أفلام «هولمارك» للنساء فقط في الأعياد الأميركية

منها 50 فيلماً قديماً و21 جديداً

لكل فيلم قصة هادئة عن نساء
لكل فيلم قصة هادئة عن نساء
TT

أفلام «هولمارك» للنساء فقط في الأعياد الأميركية

لكل فيلم قصة هادئة عن نساء
لكل فيلم قصة هادئة عن نساء

يوم عيد الميلاد (الكرسماس)، نشرت صحيفة «واشنطن بوست» رأياً لكاسي بيليك، نجمة فنية أميركية وكاتبة ساخرة، عنوانه: «مشاهدة أفلام (هولمارك) قد تقتصر على النساء، لكنها ليست فقط للترفيه».
وقبل 4 أيام، نشرت صحيفة «لوس أنجليس تايمز» تقريراً عن هذا الموضوع، كتبه غريق باكستون محرر الشؤون الترفيهية، وقال فيه إنه نذر على نفسه مشاهدة 10 أفلام «هولمارك» خلال أعياد الكرسماس وبداية العام الجديد، وبدأ يكتب ملاحظاته يوماً بعد يوم: في أول يوم، كتب: «لا أعادي النساء، وأحترمهن وأحبهن، وأعرف مسبقاً أن أفلام (هولمارك) كلها تقريباً عن النساء، وكلها تقريباً تشاهدها النساء. لكني، وأنا الصحافي، استرعى انتباهي إعلان تلفزيون (هولمارك) أنها ستقدم أفلامها عن الكرسماس فيلماً بعد فيلم، لشهر كامل، دون توقف».
وفعلاً، قال تلفزيون «هولمارك» إنه، بالإضافة إلى أكثر من 50 فيلماً قديماً سيكرر عرضها خلال الاحتفالات، سيعرض 21 فيلماً جديداً، وستكون كلها عن الكرسماس، مثل: «تزوجني يوم الكرسماس» و«حب ليلة الكرسماس» و«أحبك كل كرسماس» و«مسز كرسماس» و«قطار الكرسماس».
وقد لاحظ باكستون 3 ملاحظات:
أولاً: «ليست هذه أفلام ذكاء وتفكير كثير؛ يشكل كل فيلم قصة هادئة عن نساء، ورجالهن، وعائلاتهن. ويقدر أي مشاهد على التنبؤ بنهاية الفيلم؛ دائماً نهايات سعيدة، لكن بعد بكاء ودموع. ودائماً تحل كوارث عاطفية بنساء، لكنهن يشاطرن بعضهن بعضاً».
ثانياً: «كل الممثلات بيضاوات، وكل الممثلين بيض، غير أنه بسبب نقد كثير عبر أعوام كثيرة أدخلوا سوداً وسوداوات، لكن في أدوار ثانوية».
ثالثاً: «هذه عائلات شبه أرستقراطية؛ منازلها فخمة، وملابسها رائعة، وقصص حبها عاطفية ومثيرة، لكن دون مناظر جنس».
وحسب إحصائية صحيفة «واشنطن بوست»، نهاية العام الماضي مع الأعياد، قفزت نسبة النساء اللائي شاهدن أفلام «هولمارك» إلى رقم قياسي وسط كل نساء أميركا اللائي تبلغ أعمارهن ما بين 25 و55 عاماً، ويتوقع أن يتكرر هذا خلال موسم الأعياد الحالي.
وفي صحيفة «واشنطن بوست»، كتبت بيليك إنها عندما كانت صغيرة، شاركت والدتها مشاهدة هذه الأفلام، وترى والدتها تمسح دموعاً بعد دموع، لكن عندما كبرت (مع ثورة تحرير المرأة الأميركية) صارت تخفي حبها السري لهذه الأفلام، وقالت: «صرنا متحررات، وثوريات، وأنثويات، نرفض أننا عاطفيات، ونفتخر بأننا عقلانيات».
وأضافت: «جعلونا نحس بالخجل عندما نشاهد أفلاماً نسائية؛ كتبت قصصها نساء، وأخرجتها نساء، وتشاهدها نساء».
لكن مع ظهور الإنترنت، اختفى بعض هذا الخجل، تحت أسماء مستعارة أو حقيقية، وظهرت صفحات وصفحات عن أفلام «هولمارك»، وتأسست مجموعات تجتمع في منازل لتشاهد هذه الأفلام، بل انضم رجال إليها.
وقالت بيليك إن مجموعتها كلها نساء بيضاوات ورجال بيض، وكانوا يتندرون على أنفسهم بسبب هذه الحقيقة، ويتراهنون في توقع ظهور أسود أو سوداء في الفيلم الذي يشاهدونه (عادة، في أدوار ثانوية: ساعي بريد أو طباخ أو شرطي)، ويصرخ مشاهد: «سيفتح الباب رجل أسود؛ رهاني 5 دولارات»، ويصرخ مشاهد آخر: «أقبل الرهان؛ لن يكن أسود أو سوداء»، وهكذا.
وكتبت: «يقول بعض الناس: أهم شيء في الكرسماس هو ميلاد المسيح، ويقول آخرون: أهم شيء هو الهدايا، وأقول أنا: أهم شيء هو أفلام (هولمارك)».


مقالات ذات صلة

كلينت إيستوود ناقد السُلطات والباحث عن عدالة غائبة

سينما المخرج إيستوود مع نيكولاس هاولت (وورنر)

كلينت إيستوود ناقد السُلطات والباحث عن عدالة غائبة

ماذا تفعل لو أنك اكتشفت أن الشخص المتهم بجريمة قتل بريء، لكنك لا تستطيع إنقاذه لأنك أنت من ارتكبها؟ لو اعترفت لبرّأت المتهم لكنك ستحلّ مكانه في السجن

محمد رُضا‬ (بالم سبرينغز)
سينما من «الفستان الأبيض» (أفلام محمد حفظي)

شاشة الناقد: دراما نسوية

في فن صنع الأفلام ليس ضرورياً أن يتقن المخرج الواقع إذا ما كان يتعامل مع قصّة مؤلّفة وخيالية.

محمد رُضا‬ (بالم سبرينغز)
يوميات الشرق مشهد من فيلم «هُوبَال» الذي يُعرض حالياً في صالات السينما السعودية (الشرق الأوسط)

بعد أسبوع من عرضه... لماذا شغل «هُوبَال» الجمهور السعودي؟

يندر أن يتعلق الجمهور السعودي بفيلم محلي إلى الحد الذي يجعله يحاكي شخصياته وتفاصيله، إلا أن هذا ما حدث مع «هوبال» الذي بدأ عرضه في صالات السينما قبل أسبوع واحد.

إيمان الخطاف (الدمام)
لمسات الموضة أنجلينا جولي في حفل «غولدن غلوب» لعام 2025 (رويترز)

«غولدن غلوب» 2025 يؤكد أن «القالب غالب»

أكد حفل الغولدن غلوب لعام 2025 أنه لا يزال يشكِل مع الموضة ثنائياً يغذي كل الحواس. يترقبه المصممون ويحضّرون له وكأنه حملة ترويجية متحركة، بينما يترقبه عشاق…

«الشرق الأوسط» (لندن)
سينما صُناع فيلم «إيميليا بيريز» في حفل «غولدن غلوب» (رويترز)

«ذا بروتاليست» و«إيميليا بيريز» يهيمنان... القائمة الكاملة للفائزين بجوائز «غولدن غلوب»

فاز فيلم «ذا بروتاليست» للمخرج برادي كوربيت الذي يمتد لـ215 دقيقة بجائزة أفضل فيلم درامي في حفل توزيع جوائز «غولدن غلوب».

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)

بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
TT

بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)

منذ الحلقة الأولى لمسلسل «النار بالنار» لفت تيم عزيز المشاهد في دور (بارود). فهو عرف كيف يتقمص شخصية بائع اليانصيب (اللوتو) بكل أبعادها. فألّف لها قالباً خاصاً، بدأ مع قَصة شعره ولغة جسده وصولاً إلى أدائه المرفق بمصطلحات حفظها متابع العمل تلقائياً.
البعض قال إن دخول تيم عزيز معترك التمثيل هو نتيجة واسطة قوية تلقاها من مخرج العمل والده محمد عبد العزيز، إلا أن هذا الأخير رفض بداية مشاركة ابنه في العمل وحتى دخوله هذا المجال. ولكن المخرج المساعد له حسام النصر سلامة هو من يقف وراء ذلك بالفعل. ويقول تيم عزيز لـ«الشرق الأوسط»: «حتى أنا لم أحبذ الفكرة بداية. لم يخطر ببالي يوماً أن أصبح ممثلاً. توترت كثيراً في البداية وكان همي أن أثبت موهبتي. وفي اليوم الخامس من التصوير بدأت ألمس تطوري».
يحدثك باختصار ابن الـ15 سنة ويرد على السؤال بجواب أقصر منه. فهو يشعر أن الإبحار في الكلام قد يربكه ويدخله في مواقف هو بغنى عنها. على بروفايل حسابه الإلكتروني «واتساب» دوّن عبارة «اخسر الجميع واربح نفسك»، ويؤكد أن على كل شخص الاهتمام بما عنده، فلا يضيع وقته بما قد لا يعود ربحاً عليه معنوياً وفي علاقاته بالناس. لا ينكر أنه بداية، شعر بضعف في أدائه ولكن «مو مهم، لأني عرفت كيف أطور نفسي».
مما دفعه للقيام بهذه التجربة كما يذكر لـ«الشرق الأوسط» هو مشاركة نجوم في الدراما أمثال عابد فهد وكاريس بشار وجورج خباز. «كنت أعرفهم فقط عبر أعمالهم المعروضة على الشاشات. فغرّني الالتقاء بهم والتعاون معهم، وبقيت أفكر في الموضوع نحو أسبوع، وبعدها قلت نعم لأن الدور لم يكن سهلاً».
بنى تيم عزيز خطوط شخصيته (بارود) التي لعبها في «النار بالنار» بدقة، فتعرف إلى باعة اليناصيب بالشارع وراقب تصرفاتهم وطريقة لبسهم وأسلوب كلامهم الشوارعي. «بنيت الشخصية طبعاً وفق النص المكتوب ولونتها بمصطلحات كـ(خالو) و(حظي لوتو). حتى اخترت قصة الشعر، التي تناسب شخصيتي، ورسمتها على الورق وقلت للحلاق هكذا أريدها».
واثق من نفسه يقول تيم عزيز إنه يتمنى يوماً ما أن يصبح ممثلاً ونجماً بمستوى تيم حسن. ولكنه في الوقت نفسه لا يخفي إعجابه الكبير بالممثل المصري محمد رمضان. «لا أفوت مشاهدة أي عمل له فعنده أسلوبه الخاص بالتمثيل وبدأ في عمر صغير مثلي. لم أتابع عمله الرمضاني (جعفر العمدة)، ولكني من دون شك سأشاهد فيلمه السينمائي (هارلي)».
لم يتوقع تيم عزيز أن يحقق كل هذه الشهرة منذ إطلالته التمثيلية الأولى. «توقعت أن أطبع عين المشاهد في مكان ما، ولكن ليس إلى هذا الحد. فالناس باتت تناديني باسم بارود وتردد المصطلحات التي اخترعتها للمسلسل».
بالنسبة له التجربة كانت رائعة، ودفعته لاختيار تخصصه الجامعي المستقبلي في التمثيل والإخراج. «لقد غيرت حياتي وطبيعة تفكيري، صرت أعرف ماذا أريد وأركّز على هدف أضعه نصب عيني. هذه التجربة أغنتني ونظمت حياتي، كنت محتاراً وضائعاً أي اختصاص سأدرسه مستقبلاً».
يرى تيم في مشهد الولادة، الذي قام به مع شريكته في العمل فيكتوريا عون (رؤى) وكأنه يحصل في الواقع. «لقد نسيت كل ما يدور من حولي وعشت اللحظة كأنها حقيقية. تأثرت وبكيت فكانت من أصعب المشاهد التي أديتها. وقد قمنا به على مدى يومين فبعد نحو 14 مشهداً سابقاً مثلناه في الرابعة صباحاً صورنا المشهد هذا، في التاسعة من صباح اليوم التالي».
أما في المشهد الذي يقتل فيه عمران (عابد فهد) فترك أيضاً أثره عنده، ولكن هذه المرة من ناحية الملاحظات التي زوده بها فهد نفسه. «لقد ساعدني كثيراً في كيفية تلقف المشهد وتقديمه على أفضل ما يرام. وكذلك الأمر بالنسبة لكاريس بشار فهي طبعتني بحرفيتها. كانت تسهّل علي الموضوع وتقول لي (انظر إلى عيني). وفي المشهد الذي يلي مقتلها عندما أرمي الأوراق النقدية في الشارع كي يأخذها المارة تأثرت كثيراً، وكنت أشعر كأنها في مقام والدتي لاهتمامها بي لآخر حد»
ورغم الشهرة التي حصدها، فإن تيم يؤكد أن شيئاً لم يتبدل في حياته «ما زلت كما أنا وكما يعرفني الجميع، بعض أصدقائي اعتقد أني سأتغير في علاقتي بهم، لا أعرف لماذا؟ فالإنسان ومهما بلغ من نجاحات لن يتغير، إذا كان معدنه صلباً، ويملك الثبات الداخلي. فحالات الغرور قد تصيب الممثل هذا صحيح، ولكنها لن تحصل إلا في حال رغب فيها».
يشكر تيم والده المخرج محمد عبد العزيز لأنه وضع كل ثقته به، رغم أنه لم يكن راغباً في دخوله هذه التجربة. ويعلق: «استفدت كثيراً من ملاحظاته حتى أني لم ألجأ إلا نادراً لإعادة مشهد ما. لقد أحببت هذه المهنة ولم أجدها صعبة في حال عرفنا كيف نعيش الدور. والمطلوب أن نعطيها الجهد الكبير والبحث الجدّي، كي نحوّل ما كتب على الورق إلى حقيقة».
ويشير صاحب شخصية بارود إلى أنه لم ينتقد نفسه إلا في مشاهد قليلة شعر أنه بالغ في إبراز مشاعره. «كان ذلك في بداية المسلسل، ولكن الناس أثنت عليها وأعجبت بها. وبعدما عشت الدور حقيقة في سيارة (فولسفاكن) قديمة أبيع اليانصيب في الشارع، استمتعت بالدور أكثر فأكثر، وصار جزءاً مني».
تيم عزيز، الذي يمثل نبض الشباب في الدراما اليوم، يقول إن ما ينقصها هو تناول موضوعات تحاكي المراهقين بعمره. «قد نجدها في أفلام أجنبية، ولكنها تغيب تماماً عن أعمالنا الدرامية العربية».