وهو ما يفتح نافذة جديدة للبحث عن مصادر أخرى لتاريخ الجزيرة العربية.
وعلى مدى أيام اعتباراً من نهاية الشهر الحالي، تدشن دارة الملك عبد العزيز هذا المشروع الضخم بعقد ندوة عن الجزيرة العربية في المصادر الكلاسيكية، بحضور عدد من المختصين من داخل السعودية وخارجها تدور محاورها حول موضوعات تتعلق بالجزيرة العربية واكتشاف آثارها في كتابات واكتشافات للإغريق والرومان، كما تتناول ملامح من حياة العرب الاجتماعية قبل الإسلام في المصادر اليونانية والرومانية.
يشار إلى أن الكتاب الكلاسيكيين دوّنوا كتابات ومعلومات غنية عن العالم وفي أجزاء منها عن الجزيرة العربية بدأت بالكاتب أخليوس قبل 2500 عام، والمؤرخ هيرودوت في القرن الخامس قبل الميلاد، وبروكوبيوس في القرن السادس الميلادي، كما ظهر كثير من المؤلفات في العصر البيزنطي المتأخر التي نقلت كثيراً من كتابات من سبقهم من المؤرخين والجغرافيين الكلاسيكيين مثل فتيوس القسطنطيني قبل أكثر من ألف عام.



إشادة بانفتاح السعودية على تقديم الفن الراقي

نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
TT

إشادة بانفتاح السعودية على تقديم الفن الراقي

نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»

شهدت الرياض وجدة فعاليات مسرحية وغنائية عقب انتهاء شهر رمضان، انطلقت مع عيد الفطر واستقطبت مشاركات مصرية لافتة، منها مسرحية «حتى لا يطير الدكان»، من بطولة الفنانَيْن أكرم حسني ودرة، في موسمها الثاني على مسرح «سيتي ووك جدة»؛ إلى عرض ستاند أب كوميدي «ذا إيليت» المقام على «مسرح محمد العلي» بالرياض، بينما شاركت الفنانة المصرية أنغام بحفلات «عيد القصيم»، والفنان عمرو دياب بحفلات «عيد جدة».
وتشهد العاصمة السعودية حفل «روائع الموجي»، الذي تحييه نخبة من نجوم الغناء، بينهم من مصر، أنغام وشيرين عبد الوهاب ومي فاروق، بالإضافة إلى نجوم الخليج ماجد المهندس وعبادي الجوهر وزينة عماد، مع صابر الرباعي ووائل جسار، بقيادة المايسترو وليد فايد وإشراف فني يحيى الموجي، ومشاركة الموسيقار رمزي يسى.
عن هذا الحفل، يعلّق الناقد الفني المصري طارق الشناوي لـ«الشرق الأوسط»: «نشجّع تكريس الكلمة الرائعة والنغم الأصيل، فحضور نجوم مصر في فعاليات المملكة العربية السعودية، يشكل حالة تكامل من الإبداع»، معرباً عن غبطته بمشهدية الزخم الفني، التي يواكبها في الرياض وجدة.
ووفق «جمعية المؤلفين والملحنين الرسمية» في مصر، ورصيد محمد الموجي، صاحب مقولة «أنا لا أعمل كالآلة تضع فيها شيئاً فتخرج لحناً؛ إنها مشاعر وأحاسيس تحتاج إلى وقت ليخرج اللحن إلى النور»، قد وصل إلى 1800 لحن، ليعلّق رئيسها مدحت العدل لـ«الشرق الأوسط» بالتأكيد على أنّ «الاحتفاء بالرموز الفنية من (الهيئة العامة للترفيه)، كاحتفالية الموجي، أمر غاية في الرقي ويدعو للفخر»، موجهاً التقدير للجميع في المملكة على النهضة الفنية الكبيرة.
واستكمالاً لسلسلة الفعاليات الفنية، فإنّ مدينة جدة على موعد مع حفلين للفنان تامر عاشور يومي 5 و6 مايو (أيار) الحالي، بجانب حفل الفنانَيْن محمد فؤاد وأحمد سعد نهاية الشهر عينه. وعن المشاركات المصرية في الفعاليات السعودية، يشير الناقد الموسيقي المصري محمد شميس، إلى أنّ «القائمين على مواسم المملكة المختلفة يحرصون طوال العام على تقديم وجبات فنية ممتعة ومتنوعة تلائم جميع الأذواق»، مؤكداً أنّ «ما يحدث عموماً في السعودية يفتح المجال بغزارة لحضور الفنانين والعازفين والفرق الموسيقية التي ترافق النجوم من مصر والعالم العربي». ويلفت شميس لـ«الشرق الأوسط» إلى أنّ «هذا التنوع من شأنه أيضاً إتاحة مجال أوسع للمبدعين العرب في مختلف الجوانب، التي تخصّ هذه الحفلات، وفرصة لاستقطاب الجمهور للاستمتاع بها بشكل مباشر أو عبر إذاعتها في القنوات الفضائية أو المنصات الإلكترونية»، معبّراً عن سعادته بـ«الحراك الفني الدائم، الذي تشهده المملكة، بخاصة في الفن والثقافة وتكريم الرموز الفنية والاحتفاء بهم».
وشهد «مسرح أبو بكر سالم» في الرياض قبيل رمضان، الحفل الغنائي «ليلة صوت مصر»، من تنظيم «الهيئة العامة للترفيه»، احتفالاً بأنغام، إلى تكريم الموسيقار المصري هاني شنودة في حفل بعنوان «ذكريات»، شارك في إحيائه عمرو دياب وأنغام، بحضور نخبة من نجوم مصر، كما أعلن منذ أيام عن إقامة حفل للفنانة شيرين عبد الوهاب بعنوان «صوت إحساس مصر».
مسرحياً، يستعد الفنان المصري أحمد عز لعرض مسرحيته «هادي فالنتين» في موسمها الثاني، ضمن فعاليات «تقويم جدة» على مسرح «سيتي ووك‬» بين 3 و6 مايو (أيار) الحالي. وعنه كان قد قال في حوار سابق مع «الشرق الأوسط»، إنّ «الحراك الثقافي الذي تشهده المملكة يفتح آفاقاً وفرصاً متنوعة للجميع لتقديم المزيد من الفن الراقي».