تل أبيب تكشف تفاصيل سياج تحت الأرض على الحدود مع غزة

مزود بأجهزة استشعار تتعرف على أي أعمال حفر

TT

تل أبيب تكشف تفاصيل سياج تحت الأرض على الحدود مع غزة

كشف الجيش الإسرائيلي أمس، تفاصيل سياج كبير تحت الأرض، يبنى حول قطاع غزة للتمكن من احتواء خطر الأنفاق الفلسطينية التي يتم حفرها انطلاقا من القطاع.
ومن المقرر الانتهاء من بناء السياج في منتصف عام 2019، على أن يمتد لمساحة 65 كيلومترا، وسيرافق الجدار المبني من الإسمنت أجهزة استشعار للحركة، مصممة للتعرف على أي أعمال حفر للأنفاق. وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن في السابق عن هذا المشروع، لكن تم إبقاء تفاصيله سرية حتى أمس، حيث تم السماح للصحافيين بمشاهدة جوانب منه.
وأعلن الجيش الإسرائيلي قبل أيام عن تدمير نفق حفرته حركة (حماس)، التي تسيطر على قطاع غزة، مستخدما ضربات جوية ووسائل أخرى لتدمير النفق، الذي يمتد من قطاع غزة إلى الأراضي الإسرائيلية ويمتد حتى مصر. وهذا النفق هو الثالث على الأقل الذي تدمره إسرائيل منذ نهاية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
وفي أبريل (نيسان) 2016 أعلنت إسرائيل العثور على نفق يمتد من قطاع غزة إلى الأراضي الإسرائيلية، وذلك للمرة الأولى بعد حرب غزة في عام 2014.
وتعبر الأنفاق تحت الجدار الذي يغلق بإحكام الحدود الإسرائيلية مع قطاع غزة، وكانت أحد الأسلحة الأكثر فاعلية للفصائل الفلسطينية.
وكان أبرز هدفين للعملية العسكرية الإسرائيلية عام 2014 وقف إطلاق الصواريخ وتدمير الأنفاق. وكان الهجوم الثالث من نوعه على قطاع غزة خلال ست سنوات. وقد أعلن الجيش الإسرائيلي أنه دمر أكثر من 30 نفقا عام 2014، فيما تؤكد «حماس» أنها تواصل حفر الأنفاق.
واتهم تقرير لمراقب الدولة في إسرائيل العام الماضي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وقادة عسكريين بعدم الاستعداد «للخطر الاستراتيجي»، الذي شكلته الأنفاق التي استخدمتها حركة حماس خلال حرب عام 2014.
ومع بناء السياج الجديد تحت الأرض، وأجهزة استشعار الحركة، فإن الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة لن يكون بإمكانها حفر واستخدام الأنفاق، بحسب ما أعلن مسؤول عسكري إسرائيلي كبير، وقال للصحافيين «إنهم يدركون أن السلاح الاستراتيجي المؤلف من الأنفاق تحت الأرض التي تخرق الحدود سينتهي».
ومنذ عام تقريبا، يعمل العمال الإسرائيليون والأجانب على مدار الساعة لاستكمال بناء السياج، الذي يبنى تحت الأرض، شرق السياج الحدودي القائم مع قطاع غزة. وقد تم إنهاء أربعة كيلومترات منه حتى الآن في منطقة بلدة سديروت، شمال قطاع غزة، ومنطقة ناحل عوز، قرب مدينة غزة.
وأوضح المسؤول العسكري أن التقنيات المستخدمة في بناء السياج تشابه تلك التي تستخدم في بناء جدران الدعم للمباني الشاهقة، أو مواقف السيارات تحت الأرض.
وأشار المسؤول العسكري إلى أن السياج تحت الأرض سيكون «عميقا بما فيه الكفاية» لصد هجمات الأنفاق من قطاع غزة.
كما سيتم أيضا بناء سياج أمني جديد طوله ثمانية أمتار فوق الجدار تحت الأرض، سيمنع تسلل الغزاويين داخل إسرائيل، بحسب المسؤول.
ومن جانبه، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، جونثان كونريكوس، للصحافيين خارج بلدة كيسوفيم، والتي تم هدم نفق تابع لحركة الجهاد الإسلامي فيها في شهر أكتوبر الماضي، إن السياج الراهن سيكون «أول سياج مكتمل تحت الأرض»، محذرا من أن «أي محاولة لحفر الأنفاق داخل إسرائيل سيتم تحديدها واستهدافها» من قبل الجيش.
لكن المسؤول العسكري الكبير أوضح أن التخلص من خطر الأنفاق لا يعني أبدا أن الفصائل في قطاع غزة ستوقف الهجمات. وتابع موضحا «أنهم يتدربون، ويبنون قوات للبحر والأرض».



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.