الكويت تفتح تحقيقاً في حادث سقوط الجماهير العمانية

سلمان آل خليفة هنأ الأبطال باللقب... وبرج خليفة يتزين بعلم السلطنة... ورقم جاسم يعقوب صامد

لاعبو عمان يحتفلون باللقب الخليجي (تصوير: عبد العزيز النومان)
لاعبو عمان يحتفلون باللقب الخليجي (تصوير: عبد العزيز النومان)
TT

الكويت تفتح تحقيقاً في حادث سقوط الجماهير العمانية

لاعبو عمان يحتفلون باللقب الخليجي (تصوير: عبد العزيز النومان)
لاعبو عمان يحتفلون باللقب الخليجي (تصوير: عبد العزيز النومان)

أعلن وزير التجارة والصناعة وزير الدولة لشؤون الشباب الكويتي خالد الروضان، فور انتهاء النهائي الخليجي، عن فتح تحقيق في حادث سقوط حاجز زجاجي في استاد جابر الدولي عقب نهاية المباراة النهائية لبطولة كأس الخليج لكرة القدم في نسختها الثالثة والعشرين، أول من أمس (الجمعة).
وقال الروضان الذي يتولى كذلك منصب نائب رئيس اللجنة العليا التنفيذية للإعداد والتحضير للبطولة، إن الإصابات التي نجمت عن الحادث «طفيفة»، مؤكداً أن جميع المصابين، الذين يبلغ عددهم نحو 40 شخصاً، بخير.
وأضاف أن وزير الصحة الكويتي الدكتور باسل الصباح يشرف شخصياً على علاج المصابين، مشيراً إلى أن جميعهم نُقلوا إلى 3 مستشفيات لتلقي الرعاية الطبية اللازمة ومعالجة إصاباتهم بأقصى سرعة.
وكشف الروضان عن أن دولة الكويت ستوفر تذاكر سفر وسكنا لمن فاتهم مواعيد إقلاع الطائرات المغادرة من المشجعين.
وذكر أن الأسباب الأولية لسقوط الحاجز الزجاجي تعود إلى تدافع الجمهور العماني مع لاعبي منتخبهم المتوّجين بلقب البطولة الخليجية للمرة الثانية في تاريخ سلطنة عمان.
كان المنتخب العماني قد توِّج مساء أول من أمس (الجمعة)، بلقب بطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم الـ23، إثر فوزه على نظيره الإماراتي بركلات الترجيح بعد تعادلهما سلبياً في الوقتين الأصلي والإضافي للمباراة النهائية التي استضافها استاد جابر الدولي.
ورغم الخسارة الإماراتية في النهائي فإن برج خليفة في مدينة دبي الإماراتية قد تزين فور انتهاء المباراة بلون العلم العماني بعد تتويج منتخب عمان بلقب كأس الخليج العربي لكرة القدم.
وقد حملت التغريدات الخاصة بالمسؤولين الكبار في الإمارات عبر مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت، الكثير من عبارات الود والتهاني لسلطنة عمان، حيث قال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي: «مبروك لسلطنة عمان، قيادةً وشعباً، كأس الخليج الـ23. أداء رائع من الشباب العماني، ومشاعر راقية رأيناها من إخواننا من أبناء الشعب العماني، ومحبة متبادلة لن تزيدها الأيام إلا رسوخاً... الكأس لعمان... والفرحة للشعبين الشقيقين».
وقال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي: «مبروك للإمارات وعمان هذه الروح الأخوية والرياضية الصادقة التي زينت نهائي كأس الخليج، فالفوز واحد وكسبنا معاً المودة والمحبة ومتعة التنافس الرفيع، وتهانينا لسلطنة عمان الشقيقة قيادةً وشعباً على هذا الإنجاز الرياضي وفوز الفريق المتميز بكأس خليجي 23... أداء رفيع ومستوى عالٍ سعدنا وفرحنا به».
وتابع: «شكراً أمير الكويت على احتضان قلبك الكبير بحب ومودة العرس الخليجي، ونجاح تنظيمه، وتحية لشعب الكويت الشقيق الذي رسم لوحات من المحبة لأشقائهم في الخليج».
إلى ذلك، توج لاعب خط الوسط العماني أحمد مبارك «كانو» بلقب أفضل لاعب في النسخة الثالثة والعشرين من البطولة.
وتوِّج كانو مع المنتخب العماني بلقب البطولة للمرة الثانية، وكذلك توِّج خالد عيسى حارس مرمى المنتخب الإماراتي، بلقب أفضل حارس مرمى في البطولة.
وهنأ الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، المنتخب العماني على فوزه بلقب بطولة كأس الخليج، مؤكداً أن هذا الإنجاز يعكس التطور المتنامي في مستوى الكرة العمانية ويؤكد مكانتها المتميزة على الساحتين الإقليمية والقارية.
وأشاد بن إبراهيم بالعروض القوية التي قدمها المنتخب العماني على امتداد البطولة وروح الإصرار والعزيمة الصلبة التي أظهرها لاعبو المنتخب العماني في مختلف مباريات البطولة مما أسهم بشكل كبير في تحقيق اللقب.
كما أشار إلى الأداء المشرف للمنتخب الإماراتي وصيف البطل، في مجمل مباريات البطولة، مؤكداً أنه نجح في ترك بصمة مميزة من خلال عروضه الإيجابية التي جعلته منافساً قوياً على اللقب.
واعتبر رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم أن منافسات «خليجي 23» شكلت إحدى محطات الإعداد للمنتخبات الخليجية المشاركة في نهائيات كأس آسيا المقررة في الإمارات في يناير (كانون الثاني) 2019 المقبل، وأن البطولة أفرزت العديد من الوجوه الشابة الجديدة والتي تمثل مستقبلاً مشرقاً للمنتخبات الخليجية.
كما أشاد ابن إبراهيم بالتنظيم المتميز الذي هيأته الكويت لمنافسات هذه الدورة ونجاحها في جمع شباب الخليج وتأصيل أواصر المحبة والتآخي بينهم، وأشاد بالحضور الجماهيري الذي أسهم في نجاح الحدث الكروي الكبير.
ورغم مرور أكثر من 3 عقود على اعتزاله اللعب، لا يزال المهاجم الكويتي السابق جاسم يعقوب في صدارة أبرز الهدافين في تاريخ بطولات كأس الخليج العربي برصيد 18 هدفاً.
وكان من بين أهداف يعقوب 6 أهداف في البطولة الثالثة عام 1974 و9 أهداف في البطولة الرابعة عام 1976 ليسهم بقدر هائل في فوز الفريق باللقب في المرتين، ورفع رصيده إلى 4 ألقاب في تاريخ بطولات كأس الخليج، حيث احتكر الأزرق الكويتي اللقب في البطولات الأربع الأولى. وعلى مدار السنوات الماضية فشل أي لاعب من نجوم الخليج الحاليين في الاقتراب من رقم يعقوب، علماً بأن أقرب لاعبَين له في قائمة أفضل الهدافين اعتزلا منذ فترة طويلة أيضاً، وهما العراقي حسين سعيد، والسعودي ماجد عبد الله، بفارق هدف واحد فقط خلف يعقوب، علماً بأن حسين سعيد ما زال هو صاحب الرقم القياسي لعدد الأهداف التي يسجلها أي لاعب في دورة واحدة من بطولات كأس الخليج، حيث سجل 10 أهداف في البطولة الخامسة التي فاز بها منتخب بلاده عام 1979.
واقتسم 4 لاعبين صدارة قائمة هدافي البطولة الثالثة والعشرين (خليجي 23) التي اختُتمت، اليوم، في الكويت برصيد هدفين لكل منهما، ليفشل مهاجمو هذه النسخة (خليجي 23) في الاقتراب حتى من رقم يعقوب.
وحسب قائمة أبرز الهدافين في تاريخ البطولة، يأتي الكويتي جاسم يعقوب في طليعة الهدافين برصيد 18 هدفاً يليه في المرتبة الثانية العراقي حسين سعيد والسعودي ماجد عبد الله، ولكل منهما 17 هدفاً، وفي المركز الثالث يأتي الكويتيان جاسم الهويدي وفيصل الدخيل، ولكل منهما 14 هدفاً، ويحتل القطري منصور مفتاح المركز الرابع برصيد 13 هدفاً، بينما يأتي الكويتي يوسف سويد خامساً برصيد 12 هدفاً، ثم الإماراتي فهد خميس ومعه القطري محمود صوفي والسعودي ياسر القحطاني والكويتي بدر المطوع، بـ10 أهداف لكل منهم، ثم البحريني طلال يوسف والإماراتي عدنان الطلياني والكويتي علي الملا بـ9 أهداف لكل منهم.
ويملك الكويتي حمد بوحمد، والسعودي سعيد مذكور الغراب، والقطري عادل خميس، والعماني عماد الحوسني، والعراقي فلاح حسن، والسعودي محمد المغنم 8 أهداف. بينما لدى الكويتي بشار عبد الله، والبحريني خليل شويعر، والكويتي عبد العزيز العنبري، والعراقي علي كاظم 7 أهداف. أما البحريني إبراهيم زويد، والإماراتيان إسماعيل مطر وزهير بخيت، والبحريني علاء حبيل، والعماني هاني الضابط، فيملك كل منهم 6 أهداف. في حين لدى الإماراتي علي مبخوت، والعراقي أحمد راضي، والعماني بدر الميمني، والكويتيين فتحي كميل ومحمد إبراهيم حاجيه، والسعوديين فهد المهلل ومحمد النور موسى، 5 أهداف.


مقالات ذات صلة

مانشيني لـ«الشرق الأوسط»: الأخضر سيذهب إلى الكويت بالأساسيين للفوز بكأس الخليج

رياضة سعودية الإيطالي روبرتو مانشيني المدير الفني للمنتخب السعودي في المؤتمر الصحافي (الشرق الأوسط)

مانشيني لـ«الشرق الأوسط»: الأخضر سيذهب إلى الكويت بالأساسيين للفوز بكأس الخليج

كشف روبرتو مانشيني المدير الفني للمنتخب السعودي أنه سيبحث عن تحقيق كأس الخليج العربي لكرة القدم «خليجي 26» التي ستقام في الكويت ديسمبر (كانون الأول) المقبل

سلطان الصبحي (الرياض )
رياضة عربية لوغو كأس الأندية الخليجية (الشرق الأوسط)

كأس الخليج للأندية تعود للواجهة من جديد بعد توقف 9 أعوام

ستعود منافسات كأس الأندية الخليجية لكرة القدم للواجهة من جديد بعد توقف دام نحو 9 سنوات.

سعد السبيعي (الدمام)
رياضة عربية الاتحاد الكويتي لم يوضح أي سبب للتأجيل (منصة إكس)

تأجيل انطلاق «خليجي 26» في الكويت 8 أيام

أعلن الاتحاد الكويتي لكرة القدم، اليوم (الثلاثاء)، تأجيل انطلاق كأس الخليج «خليجي 26» لمدة 8 أيام، لتبدأ في 21 ديسمبر (كانون الأول) المقبل.

«الشرق الأوسط» (الكويت)
رياضة عربية العراق هو البديل للكويت في حال تعذر الاستضافة لأي سبب (غيتي)

«خليجي 26» بالكويت ديسمبر المقبل... والعراق «البديل»

أكد اتحاد كأس الخليج العربي أن النسخة المقبلة من البطولة (خليجي 26) ستقام في الكويت كما تقرر سابقا، بينما سيكون العراق هو البديل في حال تعذر ذلك لأي سبب.

رياضة عربية بنيتو (د.ب.أ)

البرتغالي بينتو مدرباً لمنتخب الإمارات

قال الاتحاد الإماراتي لكرة القدم إنه تعاقد مع البرتغالي باولو بينتو لتدريب المنتخب الأول بعقد يمتد لثلاثة أعوام اليوم (الأحد).

«الشرق الأوسط» (دبي)

بعد فرارها من «طالبان»... أفغانية سترقص مع فريق اللاجئين في «أولمبياد باريس»

 الافغانية مانيزها تالاش في فريق اللاجئين في اولمبياد باريس (حسابها الشخصي-انستغرام)
الافغانية مانيزها تالاش في فريق اللاجئين في اولمبياد باريس (حسابها الشخصي-انستغرام)
TT

بعد فرارها من «طالبان»... أفغانية سترقص مع فريق اللاجئين في «أولمبياد باريس»

 الافغانية مانيزها تالاش في فريق اللاجئين في اولمبياد باريس (حسابها الشخصي-انستغرام)
الافغانية مانيزها تالاش في فريق اللاجئين في اولمبياد باريس (حسابها الشخصي-انستغرام)

حققت الأفغانية مانيزها تالاش حلمها بالأداء خلال مسابقات «أولمبياد باريس 2024» المقامة في العاصمة الفرنسية، ضمن فريق اللاجئين، بعد هروبها من قبضة «طالبان».

وترقص تالاش (21 عاماً) «بريك دانس»، وكانت أول راقصة معروفة في موطنها الأصلي (أفغانستان)، لكنها فرَّت من البلاد بعد عودة «طالبان» إلى السلطة في عام 2021. ومع ظهور رقص «البريك دانس» لأول مرة في الألعاب الأولمبية في باريس، ستصعد تالاش إلى المسرح العالمي لتؤدي ما هي شغوفة به.

وتقول تالاش في مقابلة أُجريت معها باللغة الإسبانية: «أنا أفعل ذلك من أجلي، من أجل حياتي. أفعل ذلك للتعبير عن نفسي، ولأنسى كل ما يحدث إذا كنت بحاجة إلى ذلك»، وفقاً لما ذكرته صحيفة «واشنطن بوست».

ترقص تالاش «بريك دانس» وهي في عمر السابعة عشرة (حسابها الشخصي - إنستغرام)

شبح «طالبان»

يرفض العديد من الأفغان المحافظين الرقص، وفكرة مشاركة النساء محظورة بشكل خاص. وفي ظل حكم «طالبان»، مُنعت النساء الأفغانيات فعلياً من ممارسة العديد من الأنشطة الرياضية. منذ عودة الجماعة إلى السلطة قبل 3 سنوات، أغلقت الحكومة مدارس البنات، وقمعت التعبير الثقافي والفني، وفرضت قيوداً على السفر على النساء، وحدَّت من وصولهن إلى المتنزهات وصالات الألعاب الرياضية.

مقاتل من «طالبان» يحرس نساء خلال تلقي الحصص الغذائية التي توزعها مجموعة مساعدات إنسانية في كابل (أ.ب)

وقال تقرير للأمم المتحدة عن حقوق الإنسان هذا العام إن «عدم احترام (طالبان) للحقوق الأساسية للنساء والفتيات لا مثيل له في العالم». منذ اليوم الذي بدأت فيه تالاش الرقص، قبل 4 سنوات، واجهت العديد من الانتقادات والتهديدات من أفراد المجتمع والجيران وبعض أفراد الأسرة. وقالت إنها علمت بأنها إذا أرادت الاستمرار في الرقص، فليس لديها خيار إلا الهروب، وقالت: «كنت بحاجة إلى المغادرة وعدم العودة».

فريق اللاجئين

سيضم الفريق الذي ظهر لأول مرة في ألعاب «ريو دي جانيرو 2016»، هذا العام، 36 رياضياً من 11 دولة مختلفة، 5 منهم في الأصل من أفغانستان. وسيتنافسون تحت عَلَم خاص يحتوي على شعار بقلب محاط بأسهم، للإشارة إلى «التجربة المشتركة لرحلاتهم»، وستبدأ الأولمبياد من 26 يوليو (تموز) الحالي إلى 11 أغسطس (آب). بالنسبة لتالاش، التي هاجرت إلى إسبانيا، تمثل هذه الألعاب الأولمبية فرصة للرقص بحرية، لتكون بمثابة رمز الأمل للفتيات والنساء في أفغانستان، ولإرسال رسالة أوسع إلى بقية العالم.

انتقلت إلى العيش في إسبانيا بعد هروبها من موطنها الأصلي (حسابها الشخصي - إنستغرام)

وفي فبراير (شباط) الماضي، تدخلت صديقة أميركية لتالاش، تُدعي جواركو، بالتقديم إلى عناوين البريد الإلكتروني الأولمبي لمشاركة الفتاة الأفغانية، وفي اليوم التالي، تلقت رداً واحداً من مدير فريق اللاجئين الأولمبي، غونزالو باريو. وكان قد تم إعداد فريق اللاجئين المتوجّه إلى باريس، لكن المسؤولين الأولمبيين تأثروا بقصة تالاش وسارعوا إلى تنسيق الموارد. وافقت اللجنة الأولمبية الإسبانية على الإشراف على تدريبها، وكان المدربون في مدريد حريصين على التطوع بوقتهم.

وقال ديفيد فينتو، المدير الفني للمنتخب الإسباني: «شعرت بأنه يتعين علينا بذل كل ما في وسعنا. في شهر مارس (آذار)، حصلت تالاش على منحة دراسية، مما سمح لها بالانتقال إلى مدريد والتركيز على الاستراحة. وبعد بضعة أسابيع فقط، وصلت الأخبار بأنها ستتنافس في الألعاب الأولمبية». يتذكر جواركو: «لقد انفجرت في البكاء، وكانت تبتسم».

وقالت تالاش: "كنت أبكي بدموع الفرح والخوف".وجزء من مهمة الألعاب الأولمبية المعلنة هو "دعم تعزيز المرأة في الرياضة على جميع المستويات" وتشجيع "مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة". ولهذا السبب، كانت العلاقة بين الحركة الأولمبية وأفغانستان مشحونة منذ فترة طويلة. وقامت اللجنة الأولمبية الدولية بتعليق عمل اللجنة الأولمبية في البلاد في عام 1999، وتم منع أفغانستان من المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية في سيدني.

شغفها حقق هدفها

لم يغِب عن تالاش أن موسيقى «البريك» و«الهيب هوب»، المحظورة في موطنها، أعطتها هدفاً لحياتها، وساعدت أيضاً في إنقاذ عائلتها. وقالت: «هذا أكبر بكثير من أي حلم حلمت به من قبل أو حتى يمكن أن أفكر فيه»، مضيفة: «إذا قالت (طالبان) إنها ستغادر في الصباح، فسوف أعود إلى منزلي بعد الظهر».

ويحكي جواد سيزداه، صديق تالاش وزعيم مجتمع «الهيب هوب» في كابل: «إذا سألت الأجانب عن أفغانستان، فإن الشيء الوحيد الذي يتخيلونه هو الحرب والبنادق والمباني القديمة. لكن لا، أفغانستان ليست كذلك». وأضاف: «أفغانستان هي تالاش التي لا تنكسر. أفغانستان هي التي أقدم فيها بموسيقى الراب، ليست الحرب في أفغانستان وحدها».

وعندما كانت تالاش في السابعة عشرة من عمرها، عثرت على مقطع فيديو على «فيسبوك» لشاب يرقص «بريك دانس» ويدور على رأسه، في مشهد لم يسبق لها أن رأت شيئاً مثله. وقالت: «في البداية، اعتقدت أنه من غير القانوني القيام بهذا النوع من الأشياء». ثم بدأت تالاش بمشاهدة المزيد من مقاطع الفيديو، وأصابها الذهول من قلة الراقصات. وأوضحت: «قلتُ على الفور: سأفعل ذلك. أنا سوف أتعلم».

وقامت بالتواصل مع الشاب الموجود في الفيديو (صديقها سيزداه) الذي شجعها على زيارة النادي المحلي الذي تدرب فيه، والذي كانت لديه محاولة لتنمية مجتمع «الهيب هوب» في كابل، ولجأ إلى وسائل التواصل الاجتماعي لدعوة جميع الأعمار والأجناس للرقص وموسيقى الراب. كان هناك 55 فتى يتدربون هناك. كانت تالاش الفتاة الأولى.

وقال سيزداه (25 عاماً): «إذا رقص صبي، فهذا أمر سيئ في أفغانستان وكابل. وعندما ترقص فتاة، يكون الأمر أسوأ. إنه أمر خطير جداً. رقص الفتاة أمر غير مقبول في هذا المجتمع. لا توجد إمكانية لذلك.

انتقلت إلى العيش في إسبانيا بعد هروبها من موطنها الأصلي (حسابها الشخصي - إنستغرام)

كنا نحاول أن نجعل الأمر طبيعياً، لكنه كان صعباً للغاية. لا يمكننا أن نفعل ذلك في الشارع. لا يمكننا أن نفعل ذلك، كما تعلمون، في مكان عام»، وفقا لما ذكرته صحيفة «واشنطن بوست».

كانت تالاش أول فتاة تنضم إلى نادي الرقص «Superiors Crew» في كابل.

تهديدات بالقتل

بعد استيلاء «طالبان» على السلطة، فرَّ أعضاء النادي إلى باكستان. وفي أحد الأحداث الجماعية الأولى للفريق في النادي الصغير، انفجرت سيارة مفخخة في مكان قريب. ووقعت إصابات في الشارع، لكن الراقصين بالداخل لم يُصابوا بأذى. ومع انتشار أخبار بأن تالاش كانت ترقص، بدأت تتلقى تهديدات بالقتل.

مقاتل من «طالبان» يقف في الحراسة بينما تمر امرأة في العاصمة كابل يوم 26 ديسمبر 2022... وشجب مفوض حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة القيود المزدادة على حقوق المرأة بأفغانستان (أ.ب)

كان من المفترض أن يكون النادي مكاناً آمناً، ولكن في أحد الأيام دخل رجل مدعياً أنه راقص يريد التعلم. وبدا مريباً لباقي الأعضاء، ووفقاً لتالاش وسيزداه، سرعان ما داهمت قوات إنفاذ القانون النادي، وألقت القبض على الرجل الذي كان يحمل قنبلة. قال سيزده: «إنهم قالوا إنه عضو في (داعش). لقد أراد فقط أن يفجِّر نفسه».

رحلة الهروب للنجاة!

وبعد بضعة أشهر من الواقعة، غادرت قوات «حلف شمال الأطلسي» والجيش الأميركي أفغانستان، وعادت «طالبان» إلى السلطة في 2021، وقال سيزداه إن مالك العقار اتصل به وحذره من العودة، وإن الناس كانوا يبحثون عن أعضاء الفريق، وقال سيزداه: «هناك أسباب كثيرة» للمغادرة. «الأول هو إنقاذ حياتك».

وقام العشرات من أعضاء نادي «الهيب هوب» بتجميع ما في وسعهم وتحميلهم في 3 سيارات متجهة إلى باكستان. أخذت تالاش شقيقها البالغ من العمر 12 عاماً، وودعت والدتها وأختها الصغرى وأخاً آخر.

وقالت تالاش: «لم أكن خائفة، لكنني أدركت أنني بحاجة إلى المغادرة وعدم العودة. كان هذا مهماً بالنسبة لي. لم أغادر قط لأنني كنت خائفة من (طالبان)، أو لأنني لم أتمكن من العيش في أفغانستان، بل لأفعل شيئاً، لأظهر للنساء أننا قادرون على القيام بذلك؛ أنه ممكن». اضطرت تالاش إلى ترك والدتها في أفغانستان، وتحقق الحلم الأولمبي ولم شمل الأسرة.

لمدة عام تقريباً، عاشوا بشكل غير قانوني في باكستان دون جوازات سفر وأمل متضائل. لم يشعروا بالأمان في الأماكن العامة، لذلك قضى 22 شخصاً معظم اليوم محشورين معاً في شقة. لم يكن هناك تدريب أو رقص. تلقت تالاش كلمة مفادها أن مسؤولي «طالبان» اتصلوا بوالدتها في كابل للاستفسار عن مكان وجود الفتاة الصغيرة. وقالت: «أحياناً أتمنى أن أنسى كل ذلك»، ثم تواصل أعضاء نادي «الهيب هوب» مع السفارات ومجموعات المناصرة والمنظمات غير الحكومية للحصول على المساعدة. وأخيراً، وبمساعدة منظمة إسبانية للاجئين تدعى People HELP، تم منحهم حق اللجوء في إسبانيا.

انقسم الفريق، وتم نقل تالاش وشقيقها إلى هويسكا، وهي بلدة صغيرة في شمال شرقي إسبانيا. كانت لديها وظيفة تنظيف في صالون محلي، ورغم عدم وجود استوديو أو نادٍ مخصص للاستراحة، فقد وجدت صالة ألعاب رياضية تسمح لها بالرقص بعد ساعات العمل. بعد سنوات من الانفصال، تم لم شمل تالاش وعائلتها أخيراً حيث يعيشون الآن في نزل للاجئين بمدريد.