المغرب: الملك يرأس مجلساً للوزراء وحسم مرتقب للتعديل الحكومي

TT

المغرب: الملك يرأس مجلساً للوزراء وحسم مرتقب للتعديل الحكومي

من المقرر أن يرأس العاهل المغربي الملك محمد السادس اليوم في القصر الملكي بالدار البيضاء، مجلساً للوزراء، يجري خلاله المصادقة على عدد من مشاريع القوانين، ومنها مشروع القانون الإطار بشأن إصلاح قطاع التربية والتعليم.
ورجحت مصادر أن يجري اليوم الحسم في التعديل الحكومي المرتقب، والإعلان عن أسماء الوزراء الذين سيعوضون الوزراء الذين جرى إعفاؤهم من مناصبهم بقطاعات الصحة والتعليم والإسكان والتكوين المهني على خلفية تعثّر مشروع «الحسيمة... منارة المتوسط» الذي اعتبر أحد الأسباب التي أدت إلى اندلاع الاحتجاجات في المنطقة منذ ما يزيد على عام. لكن مصادر أخرى استبعدت حصول الحسم في الأسماء اليوم، فيما لم يصدر إعلان رسمي في هذا الخصوص.
وكان تأخر الإعلان عن التعديل الحكومي قد أثار تساؤلات. فعزا بعضهم هذا التأخر إلى الاعتراض على الأسماء التي رشحها حزبا «التقدم والاشتراكية» و«الحركة الشعبية» بسبب ضعف الكفاءة والخبرة، إلا أن الحزب الذي كان أمينه العام نبيل بن عبد الله أحد المُبعدين من الحكومة فيما بات يعرف بـ«الزلزال السياسي»، دافع عن الأسماء التي رشحها لشغل المناصب الشاغرة، كما دافع هو وقياديون آخرون في الحزب بشدة عن وزراء الحزب الذين جرى إعفاؤهم وأبرزهم الحسين الوردي، وزير الصحة، الذي استغرب بن عبد الله إعفاءه على الرغم من أنه أنجز القسم المتعلق بقطاع الصحة في مشروع الحسيمة بشكل كامل، على حد قوله.
وتسببت انتقادات نُسبت إلى مصطفى الرميد، وزير الدولة المكلف بحقوق الإنسان، وهو قيادي في حزب «العدالة والتنمية»، وجهها قبل أيام للوردي، في إثارة جدل كبير حول مستقبل التحالف الذي جمع بين هذا الحزب اليساري والإسلاميين في عهد عبد الإله ابن كيران رئيس الحكومة السابق، ومدى قدرته على الاستمرار في عهد سعد الدين العثماني رئيس الحكومة الحالي الذي خلف ابن كيران على رأس الحزب.
ورداً على ما أثير حول هذا الموضوع، قال الرميد في تصريح أمس إلى الموقع الرسمي لحزبه، إن هناك من يحاول أن يوقع بين «العدالة والتنمية» و«التقدم والاشتراكية» اللذين استطاعا أن ينسجا «تحالفاً قل نظيره في العالم العربي الذي يحتاج إلى ائتلاف كل قواه الحية لتحقيق الديمقراطية الحقة». وبخصوص ما نسب إليه، قال الرميد إنه «أخرج عن سياقه ونسبت إليه استنتاجات غير دقيقة».
وتابع أن «الحكمة لا تسمح بالالتفات إلى بعض الوشايات الرخيصة التي تحاول النيل من إنجاز كبير نسجته قيادة الحزبين منذ سنوات، وخضع لامتحانات صعبة لم تزده إلا متانة ورسوخاً».
وبخصوص قانون إصلاح التعليم المقرر المصادقة عليه من قبل المجلس الوزاري فقد أثار بدوره جدلاً، لا سيما بعدما تضمن فرض رسوم التسجيل في قطاع التعليم، ما جعل كثيرين يحذّرون من الإقدام على إلغاء مجانية التعليم في المغرب. بيد أن الحكومة نفت ذلك خلال اجتماعها الأسبوعي الجمعة الماضي، وأكد سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، مجدداً أمس، أن الحكومة لا تنوي التراجع عن المجانية في التعليم. وقال، في لقاء مع الفريق النيابي لحزبه عُقد في المقر المركزي للحزب في الرباط، إن الفئات الفقيرة والمتوسطة غير معنية بأداء رسوم التسجيل، وإن ما يروج حول إقرار مشروع القانون حول التعليم، الذي ستحيله حكومته قريباً على البرلمان، يهم فقط «الطبقات الميسورة».



وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

زار وفد إسرائيلي رفيع المستوى القاهرة، الثلاثاء، لبحث التوصل لتهدئة في قطاع غزة، وسط حراك يتواصل منذ فوز الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنجاز صفقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار بالقطاع المستمر منذ أكثر من عام.

وأفاد مصدر مصري مسؤول لـ«الشرق الأوسط» بأن «وفداً إسرائيلياً رفيع المستوى زار القاهرة في إطار سعي مصر للوصول إلى تهدئة في قطاع غزة، ودعم دخول المساعدات، ومتابعة تدهور الأوضاع في المنطقة».

وأكد مصدر فلسطيني مطلع، تحدث لـ«الشرق الأوسط»، أن لقاء الوفد الإسرائيلي «دام لعدة ساعات» بالقاهرة، وشمل تسلم قائمة بأسماء الرهائن الأحياء تضم 30 حالة، لافتاً إلى أن «هذه الزيارة تعني أننا اقتربنا أكثر من إبرام هدنة قريبة»، وقد نسمع عن قبول المقترح المصري، نهاية الأسبوع الحالي، أو بحد أقصى منتصف الشهر الحالي.

ووفق المصدر، فإن هناك حديثاً عن هدنة تصل إلى 60 يوماً، بمعدل يومين لكل أسير إسرائيلي، فيما ستبقي «حماس» على الضباط والأسرى الأكثر أهمية لجولات أخرى.

ويأتي وصول الوفد الإسرائيلي غداة حديث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في كلمة، الاثنين، عن وجود «تقدم (بمفاوضات غزة) فيها لكنها لم تنضج بعد».

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، عن عودة وفد إسرائيل ضم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ورئيس جهاز الأمن العام «الشاباك» رونين بار، من القاهرة.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأنه عادت طائرة من القاهرة، الثلاثاء، تقلّ رئيس الأركان هرتسي هاليفي، ورئيس الشاباك رونين بار، لافتة إلى أن ذلك على «خلفية تقارير عن تقدم في المحادثات حول اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في غزة».

وكشف موقع «واللا» الإخباري الإسرائيلي عن أن هاليفي وبار التقيا رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، وكبار المسؤولين العسكريين المصريين.

وبحسب المصدر ذاته، فإن «إسرائيل متفائلة بحذر بشأن قدرتها على المضي قدماً في صفقة جزئية للإفراج عن الرهائن، النساء والرجال فوق سن الخمسين، والرهائن الذين يعانون من حالة طبية خطيرة».

كما أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بأنه جرت مناقشات حول أسماء الأسرى التي يتوقع إدراجها في المرحلة الأولى من الاتفاقية والبنود المدرجة على جدول الأعمال، بما في ذلك المرور عبر معبر رفح خلال فترة الاتفاق والترتيبات الأمنية على الحدود بين مصر وقطاع غزة.

والأسبوع الماضي، قال ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي، إن الشرق الأوسط سيواجه «مشكلة خطيرة» إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل تنصيبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وأكد مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الاثنين، أنه «لن يكون من الجيد عدم إطلاق سراح» الرهائن المحتجزين في غزة قبل المهلة التي كررها، آملاً في التوصل إلى اتفاق قبل ذلك الموعد، وفق «رويترز».

ويتوقع أن تستضيف القاهرة، الأسبوع المقبل، جولة جديدة من المفاوضات سعياً للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة، حسبما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مصدر مقرّب من الحركة، السبت.

وقال المصدر: «بناء على الاتصالات مع الوسطاء، نتوقع بدء جولة من المفاوضات على الأغلب خلال الأسبوع... للبحث في أفكار واقتراحات بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى». وأضاف أنّ «الوسطاء المصريين والقطريين والأتراك وأطرافاً أخرى يبذلون جهوداً مثمّنة من أجل وقف الحرب».

وخلال الأشهر الماضية، قادت قطر ومصر والولايات المتحدة مفاوضات لم تكلّل بالنجاح للتوصل إلى هدنة وإطلاق سراح الرهائن في الحرب المتواصلة منذ 14 شهراً.

وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، السبت، إن الزخم عاد إلى هذه المحادثات بعد فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، الشهر الماضي. وأوضح أنّه في حين كانت هناك «بعض الاختلافات» في النهج المتبع في التعامل مع الاتفاق بين الإدارتين الأميركية المنتهية ولايتها والمقبلة، «لم نر أو ندرك أي خلاف حول الهدف ذاته لإنهاء الحرب».

وثمنت حركة «فتح» الفلسطينية، في بيان صحافي، الاثنين، بـ«الحوار الإيجابي والمثمر الجاري مع الأشقاء في مصر حول حشد الجهود الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والإسراع بإدخال الإغاثة الإنسانية إلى القطاع».

وأشار المصدر الفلسطيني إلى زيارة مرتقبة لحركة «فتح» إلى القاهرة ستكون معنية بمناقشات حول «لجنة الإسناد المجتمعي» لإدارة قطاع غزة التي أعلنت «حماس» موافقتها عليها.