قواعد أوروبية جديدة لمكافحة تمويل الإرهاب

في إطار خطة عمل اقترحتها مفوضية بروكسل

TT

قواعد أوروبية جديدة لمكافحة تمويل الإرهاب

قال البرلمان الأوروبي في بروكسل إن أعضاء لجنة الحريات المدنية سيصوتون اليوم الخميس على قواعد جديدة لتجهيز دول الاتحاد بشكل أفضل لتجميد ومصادرة أصول المجرمين في دول الاتحاد الأوروبي، وذلك في إطار مجموعة من الإجراءات الهادفة إلى تعزيز مكافحة تمويل الإرهاب والجريمة المنظمة. وتعتبر المؤسسة التشريعية الأعلى في التكتل الأوروبي أن تلك القواعد تتيح للسلطات الوطنية في الدول الأعضاء تجميد الأصول المعرضة لخطر نقلها فجأة إذا لم يتخذ أي إجراء في شأنها.
وقبل أيام من نهاية ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وافقت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي على الاتفاق الذي جرى التوصل إليه بين الرئاسة الدورية للاتحاد من جهة والبرلمان الأوروبي من جهة أخرى في شأن تعزيز قواعد التكتل الموحد لمواجهة تمويل الإرهاب وغسل الأموال. ويشكل هذا الأمر جزءاً من خطة عمل لمكافحة الإرهاب قدمتها المفوضية الأوروبية عام 2016. في أعقاب موجة من الهجمات في القارة.
وقالت رئاسة الاتحاد إن الاتفاق الذي جرى التوصل إليه يُعتبر خطوة مهمة على طريق إزالة الوسائل المتاحة للإرهابيين ويتضمن تدابير جديدة من شأنها أن تساعد السلطات على تتبع التدفقات المالية بشكل أفضل وتعطيل تمويل الشبكات الإجرامية. وأوضح المجلس الوزاري الأوروبي، في بروكسل، أن الاتفاق يتضمن مشروعات لتحقيق هدفين، الأول منع استخدام النظام المالي لتمويل الأنشطة الإجرامية ومنها غسل الأموال وتمويل الإرهاب، والآخر يتعلق بتعزيز قواعد الشفافية للحيلولة دون إخفاء الأموال على نطاق واسع. وقال المجلس الوزاري الأوروبي إن الهدف من ذلك هو الوصول إلى إغلاق الطريق أمام تمويل الأنشطة الإجرامية دون إعاقة الأداء العادي للأسواق المالية ونظم الدفع، كما يسعى النص المتفق عليه إلى تحقيق التوازن بين الحاجة إلى زيادة الأمن وحماية الحقوق الأساسية والحريات الاقتصادية.
ومع مطلع العام الحالي، قالت بلغاريا في أول يوم عمل لها في رئاسة الاتحاد الأوروبي إن «أوروبا تحتاج إلى الأمن والاستقرار والتضامن، معتبرة أن أزمة الهجرة والأعمال الإرهابية على مدى السنوات الماضية أظهرت مدى الضعف الذي تعاني منه القارة العجوز، كما أن أوروبا مستقرة تعني بالنسبة إلى المواطنين أن الاتحاد الأوروبي يعتني بازدهارهم ورفاهيتهم، كما أن أوروبا قوية ومتماسكة يعتبر مطلباً ضرورياً لأن جميع الدول الأعضاء تواجه تحديات رئيسية ولا يمكن التغلب عليها إلا بالعمل المشترك وليس على المستوى المحلي أو الوطني».
يذكر أنه، في الإطار نفسه، وعلى صعيد الدول الأعضاء، قررت الحكومة البلجيكية منتصف الشهر الماضي، تجميد ممتلكات وأصول وأموال لأشخاص يشتبه في علاقتهم بالإرهاب، وصدر مرسوم ملكي بهذا الصدد ونُشر في الجريدة الرسمية. وقال وزير الداخلية جان جامبون في تغريدة له: «يتعلق الأمر بإضافة 16 شخصا إلى القائمة الخاصة بالأشخاص الذين يشتبه في علاقتهم بالإرهاب».


مقالات ذات صلة

«داعش» يحاصر 500 مزارع في نيجيريا

أفريقيا حاكم ولاية بورنو حذر المزارعين من التعامل مع الإرهابيين (صحافة محلية)

«داعش» يحاصر 500 مزارع في نيجيريا

قالت نيجيريا إن الحرب التي يخوضها جيشها ضد مقاتلي «داعش» وجماعة «بوكو حرام»، أسفرت خلال هذا الأسبوع عن مقتل 76 مسلحاً.

الشيخ محمد (نواكشوط )
أوروبا تصاعدت التهديدات الإرهابية على الحدود الجنوبية للجزائر (أرشيفية - متداولة)

إسبانيا تعلن اختطاف أحد مواطنيها شمال أفريقيا

قالت وزارة الخارجية الإسبانية، الجمعة، إن رجلاً إسبانياً اختُطف في شمال أفريقيا، دون تقديم تفاصيل.

«الشرق الأوسط» (مدريد )
آسيا مسلمون شيعة يرددون شعارات تنديداً بمقتل أفراد من طائفتهم على يد مسلحين في منطقة كورام (أ.ب)

باكستان: 10 قتلى بهجوم على موكب شاحنات في ظل أعمال عنف طائفية

قُتل ثمانية مدنيين وعنصران من قوى الأمن في هجوم، الخميس، استهدف موكب شاحنات تنقل مواد غذائية في شمال غربي باكستان الذي يشهد أعمال عنف طائفية.

«الشرق الأوسط» (بيشاور)
آسيا أقارب وسكان محليون يحضرون جنازة ضابط شرطة قُتل على يد مسلحين مشتبه بهم في ديرا إسماعيل خان بباكستان في 15 يناير 2025... وتشهد باكستان موجة من عنف المتمردين لا سيما في مقاطعات خيبر بختونخوا الغربية في الشمال (إ.ب.أ)

الجيش الباكستاني يعلن القضاء على 22 إرهابياً

أعلن الجيش الباكستاني القضاء على 22 مسلحاً من العناصر الإرهابية خلال عمليات أمنية تم تنفيذها في منطقة «وادي تيرا» شمال غربي باكستان

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)
أفريقيا قادة المناطق العسكرية الحدودية للدول الثلاث خلال اجتماع لنقاش مخاطر الإرهاب (الوكالة الموريتانية للأنباء)

الإرهاب العابر للحدود يثير قلق موريتانيا والسنغال

قرر كل من موريتانيا ومالي والسنغال تعزيز التعاون الأمني على الحدود المشتركة بين الدول الثلاث في ظل تصاعد وتيرة الإرهاب والجريمة المنظمة.

الشيخ محمد (نواكشوط)

أكثر من نصفهم في غزة... عدد قياسي لضحايا الأسلحة المتفجرة في 2024

فلسطيني يحمل جسداً ملفوفاً لضحية من ضحايا الغارات الإسرائيلية على غزة (أ.ف.ب)
فلسطيني يحمل جسداً ملفوفاً لضحية من ضحايا الغارات الإسرائيلية على غزة (أ.ف.ب)
TT

أكثر من نصفهم في غزة... عدد قياسي لضحايا الأسلحة المتفجرة في 2024

فلسطيني يحمل جسداً ملفوفاً لضحية من ضحايا الغارات الإسرائيلية على غزة (أ.ف.ب)
فلسطيني يحمل جسداً ملفوفاً لضحية من ضحايا الغارات الإسرائيلية على غزة (أ.ف.ب)

خلُص تقرير جديد إلى أن عدد ضحايا الأسلحة المتفجرة من المدنيين وصل إلى أعلى مستوياته عالمياً منذ أكثر من عقد من الزمان، وذلك بعد الخسائر المدمرة للقصف المُكثف لغزة ولبنان، والحرب الدائرة في أوكرانيا.

ووفق صحيفة «الغارديان» البريطانية، فقد قالت منظمة «العمل على الحد من العنف المسلح» (AOAV)، ومقرها المملكة المتحدة، إن هناك أكثر من 61 ألف مدني قُتل أو أصيب خلال عام 2024، بزيادة قدرها 67 في المائة على العام الماضي، وهو أكبر عدد أحصته منذ بدأت مسحها في عام 2010.

ووفق التقرير، فقد تسببت الحرب الإسرائيلية على غزة بنحو 55 في المائة من إجمالي عدد المدنيين المسجلين «قتلى أو جرحى» خلال العام؛ إذ بلغ عددهم أكثر من 33 ألفاً، في حين كانت الهجمات الروسية في أوكرانيا السبب الثاني للوفاة أو الإصابة بنسبة 19 في المائة (أكثر من 11 ألف قتيل وجريح).

فلسطينيون يؤدون صلاة الجنازة على أقاربهم الذين قُتلوا بالغارات الجوية الإسرائيلية في مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح (د.ب.أ)

وشكّلت الصراعات في السودان وميانمار معاً 8 في المائة من إجمالي عدد الضحايا.

ووصف إيان أوفيرتون، المدير التنفيذي لمنظمة «العمل على الحد من العنف المسلح»، الأرقام بأنها «مروعة».

وأضاف قائلاً: «كان 2024 عاماً كارثياً للمدنيين الذين وقعوا في فخ العنف المتفجر، خصوصاً في غزة وأوكرانيا ولبنان. ولا يمكن للمجتمع الدولي أن يتجاهل حجم الضرر الناجم عن هذه الصراعات».

هناك أكثر من 61 ألف مدني قُتل أو أصيب خلال عام 2024 (أ.ب)

وتستند منظمة «العمل على الحد من العنف المسلح» في تقديراتها إلى تقارير إعلامية باللغة الإنجليزية فقط عن حوادث العنف المتفجر على مستوى العالم، ومن ثم فهي غالباً ما تحسب أعداداً أقل من الأعداد الحقيقية للمدنيين القتلى والجرحى.

ومع ذلك، فإن استخدام المنظمة المنهجية نفسها منذ عام 2010 يسمح بمقارنة الضرر الناجم عن المتفجرات بين كل عام، ما يُعطي مؤشراً على ما إذا كان العنف يتزايد عالمياً أم لا.