حين كسبت ميلانيا حربها مع الموضة

في معطف من «دولتشي أندغابانا» يقدر سعره بـ51.000 دولار أميركي  -  في فستان من «ديور»  -  في معطف من دار «فندي» يقدر سعره بـ3560 جنيهاً إسترلينياً
في معطف من «دولتشي أندغابانا» يقدر سعره بـ51.000 دولار أميركي - في فستان من «ديور» - في معطف من دار «فندي» يقدر سعره بـ3560 جنيهاً إسترلينياً
TT

حين كسبت ميلانيا حربها مع الموضة

في معطف من «دولتشي أندغابانا» يقدر سعره بـ51.000 دولار أميركي  -  في فستان من «ديور»  -  في معطف من دار «فندي» يقدر سعره بـ3560 جنيهاً إسترلينياً
في معطف من «دولتشي أندغابانا» يقدر سعره بـ51.000 دولار أميركي - في فستان من «ديور» - في معطف من دار «فندي» يقدر سعره بـ3560 جنيهاً إسترلينياً

كان 2017 عام ميلانيا ترمب بلا منازع. بعد بداية شابتها شكوك صناع الموضة في ذوقها والكثير من الاتهامات والانتقادات بسبب آراء زوجها، نجحت بعد أشهر قليلة من إسكاتهم ونيل مباركة غالبيتهم.
كل هذا من دون أن تنصاع لإملاءاتهم وتُغير أسلوبها الذي اتهموه بأنه يشي بالثراء أكثر مما يشي بالأسلوب الخاص أو الجرأة الفنية. الآن حتى من طالبوا بعدم التعامل معها في البداية يلتزمون الصمت، بدءا من الفرنسية صوفي ثياليت التي كانت قد أعلنت رفضها التعامل معها في رسالة مفتوحة نشرتها في مجلة «ويمنز وير دايلي» إلى توم فورد وغيرهما من المصممين.
كسبت ميلانيا أول معركة عندما زارت فرنسا وأظهرت ذوقا راقيا تفوقت فيه على الفرنسية بريجيت ماكرون، زوجة الرئيس الفرنسي. فبينما ظهرت هذه الأخيرة في مناسبات رسمية بفساتين تتميز بالشبابية وتعلو الركبة، فضلت ميلانيا التصاميم الأنثوية التي تغطي نصف الساق لتأتي الصورة أكثر أناقة وإقناعا. لكن زيارتها الآسيوية الأخيرة هي التي أكسبتها الحرب، لأنها رسخت مكانتها كسيدة أولى تتمتع بالأناقة واللباقة الدبلوماسية على حد سواء. لم يكن خافيا أنها اختارت أزياءها بعناية لكي تتماشى مع ثقافة كل بلد تزوره ونجحت.
في الصين مثلا اختارت فساتين طويلة مطبوعة بورود لها دلالات ثقافية وفنية متجذرة في التاريخ. واحد منها مثلا كان بتصميم مستوحى من الكيمونو من دار «غوتشي» وآخر أيضا طويل ومطرز بالورود من دار «دولتشي أند غابانا»، بينما لم يخل معطف من «فندي» أيضا من زخرفات تأخذ شكل بتلات مقطعة بالليزر وزينت الجيوب.
ظلت وفية لذوقها، ولم تختر مصممين محليين أو تصاميم مشبعة برائحة الفولكلور، بل اقتصرت على إيحاءات خفيفة وذكية من بيوت أزياء عالمية لتحقيق المعادلة بين ذوقها الخاص وبين ما يمكن أن يُرضي البلد المضيف. ما كانت تعرفه ميلانيا والكثير من المتابعين منذ البداية أن الانتقادات قد تكون جارحة بعض الشيء لكنها لن تُغير شيئا، لسبب مهم، وهو أنها لم تكن تحتاج إلى مباركة المصممين وبيوت الأزياء العالمية من الأساس. فهي تتمتع بالإمكانيات المادية التي تسمح لها بشراء أي تصميم ترغب فيه من المحلات من جهة، ومن جهة ثانية تتمتع بمقاس مثالي يُخول لها ألا تعتمد على التفصيل على المقاس، أو ما يعرف بالـ«هوت كوتير»، بل يمكنها أن تختار كل ما ترغب فيه من أزيائهم الجاهزة المتوفرة في المحلات سواء رضوا بذلك أم لا. الطريف أن أغلبهم، وفي قرارة أنفسهم، باتوا يتمنون ظهورها بتصاميمهم نظرا للصورة الإيجابية التي تعكسها.
من أكثر المصممين وبيوت الأزياء الذين ظهرت بتصاميمهم هذا العام، رالف لورين، وديور، فندي، وريم عكرا، وروكساندا إلينشيك، و«ماكس مارا»، ومايكل كورس، وستيلا ماكارتني، و«غوتشي» و«دولتشي أند غابانا».


مقالات ذات صلة

عمالقة التكنولوجيا يخطبون ودّ ترمب… بالملايين

الولايات المتحدة​ مؤسس شركة «أمازون» الأميركية العملاقة جيف بيزوس متحدثاً في لاس فيغاس (أ.ب)

عمالقة التكنولوجيا يخطبون ودّ ترمب… بالملايين

اصطف مليارديرات صناعة التكنولوجيا الأميركيون، وآخرهم مؤسس «أمازون» جيف بيزوس، لخطب ود الرئيس المنتخب قبل عودته للبيت الأبيض من خلال تبرعات بملايين الدولارات.

علي بردى (واشنطن)
الولايات المتحدة​ دونالد ترمب في ولايته الأولى رئيساً للولايات المتحدة يلوح بيده خلال اجتماع ثنائي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في قمة زعماء مجموعة العشرين في أوساكا باليابان في 28 يونيو 2019 (رويترز)

ترمب ينتقد قرار بايدن إرسال صواريخ تستهدف العمق الروسي ويصفه بالأحمق

موسكو ترحب بانتقادات دونالد ترمب لقرار جو بايدن السماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ أميركية بعيدة المدى ضد أهداف داخل عمق الأراضي الروسية

هبة القدسي (واشنطن)
المشرق العربي وزيرا الخارجية التركي هاكان فيدان والأميركي أنتوني بلينكن خلال إفادة صحافية مشتركة بعد مباحثاتهما في أنقرة الجمعة (رويترز)

«توافق عام» تركي - أميركي على مستقبل سوريا ما بعد الأسد

سيطر ملفان رئيسيان على مباحثات وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في أنقرة؛ أولهما مستقبل سوريا ما بعد بشار الأسد، والثاني التباين حول مكافحة الإرهاب.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أ.ب)

استطلاع: الأميركيون ليس لديهم ثقة كبيرة في اختيارات ترمب لأعضاء الحكومة

أظهر استطلاع جديد للرأي أن الأميركيين ليست لديهم ثقة كبيرة في اختيارات الرئيس المنتخب دونالد ترمب لأعضاء الحكومة، أو فيما يتعلق بإدارة ملف الإنفاق الحكومي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف (د.ب.أ)

الكرملين: التصريح الأخير لترمب بشأن أوكرانيا «يتماشى تماماً» مع الموقف الروسي

نوّه الكرملين الجمعة بالتصريح الأخير لدونالد ترمب الذي اعترض فيه على استخدام أوكرانيا صواريخ أميركية لاستهداف مناطق روسية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
TT

غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)

بعد عدة أشهر من المفاوضات الشائكة، انتهى الأمر بفض الشراكة بين المصمم هادي سليمان ودار «سيلين». طوال هذه الأشهر انتشرت الكثير من التكهنات والشائعات حول مصيره ومستقبله. ولحد الآن لا يُحدد المصمم هذا المستقبل. لكن المؤكد أنه ضاعف مبيعات «سيلين» خلال الست سنوات التي قضاها فيها مديراً إبداعياً. غادرها وهي قوية ومخلفاً إرثاً لا يستهان به، يتمثل في تأسيسه قسماً جديداً للعطور ومستحضرات التجميل. فهو لم يكن يعتبر نفسه مسؤولاً عن ابتكار الأزياء والإكسسوارات فحسب، بل مسؤولاً على تجميل صورتها من كل الزوايا، ومن ثم تحسين أدائها.

العطور ومستحضرات التجميل جزء من الحياة ولا يمكن تجاهلهما وفق هادي سليمان (سيلين)

نجح وفق تقديرات المحللين في رفع إيراداتها من 850 مليون دولار حين تسلمها في عام 2018، إلى ما يقرب من 3.27 مليار دولار عندما غادرها. الفضل يعود إلى أسلوبه الرشيق المتراقص على نغمات الروك أند رول من جهة، وإدخاله تغييرات مهمة على «لوغو» الدار وإكسسواراتها من جهة أخرى. هذا عدا عن اقتحامه مجالات أخرى باتت جزءاً لا يتجزأ من الحياة المترفة تعكس روح «سيلين» الباريسية، مثل التجميل واللياقة البدنية.

اجتهد في رسم جمال الدار في عام 2023 وكأنه كان يعرف أن الوقت من ذهب (سيلين)

بعد عام تقريباً من تسلمه مقاليد «سيلين» بدأ يفكر في التوسع لعالم الجمال. طرح فعلاً مجموعة من العطور المتخصصة استوحاها من تجاربه الخاصة والأماكن التي عاش أو عمل فيها. استعمل فيها مكونات مترفة، ما ساهم في نجاحها. هذا النجاح شجعه على تقديم المزيد من المنتجات الأخرى، منها ما يتعلق برياضة الـ«بيلاتيس» زينها بـ«لوغو» الدار.

يعمل هادي سليمان على إرساء أسلوب حياة يحمل بصماته ونظرته للجمال (سيلين)

مستحضرات التجميل كان لها جُزء كبير في خطته. كان لا بد بالنسبة له أن ترافق عطوره منتجات للعناية بالبشرة والجسم تُعزز رائحتها وتأثيرها. هنا أيضاً حرص أن تشمل كل جزئية في هذا المجال، من صابون معطر يحمل رائحة الدار وكريمات ترطيب وتغذية إلى بخاخ عطري للشعر وهلم جرا.

في عام 2019 طرح مجموعة عطور متخصصة أتبعها بمنتجات للعناية بالبشرة والجسم (سيلين)

كانت هذه المنتجات البداية فقط بالنسبة له، لأنه سرعان ما أتبعها بمستحضرات ماكياج وكأنه كان يعرف أن وقته في الدار قصير. كان أول الغيث منها أحمر شفاه، قدمته الدار خلال أسبوع باريس الأخير. من بين ميزاته أنه أحمر شفاه يرطب ويلون لساعات من دون أن يتزحزح من مكانه. فهو هنا يراعي ظروف امرأة لها نشاطات متعددة وليس لديها الوقت الكافي لتجدده في كل ساعة.

بدأ بأحمر شفاه واحد حتى يجس نبض الشعر ويُتقن باقي الألوان لتليق باسم «سيلين» (سيلين)

حتى يأتي بالجودة المطلوبة، لم تتسرع الدار في طرح كل الألوان مرة واحدة. اكتفت بواحد هو Rouge Triomphe «روج تريومف» على أن تُتبعه بـ15 درجات ألوان أخرى تناسب كل البشرات بحلول 2025 إضافة إلى ماسكارا وأقلام كحل وبودرة وظلال خدود وغيرها. السؤال الآن هو هل ستبقى الصورة التي رسمها هادي سليمان لامرأة «سيلين» وأرسى بها أسلوب حياة متكامل يحمل نظرته للجمال، ستبقى راسخة أم أن خليفته، مايكل رايدر، سيعمل على تغييرها لكي يضع بصمته الخاصة. في كل الأحوال فإن الأسس موجودة ولن يصعب عليه ذلك.