الحكم بسجن صحافية «مست بالجيش»

TT

الحكم بسجن صحافية «مست بالجيش»

كشف «مركز سكايز» للدفاع عن الحريات الإعلامية والثقافية في لبنان، عن أن المحكمة العسكرية أصدرت حكماً بسجن الصحافية اللبنانية حنين غدار على خلفية تصريح لها في ندوة نظّمها معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، الذي تعمل فيه باحثة، في شهر مايو (أيار) من عام 2014.
وكانت المحكمة أصدرت يوم الأربعاء 10 يناير (كانون الثاني) 2018، حكماً غيابياً بحبس غدار ستة أشهر، بحسب ما أكد وكيل الدفاع عنها المحامي مروان صقر، موضحاً لمركز «سكايز»: «أصدرت المحكمة العسكرية حكمها بعد الادّعاء عليها بتهمة المسّ بالجيش، بسبب تصريح لها عام 2014، خلال ندوة في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، ذكرت خلالها أن «الجيش اللبناني يميّز بين إرهاب سنّي وإرهاب شيعي ويتسامح مع الأخير».
وعن خطوات الدفاع المقبلة، شرح «في القضايا المماثلة يتم الاعتراض على القرار، لكن في هذه القضية لا نستطيع أن نقدّم أي اعتراض بسبب تواجد حنين خارج البلاد».
ووصف «سكايز» الحكم الصادر بحق غدّار، بـ«الأخطر منذ سنوات؛ كونه صادراً عن المحكمة العسكرية، في مسألة تتعلّق بحرية الرأي والتعبير، ما يشكّل سابقة خطيرة في لبنان، يقحم فيها القضاء العسكري نفسه في قضية مدنية بامتياز، ويشكّل أيضاً إجحافاً وتسلّطاً وكمّاً للأفواه وترهيباً متعمّداً يلعب فيها طرفٌ دور الحَكَم، بما يتناقض مع مبدأ المحاكمة العادلة».
وأضاف: «إن هذا الحكم خطوة جديدة في مسار تشبّه السلطات اللبنانية بأنظمة الحكم الاستبدادية في المنطقة، حيث يستخدم القضاء العسكري أداة للقمع، تحت مسميات فضفاضة وحجج واهية». وسأل: «كيف تستقيم الأمور عند من يدّعي الحرص على الحريات وحقوق الإنسان من أهل السلطة بتطبيق الأحكام العسكرية على صحافيين يشاركون في ندوات سياسية؟».
ورأى «سكايز» أن «هذا الحكم المرفوض والمستنكر والمدان جملة وتفصيلاً، والذي يأتي بعد عدد غير قليل من الانتهاكات بحق حرية الرأي والتعبير، يُفقد لبنان ميزته الأساسية بكونه بلد الحريات، ويستوجب ردّة فعل لدى كافة القوى المدنية والسياسية لمقاومة عودة لبنان إلى النظام الأمني الذي حكم بالبلاد أثناء حقبة الوصاية العسكرية السورية».
ويشهد لبنان في الفترة الأخيرة ملاحقات لصحافيين وناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي نتيجة مواقفهم، كان آخرها الادعاء على الإعلامي مارسيل غانم على خلفية استضافته إعلاميين سعوديين واتهامهما بالإساءة إلى رئيس الجمهورية وقائد الجيش ووزير الخارجية و«التهديد بالحرب».



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.