تيلرسون يتهم روسيا بمساعدة كوريا الشمالية في التزود بالوقود

بيونغ يانغ تستعد لعرض عسكري ضخم قبل دورة الألعاب الأولمبية

TT

تيلرسون يتهم روسيا بمساعدة كوريا الشمالية في التزود بالوقود

أعلن وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون أمس، أن روسيا تساعد كوريا الشمالية في الالتفاف على بعض العقوبات المفروضة عليها، لإجبارها على وقف برنامجيها الصاروخي والنووي.
والعام الماضي، أيّدت روسيا العقوبات الدولية التي اقترحتها واشنطن سعيا لإجبار نظام كيم جونغ أون على التفاوض بشأن نزع الأسلحة. لكن تيلرسون قال للصحافيين في طائرته في ساعة متأخرة الأربعاء، إن موسكو لا تطبق الإجراءات بالكامل، بل ربما تحاول تقويضها، خصوصا عبر تزويد الوقود كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف: «يبدو لنا أنّهم لا يطبقون بالكامل العقوبات كافة، وهناك بعض الأدلة على احتمال أن يكونوا يمنعون تطبيق بعض العقوبات». وتابع: «تحدثنا إليهم في هذا الشأن. قالوا إنهم لا يفعلون ذلك، لكننا بالتأكيد لا نحصل منهم على الضمانات نفسها التي نتلقاها من الصينيين». وردا على سؤال حول ماهية المواد التي يتهم موسكو بتزويدها لبيونغ يانغ، قال: «الوقود. الوقود بشكل رئيسي، لكن قطاعات أخرى محتملة أيضا».
ويأتي كلام تيلرسون بعد اتهام الرئيس الأميركي دونالد ترمب روسيا بعرقلة تطبيق العقوبات، وذلك في مقابلة مع وكالة رويترز للأنباء. وقال ترمب إن «روسيا لا تساعدنا البتة حول كوريا الشمالية»، وأضاف: «ما تقوم به الصين لمساعدتنا تضعفه روسيا».
وأكد ترمب أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يمكن أن يساعد إذا أراد ذلك. وأضاف: «لكن مع الأسف ليست لدينا علاقة تذكر مع روسيا، وفي بعض الحالات من المحتمل أن ما تأخذه الصين، تقدمه روسيا».
والصين هي الشريك التجاري الأول لكوريا الشمالية، لكنها تقول إنها تطبق العقوبات الدولية المفروضة على جارتها. غير أنها تعارض بدورها الدعوات المطالبة بحظر شحنات الوقود كافة.
ويخشى القادة الصينيون، بحسب تقارير، أن يتسبب فرض قيود قاسية جدا على مشتقات النفط بانهيار نظام كيم بشكل أكبر بدلا من إجباره على تسليم ترسانته النووية. ويمكن أن يؤدي ذلك إلى الفوضى وأزمة لاجئين في شبه الجزيرة الكورية، مع تدخل محتمل للقوات الأميركية والكورية الجنوبية يجعلها على حدود الصين. لكن واشنطن لا تزال تعمل عن كثب مع بكين حول المسألة، وقال تيلرسون إنه بصدد دراسة خطط طارئة مع مسؤول صينيين كبار.
في سياق متصل، تستعد كوريا الشمالية لتنظيم عرض عسكري كبير ليلة افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في جارتها الجنوبية الشهر المقبل، رغم التوصل إلى توافق نادر مع سيول، على ما أفادت وسائل إعلام أمس.
ووافقت بيونغ يانغ التي أثارت قلقا دوليا كبيرا عبر مواصلتها إجراء تجارب نووية وصاروخية في الشهور الأخيرة، على إرسال رياضيين للألعاب والسير في وفد مشترك تحت علم واحد خلال افتتاح الألعاب المقررة في بيونغ تشانغ من 9 إلى 25 فبراير (شباط)، المقبل. لكن بيونغ يانغ تعهدت أيضا المضي قدما في تنظيم احتفالات الذكرى السبعين لتأسيس جيشها، إذ ذكرت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية (يونهاب) أن الشمال يخطط لتنظيم عرض ضخم في 8 فبراير عشية افتتاح الألعاب في الجنوب.
ونقلت «يونهاب» عن مصدر حكومي في كوريا الجنوبية لم تسمه أن 12 ألف جندي وفرقا من قوات المدفعية وأسلحة أخرى سيشاركون في العرض الذي سينظم قرب بيونغ يانغ. وقال المصدر: «نعتقد أن الشمال سيجري عرضا عسكريا في 8 فبراير لإحياء الذكرى السنوية لتأسيس قواته النظامية».
وأفاد متحدث باسم وزارة الدفاع في كوريا الجنوبية بأن الوزارة لن تعلق على «أي أمور متعلقة بالاستخبارات العسكرية»، كما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية. وتنظم كوريا الشمالية عروضا عسكرية كثيرة في مناسبات متعددة، لكن مواعيد تنظيمها تختلف من عام لآخر.
وفي 2017، نظم نظام كيم جونغ أون عرضا عسكريا ضخما تضمن استعراض أسلحة متعددة، من بينها ما بدا أنه صاروخ باليستي عابر للقارات في 15 أبريل (نيسان)، لمناسبة مرور 105 أعوام على ميلاد مؤسس كوريا الشمالية. واختبر نظام كيم عدة صواريخ باليستية وأجرى تجربة نووية هي الأكبر العام الماضي، وذكر كيم أن بلاده تخطط لاحتفالات كبيرة بالذاكرة السبعين لتأسيس الجيش في خطابه لمناسبة حلول عام 2018. وطلب كيم من الجيش «تنظيم مناورات عسكرية مثل المعارك الحقيقية». اتفقت الكوريتان الشمالية والجنوبية الأربعاء على مشاركة وفد موحد في افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية. كما أعلنتا أن منتخبا موحدا واحدا (الهوكي للسيدات) سيشارك في المنافسات. إلى ذلك، أعلنت كوريا الجنوبية افتتاح صالة وصول ثانية في مطار أنتشون الرئيسي في سيول، ما يتيح مضاعفة سعة استقبال الركاب قبل ثلاثة أسابيع من انطلاق الألعاب الأولمبية.
ومن المتوقع أن تستقطب الألعاب الأولمبية 300 ألف سائح، فيما متوقع أن تسمح الصالة الجديدة بمرور 18 مليون راكب كل عام. وسيربط خط سكة حديد فائق السرعة بين الصالة الجديدة وبيونغ تشانغ حيث تقام الألعاب الأولمبية.
واستغرق بناء الصالة الجديدة تسع سنوات بتكلفة بلغت 4.6 مليارات دولار. وهي أول توسعة كبيرة للمطار منذ افتتاحه في عام 2001. وقد مر 62 مليون راكب ونحو 2.9 مليون طن من الشحنات العام الماضي، عبر صالة المطار الموجودة أصلا، ما يجعل منه أحد أكثر عشرين مطارا بالعالم ازدحاما.



الاحترار يتخطى عتبة 1.5 درجة مئوية في 2023 و2024

آثار الجفاف في جنوب كاليفورنيا يوليو الماضي (أ.ف.ب)
آثار الجفاف في جنوب كاليفورنيا يوليو الماضي (أ.ف.ب)
TT

الاحترار يتخطى عتبة 1.5 درجة مئوية في 2023 و2024

آثار الجفاف في جنوب كاليفورنيا يوليو الماضي (أ.ف.ب)
آثار الجفاف في جنوب كاليفورنيا يوليو الماضي (أ.ف.ب)

تجاوز الاحترار خلال العامين الأخيرين في المتوسط عتبة 1.5 درجة مئوية التي حدّدتها اتفاقية باريس، ما يؤشر إلى ارتفاع مستمر في درجات الحرارة غير مسبوق في التاريخ الحديث، بحسب ما أفاد، الجمعة، مرصد «كوبرنيكوس» الأوروبي. وكما كان متوقعاً منذ أشهر عدة، وأصبح مؤكَّداً من خلال درجات الحرارة حتى 31 ديسمبر (كانون الأول)، يُشكّل 2024 العام الأكثر حرّاً على الإطلاق منذ بدء الإحصاءات سنة 1850، بحسب ما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مرصد «كوبرنيكوس» الأوروبي. ومن غير المتوقع أن يكون 2025 عاماً قياسياً، لكنّ هيئة الأرصاد الجوية البريطانية حذّرت من أن هذه السنة يُفترض أن تكون من الأعوام الثلاثة الأكثر حراً على الأرض.

اتفاقية باريس

وسنة 2025، العام الذي يعود فيه دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، يتعيّن على الدول أن تعلن عن خرائط الطريق المناخي الجديدة، التي تُحَدَّث كل خمس سنوات في إطار اتفاقية باريس. لكن خفض انبعاث الغازات الدفيئة المسبّبة للاحترار يتعثر في بعض الدول الغنية؛ إذ لم تستطع الولايات المتحدة مثلاً خفض هذا المعدّل سوى بـ0.2 في المائة في العام الماضي، بحسب تقرير «كوبرنيكوس». ووفق المرصد، وحده عام 2024 وكذلك متوسط عامي 2023 و2024، تخطى عتبة 1.5 درجة مئوية من الاحترار، مقارنة بعصر ما قبل الصناعة، قبل أن يؤدي الاستخدام المكثف للفحم والنفط والغاز الأحفوري إلى تغيير المناخ بشكل كبير.

احترار المحيطات

خلف هذه الأرقام، ثمّة سلسلة من الكوارث التي تفاقمت بسبب التغير المناخي؛ إذ طالت فيضانات تاريخية غرب أفريقيا ووسطها، وأعاصير عنيفة في الولايات المتحدة ومنطقة البحر الكاريبي. وتطال الحرائق حالياً لوس أنجليس، وهي «الأكثر تدميراً» في تاريخ كاليفورنيا، على حد تعبير الرئيس جو بايدن.

قال علماء إن عام 2024 كان أول عام كامل تتجاوز فيه درجات الحرارة العالمية عتبة 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة (أ.ب)

اقتصادياً، تسببت الكوارث الطبيعية في خسائر بقيمة 320 مليار دولار في مختلف أنحاء العالم خلال العام الماضي، بحسب ما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن شركة «ميونيخ ري» لإعادة التأمين. من شأن احتواء الاحترار عند عتبة 1.5 درجة مئوية بدلاً من درجتين مئويتين، وهو الحد الأعلى الذي حدّدته اتفاقية باريس، أن يحدّ بشكل كبير من عواقبه الأكثر كارثية، بحسب الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتغير المناخي. وتقول نائبة رئيس خدمة التغير المناخي (C3S) في «كوبرنيكوس»، سامانثا بيرجس: «إنّ كل سنة من العقد الماضي كانت أحد الأعوام العشرة الأكثر حرّاً على الإطلاق».

ويستمرّ الاحترار في المحيطات، التي تمتصّ 90 في المائة من الحرارة الزائدة الناجمة عن الأنشطة البشرية. وقد وصل المتوسّط السنوي لدرجات حرارة سطح المحيطات، باستثناء المناطق القطبية، إلى مستوى غير مسبوق مع 20.87 درجة مئوية، متجاوزاً الرقم القياسي لعام 2023.

«النينيا»

التهمت حرائق غابات الأمازون في شمال البرازيل سبتمبر 2024 (أ.ف.ب)

بالإضافة إلى التأثيرات المباشرة لموجات الحرّ البحرية على الشعاب المرجانية أو الأسماك، يُؤثّر الاحترار الدائم للمحيطات على التيارات البحرية والجوية. وتطلق البحار التي باتت أكثر احتراراً مزيداً من بخار الماء في الغلاف الجوي، مما يوفر طاقة إضافية للأعاصير أو العواصف. ويشير مرصد «كوبرنيكوس» إلى أن مستوى بخار الماء في الغلاف الجوي وصل إلى مستوى قياسي في عام 2024؛ إذ تجاوز متوسطه لفترة 1991 - 2020 بنحو 5 في المائة. وشهد العام الماضي انتهاء ظاهرة «النينيو» الطبيعية التي تتسبب بالاحترار وبتفاقم بعض الظواهر المتطرفة، وبانتقال نحو ظروف محايدة أو ظاهرة «النينيا» المعاكسة. وكانت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية حذرت في ديسمبر من أنّ ظاهرة «النينيا» ستكون «قصيرة ومنخفضة الشدة»، وغير كافية لتعويض آثار الاحترار العالمي.