لاغارد تدعو للاستفادة من تعافي الاقتصاد الدولي لإجراء إصلاحات مالية

تقول لاغارد إن الاقتصادات المتقدمة عادت للنمو مجدداً بوسائلها الذاتية ولم تعد مدفوعة بالطلب في الأسواق الناشئة (أ.ب.إ)
تقول لاغارد إن الاقتصادات المتقدمة عادت للنمو مجدداً بوسائلها الذاتية ولم تعد مدفوعة بالطلب في الأسواق الناشئة (أ.ب.إ)
TT

لاغارد تدعو للاستفادة من تعافي الاقتصاد الدولي لإجراء إصلاحات مالية

تقول لاغارد إن الاقتصادات المتقدمة عادت للنمو مجدداً بوسائلها الذاتية ولم تعد مدفوعة بالطلب في الأسواق الناشئة (أ.ب.إ)
تقول لاغارد إن الاقتصادات المتقدمة عادت للنمو مجدداً بوسائلها الذاتية ولم تعد مدفوعة بالطلب في الأسواق الناشئة (أ.ب.إ)

حضت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستين لاغارد، فرنسا ودولاً أخرى، على الاستفادة من تعافي الاقتصاد الدولي من أجل إجراء إصلاحات اقتصادية.
وفي مقابلة مع صحيفة «لو جورنال دو ديمانش» الفرنسية نشرت أمس الأحد، أوردت لاغارد أن قوة تعافي الاقتصاد العالمي شكلت مفاجأة لصندوق النقد الدولي.
وقالت: «في 2017 وللمرة الأولى منذ أمد بعيد، راجعنا توقعاتنا للنمو إلى الأعلى فيما اعتدنا في السابق تخفيضها».
وأوضحت لاغارد أن النمو العالمي الذي بلغ 3.6 في المائة كان «أكثر قوة ورقعته أكثر اتساعاً» في 2017، مشيرةً إلى أن الاقتصادات المتقدمة عادت للنمو مجدداً بوسائلها الذاتية، ولم تعد مدفوعة بالطلب في الأسواق الناشئة. وتابعت أن هذه الأجواء تطرح نفسها ظرفاً ملائماً لتطبيق الإصلاحات.
وقالت مديرة صندوق النقد مستعينة بإحدى المقولات المفضلة لديها «عليك الاستفادة من شروق الشمس لإصلاح السقف». ويوازي النمو العالمي المسجل في هذا العام معدل النمو في العقدين اللذين سبقا الأزمة المالية العالمية في 2007 - 2008.
ويتوقع صندوق النقد الدولي تحسناً إضافياً طفيفاً في 2018 مع تقديرات للنمو بنسبة 3.7 في المائة.
ودخلت فرنسا، مسقط رأس لاغارد، التي لطالما اعتبرت إحدى الحلقات الأضعف في أوروبا، مرحلة التعافي الحقيقي في 2017.
وكانت فرنسا سجلت في 2016 نمواً بلغ 1.1 في المائة، وهي نسبة يتوقع أن ترتفع إلى 1.9 في المائة في 2017. وفيما لا تزال النسبة أدنى من 2.4 في المائة المتوقع تسجيلها في منطقة اليورو، إلا أنها أفضل من نسبة 1.6 في المائة التي كانت متوقعة لثاني أكبر اقتصادات منطقة اليورو.
ويسعى الرئيس الفرنسي الوسطي إيمانويل ماكرون إلى تعزيز هذه الوتيرة، وخفض نسبة البطالة المرتفعة عبر برنامج إصلاحات يشمل قانون العمل والضرائب والخدمات الاجتماعية.
واعتبرت لاغارد أن التغييرات أساسية لتعزيز مصداقية فرنسا في وقت يدفع ماكرون باتجاه إصلاحات على صعيد الاتحاد الأوروبي، تشمل اندماجاً أكبر بين الدول الأعضاء في منطقة اليورو.
وشغلت لاغارد منصب وزيرة المال في فرنسا في 2008، في مرحلة بدا فيها مصير عملة اليورو في مهب الريح.
وبعد نحو 10 سنوات، يبدو أن العملة الأوروبية في طور التعافي.
لكن لاغارد حذرت من أن «المهمة لم تُنجز بعد، وربما لن تُنجز أبداً، لأن أوروبا ليست متحدة حول المضي قدماً نحو اندماج أكبر يحفظ السيادة الوطنية».
وأعلنت لاغارد بداية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أن الانتعاش الاقتصادي العالمي يترسخ، داعيةً الدول إلى إقرار إصلاحات تهدف إلى تحقيق ازدهار دائم وعلى نطاق أوسع.
وقالت في خطاب في كلية كينيدي بجامعة هارفارد وقتها «إن الانتعاش العالمي الذي طال انتظاره بدأ يترسخ». ولفتت إلى أن الدول في كل أنحاء العالم تشهد توسعاً اقتصادياً متجدداً أو مستديماً يتزامن مع زيادة الاستقرار في البنوك والثقة بالسوق.
وتساءلت لاغارد: «هل سيكون بوسع العالم اغتنام فرصة هذا التحسن، لتثبيت الانتعاش وخلق اقتصاد أكثر شمولاً يعمل لصالح الجميع؟».
ويواجه صندوق النقد الدولي منذ العام الماضي، موجة من الشعبوية في العالم المتقدم، تجلت خصوصاً في نزعة معادية لتحرير التجارة في الولايات المتحدة وأوروبا.



«كوب 16» يختتم أعماله بالموافقة على 35 قراراً لتعزيز جهود مكافحة التصحر

صورة جماعية للمشاركين في مؤتمر «كوب 16» في اختتام أعماله (واس)
صورة جماعية للمشاركين في مؤتمر «كوب 16» في اختتام أعماله (واس)
TT

«كوب 16» يختتم أعماله بالموافقة على 35 قراراً لتعزيز جهود مكافحة التصحر

صورة جماعية للمشاركين في مؤتمر «كوب 16» في اختتام أعماله (واس)
صورة جماعية للمشاركين في مؤتمر «كوب 16» في اختتام أعماله (واس)

أنتج مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (كوب 16) الذي عقد في الرياض، 35 قراراً حول مواضيع محورية شملت الحد من تدهور الأراضي والجفاف، والهجرة، والعواصف الترابية والرملية، وتعزيز دور العلوم والبحث والابتكار، وتفعيل دور المرأة والشباب والمجتمع المدني، والسكان الأصليين لمواجهة التحديات البيئية، بالإضافة إلى الموافقة على مواضيع جديدة ستدرج ضمن نشاطات الاتفاقية مثل المراعي، ونظم الأغذية الزراعية المستدامة.

هذا ما أعلنه وزير البيئة والمياه والزراعة رئيس الدورة الـ16 لمؤتمر الأطراف، المهندس عبد الرحمن الفضلي، في كلمة بختام أعمال المؤتمر، مؤكداً التزام المملكة بمواصلة جهودها للمحافظة على النظم البيئية، وتعزيز التعاون الدولي لمكافحة التصحر وتدهور الأراضي، والتصدي للجفاف، خلال فترة رئاستها للدورة الحالية للمؤتمر.

وكان مؤتمر «كوب 16» الذي استضافته المملكة بين 2 و13 ديسمبر (كانون الأول)، هو الأول في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ما يؤكد دور المملكة الريادي في حماية البيئة على المستويين الإقليمي والدولي.

أعلام الدول المشارِكة في «كوب 16» (واس)

وشهد المؤتمر الإعلان عن مجموعة من الشراكات الدولية الكبرى لتعزيز جهود استعادة الأراضي والقدرة على الصمود في مواجهة الجفاف، مع تضخيم الوعي الدولي بالأزمات العالمية الناجمة عن استمرار تدهور الأراضي. ونجح في تأمين أكثر من 12 مليار دولار من تعهدات التمويل من المنظمات الدولية الكبرى، مما أدى إلى تعزيز دور المؤسسات المالية ودور القطاع الخاص في مكافحة تدهور الأراضي والتصحر والجفاف.

ورفع الفضلي الشكر لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده على دعمهما غير المحدود لاستضافة المملكة لهذا المؤتمر الدولي المهم، الذي يأتي امتداداً لاهتمامهما بقضايا البيئة والتنمية المستدامة، والعمل على مواجهة التحديات البيئية، خصوصاً التصحر، وتدهور الأراضي، والجفاف، مشيراً إلى النجاح الكبير الذي حققته المملكة في استضافة هذه الدورة، حيث شهدت مشاركة فاعلة لأكثر من 85 ألف مشارك، من ممثلي المنظمات الدولية، والقطاع الخاص، ومؤسسات المجتمع المدني، ومراكز الأبحاث، والشعوب الأصلية، وقد نظم خلال المؤتمر أكثر من 900 فعالية في المنطقتين الزرقاء، والخضراء؛ مما يجعل من هذه الدورة للمؤتمر، نقطة تحول تاريخية في حشد الزخم الدولي لتعزيز تحقيق مستهدفات الاتفاقية على أرض الواقع، للحد من تدهور الأراضي وآثار الجفاف.

خارج مقر انعقاد المؤتمر في الرياض (واس)

وأوضح الفضلي أن المملكة أطلقت خلال أعمال المؤتمر، 3 مبادرات بيئية مهمة، شملت: مبادرة الإنذار المبكر من العواصف الغبارية والرملية، ومبادرة شراكة الرياض العالمية لتعزيز الصمود في مواجهة الجفاف، والموجهة لدعم 80 دولة من الدول الأكثر عُرضة لأخطار الجفاف، بالإضافة إلى مبادرة قطاع الأعمال من أجل الأرض، التي تهدف إلى تعزيز دور القطاع الخاص في جميع أنحاء العالم للمشاركة في جهود المحافظة على الأراضي والحد من تدهورها، وتبني مفاهيم الإدارة المستدامة. كما أطلق عدد من الحكومات، وجهات القطاع الخاص، ومنظمات المجتمع المدني، وغيرها من الجهات المشاركة في المؤتمر، كثيراً من المبادرات الأخرى.

وثمّن الفضلي إعلان المانحين الإقليميين تخصيص 12 مليار دولار لدعم مشروعات الحد من تدهور الأراضي وآثار الجفاف؛ داعياً القطاع الخاص، ومؤسسات التمويل الدولية، لاتخاذ خطوات مماثلة؛ «حتى نتمكن جميعاً من مواجهة التحديات العالمية، التي تؤثر في البيئة، والأمن المائي والغذائي، للمجتمعات في مختلف القارات».

وأعرب عن تطلُّع المملكة في أن تُسهم مخرجات هذه الدورة لمؤتمر الأطراف السادس عشر، في إحداث نقلة نوعية تعزّز الجهود المبذولة للمحافظة على الأراضي، والحد من تدهورها، إضافةً إلى بناء القدرات لمواجهة الجفاف، والإسهام في رفاهية المجتمعات بمختلف أنحاء العالم، مؤكداً التزام المملكة بالعمل الدولي المشترك مع جميع الأطراف المعنية؛ لمواجهة التحديات البيئية، وإيجاد حلول مبتكرة ومستدامة لتدهور الأراضي والتصحر والجفاف، والاستثمار في زيادة الرقعة الخضراء، إلى جانب التعاون على نقل التجارب والتقنيات الحديثة، وتبني مبادرات وبرامج لتعزيز الشراكات بين الحكومات، والقطاع الخاص، والمجتمعات المحلية، ومؤسسات التمويل، والمنظمات غير الحكومية، والتوافق حول آليات تعزز العمل الدولي المشترك.