تقدم في أول مباحثات رفيعة المستوى بين بغداد وأربيل

جولة ثانية غداً والتركيز على المطارات والمعابر الحدودية

السيد رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي.
السيد رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي.
TT

تقدم في أول مباحثات رفيعة المستوى بين بغداد وأربيل

السيد رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي.
السيد رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي.

أعلن وفد حكومة إقليم كردستان الذي زار بغداد أمس أن المحادثات التي جرت مع الحكومة الاتحادية كانت إيجابية، مشيراً إلى أن وفداً من الحكومة الاتحادية سيزور أربيل الاثنين (غدا) لبحث المسائل التي تتعلق بالمطارات والأمور الخلافية بين الجانبين.
وأصدر وفد حكومة إقليم كردستان بياناً حول اجتماعه مع مسؤولين في الحكومة الاتحادية، وقال: «بهدف تطبيق قرار ديوان الأمانة العامة لمجلس الوزراء العراقي (137) لعام 2017، الذي أصدره السيد رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، وتضمن تشكيل لجنة عليا لحل الخلافات مع إقليم كردستان خاصة المتعلقة بالمنافذ الحدودية، المطارات، إدارة السدود، زار صبيحة اليوم (أمس) وفد من حكومة إقليم كردستان برئاسة كريم سنجاري (وزير الداخلية) بغداد». ونقلت شبكة «رووداو» الإعلامية عن البيان، أن وفد إقليم كردستان أجرى مباحثات مع لجنة خاصة من الحكومة الاتحادية بإشراف وزير الداخلية قاسم الأعرجي، مشيراً إلى أن الاجتماعات كانت إيجابية.
وبحسب البيان فإن «وزير الداخلية العراقية، قاسم الأعرجي أكد على معالجة الخلافات بين أربيل وبغداد وضرورة إدارة المنافذ الحدودية والجمارك والمطارات والسدود وفقا للدستور والقانون». وأوضح البيان أن وزير داخلية إقليم كردستان كريم سنجاري الذي ترأس الوفد أكد أنه «قام ممثلو وزارة الداخلية وسلطة الطيران المدني وهيئة المعابر الحدودية ومديرية السدود ومديرية المخابرات بطرح جميع ملاحظاتهم الأساسية والرئيسية بخصوص تنظيم العلاقة بين الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم». ولفت البيان إلى أن «المباحثات كانت مكثفة وواضحة مع حكومة بغداد بشأن النقاط التي عرضها أعضاء الوفد الحكومي».
واختتم البيان بأنه «اتفق الجانبان على تنظيم اجتماع ثنائي آخر على ضوء النقاط التي اتفقا عليها»، لافتا إلى أنه تقرر أن يكون الاجتماع التالي في يوم الاثنين المقبل في أربيل من أجل أن يحرر الجانبان محضراً شاملاً بالمعالجات والحلول التي يتم الاتفاق عليها ورفعها المشكلات التي تحتاج إلى قرار من مجلس الوزراء وضرورية لإدارة النشاطات التي تجري في المعابر الحدودية والمطارات المدنية والسدود».
بدوره، وصف المتحدث باسم وزارة الداخلية العراقية، سعد معن، اجتماع أمس بأنه «كان مثمراً وساد فيه جو من الانسجام والتفاهم». وأضاف معن: «الاجتماع بدأ بنقل تحيات السيد رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي إلى الوفد»، مؤكداً أن «وفد الإقليم أبدى تفهماً واضحاً واستجابة طبقاً للدستور العراقي وللقوانين». وأكد أنه «كان واضحاً سبب تراكم بعض المشكلات هو عدم التواصل لأن التواصل الحقيقي بين الوزارات والنية الصادقة بالتأكيد سوف يكون لها الحل الأمثل لكل المشكلات بين الوزارات ومثيلاتها». وشدد على أن على «هناك تفاهمات كثيرة بين الجانبين».
يذكر أن بغداد فرضت في 28 سبتمبر (أيلول) الماضي حظراً على الرحلات الدولية في مطاري أربيل والسليمانية، إثر إجراء استفتاء الاستقلال في الخامس والعشرين من الشهر ذاته.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.