هل انتهى دور الجمهور الكويتي في خليجي 23؟

العقلاء اعتبروا الخروج الحزين للأزرق طبيعياً بسبب {ما قبل 6 ديسمبر»

جماهير الكويت هي الوجه المشرق وأساس نجاح {خليجي 23} (تصوير: سعد العنزي)
جماهير الكويت هي الوجه المشرق وأساس نجاح {خليجي 23} (تصوير: سعد العنزي)
TT

هل انتهى دور الجمهور الكويتي في خليجي 23؟

جماهير الكويت هي الوجه المشرق وأساس نجاح {خليجي 23} (تصوير: سعد العنزي)
جماهير الكويت هي الوجه المشرق وأساس نجاح {خليجي 23} (تصوير: سعد العنزي)

كان خروج منتخب الكويت من منافسات خليجي 23 عقب خسارتين متتاليتين على يد الأخضر السعودي والأحمر العماني بمثابة الخبر الحزين للبطولة قبل الجماهير الكويتية التي آزرت فريقها الأزرق وساندته بعد انتهاء محنته الطويلة، حيث الإيقاف الدولي الذي تضررت منه أجيال كروية متعددة في البلاد.
ويمكن القول إن الشارع الرياضي الكويتي تقبل خروج منتخب الأزرق إذ لم يقدم هذا الفريق الوطني ما يشفع له في الوصول إلى الدور نصف النهائي، متأثرا بفترة ابتعاده الطويلة عن المباريات القارية والدولية منذ الـ15 أكتوبر (تشرين الأول) 2015 بسبب قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم بإيقاف النشاط الرياضي الكويتي، قبل أن يتم رفع الإيقاف قبل بداية البطولة بأسبوعين، كما أن فترة الإعداد التي سبقت البطولة لم تكن كافية لخوض هذا المعترك الخليجي.
وحققت الكويت أربعة ألقاب الأولى على التوالي، وعشرة ألقاب طوال تاريخ البطولة، وهو الرقم الذي لن يكون بمقدرة أي من المنتخبات الخليجية كسره حتى لو هيمن على اللقب في السنوات الـ16 سنة القادمة.
هذا الوداع الباكر لم يكن ليليق بمنتخب ارتبط اسمه ببطولات الخليج وكان المرشح الدائم بالظفر باللقب، إلى جانب أنه خسر للمرة الأولى في تاريخه في دورات الخليج من المنتخبين السعودي والعماني على أرضه وبين جماهيره، مما جعل منه أول المودعين لهذه الدورة.
البطولة الخليجية التي عشقت الكويتيين على مدار 47 عاما منذ انطلاقها وبادلها أبناء الكويت العشق، تسيدوا فيها المشهد الخليجي الرياضي بعدد الانتصارات، وأكثر المنتخبات تسجيلاً للأهداف، وأقلها خسارة، وقبولاً للأهداف، بيد أن السنوات الأخيرة تبدل العشق إلى جفاء، بسبب أخطاء متكررة على صعيد الإدارة الرياضية الكويتية.
إشادة الكويتيين سواء من متابعين أو نقاد أو لاعبين قدماء وحتى الجماهير بمنتخب بلادهم على الرغم من الخسائر المتكررة والخروج المر من على أرضه وبين جماهيره، وثناؤهم على ما قدمه اللاعبون في مواجهة السعودية وعمان، دليل على تفهمهم لظروف التي أحاطت برياضة بلادهم، قبل رفع الإيقاف الذي كان بمثابة عودة الحياة من جديد لرياضة الوطن التي خسرت الكثير في عامين وعشرة أشهر تسببت في فقدان الكثير من المكتسبات، وابتعاد الأزرق عن خوض المواجهات القارية والدولية وحتى المباريات التجريبية.
وبرأ الرياضيون ساحة الاتحاد الكويتي لكرة القدم ورئيسه الشيخ أحمد اليوسف الصباح الذي لم يسعفه الوقت لتجهيز المنتخب الوطني لهذا التحدي الجديد بعد سنوات طويلة من توقف المشاركات، وجددوا الثقة باتحاد كرة القدم وقدرته على إعادة هيكلة الرياضة من جديد لتعود الكرة الكويتية كما كانت سواءً على مستوى المنتخب الوطني أو الأندية الملحية التي فقدت أبرز نجومها في السنوات العشر الأخيرة بسبب هجرتهم للدول المجاورة التي تطبق الاحتراف.
ولم يكن منطقيا تحميل المدرب بونياك مسؤولية الخروج كون أيام عمله لهذه البطولة لم تتجاوز الـ10 أيام؛ إذ لم يكن عارفا بقدرات اللاعبين رغم أنه تشارك في اختيار غالبيتهم بناء على نظرات سريعة لمستوياتهم الفنية؛ إذ إن المنطق يذهب إلى أن هذا الخروج لا يجب أن يحمل أكثر مما يحتمل في ظل الظروف التي سبقت انطلاق البطولة بأسبوعين فقط.
ويعول الكويتيون كثيراً على أن يكون هذا الخروج من بطولتهم المحببة هي الخطوة الأولى نحو تجديد الدماء في الرياضة الكويتية والاستعانة بالخبراء في هذا المجال، لبناء قاعدة تعتمد على الاحترافية في العمل، وبناء جيل جديد من اللاعبين المحترفين، لعودة المارد الأزرق الذي كان أول ممثل للمنتخبات الخليجية في نهائيات كأس العالم بجيله الذهبي الذي ضم جاسم يعقوب وفيصل الدخيل صاحب أول هدف خليجي في كأس العالم، وعبد العزيز العنبري وعبد الله البلوشي ونعيم سعيد ووليد جاسم وفتحي كميل وأحمد الطرابلسي، حتى تسلم جيل جاسم الهويدي وبشار عبد الله وعبد الله وبران وبدر المطوع المهمة وقادوا الأزرق إلى منصات التتويج.
البطولة الحقيقية للكويتيين في هذه النسخة من بطولة الخليج هي نجاحهم في إظهار هذا المحفل الخليجي بالصورة المميزة على الرغم من قصر الوقت، والافتتاح المبهر الذي لقي إشادة سانغيوفان بالاسينغام المدير المسؤول عن اتحادات آسيا في الاتحاد الدولي لكرة القدم، وأعجب سانغيوفان بالشغف الكبير في كرة القدم في الدول العربية، وفي دول الخليج على وجه التحديد، كما نالت البطولة استحسان جميع الفرق المشاركة وجماهير المنتخبات الأخرى، كان فيها الجمهور الكويتي في مواجهة الافتتاح ومواجهة الكويت وعمان ملح البطولة.
وجسد الجمهور الكويتي روح المحبة والألفة بين المنتخبات الخليجية، ولم يؤثر الخروج المر لمنتخبهم المستضيف كأول المودعين بعلاقتهم بالجماهير الأخرى، إذ كانوا أول المهنئين للسعوديين والعمانيين، لافتين أن انتصار أي من المنتخبات الخليجية على شقيقه الآخر هو انتصار للجميع، متعهدين على إنجاح هذه البطولة بالحضور الجماهير الذي وصل في مواجهة الافتتاح إلى 60 ألف متفرج، ومثل هذا الرقم في مواجهة المنتخبين الكويتي والعماني، متحدين على الحضور ومؤازرة اللاعبين في مواجهة الإمارات الأخيرة التي تعبر بمثابة التحدي لإثبات الوجود وتسجيل انتصار شرفي.
وأسهمت الجماهير الكويتية بأهازيجها الجميلة والتي باتت موروثا تتعاقبه الأجيال في دورات الخليج في إثراء المباريات سواء التي يخوضها منتخب بلادهم أو حتى المباريات الأخرى في المجموعة الأولى والثانية، كما طغى الحضور النسائي في هذه النسخة على باقي النسخ الأخرى، وأصبحت النواعم من أوائل الجماهير التي تحضر للملعب ويشجعن بشغف، حاملات أعلام الكويت ولافتات ترحيبية بالدول الخليجية الأخرى، إلى الجانب الحضوري الشبابي الطاغي.
وعكست جماهير المنتخبات الأخرى الثقافة الخليجية بعد المباريات، إذ بادرت الجماهير السعودية والإماراتية والبحرينية والعمانية في مشاهد متكررة بتنظيف الملاعب قبل خروجهم من المدرجات، لتجد جماهير المنتخبات الأخرى المكان كما كان، وكأنها رسالة يقدمها الجمهور الخليجي للشيخ صباح الأحمد الصباح أمير دولة الكويت على كرم الضيافة، وتكفله بشراء جميع تذاكر المباريات ودخول جميع جماهير المنتخبات الخليجية دون مقابل، فضلا عن تكفله بنفقات البطولة كاملة.


مقالات ذات صلة

تصفيات كأس العالم: فرنسي وإنجليزي يعززان تشكيلة الإمارات

رياضة عربية تحل الإمارات ضيفة على قطر في 5 سبتمبر المقبل (المنتخب الإماراتي)

تصفيات كأس العالم: فرنسي وإنجليزي يعززان تشكيلة الإمارات

أعلن البرتغالي باولو بينتو مدرب منتخب الإمارات لكرة القدم (الجمعة) استدعاء 26 لاعباً بينهم 4 لاعبين مجنّسين جدد لخوض مباراتَي قطر وإيران.

«الشرق الأوسط» (دبي)
رياضة عربية اللجنة التفقدية لاتحاد كأس الخليج العربي تزور الكويت برئاسة جاسم الرميحي الأمين العام للاتحاد الخليجي (الاتحاد الخليجي لكرة القدم)

اللجنة التفقدية: الكويت جاهزة لاستضافة «خليجي 26» نهاية العام

بدأت اللجنة التفقدية لاتحاد كأس الخليج العربي زيارة جديدة للكويت للاطلاع على آخر ما تم إنجازه من عمل لاستضافة بطولة «خليجي 26».

علي القطان (الدمام)
رياضة سعودية الإيطالي روبرتو مانشيني المدير الفني للمنتخب السعودي في المؤتمر الصحافي (الشرق الأوسط)

مانشيني لـ«الشرق الأوسط»: الأخضر سيذهب إلى الكويت بالأساسيين للفوز بكأس الخليج

كشف روبرتو مانشيني المدير الفني للمنتخب السعودي أنه سيبحث عن تحقيق كأس الخليج العربي لكرة القدم «خليجي 26» التي ستقام في الكويت ديسمبر (كانون الأول) المقبل

سلطان الصبحي (الرياض )
رياضة عربية لوغو كأس الأندية الخليجية (الشرق الأوسط)

كأس الخليج للأندية تعود للواجهة من جديد بعد توقف 9 أعوام

ستعود منافسات كأس الأندية الخليجية لكرة القدم للواجهة من جديد بعد توقف دام نحو 9 سنوات.

سعد السبيعي (الدمام)
رياضة عربية الاتحاد الكويتي لم يوضح أي سبب للتأجيل (منصة إكس)

تأجيل انطلاق «خليجي 26» في الكويت 8 أيام

أعلن الاتحاد الكويتي لكرة القدم، اليوم (الثلاثاء)، تأجيل انطلاق كأس الخليج «خليجي 26» لمدة 8 أيام، لتبدأ في 21 ديسمبر (كانون الأول) المقبل.

«الشرق الأوسط» (الكويت)

توالي الخسائر المصرية في «أولمبياد باريس» يفجر انتقادات

كريم هنداوي لاعب منتخب مصر لكرة اليد يبكي عقب الخروج من الأولمبياد (رويترز)
كريم هنداوي لاعب منتخب مصر لكرة اليد يبكي عقب الخروج من الأولمبياد (رويترز)
TT

توالي الخسائر المصرية في «أولمبياد باريس» يفجر انتقادات

كريم هنداوي لاعب منتخب مصر لكرة اليد يبكي عقب الخروج من الأولمبياد (رويترز)
كريم هنداوي لاعب منتخب مصر لكرة اليد يبكي عقب الخروج من الأولمبياد (رويترز)

فجّرت الخسائر المصرية المتوالية في «أولمبياد باريس» انتقادات على وسائل التواصل الاجتماعي، وفي الأوساط الرياضية المحلية، خصوصا بعد خسارة منتخب كرة اليد المصري مباراته في ربع النهائي أمام إسبانيا بشكل مثير، صباح الأربعاء.

وكان «الفراعنة» متقدمين على «الماتادور الإسباني» بفارق 7 نقاط كاملة، قبل أن يقلّص الإسبان النتيجة ويصلون للتعادل 25-25 مع نهاية اللقاء، ثم يقتنصون فوزاً ثميناً بفارق نقطة واحدة في الثواني الأخيرة 29- 28 وسط حالة من الذهول استولت على ملايين المصريين الذين تابعوا اللقاء عبر الشاشات.

وحملت المباراة «طابعاً ثأرياً» من الجانب المصري بسبب هزيمته على يد الإسبان أيضاً في أولمبياد طوكيو 2020، لكن الإخفاق حالف المصريين للمرة الثانية، أمام الخصم نفسه.

لقطة من مباراة منتخب مصر لكرة اليد أمام إسبانيا (أ.ف.ب)

وقال الناقد الرياضي، محمد البرمي: «خروج منتخب اليد بهذا الشكل الدراماتيكي فجّر حالة من الإحباط والصدمة والغضب؛ لأن المصريين كانوا الأفضل ومتفوقين بفارق مريح من النقاط».

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «مشكلة الفرق المصرية عموماً، واليد بشكل خاص، تتمثل في فقدان التركيز في اللحظات الأخيرة، وعدم تحمل الضغوط العصبية والنفسية العنيفة التي يتسم بها اللعب أمام فرق عالمية خارج الحدود».

ومن بين العوامل التي زادت من حدة الصدمة، وفق البرمي، أن «منتخب اليد من الفرق القليلة التي عقد المصريون عليها الآمال لحصد ميدالية بعد سلسلة من النتائج المحبطة للفرق الأخرى، لاسيما أن منتخب اليد المصري مصنف عالمياً، وله إنجازات مشهودة في البطولات الأفريقية والدولية».

وكانت مصر خسرت أمام فرنسا 1- 3 في الدور نصف النهائي لكرة القدم ضمن مسابقات الأولمبياد، إذ كانت المبادرة لمنتخب «الفراعنة» الذي سجل هدف التقدم في الدقيقة 61 عن طريق اللاعب محمود صابر، ليعود منتخب «الديوك» إلى التعادل قبل 8 دقائق من نهاية المباراة، ثم يحرز الهدف الثاني ثم الثالث في الشوطين الإضافيين.

خسارة المنتخب المصري لكرة اليد في أولمبياد باريس (أ.ب)

وعدّ الناقد الرياضي، عمرو درديري، في منشور على صفحته بموقع «فيسبوك» أن «عقلية اللاعب المصري هى المسؤول الأول عن الهزائم، حيث لم يعتد بعد على المنافسات العالمية، وكان لاعبو المنتخب كثيري الاعتراض على حكم مباراة إسبانيا».

وأضاف: «ليس من المعقول ألا نحقق إنجازاً ملموساً في كل مرة، ونكتفي بالتمثيل المشرف».

وشهدت مصر خسائر جماعية متوالية، بعضها في الأدوار التمهيدية، وعلى نحو عدَّه كثيرون «محبطاً» في عدد من الألعاب الأخرى مثل: الرماية والملاكمة والسلاح وتنس الطاولة والمصارعة والوثب العالي ورمي الرمح والسباحة التوقيعية والغطس.

وحقق لاعبون مصريون مراكز متأخرة في الأولمبياد مثل لاعبة «الشراع» خلود منسي، وأميرة أبو شقة التي حلت بالمركز الأخير في لعبة «رماية السكيت»، كما احتل اللاعب مصطفى محمود المركز قبل الأخير في «رمي الرمح».

واللافت أن لاعبين مصنفين دولياً في مراكز متقدمة لم يحققوا أي ميدالية مثل زياد السيسي ومحمد حمزة في لعبة سلاح الشيش، وعزمي محيلبة في الرماية، وعبد اللطيف منيع في المصارعة الرومانية.

وشن الناقد الرياضي المصري، ياسر أيوب، هجوماً على اتحاد الملاكمة بسبب اللاعبة منى عياد التى سافرت إلى باريس ولم تشارك فى الدورة بعد اكتشاف زيادة وزنها 700 غرام عن المسموح به، مؤكداً في منشور عبر صفحته بموقع «فيسبوك» أنه «كان من الضروري أن يتضمن هذا الإعداد ملفاً طبياً للاعبة يشمل وزنها وتحاليلها وتغذيتها الصحية».

سلطان تورسينوف من كازاخستان يواجه محمد متولي من مصر (رويترز)

واكتفى الحكم الدولي السابق، جمال الغندور، بالقول عبر صفحته على «فيسبوك»: «اتقوا الله... ربنا غير راض عن الكرة المصرية...خلص الكلام».

وأشار الناقد الرياضي، أشرف محمود، إلى أن «توالي الخسائر يعود إلى أسباب متنوعة منها تسرع بعض اللاعبين المميزين، وعدم احترام الخصم كما حدث في حالة لاعب السلاح زياد السيسي، فضلاً عن الآفة المزمنة للاعب المصري وهي فقدان التركيز في اللحظات الأخيرة».

ويلفت محمود في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «تدارك هذا الوضع السيئ والمخزي يتطلب إصلاحات جذرية في الرياضة المصرية تشمل تغيير رؤساء الاتحادات، وتعيين مدربين أكفاء يحركهم الشغف بدلاً من نظرائهم الذين يتعاملون مع تدريب المنتخبات الوطنية بمنطق الوظيفة»، وفق تعبيره.

فيما يطالب محمد البرمي بـ«تخطيط أفضل للمشاركات المصرية القادمة تشمل تجهيز اللاعبين وتأهيلهم وحل المشاكل والخلافات والابتعاد عن البيروقراطية أو الرغبة في الاستعراض وإلا فسوف تتكرر تلك النتائج الكارثية».