تركيا الرجل المتقلب

ديديه بيون نائب مدير {معهد الأبحاث والعلاقات الدولية} في باريس
ديديه بيون نائب مدير {معهد الأبحاث والعلاقات الدولية} في باريس
TT

تركيا الرجل المتقلب

ديديه بيون نائب مدير {معهد الأبحاث والعلاقات الدولية} في باريس
ديديه بيون نائب مدير {معهد الأبحاث والعلاقات الدولية} في باريس

ما زالت تركيا تعد قوة قائمة لا يمكن الالتفاف عليها، وسط توازنات إقليمية ودولية. غير أن أنقرة فشلت في أن ترتقي إلى مستوى القوة القائدة الذي كانت تطمح في تجسيده منذ عدة سنوات. تركيا توجد على مفترق مجموعة بؤر من التوتر، وهي تعاني من صعوبات جدية تمنعها من وضع سياستها الخارجية موضع التنفيذ. فبينما أطلقت تركيا في بداية الألفية مجموعة واسعة من المبادرات السياسية - الدبلوماسية، كانت بدايات الانتفاضات العربية في عام 2011 بمثابة مفاجأة لها. وبعد مرحلة من التردد، قررت تركيا الوقوف إلى جانب الحركات الاحتجاجية. وخلال بعض الوقت، بدا أن الدبلوماسية التركية حققت كثيراً من النجاحات، إلى درجة أخذ كثيرون في الحديث عن «نجاح النموذج التركي».
غير أن الانتفاضة التي انطلقت في سوريا أعادت خلط الأوراق. ذلك أن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان تكون لديه منذ صيف عام 2011 نوع من الهوس الخاص بالسعي لإسقاط رئيس النظام السوري، متوسلاً لذلك دعم جميع مكونات الحركات المعارضة بما فيها الأكثر راديكالية؛ لكن قدرة رئيس النظام السوري على المقاومة وصعوبة إسقاطه عسكرياً، وضعت تركيا في وضع حرج؛ خصوصاً أن سياسة القمع في الداخل التي اتبعتها أنقرة أصابت صورتها، وأصابتها إلى حد كبير بالضعف على المستوى الدولي.
بموازاة ذلك، ساهمت الفوضى التي حلت في سوريا في إعادة طرح المسألة الكردية التي تمثل التحدي الوجودي الأول لتركيا. فحزب الاتحاد الكردي الذي يعد امتداداً لحزب العمال الكردستاني، تعتبره أنقرة تنظيماً إرهابياً، وهي تنظر إليه كأعظم الأخطار. والحال أن حزب الاتحاد عمد إلى إعلان إدارة ذاتية في منطقة واسعة على طول الحدود السورية - التركية. وما زاد من المخاوف التركية أن ميليشياته فرضت نفسها تدريجياً كطرف أساسي في الحرب على «داعش»، وهي تحظى بتمويل أميركي وروسي. وهكذا، وجدت تركيا نفسها في وضع تناقضي رئيسي؛ إذ إنها من جهة تعتبر الحزب المذكور أحد أبرز أعدائها؛ لكنه بالمقابل يحظى بدعم حلفائها وشركائها.
أول انقلاب حصل في سياسة تركيا إزاء سوريا، ظهر في صيف عام 2016؛ حيث استدارت أنقرة استدارة عنيفة، فعمدت إلى تنسيق سياستها مع روسيا، بينما كان هذان الطرفان يتبعان سياستين متعارضتين تماماً، ناهيك عن التوتر الذي نشب بينهما خلال عدة شهور، بعد أن أسقط الطيران الحربي التركي قاذفة روسية في 24 نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2015.
كانت للاستدارة التركية مجموعة من النتائج، أولها أنها سمحت لأنقرة بأن تعود إلى قلب المبادرات الدبلوماسية الهادفة إلى إيجاد حل سياسي للأزمة السورية؛ ولكن أيضا إظهار أن تركيا ما زالت طرفاً رئيسياً وضرورياً من أجل الاستقرار الإقليمي. لكنه إذا كان صحيحاً أن دورة الاجتماعات التي عقدت في آستانة مع شريكيها الروسي والإيراني وفرت إطلاق عدد من المبادرات الناجحة، وتحديداً إرساء مناطق خفض التوتر، فإنه بالمقابل علينا أن نلزم جانب الحذر، إذ إن ميزان القوى يبين بوضوح أن الأوراق الحقيقية المؤثرة في إدارة الملف السوري موجودة في أيدي روسيا. رغم ذلك، فإن تركيا يبقى لها دور ضروري تلعبه بفضل العلاقات والاتصالات التي نسجتها مع مجموعات المعارضة. وللمرة الثانية خلال 14 شهراً، عمدت تركيا، بموافقة روسيا وإيران، إلى التدخل عسكرياً على الأراضي السورية، وآخرها في إدلب في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي الأمر، الذي يسمح لها بمراقبة ميليشيات حزب الاتحاد الكردي عن قرب.
على الصعيد العراقي، نتجت مصادر القلق لتركيا عن قرار حكومة إقليم كردستان «العراق» تنظيم استفتاء على الاستقلال في شهر سبتمبر (أيلول) الماضي. وبمعزل عن أن هذه المبادرة مثلت خطأ سياسياً واضحاً، فإنها جاءت لتبين لأنقرة أن قدرتها على التحكم بمسار الأمور في كردستان العراق كانت في الواقع سطحية، والأمر شكل لها نكسة سياسية.

التقارب مع روسيا والابتعاد عن الغرب
إذا كانت أنقرة قد نجحت في سعيها للتقارب مع روسيا، وتدعيم ذلك بعقد عسكري لشراء أنظمة الدفاع الجوي الصاروخية المتطورة من طراز «إس – 400»؛ إلا أنها في الوقت عينه أثارت قلق القوى الغربية التي أخذت علاقاتها معها في التدهور. فمع الولايات المتحدة الأميركية أولاً، تكاثرت الملفات الخلافية منذ كثير من الأشهر.
هناك بداية ملف الخلاف بشأن الإمام فتح الله غولن الذي يعيش في منفاه الأميركي منذ عام 1999، والذي يتهمه القادة الأتراك بأنه العقل المدبر لمحاولة الانقلاب التي حصلت في 15 أغسطس (آب) عام 2015؛ ذلك أن رفض واشنطن تسليمه لتركيا يثير حنق أنقرة التي تذهب إلى حد اتهامها بالتآمر. وما يفاقم الغيظ التركي هو الدعم الذي يوفره الجانب الأميركي لحزب الاتحاد الكردي الذي تعتبره أنقرة تنظيماً إرهابياً.
وحتى تكتمل الصورة تتعين الإشارة إلى ملف رجل الأعمال مزدوج الجنسية التركي - الإيراني رضا زراب، الذي لعب دوراً مركزياً في عمليات غسل الأموال التي كانت تنقل إلى إيران، عندما كانت خاضعة لنظام العقوبات. والحال أن زراب يخضع حالياً للمحاكمة في الولايات المتحدة، وقد يوفر كثيراً من المعلومات حول الفساد الذي يمس المحيط المباشر للرئيس إردوغان. وهذا بالطبع يزيد من حساسية أنقرة.
ليست العلاقات التركية - الأوروبية أحسن حالاً مما هي عليه مع الولايات المتحدة؛ لكن أسباب التوتر معها مختلفة. ويعود المأخذ الرئيسي لأنقرة إلى اعتبارها أن الاتحاد الأوروبي لم يقدم لها الدعم الواضح عند حصول المحاولة الانقلابية في صيف عام 2015. ويتزاوج ذلك مع «حساسية» السلطات التركية إزاء الانتقادات الأوروبية بشأن انتهاكات الحقوق الديمقراطية في تركيا، ناهيك عن المآخذ المترتبة على تجميد المفاوضات الخاصة بانضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي.
ومن بين كافة البلدان الأوروبية، كان التوتر على أوجه مع ألمانيا بالدرجة الأولى في عام 2017، حيث إن الرئيس إردوغان لم يتردد في توجيه سهامه لعودة النازية إلى هذا البلد. وبعكس ذلك، تبدو علاقات تركيا مع فرنسا أقل حدة؛ لكن هذا غير كاف، ويبدو أنه أكثر من أي وقت مضى، يتعين إعادة بناء العلاقات التركية -الأوروبية على أسس جديدة تكون كفيلة بإعادة إطلاق الشراكة التي يحتاج إليها الطرفان، من أجل مواجهة التحديات المشتركة، وعلى رأسها الإرهاب وملف اللاجئين.
هكذا، فإن أسباب الشكوى بين تركيا وشركائها الغربيين كثيرة. ورغم ذلك كله، فإن التحالفات التقليدية القائمة بين الطرفين لم تمت. لذا، يتعين الابتعاد عن الصيغ الجاهزة في توصيفها، وعن اعتبار أنها أصبحت نهائية ومحددة لمستقبل العلاقات بينهما. ورؤيتنا هي أن تركيا، في الواقع، عازمة على إعادة النظر في علاقاتها مع العالم الخارجي، وإعادة إرسائها على أسس جديدة وهذا بنظرنا هو الأهم.
من الواضح أن سياسة الرئيس إردوغان الانفعالية غالباً ساهمت، من غير شك، في تبديد الأوراق الرابحة الكثيرة التي كانت بحوزتها. لذا، فإن تركيا اليوم أصيبت بشيء من الضعف وهي تجتاز أوقاتاً عصيبة. رغم ذلك، فإن تموضعها الذي يجعل منها نقطة تلاق لمصالح متباينة، إن لم تكن متضاربة، ما زال يشكل القاعدة التي تبني عليها قدراتها وقوة الاجتذاب التي تتمتع بها.



مسؤولتان أميركيتان إلى أرمينيا مع بدء مغادرة الأرمن كاراباخ

صبي لاجئ من منطقة ناغورنو كاراباخ ينظر من نافذة السيارة عند وصوله إلى مركز إقامة مؤقت في بلدة غوريس بأرمينيا (رويترز)
صبي لاجئ من منطقة ناغورنو كاراباخ ينظر من نافذة السيارة عند وصوله إلى مركز إقامة مؤقت في بلدة غوريس بأرمينيا (رويترز)
TT

مسؤولتان أميركيتان إلى أرمينيا مع بدء مغادرة الأرمن كاراباخ

صبي لاجئ من منطقة ناغورنو كاراباخ ينظر من نافذة السيارة عند وصوله إلى مركز إقامة مؤقت في بلدة غوريس بأرمينيا (رويترز)
صبي لاجئ من منطقة ناغورنو كاراباخ ينظر من نافذة السيارة عند وصوله إلى مركز إقامة مؤقت في بلدة غوريس بأرمينيا (رويترز)

قال مسؤول أميركي، لوكالة «رويترز» للأنباء، إن مسؤولتين كبيرتين بالإدارة الأميركية ستصلان إلى أرمينيا، اليوم الاثنين، في حين بدأ الأرمن في ناغورنو كاراباخ نزوحاً جماعياً، أمس الأحد، بعد أن هزمت أذربيجان مقاتلي المنطقة الانفصالية في صراع يعود تاريخه إلى الحقبة السوفياتية.

وستكون زيارة مديرة «الوكالة الأميركية للتنمية الدولية» سامانثا باور، والقائمة بأعمال مساعد وزير الخارجية لشؤون أوروبا والشؤون الآسيوية الأوروبية يوري كيم، هي الأولى من نوعها إلى أرمينيا منذ وقف إطلاق النار، الأسبوع الماضي.

وقال المسؤول إنّ باور ستلتقي كبار المسؤولين الحكوميين، «وستؤكد الدعم الأميركي لديمقراطية أرمينيا وسيادتها واستقلالها وسلامة أراضيها، والتزامها بتلبية الاحتياجات الإنسانية التي نتجت عن (الوضع) في ناغورنو كاراباخ».

وأضاف المسؤول أن باور ستكون أول مديرة لـ«الوكالة الأميركية للتنمية الدولية» تزور أرمينيا وتؤكد الشراكة الأميركية مع يريفان و«تعبر عن قلقها البالغ بشأم السكان الأرمن في ناغورنو كاراباخ، وتبحث التدابير اللازمة لمعالجة الأزمة الإنسانية هناك».

وقال المسؤول: «يساور الولايات المتحدة قلق بالغ إزاء التقارير عن الأوضاع الإنسانية في ناغورنو كاراباخ، وتدعو إلى السماح بوصول المنظمات الإنسانية الدولية وحركة التجارة دون أي عوائق».

وأُجبر الأرمن في كاراباخ، المعترَف بها دولياً بوصفها جزءاً من أذربيجان، ولكنها لم تكن خاضعة لسيطرتها سابقاً، على وقف إطلاق النار، الأسبوع الماضي، وذلك بعد عملية عسكرية استمرت 24 ساعة نفّذها الجيش الأذربيجاني.

ولا يثق الأرمن بتعهدات أذربيجان بضمان حقوقهم عند ضم المنطقة. وقالت قيادة ناغورنو كاراباخ، لوكالة «رويترز» للأنباء، إن الأرمن الذين يبلغ عددهم 120 ألفاً في المنطقة لا يرغبون في العيش بوصفهم جزءاً من أذربيجان، خشية الاضطهاد والتطهير العِرقي.


في ترتر الأذربيجانية نازحون منذ 1992 يحلمون بالعودة إلى ناغورنو كاراباخ

يتوق آزاد عبّاسوف منذ 30 عاماً إلى العودة إلى قريته في ناغورنو كاراباخ (أ.ف.ب)
يتوق آزاد عبّاسوف منذ 30 عاماً إلى العودة إلى قريته في ناغورنو كاراباخ (أ.ف.ب)
TT

في ترتر الأذربيجانية نازحون منذ 1992 يحلمون بالعودة إلى ناغورنو كاراباخ

يتوق آزاد عبّاسوف منذ 30 عاماً إلى العودة إلى قريته في ناغورنو كاراباخ (أ.ف.ب)
يتوق آزاد عبّاسوف منذ 30 عاماً إلى العودة إلى قريته في ناغورنو كاراباخ (أ.ف.ب)

يتوق آزاد عبّاسوف منذ ثلاثين عاماً إلى العودة إلى قريته في منطقة ناغورنو كاراباخ، غير أن أمل النازح الأذربيجاني في أن يتحقّق حلمه انتعش بعد الانتصار الخاطف الذي حققته باكو الأسبوع الماضي على الانفصاليين الأرمن.

يقول المدرس المتقاعد البالغ 67 عاماً، والذي أمضى نصف حياته تقريباً بعيداً من قريته، «العودة هاجسي».

مرتدياً بزّة وربطة عنق تميّزانه عن سائر سكان مدينة ترتر الأذربيجانية الذين يرتدون ملابس متواضعة، يعرض لوكالة الصحافة الفرنسية صورة جوية على هاتفه لموقع منزله القديم. ويقول متأثراً: «غالباً أنظر إليها».

يعيش الأذربيجاني عبّاسوف في ترتر على بعد أكثر من ساعة بالسيّارة من قرية أومودلو التي يتحدّر منها في منطقة ناغورنو كاراباخ.

رحيل جيش الاتحاد السوفياتي

لا تزال ذكريات الثامن والعشرين من فبراير (شباط) 1992 حيّة في ذاكرة الرجل الستيني، وهو اليوم الذي اضطرّ فيه إلى ترك قريته بعد وفاة شقيقه وإسقاط مروحية إنقاذ، وقد سار خلال فراره لمسافات طويلة.

بعد رحيل جيش الاتحاد السوفياتي، اندلعت حرب بين أرمينيا وأذربيجان خلّفت 30 ألف قتيل تقريباً ودفعت بـ700 ألف أذربيجاني إلى الفرار من أرمينيا ومن ناغورنو كاراباخ وبـ230 ألف أرميني إلى الفرار من أذربيجان.

ومنطقة ناغورنو كاراباخ متنازع عليها منذ عقود، وهي جيب في القوقاز ألحقه ستالين بأذربيجان في عام 1921 ومُنح الحكم الذاتي في عام 1923.

لجأ مئات سكان ناغورنو كاراباخ أمس (الأحد)، من أصل 120 ألفاً يقطنون الجيب ومعظمهم من الأرمن، إلى أرمينيا. وأعلن الانفصاليون الاستسلام وأكّدوا أن السكان الذين خسروا منازلهم في القتال الأخير قد يغادرون الجيب إلى أرمينيا قريباً.

ويقول آزاد عبّاسوف: «كما اضطررنا إلى ترك منازلنا على عجل في عام 1992، فنحن مستعدّون للعودة إليها بالسرعة نفسها» وترك مدينة ترتر.

في هذه المدينة كما في الضواحي المجاورة لافتات عليها قبضات مرفوعة أو أزهار ترمز إلى استعادة أراضي في ناغورنو كاراباخ في عام 2020 خصوصاً مدينة شوشا التي تعدّها باكو عاصمتها الثقافية.

في ترتر، تشير مئات اللوحات إلى الأضرار التي خلّفتها حرب عام 2020، مثل تدمير منزل جاويد إسماعيلوف بصاروخ يتوسّط حديقته، حيث لا يزال إبريق شاي أزرق ومروحة ملتوية وسترة جلدية بين أنقاض ما أصبح نصباً تذكارياً في الهواء الطلق.

تدمير منزل جاويد إسماعيلوف بصاروخ يتوسّط حديقته حيث لا يزال إبريق شاي أزرق بين الأنقاض (أ.ف.ب)

«سئمنا من الحرب والخوف»

على غرار آزاد عبّاسوف، يقول نازحون قابلتهم وكالة الصحافة الفرنسية، إنهم يحلمون بالعودة إلى ناغورنو كاراباخ.

وتقول فالييفا نازاكات (49 عاماً) التي خسرت زوجها خلال النزاع في 2020 الذي استمرّ 44 يوماً: «أريد طبعاً أن أعود إلى كاراباخ، سئمنا من الحرب والخوف».

وخسرت نازاكات بفعل الحرب أيضاً قريتها بوي أحمدلي بجبالها ومياهها وكروم العنب فيها. ومع القوات الأذربيجانية استعادت هذه البلدة لاحقاً، إلا أن الوصول إليها يخضع لشروط مشدّدة.

ويقول عبّاسوف: «نحتاج إلى ظروف سلميّة للعودة إلى القرية (...) يجب أن تُحرّر قريتي بطريقة جيّدة، يجب إزالة الألغام وبناء طرقات وإعادة بناء منازل، هناك الكثير ممّا يجب فعله».

وينبغي أيضاً تجاوز الخصومات التي تعمقت عبر الأجيال والمعارك.

ويتابع عبّاسوف: «نحن في حاجة إلى استئصال بذور العداء بيننا» وحلّ قضية الإسكان الشائكة.

ويصرّ على أنه لن يسكن في منزل غير المنزل الذي كان يملكه، موضحاً «ليعود الأرمن إلى قريتهم».

في المقابل، يقول نازحون أرمن فرّوا (الأحد) من ناغورنو كاراباخ إنهم يرفضون رفضاً قاطعاً العودة إلى منازلهم في حال جاء «الأتراك» وهي التسمية التي يعتمدها كثيرون للإشارة إلى الأذربيجانيين، إلى قراهم.

من جهته، يقول الرجل الثلاثيني جاويد إسماعيلوف: «كلّ شيء يحتاج إلى وقت، إنها عملية طويلة (...)، لكن يمكننا التعايش».


«الكرملين» يرفض انتقاد أرمينيا لقوات حفظ السلام الروسية بشأن الوضع في كاراباخ

المتحدث باسم «الكرملين» دميتري بيسكوف (أ.ب)
المتحدث باسم «الكرملين» دميتري بيسكوف (أ.ب)
TT

«الكرملين» يرفض انتقاد أرمينيا لقوات حفظ السلام الروسية بشأن الوضع في كاراباخ

المتحدث باسم «الكرملين» دميتري بيسكوف (أ.ب)
المتحدث باسم «الكرملين» دميتري بيسكوف (أ.ب)

أعرب «الكرملين» عن رفضه ما وصفه بأنه «محاولة أرمينية لإلقاء اللوم على قوات حفظ السلام الروسية بشأن الوضع في ناغورنو كاراباخ».

قال دميتري بيسكوف، المتحدث باسم «الكرملين»، اليوم الاثنين، للصحافيين: «نحن نرفض بشكل قاطع كل المحاولات لتحميل المسؤولية للجانب الروسي وقوات حفظ السلام الروسية (في ناغورنو كاراباخ) التي تتصرف ببسالة»، رافضاً أي «مآخذ» عليها أو اتهامها بالتقصير.

وأضاف بيسكوف أنه «رغم ذلك، أرمينيا تظل حليفاً، وحكومتها قريبة منا، وشعبها قريب منّا، ونتواصل على مستويات مختلفة»، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وتابع: «روسيا تعمل على ضمان احترام حقوق الأرمن في ناغورنو كاراباخ». واستسلم الانفصاليون الأرمن في إقليم ناغورنو كاراباخ، الأربعاء الماضي، بعد عملية عسكرية خاطفة لأذربيجان، ووافقوا على المشاركة في محادثات السلام معها، يوم الخميس.

وقال رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، عبر التلفزيون، الأحد، إن «الأنظمة الأمنية الخارجية التي تنخرط أرمينيا في إطارها غير فاعلة لحماية أمنها ومصالحها»، في إشارة شبه مبطّنة إلى العلاقات مع موسكو الموروثة من الحقبة التي كانت فيها أرمينيا إحدى جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق.

ولا تزال أرمينيا عضواً في «منظمة معاهدة الأمن الجماعي»، وهي تحالف عسكري ترأسه روسيا، لكنها كانت قد بدأت تُظهر علامات نأي بنفسها، حتى قبل العملية العسكرية الأذربيجانية في ناغورنو كاراباخ، الأسبوع الماضي.


«طالبان» تدرس استخدام خطة أميركية لمراقبة المدن بالكاميرات

عناصر من «طالبان» في كابل (رويترز)
عناصر من «طالبان» في كابل (رويترز)
TT

«طالبان» تدرس استخدام خطة أميركية لمراقبة المدن بالكاميرات

عناصر من «طالبان» في كابل (رويترز)
عناصر من «طالبان» في كابل (رويترز)

قال متحدث باسم وزارة الداخلية الأفغانية، لـ«رويترز»، إن «طالبان» تؤسس شبكة مراقبة بالكاميرات واسعة النطاق لمدن بالبلاد، بما قد يتضمن إعادة استخدام خطة وضعها الأميركيون قبل انسحابهم في 2021، وذلك في إطار سعي السلطات لاستكمال آلاف الكاميرات الموجودة بالفعل في أنحاء كابل.

وقال المتحدث أيضاً إن إدارة «طالبان»، التي أعلنت تركيزها على إعادة الأمن وتضييق الخناق على تنظيم «داعش»، تشاورت أيضاً مع شركة «هواوي» الصينية، لصناعة مُعدات الاتصالات بشأن تعاون محتمَل.

ويقع منع الهجمات التي تشنُّها جماعات مسلّحة دولية، ولا سيما التنظيمات البارزة مثل «داعش»، في قلب التفاعل بين «طالبان» وعدد من الدول الأجنبية، بما فيها الولايات المتحدة والصين، وفقاً لقراءات من تلك الاجتماعات.

لكن بعض المحللين يشككون في قدرة نظام «طالبان» المالية على تمويل البرنامج، كما أبدت جماعات حقوقية قلقها من استخدام أي موارد في قمع محتجّين.

ولم تردْ أي تقارير سابقة عن تفاصيل بشأن كيفية اعتزام «طالبان» توسيع وإدارة المراقبة الجماعية، بما في ذلك الحصول على الخطة الأميركية.

وقال عبد المتين قانع، المتحدث باسم وزارة الداخلية، لـ«رويترز»، إن نشر الكاميرات على نطاق واسع، والذي سيتضمن التركيز على «نقاط مهمة» في كابل وأماكن أخرى، هو جزء من استراتيجية أمنية ستستغرق 4 أعوام لتطبيقها بشكل كامل.

وتابع: «نعمل حالياً على وضع خريطة أمنية لكابل (يجري استكمالها) من قِبل خبراء أمنيين، و(تستغرق) كثيراً من الوقت... ولدينا بالفعل خريطتان؛ إحداهما أعدّتها الولايات المتحدة للحكومة السابقة، والثانية أعدّتها تركيا».

ولم يتطرق لتفاصيل بشأن متى جرى إعداد الخريطة التركية.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إن واشنطن ليست «في شراكة» مع طالبان، و«أوضحت أن التأكد من عدم توفير ملاذ آمن للإرهابيين هو مسؤولية طالبان».

ولم يردَّ متحدث باسم الحكومة التركية على طلب للتعليق.

وقال قانع إن «طالبان» أجرت «محادثات بسيطة» بشأن الشبكة المزمعة مع شركة «هواوي»، في أغسطس (آب)، لكن لم يجرِ التوصل إلى عقود أو خطط حاسمة.

وذكرت «بلومبرغ نيوز»، في أغسطس، نقلاً عن مصدر مطّلع على المناقشات، أن «هواوي» توصلت إلى «اتفاق شفهي» مع «طالبان» بشأن عقد لتركيب نظام مراقبة.

وقالت «هواوي»، لـ«رويترز»، في سبتمبر (أيلول)، إنها «لم تناقش أية خطة» أثناء الاجتماع.

وقالت متحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية إنها لا تعلم بشأن محادثات معينة، لكنها أضافت أن «الصين طالما دعّمت السلام وعملية إعادة البناء في أفغانستان، وتدعم الشركات الصينية في التعاون العملي بهذا الصدد».


الفلبين تعتزم إزالة حواجز وضعتها بكين في بحر الصين الجنوبي

سفينة تابعة لخفر السواحل الصيني من قارب صيد فلبيني في منطقة سكاربورو شول المتنازع عليها (رويترز)
سفينة تابعة لخفر السواحل الصيني من قارب صيد فلبيني في منطقة سكاربورو شول المتنازع عليها (رويترز)
TT

الفلبين تعتزم إزالة حواجز وضعتها بكين في بحر الصين الجنوبي

سفينة تابعة لخفر السواحل الصيني من قارب صيد فلبيني في منطقة سكاربورو شول المتنازع عليها (رويترز)
سفينة تابعة لخفر السواحل الصيني من قارب صيد فلبيني في منطقة سكاربورو شول المتنازع عليها (رويترز)

قال مستشار الأمن القومي في الفلبين، إدواردو إم. آنيو، اليوم الاثنين، إن بلاده ستتخذ «كل الإجراءات المناسبة التي تؤدي لإزالة حواجز» من منطقة متنازع عليها في بحر الصين الجنوبي.

واتهمت الفلبين، أمس الأحد، الصين بوضع حواجز عائمة في سكاربورو شول، وقالت إنها ستعمل على حماية حقوق صياديها، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال آنيو، في بيان: «نندّد بتركيب خفر السواحل الصيني حواجز عائمة».

وأضاف: «إقامة جمهورية الصين الشعبية حواجز ينتهك حقوق الصيد الراسخة لصيادينا».

من جانبها، قالت وزارة الخارجية الصينية، رداً على قرار الفلبين، إن خفر السواحل الصيني اتخذ التدابير اللازمة وفقاً للقانون، لمنع السفن وإبعادها. وأضافت «الخارجية»: «ستواصل الصين توفير الفرص لجميع الشركات من جميع البلدان، للعمل بشكل قانوني في الصين في بيئة أعمال قانونية وموجَّهة نحو السوق».

وتزعم الصين أحقّيتها في 90 في المائة من بحر الصين الجنوبي، بما يتداخل مع المناطق الاقتصادية الخالصة لكل من فيتنام وماليزيا وبروناي وإندونيسيا والفلبين.

واستولت الصين على سكاربورو شول في 2012، وأجبرت الصيادين الفلبينيين على الإبحار لمسافات أطول، للحصول على كميات أقل من الصيد.


نحو 3 آلاف شخص عبروا إلى أرمينيا من كاراباخ

نازحون من كاراباخ لدى وصولهم إلى أرمينيا (أ.ب)
نازحون من كاراباخ لدى وصولهم إلى أرمينيا (أ.ب)
TT

نحو 3 آلاف شخص عبروا إلى أرمينيا من كاراباخ

نازحون من كاراباخ لدى وصولهم إلى أرمينيا (أ.ب)
نازحون من كاراباخ لدى وصولهم إلى أرمينيا (أ.ب)

ذكرت وكالة «تاس» الروسية للأنباء نقلاً عن بيان للحكومة الأرمينية، اليوم (الاثنين)، أن أكثر من 2900 شخص عبروا إلى أرمينيا من إقليم ناغورنو كاراباخ حتى الساعة الخامسة من صباح اليوم بالتوقيت المحلي (01:00 بتوقيت غرينتش).

يأتي ذلك تزامناً مع اجتماع مرتقب، اليوم، بين الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ونظيره الأذربيجاني إلهام علييف. وقال مكتب الرئيس التركي إن إردوغان سيقوم بزيارة تستغرق يوماً واحداً إلى منطقة ناختشيفان التي تتمتع بالحكم الذاتي في أذربيجان لبحث الوضع في كاراباخ مع علييف.

ومنطقة ناختشيفان عبارة عن قطاع من الأراضي يقع بين أرمينيا وإيران وتركيا. واضطر الأرمن في كاراباخ، وهي منطقة معترف بها دوليا كجزء من أذربيجان لكنها كانت خارج سيطرة باكو في السابق، إلى إعلان وقف إطلاق النار في 20 سبتمبر (أيلول) بعد عملية عسكرية خاطفة قام بها جيش أذربيجان الأكثر عدداً وقوة خلال 24 ساعة.

وقالت قيادة إقليم كاراباخ الانفصالي لوكالة «رويترز» أمس إن الأرمن في الإقليم، والبالغ عددهم 120 ألفاً، سيغادرون إلى أرمينيا لأنهم لا يريدون العيش تحت سيادة أذربيجان ويخشون من التطهير العرقي. وفي الأسبوع الماضي، قال إردوغان الذي ساعد أذربيجان بالأسلحة في القتال الذي دار عام 2020 إنه يدعم أهداف العملية العسكرية الأخيرة لأذربيجان، لكنه لم يقم بأي دور فيها. وتقول أرمينيا إن أكثر من 200 شخص قُتلوا وأصيب 400 آخرون في عملية أذربيجان العسكرية. وأدانت الولايات المتحدة وحلفاء غربيون لأرمينيا العملية العسكرية.


خسارة ناغورنو كاراباخ تسرّع ابتعاد أرمينيا عن روسيا

جانب من الدمار جراء القصف على إقليم ناغورنو كاراباخ (رويترز)
جانب من الدمار جراء القصف على إقليم ناغورنو كاراباخ (رويترز)
TT

خسارة ناغورنو كاراباخ تسرّع ابتعاد أرمينيا عن روسيا

جانب من الدمار جراء القصف على إقليم ناغورنو كاراباخ (رويترز)
جانب من الدمار جراء القصف على إقليم ناغورنو كاراباخ (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، اليوم (الأحد)، تبديل تحالفاته والابتعاد عن موسكو بعد غزو أذربيجان إقليم ناغورنو كاراباخ، معيداً خلط أوراق النفوذ الروسي في القوقاز، وفق ما أوردت «وكالة الصحافة الفرنسية».

واعتبر باشينيان في كلمة متلفزة أنّ تحالفات بلاده الحالية «غير مجدية»، في إشارة ضمنية إلى علاقاته الطويلة الأمد مع موسكو الموروثة منذ كانت أرمينيا جزءاً من الاتحاد السوفياتي.

وقال إن «أنظمة الأمن الخارجي، التي تنضوي فيها أرمينيا أثبتت أنها غير مجدية لحماية أمنها ومصالحها».

ولم ترسل يريفان الجيش الأرميني إلى كاراباخ للتصدّي للهجوم الأذربيجاني، تاركةً الانفصاليين في هذه المنطقة ذات الغالبية الأرمينية وحدهم في مواجهة نيران باكو.

وأضاف باشينيان: «لم تتخل أرمينيا يوماً عن التزاماتها ولم تخن حلفاءها. لكن تحليل الوضع يظهر أن الأنظمة الأمنية والحلفاء الذين نعتمد عليهم منذ فترة طويلة حدّدوا لأنفسهم مهمة إظهار ضعفنا وعدم قدرة الشعب الأرميني على أن تكون له دولة مستقلة».

تحالف ما بعد الاتحاد السوفياتي

وما زالت أرمينيا عضواً في منظمة معاهدة الأمن الجماعي وهو تحالف عسكري ترأسه روسيا، لكن هجوم الجيش الأذربيجاني هذا الأسبوع على كاراباخ يسرّع خروجها من دائرة النفوذ الروسي.

ومنظمة معاهدة الأمن الجماعي هي تحالف عسكري تأسس عام 2002 ويضم الجمهوريتين السوفياتيين السابقتين أرمينيا وبيلاروس، بالإضافة إلى دول في آسيا الوسطى وهي كازاخستان وقرغيزستان وطاجيكستان.

وفي أرمينيا قاعدة روسية في مدينة غيومري تضم آلاف الجنود.

ورأى الباحث المستقل في الشأن الأرميني بنيامين ماتيفوسيان في مقابلة مع الوكالة أن باشينيان في مداخلته المتلفزة اليوم «تعمد تصعيد التوتر مع روسيا». وأضاف: «هذا يشكل ابتزازاً أكثر مما هو تغيير في خط السياسة الخارجية. إنه يقول لروسيا بصراحة: إذا لم تبقِ الأرمن في كاراباخ، فسوف أنسحب من منظمة معاهدة الأمن الجماعي».

واعتبر الباحث أيضاً أن رئيس الوزراء الأرميني أراد من خلال خطابه إلقاء اللوم على موسكو، في حين أُعلنت تظاهرة جديدة في العاصمة الأرمينية يريفان، بعد ظهر اليوم، التنديد بإدارتها للأزمة وسياستها بعدم التدخل عسكرياً.

ورأى الباحث المستقل هاكوب باداليان من جهته، في مقابلة مع الوكالة أن «خطاب باشينيان هدف قبل كل شيء إلى حشد حلفائه السياسيين وحزبه حوله وأيضاً دائرة أوسع من المواطنين»، في مواجهة الاحتجاجات.

دور محوري لروسيا

وتؤدي روسيا دورًا محوريًا في النزاع بين أرمينيا وأذربيجان، وقد رعت اتفاقاً لوقف إطلاق النار أنهى المعارك بين الطرفين عام 2020، مؤكدة دورها كقوة إقليمية. ونشرت موسكو قوة لحفظ السلام في المنطقة، لم تمنع هجوم القوات الأذربيجانية الخاطف هذا الأسبوع.

ورأى توماس دي وال، من مركز كارنيغي أوروبا، في تحليل نشر هذا الأسبوع أنّ «هناك لعبة جيوسياسية. تم إنشاء قوة حفظ سلام روسية صغيرة في قره باغ عام 2020» من قبل روسيا التي «طالما تأرجحت وتلاعبت بالطرفين».

وأفاد بأنّ الهجوم الذي شنته أذربيجان «يعزّز الانطباع بوجود اتفاق بين موسكو وباكو»، لافتاً إلى أنّ روسيا تعاقب باشينيان بسبب «ميوله الموالية للغرب» التي تظهر أكثر فأكثر.

ويشير إعلان باشينيان، اليوم، إلى التباعد المتزايد منذ أشهر بين يريفان وموسكو:.ورفضت أرمينيا في يناير (كانون الثاني) استضافة مناورات لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي، وأجرت هذا الشهر مناورات عسكرية مع الولايات المتحدة، ما أثار استياء موسكو إلى حد كبير.

 


16 قتيلاً بحريق في منجم للفحم غرب الصين

جرافة تقوم بإفراغ الفحم قرب منجم للفحم في الصين (أرشيفية - رويترز)
جرافة تقوم بإفراغ الفحم قرب منجم للفحم في الصين (أرشيفية - رويترز)
TT

16 قتيلاً بحريق في منجم للفحم غرب الصين

جرافة تقوم بإفراغ الفحم قرب منجم للفحم في الصين (أرشيفية - رويترز)
جرافة تقوم بإفراغ الفحم قرب منجم للفحم في الصين (أرشيفية - رويترز)

قُتل 16 شخصاً على الأقل، (الأحد)، نتيجة اندلاع حريق بمنجم شانجياوشو للفحم جنوب غربي الصين قرابة الساعة الثامنة صباحاً (00:10 ت غ)، وفق ما أفاد به مسؤولون محليون.

ووفق ما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية، قالت حكومة مدينة بانجو في تنبيه على موقعها الإلكتروني إنه جرى إخماد النيران، لكن «بعد عمليات التحقيق الأولية ظهر عدم وجود مؤشرات وظائف حيوية لدى 16 شخصاً».


مخاوف من نزوح جماعي للأرمن من كاراباخ

لاجئون أرمن يصلون إلى مخيم مؤقت في مدينة غوريس الأرمينية (رويترز)
لاجئون أرمن يصلون إلى مخيم مؤقت في مدينة غوريس الأرمينية (رويترز)
TT

مخاوف من نزوح جماعي للأرمن من كاراباخ

لاجئون أرمن يصلون إلى مخيم مؤقت في مدينة غوريس الأرمينية (رويترز)
لاجئون أرمن يصلون إلى مخيم مؤقت في مدينة غوريس الأرمينية (رويترز)

بدأت أرمينيا في استقبال أول مجموعة من اللاجئين الفارين من إقليم كاراباخ الذي أصبح في قبضة أذربيجان بعد هجوم خاطف شنّته الأسبوع الماضي. وفيما أكّدت أرمينيا استعدادها لاستقبال السكان المحليين الذي يخشون البقاء في الإقليم، البالغ عددهم 120 ألفاً، أعلن رئيس الوزراء الأرمني لقاء رئيس أذربيجان في إسبانيا بعد أيام.

حراك دبلوماسي

في دليل جديد على التداعيات الدولية لهذه الأزمة، سيلتقي الرئيس التركي رجب طيب إردوغان نظيره الأذربيجاني إلهام علييف الاثنين في منطقة ناخيتشيفان الأذربيجانية، الواقعة بين أرمينيا وإيران والمتاخمة لتركيا، حسبما ذكرت الرئاسة التركية الأحد.

باشينيان (يمين) وعلييف يستعدان لعقد محادثات في إسبانيا الأسبوع المقبل (أ.ف.ب)

كما يلتقي رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، والرئيس الأذربيجاني، الشهر المقبل في غرناطة (جنوب إسبانيا)، بمشاركة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني أولاف شولتس، ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، وذلك رغم التوتر الذي خلّفته العملية العسكرية التي نفذتها باكو أخيراً ضد الانفصاليين الأرمينيين في ناغورنو كاراباخ، وفق ما أفادت «وكالة الصحافة الفرنسية».

نزوح جماعي

واصلت القوات الأذربيجانية عملياتها، الأحد، بهدف بسط سيطرتها الكاملة على إقليم ناغورنو كاراباخ الانفصالي ذي الغالبية الأرمينية، بعد هجوم خاطف الأسبوع الماضي. وقالت قيادة إقليم ناغورنو كاراباخ الانفصالي، لوكالة «رويترز»، الأحد، إن الأرمن في ناغورنو كاراباخ، البالغ عددهم 120 ألفاً، سيغادرون إلى أرمينيا لأنهم «لا يريدون العيش تحت سيادة أذربيجان، ويخشون من التطهير العرقي».

وصول أول قافلة لاجئين أرمن من إقليم كاراباخ إلى أرمينيا (أ.ب)

بدوره، رجّح رئيس وزراء أرمينيا أن يغادر الأرمن المنطقة، مؤكداً أن بلاده مستعدة لاستقبالهم. وتغلّبت أذربيجان الأسبوع الماضي على مسلحين أرمن في كاراباخ، في أحدث حلقات صراع له جذور، يعود تاريخها إلى وقت سقوط الاتحاد السوفياتي. ورغم تأكيد باكو عزمها ضمان حقوق الأرمن المقيمين في الإقليم، تمسّك قادة الانفصاليين الأرمن بالرحيل «خوفاً من القمع». وقال دافيد بابايان، مستشار رئيس «جمهورية أرتساخ» التي أعلنها الانفصاليون من جانب واحد، لوكالة «رويترز»، إن «شعبنا لا يريد العيش كجزء من أذربيجان 99.9 في المائة يفضلون مغادرة أرضنا التاريخية». وتابع قائلاً: «مصير شعبنا المسكين سيسطره التاريخ كعار ووصمة على جبين الأرمن والعالم المتحضر بأسره. المسؤولون عن مصيرنا هذا سيحاسبون يوماً ما أمام الله على خطاياهم». وقال قادة الأرمن في كاراباخ، في بيان، إن «قوات حفظ السلام الروسية سترافق كل الذين شردتهم عملية أذربيجان العسكرية»، ويريدون المغادرة إلى أرمينيا. ولم يتضح بعد متى سيتحرك الجزء الأكبر من الأرمن عبر ممر لاتشين، الذي يربط إقليم كاراباخ بأرمينيا، حيث يواجه رئيس الوزراء نيكول باشينيان دعوات للاستقالة لفشله في إنقاذ الإقليم.

انتقاد ضمني لموسكو

اعتبر رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، الذي يواجه غضباً شعبياً واسعاً لـ«فشله» في حماية أرمن كاراباخ، تحالفات بلاده الحالية «غير مجدية». وقال في كلمة متلفزة، الأحد، إن «أنظمة الأمن الخارجي التي تنضوي فيها أرمينيا أثبتت أنها غير مجدية لحماية أمنها ومصالحها». وأضاف: «لم تتخلَ أرمينيا يوماً عن التزاماتها، ولم تخُن حلفاءها. لكن تحليل الوضع يظهر أن الأنظمة الأمنية والحلفاء الذين نعتمد عليهم منذ فترة طويلة حدّدوا لأنفسهم مهمة إظهار ضعفنا، وعدم قدرة الشعب الأرميني على أن تكون له دولة مستقلة».

جندي أرمني يساعد لاجئة مسنّة في غوريس (رويترز)

وينطوي كلامه على إشارة ضمنية إلى علاقاته الطويلة الأمد مع موسكو الموروثة منذ كانت أرمينيا جزءاً من الاتحاد السوفياتي، مثل أذربيجان المجاورة، خصوصاً أن أرمينيا لا تزال عضواً في منظمة معاهدة الأمن الجماعي، وهو تحالف عسكري ترأسه روسيا.

تغيير توازن القوى

عبّر باشينيان عن قلقه من مصير الأرمن في إقليم كاراباخ، وقال: «يظل أرمن ناغورنو كاراباخ عرضة للتطهير العرقي... الإمدادات الإنسانية وصلت إلى ناغورنو كاراباخ خلال الأيام القليلة الماضية، لكن هذا لا يغير الوضع».



وتابع قائلاً: «إذا لم تتهيأ ظروف المعيشة الحقيقية للأرمن في ناغورنو كاراباخ في منازلهم والآليات الفاعلة للحماية من التطهير العرقي، فالاحتمال يتزايد بأن الأرمن في ناغورنو كاراباخ سيطردون من أرضهم، باعتبار هذه السبيل الوحيدة للخلاص». ونقلت عنه وكالة «تاس» الروسية للأنباء قوله إن «حكومتنا سترحب بكل ود بإخواننا وأخواتنا من ناغورنو كاراباخ».

وقد يؤدي نزوح جماعي إلى تغيير توازن القوى الدقيق في منطقة جنوب القوقاز، التي يسكنها مزيج من العرقيات، وتمر بها خطوط أنابيب للنفط وللغاز، وتتصارع روسيا والولايات المتحدة وتركيا وإيران على النفوذ هناك. ويبدو أن نصراً حققته أذربيجان الأسبوع الماضي وضع نهاية حاسمة لواحد من «الصراعات المجمدة» التي دامت عقوداً بعد تفكك الاتحاد السوفياتي.

وقال الرئيس الأذري إلهام علييف إن «قبضته الحديدية» جعلت فكرة وجود منطقة مستقلة لعرقية الأرمن في كاراباخ من الماضي، وإن المنطقة ستتحول إلى «فردوس» في أذربيجان. وتقول أرمينيا إن أكثر من 200 شخص قُتلوا وأصيب 400 آخرون في عملية أذربيجان العسكرية. وأثار مصير السكان الأرمن مخاوف موسكو وواشنطن وبروكسل.

مساعدات إنسانية

أكّدت سلطات الأرمن في كاراباخ، السبت، وصول نحو 150 طناً من الشحنات الإنسانية من روسيا و65 طناً أخرى من الطحين (الدقيق) شحنتها اللجنة الدولية لـ«الصليب الأحمر»، وصلت إلى المنطقة. وقالت اللجنة، في بيان: «بالنظر إلى حجم الاحتياجات الإنسانية، نكثف وجودنا هناك بأفراد متخصصين في مجالات الصحة والطب الشرعي والحماية والتلوث الناجم عن الأسلحة».

جانب من الدمار الذي تعرّضت له منازل جراء الاشتباكات بين أذربيجان والانفصاليين الأرمن في إقليم كاراباخ (أ.ف.ب)

ومع وجود 2000 جندي من قوات حفظ السلام في المنطقة، قالت روسيا إنها سلمت حتى السبت 6 مركبات مدرعة وأكثر من 800 قطعة سلاح صغير وأسلحة مضادة للدبابات وأنظمة دفاع جوي محمولة، بالإضافة إلى 22 ألف طلقة ذخيرة بموجب شروط وقف إطلاق النار.

تاريخ دامٍ

تقع منطقة ناغورنو كاراباخ في منطقة سيطر عليها على مدى قرون الفرس والأتراك والروس والعثمانيون والسوفيات. وطالب كل من أذربيجان وأرمينيا بالسيادة عليها بعد سقوط الإمبراطورية الروسية في عام 1917. وتمّ تصنيفها في العهد السوفياتي منطقة تتمتع بالحكم الذاتي داخل أذربيجان. ومع انهيار الاتحاد السوفياتي، تخلص الأرمن هناك من سيطرة أذربيجان الصورية، واستولوا على أراضٍ مجاورة، فيما أصبح يعرف باسم «حرب كاراباخ الأولى». وقُتل حوالي 30 ألفاً، وشرد أكثر من مليون، معظمهم من أذربيجان في الفترة من 1988 إلى 1994.

جنود أذريون يستعرضون أسلحة استولوا عليها في إقليم كاراباخ (إ.ب.أ)

وبعد مناوشات استمرت على مدى عقود، انتصرت أذربيجان في عام 2020 بدعم من تركيا في حرب كاراباخ الثانية الحاسمة التي استمرت 44 يوماً، واستعادت السيطرة على مناطق في الإقليم. وانتهت تلك الحرب باتفاق سلام بوساطة روسية، ويتهم الأرمن موسكو بالفشل في ضمان تنفيذه.


ارتفاع حصيلة وفيات حمى الضنك في بنغلاديش إلى 300 حالة

بنغلاديش: ما يزيد عن 10 آلاف مريض بحمى الضنك يخضعون للعلاج في المستشفيات بأنحاء البلاد (أ.ب)
بنغلاديش: ما يزيد عن 10 آلاف مريض بحمى الضنك يخضعون للعلاج في المستشفيات بأنحاء البلاد (أ.ب)
TT

ارتفاع حصيلة وفيات حمى الضنك في بنغلاديش إلى 300 حالة

بنغلاديش: ما يزيد عن 10 آلاف مريض بحمى الضنك يخضعون للعلاج في المستشفيات بأنحاء البلاد (أ.ب)
بنغلاديش: ما يزيد عن 10 آلاف مريض بحمى الضنك يخضعون للعلاج في المستشفيات بأنحاء البلاد (أ.ب)

تُوفي 300 شخص، على الأقل، في بنغلاديش، بسبب حمى الضنك، في الأيام الـ23 الماضية، وجرى نقل نحو 70 ألف شخص إلى المستشفيات، خلال الفترة نفسها، حيث تُوفي 14 مريضاً آخر بحمى الضنك، وجرى نقل 2865 آخرين إلى المستشفيات في أنحاء البلاد، في الساعات الـ24 الماضية.

ووفق «وكالة الأنباء الألمانية»، نقلاً عن صحيفة «نيو إيدج» التي تصدر في بنغلاديش، اليوم الأحد، عن «المديرية العامة للخدمات الصحية» قولها إن 893 مريضاً أُصيبوا بالمرض الفيروسي، الذي ينقله البعوض، تُوفوا في البلاد، في حين جرى نقل 184 ألفاً و717 شخصاً إلى المستشفيات، هذا العام، منذ يناير (كانون الثاني).

وأظهرت بيانات المديرية أن إجمالي 10 آلاف و572 مريضاً بحمى الضنك، من بينهم 3794 في دكا، يخضعون للعلاج، بالمستشفيات في أنحاء البلاد.

وأضافت المديرية أنه جرى تسجيل تفشي حمى الضنك في البلاد، أولاً في عام 2000، عندما جرى نقل 5551 شخصاً إلى المستشفيات، وتوفي 93 شخصاً.

حمى الضنك

يُذكَر أن حمى الضنك هي عدوى فيروسية لها أعراض تشبه أعراض الإنفلونزا، وتنتشر من البعوض إلى البشر، وهي شائعة في المُناخات الاستوائية وشبه الاستوائية.

ويتعافى معظم الأشخاص من المرض، إلا أنه قد يؤدي إلى الوفاة عندما يسبب نزيفاً داخلياً وفشلاً في وظائف الأعضاء.