نتائج التأثر بتوقعات الأبراج «مرعبة»

علامات الأبراج
علامات الأبراج
TT

نتائج التأثر بتوقعات الأبراج «مرعبة»

علامات الأبراج
علامات الأبراج

لا تبدأ وديان يومها قبل أن تلتقط الجريدة من أمام باب منزلها، وتلقي نظرة على الصفحة الأخيرة حيث توقعات الأبراج، فتتسمر عيناها على الخانة المخصصة لبرج السرطان، وإما أن تبتسم متفائلة، وإما أن ترمي الجريدة على الكرسي الجانبي وتعود لغرفتها عابسة.
وحال وديان لا تختلف كثيرا عن أحوال العديد من الشبان والشابات الذين يقعون ضحية حبهم لاكتشاف ما يخبئه المستقبل.
ومع بداية كل عام جديد، تنهمر التوقعات من كل حدب وصوب، لتملأ شاشات التلفزة ووسائل الإعلام الأخرى. وجوه تحاول ربط مصير مليارات الأشخاص بأبراج فلكية محددة.
وأصبحت عملية التخطيط للعام الجديد لدى كثيرين مرتبطة بتوقعات برجهم ومواقع الكواكب بأفلاكهم، فلا يقومون بأي خطوة قبل التأكد من أن الحظ من نصيبهم.
وهذا على الأقل ما يؤكده الطالب الجامعي حسن اللحام، فيشرح حسن أنه ينتظر بفارغ الصبر توقعات برجه مطلع كل عام، ويضيف: «لا يمكنني أن أبدأ أي مشروع جديد قبل التأكد من أن برجي مناسب لهذه الخطوة، فالأبراج علم بحد ذاته، ودراسة الأفلاك هي اختصاص جامعي تقدمه أهم الجامعات الأجنبية».
ويرفض حسن اعتبار من يحبون الاطلاع على أبراجهم، ويؤمنون بعلم الفلك «ملحدين أو مشعوذين»، ويتابع: «بما أنني أنتمي إلى عائلة ملتزمة دينيا، لا يحبذ الأهل والأقارب الاعتماد على الأبراج في أي خطوة أتخذها، ويتهمني بعضهم بأنني لا أؤمن بالله».
أما جيسيكا القاضي، وهي أم لمولود جديد، تصف شغفها بتوقعات الأبراج بـ«الأكسجين»، وتقول: «لا أنتظر بفارغ الصبر التوقعات السنوية للأبراج فحسب، بل أبدأ كل أيامي بقراءة برجي وما تحمله الكواكب والأفلاك لي ولعائلتي». وتعترف جيسيكا بأن ما تفعله يعد نوعا من «الإدمان العاطفي وغير العقلاني»، لكنها تؤكد في الوقت نفسه أن معظم ما تسمعه من توقعات تترجم فعليا في أحداث حياتها اليومية.
وأوضحت الاختصاصية النفسية نور الحلو، أن «حب الناس لاستشراف المستقبل ومعرفة ما قد تخبئه لهم الأيام المقبلة، أمر يعود إلى أكثر من 400 عام، حيث إن الطبيعة البشرية بحد ذاتها تميل إلى اكتشاف المجهول وتصديق كل ما هو سعيد وإيجابي».
فشرحت الحلو أن الأشخاص الذين يبدون شغفا بالأبراج، عادة ما تكون لديهم تجارب إيجابية مع التوقعات، أي أن الشخص الذي يسمع توقعات برجه لأول مرة، ويجد تطابقا بينها وبين مجريات حياته، يتشجع بدافع بديهي إلى الاستماع لما يحمله برجه بالمرة المقبلة، والعكس صحيح. فالأشخاص الذين لا يلمسون أي أحداث مشتركة من المرة الأولى يتجاهلون الأمر وينسونه.
وحذرت الحلو من الاستماع للأبراج بشكل يومي ومستمر، قائلة: «من الطبيعي أن يلجأ الأشخاص إلى الاطلاع على معلومات يقال عنها علمية ومدروسة، ولكن من غير الطبيعي أن يتجه البعض إلى ربط مصير حياتهم بما يقوله أفراد مهما وصلوا لدرجات متقدمة من المراحل العلمية والبحثية. فالتأثر بالأبراج يقود في بعض الأحيان إلى القلق من المستقبل، فيصبح الشخص مدمنا على أفكار خيالية، وتنمي هذه العادة حس الخضوع لأحداث قد لا تحصل أبدا. فنتائج التعلق بهذه التوقعات مرعبة حقا».
وسردت الحلو قصة قريب لها توفي منذ سنتين إثر أزمة نفسية. فبعدما كان الشاب يعاني من ضائقة مادية، بدأ متابعة برجه يوميا بهدف الاستماع إلى خبر إيجابي وواعد بانفراجات قريبة. وبعد أن فشلت التوقعات بتأدية المهمة، تأزمت حالته النفسية، وأقدم على الانتحار.
وفسر المرشد الاجتماعي أمين جمال ظاهرة «التعلق بالأبراج والأفلاك» بالاستناد إلى كتاب يؤمن به، وهو «سر الحياة»، ويقول إن «ما يحصل معنا هو نتيجة ما نفكر به، أي أن الطاقة التي نبثها، تعود إلينا كما هي». وأضاف: «إذا قلت لشخص قبل ذهابه للعمل أن اليوم هو يوم محظوظ وأنه سيبدع بما يقوم به، فسيذهب هذا الشخص إلى عمله متفائلا، وسيجذب الطاقة الإيجابية لاإراديا، ما يؤدي بدوره إلى تحقيق النتائج المرجوة».
وأوضح جمال أن ما يعانيه الشباب على وجه الخصوص من مشكلات يومية في العمل وعلى المستوى العاطفي، بسبب ضغوطات الحياة اليومية، يدفعهم إلى الهروب لقراءة الأبراج بهدف التسلية، فتتطور هذه الحالات أحيانا إلى حد التعلق الشديد وفقدان التركيز والاكتئاب.



مصر: إلغاء ترخيص فيلم «المُلحد» ومنع عرضه في دور السينما

فيلم «الملحد» واجه أزمات متعددة (الشركة المنتجة)
فيلم «الملحد» واجه أزمات متعددة (الشركة المنتجة)
TT

مصر: إلغاء ترخيص فيلم «المُلحد» ومنع عرضه في دور السينما

فيلم «الملحد» واجه أزمات متعددة (الشركة المنتجة)
فيلم «الملحد» واجه أزمات متعددة (الشركة المنتجة)

قال المحامي مرتضى منصور إن القضاء الإداري في مصر أصدر قراراً بإلغاء ترخيص فيلم «الملحد» ومنع عرضه في جميع السينمات، بداعي «إساءته للدين الإسلامي»، وذلك على خلفية الدعوى التي قدمها منصور واختصم فيها عدداً من المسؤولين وصناع الفيلم، وصدر على أثرها الأربعاء تقرير «المفوضين».

ووفق بيان منصور، فإن «تقرير هيئة المفوضين الذي أعده المستشار محمد جمال يوسف المفوض بمجلس الدولة وإشراف المستشار محمود عبد الله عامر، نائب رئيس مجلس الدولة، انتهى إلى قبول دعواه وإلغاء الترخيص الصادر بعرض الفيلم الملحد ومنع عرضه».

وتعرّض الفيلم لعدة أزمات منذ الإعلان عنه، من بينها التحفظات الرقابية، وانسحاب الفنان الراحل مصطفى درويش بعد بدء تصوير مشاهده، اعتراضاً على بعض آراء مؤلفه إبراهيم عيسى.

وقبيل عرض الفيلم بأيام أثار الإعلان الترويجي الاستياء بشكل واسع وفجر جدلاً في مصر، وانتشر أكثر من وسم عبر مواقع التواصل الاجتماعي تدعو لمقاطعته، احتجاجاً على آراء مؤلفه.

وكانت محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة قد قررت تأجيل دعوى أقامها المحامي المصري مرتضى منصور مطالباً بوقف عرض الفيلم، إلى 24 سبتمبر (أيلول) الماضي لتقديم المستندات، واختصم منصور في دعواه كلاً من وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو، ورئيس الرقابة على المصنفات الفنية الدكتور خالد عبد الجليل، ومؤلف الفيلم إبراهيم عيسى، والمنتج أحمد السبكي، وطالب بسحب تراخيص الفيلم.

الملصق الدعائي لفيلم «الملحد» (الشركة المنتجة)

من جانبه، أكد المنتج المصري كريم السبكي أن شركة السبكي للإنتاج الفني لم يصلها أي مستند رسمي بشأن قرار المنع، وأنه علم بالقرار عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

كما أكد السبكي لـ«الشرق الأوسط» أن الفيلم مر بجميع الإجراءات القانونية وحصل على الموافقات والتصاريح اللازمة، مستبعداً تحديد وقت معين لعرض لفيلم.

وتدور أحداث فيلم «الملحد» حول رجل دين متشدد وابنه الذي يتمرد على أفكاره ويعلن إلحاده، الفيلم من بطولة أحمد حاتم، وحسين فهمي، ومحمود حميدة، وصابرين، وتارا عماد، من إخراج محمد العدل وإنتاج أحمد السبكي، وكان من المقرر طرحه في 14 أغسطس (آب) الماضي.

وأعرب الناقد الفني المصري محمد الروبي عن اندهاشه من منع عرض الفيلم بعد الموافقة عليه من الجهات الرقابية.

وتساءل الروبي في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» عن أسباب المنع من العرض، لا سيما أن الفيلم لم يشاهده أحد، ولم تواجه أحداثه أي انتقادات لأنه لم يطرح للمشاهدة من الأساس، كما يرى الروبي أن «الجهة المنوط بها المطالبة بعرض الفيلم وتوضيح أسباب منعه، جهاز الرقابة الذي أجازه».

وفي تصريحات لوسائل إعلام محلية، أكد المخرج المصري ماندو العدل أنه لا يملك أي معلومات بشأن قرار إلغاء عرض فيلم «الملحد» في دور العرض، كما أعرب عن استيائه من القرار، بعد حصوله على التراخيص والموافقة الرقابية.