اختارت اللجنة المنظمة لبطولة «خليجي 23» المقامة حالياً في الكويت، علي النمر، اللاعب الواعد، أفضل لاعب في مواجهة المنتخب السعودي مع نظيره الإماراتي، والتي ذهبت نتيجتها النهائية إلى التعادل السلبي.
وجاء اختيار النمر عطفاً على أدائه المميز طوال التسعين دقيقة في ظهوره الأول بقميص المنتخب السعودي، وقدم النمر لمحات فنية رائعة، أبرز من خلالها موهبة فريدة، على الرغم من كونها المباراة الرسمية الأولى له في مسيرته الكروية، ومن أمام المنتخب الإماراتي الذي يعد أبرز المرشحين للفوز باللقب.
ويعتبر علي النمر إحدى المواهب الكروية التي اكتشفت أخيراً من قبل لجنة المواهب التي شكلتها الهيئة العامة للرياضة بعد القرارات الأخيرة التي أصدرها رئيسها تركي آل الشيخ، رئيس مجلس إدارة اللجنة الأولمبية السعودية، للاستفادة من المواهب الشابة من مواليد المملكة في المنتخبات السنية والمنتخب الأول.
ونجح النمر من اجتياز الاختبارات والمعايير الفنية الدقيقة التي خضع لها، في المحطة الثانية للجنة في العاصمة السعودية الرياض، في إثبات قدرته على تمثيل الأخضر السعودي.
علي النمر يمني الجنسية، ولد وترعرع في العاصمة السعودية، وعشق كرة القدم منذ نعومة أظفاره، فكان الاسم الأبرز في دوريات المدارس والنجم الأول في ملاعب الحواري، قبل أن يلتحق بأكاديمية «شلهوب يونايتد» المملوكة لمحمد الشلهوب، اللاعب الدولي السعودي وقائد نادي الهلال، والتي تهدف إلى احتواء المواهب الشابة وصقلها، تحت إشراف جهاز فني وطبي وإداري على غرار ما تعمل به الأندية المحترفة، وكانت الأكاديمية للنمر بمثابة نقطة البداية نحو الشهرة والأضواء، حتى أصبح من أبرز اللاعبين في الدوريات التي تنظمها الأندية وبعض المحافظات دون صفة رسمية.
احتكاك علي النمر المباشر بمحمد الشلهوب، النجم السعودي، بعطائه الفني وانضباطه الرياضي وأخلاقه العالية ترك أثره الواضح لدى النمر، حيث كان اللاعب نموذجاً للاعب المثالي، سواء داخل الملعب أو خارجه، وحتى علاقته مع بقية زملائه اللاعبين، وفي جميع تصرفاته.
ويرى النمر في محمد الشلهوب اللاعب القدوة والمثال الذي يحتذي به في جميع تصرفاته، ويرجع للشلهوب الفضل في تحويل مجرى حياته الرياضية من لاعب مغمور في حواري الرياض، إلى نجم مشهور في جميع الدوريات التي تقام في العطلات الصيفية؛ لما وجده من دعم واهتمام أثناء تواجده بالأكاديمية.
إصرار ومثابرة النمر خلال السنوات الثلاث الأخيرة، والتي كان فيها الاسم الأبرز في الدورات الرمضانية ودورات الأندية التي تقام أثناء توقف الأنشطة الرياضية، قاده إلى ارتداء شعار الأخضر السعودي، ولم يتوقف طموحه عند هذا الحد، حتى فاز بأفضل لاعب في مباراة الأخضر مع شقيقه الإماراتي، ولم يفصل لقبه الفردي الأخير عن فوزه بلقب أفضل لاعب في البطولة التي نظمها نادي الاتفاق على ملعبه في مدينة الدمام تحت اسم بطولة «عبد الله الدبل» الرمضانية سوى سبعة أشهر، حيث كان أبرز نجوم هذه الدورة، واستحق اللاعب الأفضل.
ويصل إعجاب النمر بأسلوب وأداء عمر عبد الرحمن «عموري» لاعب المنتخب الإماراتي، إلى أبعد الحدود؛ إذ ظل يتعمد تقليد «عموري» في قصة شعره وتحركاته في الملعب.
ولقب في حواري المملكة بـ«عموري» للشبه الكبير بينهما، وطريقة اللعب السهلة التي يتميزان بها عن غيرهما من اللاعبين، وشاءت الأقدار أن يكون أول لقاء رسمي للنمر أمام أسطورته «عموري» في لقاء المنتخبين السعودي والإماراتي في «خليجي 23»، وفي هذه المباراة تفوق النمر وفاز بأفضل لاعب في المباراة.
وظهر الثنائي في مقطع «فيديو» قصير انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، في مقر إقامة البعثتين السعودية والإماراتية في الكويت، أبدى فيه اللاعب إعجابه بصانع ألعاب المنتخب الإماراتي، وطلب النمر من «عموري» تبادل القميصين بعد نهاية المباراة، ووجد هذا الطلب السعودي ترحيباً من اللاعب الإماراتي، وهو ما حدث بعد المباراة، حيث تبادل اللاعبان القميصين بعد أن اتجه «عموري» للنمر وأهداه قميصه كما وعده ليلة المباراة.
ويرفض النمر أن تتم مقارنته بـ«عموري» نجم الكرة الإماراتية، حيث يرى أنه ما زال أحد التلاميذ في مدرسته، لكنه يتمنى أن يسير على خطاه، ويشق طريق النجومية نحو تحقيق الألقاب الفردية، أو الجماعية مع الأخضر السعودي، أو مع النادي السعودي الذي سيسارع للفوز بتوقيعه بعد بروزه اللافت، والسماح للأندية السعودية بالتوقيع مع لاعب من مواليد المملكة في فترة الانتقالات الشتوية التي شارفت على البداية؛ إذ لا يرتبط اللاعب بعقد مع أي نادٍ، وهو الآن يملك حرية التوقيع لصحاب العرض الأفضل.
قصة الموهبة السعودية الجديدة التي كشفت عنها بطولة «خليجي 23»، لم تكن لتظهر لولا القرار الأخير من تركي آل الشيخ رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة في الاستفادة من مواهب مواليد المملكة والذين يعتبرون من أبناء السعودية بعدما تربوا تحت سمائها وفوق أرضها، وتشربوا حبها، وعشقوا ترابها، وحفظوا نشيدها، واكتسبوا عادات وتقاليد السعوديين، وتكلموا بلهجتهم، فالقرار الصائب بفتح المجال أمام المواليد لتمثيل الأخضر أثمر الكشف عن مواهب كادت أن ترحل كما رحل من سبق النمر وغيره.
النمر اللاعب الطموح قاب قوسين أو أدنى من الرحيل، والبحث عن فرصة المشاركة بصفة رسمية مع أحد أندية الدول المجاورة، وحمل حقيبته واتجه لمطار الملك خالد الدولي، واتجه إلى دولة قريبة وخاض تجربة قصيرة، وعُرض عليه الاحتراف بشكل رسمي هناك من أحد أندية الدرجة الأولى، لكنه تراجع عن هذا القرار بعد السماح للاعبين المواليد بتمثيل المنتخب السعودي والأندية السعودية، وفضل البقاء في الوطن الذي احتضنه منذ مولده.
النقلة السريعة التي حظي بها اللاعب في مسيرته الكروية وبروزه اللافت في وقت شحت فيه المواهب، تمنح كل لاعب طموح ومثابر الأمل في الوصول إلى شرف تمثيل الأخضر السعودي، وأن أبواب الشهرة والنجومية تتسع للجميع، سواء من اللاعبين السعوديين أو من المواليد، لكن مثل هذه الفرص قد لا تتكرر إذا ما أحسن اللاعب استغلالها والتمسك بها، والعمل على تطوير مهارته واستغلال تواجده تحت إشراف أفضل الأجهزة الفنية والإدارية، واحتكاكه بنجوم الكرة السعودية من خلال المعسكرات والمباريات التجريبية، والمباريات الرسمية التي يخوضها مع الأخضر في المحافل القارية والدولية.
علي النمر... نجم لامع سطع في سماء «خليجي 23»
لقّب في دوري الأحياء بـ «عموري»... ولجنة اكتشاف المواهب منحته فرصة اللعب للأخضر
علي النمر... نجم لامع سطع في سماء «خليجي 23»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة