محمد عبده وأليشيا كيز يختتمان مهرجان موازين لإيقاعات العالم

حملا جمهور مدينة الرباط بين موسيقى «آر أند بي» وإحساس الطرب الخليجي

أحيا محمد عبده حفله مرفوقا بفرقة موسيقية مغربية بقيادة المايسترو عبد الرحيم منتصر (تصوير: مصطفى حبيس)
أحيا محمد عبده حفله مرفوقا بفرقة موسيقية مغربية بقيادة المايسترو عبد الرحيم منتصر (تصوير: مصطفى حبيس)
TT

محمد عبده وأليشيا كيز يختتمان مهرجان موازين لإيقاعات العالم

أحيا محمد عبده حفله مرفوقا بفرقة موسيقية مغربية بقيادة المايسترو عبد الرحيم منتصر (تصوير: مصطفى حبيس)
أحيا محمد عبده حفله مرفوقا بفرقة موسيقية مغربية بقيادة المايسترو عبد الرحيم منتصر (تصوير: مصطفى حبيس)

أسدل كل من الفنان السعودي محمد عبده والفنانة الأميركية أليشيا كيز الستار على فعاليات مهرجان موازين لإيقاعات العالم، في نسخته الـ13، في حفلين قسما جمهور مدينة الرباط بين عشاق الطرب الخليجي وموسيقى «آر أند بي» و«السول».
وأحيت الفنانة الأميركية أليشيا كيز الحفل أمام جمهور حاشد عاشق لموسيقى الـ«آر أند بي» ولصوت أليشيا الذي يعد من أقوى الأصوات في عالم الغناء، واستهلت العرض بأغنية «نيويورك»، المدينة التي تنحدر منها، وواكب أداءها عرض شريط فيديو تجول بجمهور موازين في حي «مانهاتن»، انطلاقا من جسر بروكلين الشهير.
وسبحت كيز بالجماهير الغفيرة إلى عوالم الرومانسية، بباقة من أغانيها الناجحة من قبيل «كارما»، و«يو دونت نو ماي نايم»، التي بدأتها بتجسيد مكالمة هاتفية مع حبيبها الذي لا يعرف حتى اسمها، وأخبرته بوجودها في المغرب وتطلعها لرؤيته في حفلها، مواصلة تألقها بأداء أغاني «ليسن تو يور هارت»، و«تراي سليبين ويذ أبروكن هارت»، و«ليميتدلس»، و«كام باك» و«لايك يو ويل نيفر سي مي أغان»، رافقتها بعزفها المتفرد على البيانو، كما اعتادت في جل حفلاتها حول العالم.
وقالت كيز مخاطبة الجمهور: «أنا فخورة بوجودي بالرباط، وسعيدة بجمهوري المغربي، وأود لو تبادلونني الإحساس نفسه الليلة»، وأضافت: «من الرائع الوجود بالمغرب ولقاء جمهور الرباط، وأود أن أشكركم على الحب الذي بادلتموني به سواء في الشارع أو هنا على المسرح».
واحتفظت النجمة المتوجة بـ12 جائزة غرامي، بأجمل أغانيها إلى الربع ساعة الأخير من الحفل، حيث أهدت الجمهور المتعطش للإيقاع الهادئ والكلمة المعبرة أغنيتها المفضلة «هاو كام يو دونت كول مي»، التي انتهى أداؤها بارتفاع أضواء الهواتف الجوالة منيرة سماء منصة السويسي، قبل أن تبشر بيوم جديد من الاحتفال مع أغنيتها «نيو داي»، وأغنيتها الأشهر «غيرل أون فاير»، قبل أن تنهي عرضها بالطريقة ذاتها التي بدأت بها الحفل؛ بأغنية «نيويورك».
وأوضحت كيز خلال مؤتمر صحافي بدار الفنون قبيل الحفل، أن ألبومها المقبل يعد أفضل عمل أنجزته حتى الآن في مسيرتها الفنية. وأوضحت أن هذا الألبوم، الذي يعكس بشكل أكبر اهتماماتها وأهدافها ويفتح حوارا جديدا حول الأشياء التي تواجه الناس في عالم اليوم، سيفتح «صفحة جديدة» بالنسبة إليها.
وأبرزت أن ألبومها المقبل سيعود إلى روح موسيقى «السول» ويثبت أن هذا اللون الفني «ما زال حيا»، وعدت أن موسيقى «السول» أقرب إلى شعور منه إلى جنس موسيقي جامد، وأن أجمل ما فيه هو الإمكانية التي يتيحها للفنان للغوص في أعماق روحه وتمكين الناس من سبر أغوار أرواحهم.
وأعربت كيز عن فخرها بالمشاركة في آخر عمل للفنانة العالمية الراحلة ويتني هيوستن، مبرزة أنها كانت كبيرة بالعمل وببناء علاقة صداقة وأخوة مع شخصية شكلت بالنسبة إليها وباقي فناني جيلها مثلا أعلى.
وفي معرض ردها على سؤال بخصوص متطلبات الصناعة الموسيقية اليوم، وجنوحها نحو تقديم جسد المرأة على حساب موهبتها الفنية، رأت أن هذا التوجه الذي تعزز بشكل لافت خلال الـ50 سنة الماضية يعد سمة مشتركة مع باقي الصناعات الأخرى التي تركز على الصورة، مشددة على أن «أساليب التحايل عمرها قصير، وأن الموهبة هي التي تدوم».
وتُعَد الفنانة أليشيا كيز علامة بارزة في سماء موسيقى «السول» و«آر أند بي»، حيث باعت أكثر من 30 مليون أسطوانة، علاوة عن احتلالها للمرتبة الخامسة في تصنيف أحسن مغني أسلوب «آر أند بي» وأسلوب الـ«هيب هوب».
وفي المنصة الشرقية للمهرجان، عرف حفل فنان العرب محمد عبده حضورا جماهيريا فريدا من عشاق الطرب الخليجي بالرباط الذين يكنون للفنان السعودي مكانة خاصة، ورددوا معه جل أغانيه التي قدمها خلال الحفل.
وزاوج محمد عبده خلال في الحفل بين قصائد فصيحة معتقة وزجل خليجي راقٍ، من قبيل «شبيه الريح» التي دشن بها الحفل، وصولا إلى رائعته «الأماكن» التي ارتفعت بها حرارة التفاعل بين الفنان وجمهوره، مرورا بـ«اختلفنا»، و«لنا الله»، و«بنت النور».
وأحيا محمد عبده حفله مرفوقا بفرقة موسيقية مغربية بقيادة المايسترو عبد الرحيم منتصر، المعروف في الوسط الموسيقي الخليجي، مع انضمام عناصر موسيقية سعودية، خصوصا على الإيقاع وفي الكورال.
ولم يفت الفنان السعودي المخضرم أن يؤدي القطعة المعروفة التي تمجد أرض المغرب وحضارته ومعالمه، بمطلعها العاشق «ودع اليأس وسافر واغرب، واشتر الحسن بأرض المغرب». هدية لعشاقه بالرباط والمغرب.
وقال الفنان السعودي خلال مؤتمر صحافي بمناسبة الحفل إن شغف جمهور الخليج وفنانيه بالأغنية المغربية وإيقاعاتها امتداد لذاكرة تاريخية مشتركة عريقة.
وأوضح أن التفاعل الفني الخليجي المغربي يجد أصوله في عهد الفتوحات الإسلامية وهجرات القبائل من الجزيرة العربية إلى المغرب، حاملة إيقاعاتها وأهازيجها.
وأضاف «فنان العرب»، الذي اختتم فعاليات المنصة الشرقية للمهرجان، أن الفنانين المعاصرين في الخليج انطلقوا من هذه القاعدة التراثية المشتركة، وفتنتهم الإيقاعات المغربية، وأعجبوا بأسماء كبيرة من حجم الفنان عبد الوهاب الدكالي، الذي قال إنه يحمل «رائحة التربة المغربية الأصيلة».
وكشف محمد عبده خلال الندوة عن مشروع مشترك مع عميد الأغنية المغربية الدكالي، لإصدار عمل غنائي ذي طابع روحي على نمط «الغناء المكي» الذي يبتدئ بالصلاة على النبي الكريم والذكر قبل الدخول إلى القصيدة، وذكر بأنه جرى الاتفاق مع الدكالي على هذا المشروع بمناسبة مهرجان فاس للموسيقى الروحية، وتأجل لدواعٍ صحية، لكنه أكد العزم على استئناف العمل مستقبلا.
وعن وضع فنان من الزمن الكلاسيكي في مشهد فني تسيطر عليه الإيقاعات السريعة، أكد عبده أن هذا الالتباس في المشهد الغنائي العربي يزيده تمسكا بالفن الذي تربى عليه، مضيفا أن من يستسلم للإحباط هو من لا يملك جديدا يقدمه للناس، وأكد رهانه على مواصلة الإبداع في اللون الكلاسيكي الخفيف الذي يقع متوسطا بين الإيقاع التراثي الثقيل والإيقاعات السريعة التي تغزو الساحة حاليا.
وبخصوص مستقبل الأغنية الخليجية، شدد عبده على أن الكلمة القوية هي نقطة تميز هذه المدرسة وينبغي الحفاظ عليها، بدل التركيز فقط على استلهام الأشكال الموسيقية الجديدة.
ومن جهة ثانية، عد المطرب السعودي أن البنية الاقتصادية القوية دعامة حاسمة لازدهار الصناعة الفنية وبروز أسماء جديدة، وهو ما يفسر جاذبية منطقة الخليج لمجموعات من أبرز الأصوات العربية، التي تقبل على أداء اللون الخليجي والاستفادة من رعاية كبريات المؤسسات الإنتاجية. وأحيا قبيل حفل الفنان السعودي المطرب بالمنصة نفسها المخصصة للأغنية الشرقية المغربي الشاب يوسف كلزيم حفله الأول، ضمن مهرجان موازين لإيقاعات العالم، وهو خريج برنامج المواهب المغربي «استوديو دوزيم» لعام 2012. ولاقى كلزيم ترحيبا خاصا من الجمهور الذي حضر الحفل كونه ابن مدينة الرباط.
واختار كلزيم باقة من الأغاني المغربية الخالدة، من قبيل «بنت بلادي» و«زين لي عطاك الله»، وأغنية الفنان حسين الجاسمي «واك دلالي» باللهجة المغربية، وختم بالأغنية الشهيرة «جنة جنة».
وأهدى الفنان الشاب لجمهور مدينته أغنيته الجديدة بعنوان «هدا ما كان» من ألحان رضوان البيري، وتوزيع رشيد محمد علي وعماد غيري، التي يؤديها لأول مرة على الإطلاق، بعد الانتهاء من تسجيلها.



رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».