السيسي: الجيش سيتعامل بعنف لوضع حد للإرهاب في سيناء

TT

السيسي: الجيش سيتعامل بعنف لوضع حد للإرهاب في سيناء

تعهد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عدم السماح بالمساس بأرض بلاده، وقال إنه «لا يوجد أحد يستطيع» القيام بذلك، وأضاف أن «سيناء أرضنا، والقوات المسلحة ستقوم بكل العنف (كررها 3 مرات) لوضع حد للإرهاب الموجودة فيها».
وتابع السيسي، خلال افتتاحه أمس عدداً من المشاريع التنموية في منطقة قناة السويس: «نموت كلنا، ولا أن أحداً يقترب من أرضنا»، داعياً المصريين للاطمئنان قائلاً: «لا يوجد تهديد خارجي تخافوا منه يا مصريين... لا أحد يستطيع أن يمس أرض مصر أو شعبها».
وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، استنكرت القاهرة تصريحات أطلقتها وزيرة المساواة الاجتماعية الإسرائيلية جيلا جملئيل بشأن الدعوة «لإقامة دولة فلسطينية في سيناء»، وقال وزير الخارجية سامح شكري حينها إن «مصر ترفض التناول أو التصريح من أي جهة بشأن أمور تتعلق بأرضها أو أي تفكير للانتقاص منها، وخصوصاً سيناء التي ارتوت بدماء المصريين، وليس هناك مجال للتنازل عن ذرة واحدة من رمالها». وجاءت كلمة السيسي أمس، بينما كان يتحدث عن المشروعات القومية والأنفاق (4 أنفاق تحت المجرى الملاحي لقناة السويس) التي يعتزم افتتاحها قبل 30 يونيو (حزيران) المقبل، وقال إنها تستهدف «تسهيل حركة الخروج والدخول إلى سيناء».
وقال السيسي، بينما كان يجلس في المقعد الثاني عن يساره وزير الدفاع الفريق أول صدقي صبحي: «ربنا يخلي الناس كلها، وكلنا مستعدون للتضحية وأنا أولهم».
وكان هجوم استهدف مطار العريش في شمال سيناء، يوم الثلاثاء الماضي، بينما كان صبحي ووزير الداخلية اللواء مجدي عبد الغفار يقومان بجولة لتفقد قوات الجيش والشرطة في المحافظة التي تشهد عمليات عسكرية متواصلة ضد عناصر تنظيم «داعش سيناء» المسلحين، وأسفر الهجوم عن وقوع ضابطين من قوات الجيش ضحايا، فيما أصيبت مروحية بتلفيات.
وأكد السيسي اعتزام الحكومة تنفيذ مخطط تنموي متكامل في مدينة بئر العبد بشمال سيناء، التي سيتم تطويرها بالكامل في إطار خطة تنمية سيناء، والتي ستشهد مشروع تخطيط عمراني متكامل بتكلفة 100 مليار جنيه خلال مدة زمنية أقصاها ثلاث سنوات. ويضم مركز بئر العبد، عدة قرى، منها «الروضة» التي شهدت في 24 من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، هجوماً إرهابياً نفذه مسلحون، يُعتقد أنهم من تنظيم «داعش سيناء»، فيما عُرف إعلامياً بـ«مذبحة المصلين»، التي راح ضحيتها 311 شخصاً (بينهم 27 طفلاً) كانوا يؤدون شعائر صلاة الجمعة في مسجد القرية، وتعهدت الحكومة في أعقاب الحادث بتنفيذ مخطط تنموي لكل قرى المركز.
وتضمنت جولة السيسي أمس، زيارةً لمشروع حفر الأنفاق أسفل قناة السويس بنطاق محافظة الإسماعيلية للربط بين شرق وغرب القناة، وتسهيل الحركة المرورية بين سيناء من جانب والوادي والدلتا من جانب آخر، وشهد الرئيس الاحتفال بمناسبة قرب الانتهاء من أعمال الحفر والتبطين بمشروع الأنفاق.
ودعا السيسي إلى أهمية «استغلال الخبرات والقدرات التي أصبحت متوفرة للشركات الوطنية في حفر الأنفاق بدلاً من اللجوء إلى الشركات الأجنبية»، ووجه بدراسة مشاركة الشركات المصرية في مشروع مترو الأنفاق.



15 ألف طالب يمني في تعز تسربوا خلال فصل دراسي واحد

المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
TT

15 ألف طالب يمني في تعز تسربوا خلال فصل دراسي واحد

المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)

في حين يواصل المعلمون في محافظة تعز اليمنية (جنوب غرب) الإضراب الشامل للمطالبة بزيادة رواتبهم، كشفت إحصائية حديثة أن أكثر من 15 ألف طالب تسربوا من مراحل التعليم المختلفة في هذه المحافظة خلال النصف الأول من العام الدراسي الحالي.

وعلى الرغم من قيام الحكومة بصرف الرواتب المتأخرة للمعلمين عن شهري نوفمبر (تشرين الثاني) وديسمبر (كانون الأول)، فإن العملية التعليمية لا تزال متوقفة في عاصمة المحافظة والمناطق الريفية الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية بسبب الإضراب.

ويطالب المعلمون بإعادة النظر في رواتبهم، التي تساوي حالياً أقل من 50 دولاراً، حيث يُراعى في ذلك الزيادة الكبيرة في أسعار السلع، وتراجع قيمة العملة المحلية أمام الدولار. كما يطالبون بصرف بدل الغلاء الذي صُرف في بعض المحافظات.

الأحزاب السياسية في تعز أعلنت دعمها لمطالب المعلمين (إعلام محلي)

ووفق ما ذكرته مصادر عاملة في قطاع التعليم لـ«الشرق الأوسط»، فإن محافظتي عدن ومأرب أقرتا صرف حافز شهري لجميع المعلمين يقارب الراتب الشهري الذي يُصرف لهم، إلا أن هذه المبادرة لم تُعمم على محافظة تعز ولا بقية المحافظات التي لا تمتلك موارد محلية كافية، وهو أمر من شأنه - وفق مصادر نقابية - أن يعمق الأزمة بين الحكومة ونقابة التعليم في تلك المحافظات، وفي طليعتها محافظة تعز.

ظروف صعبة

وفق بيانات وزعتها مؤسسة «ألف» لدعم وحماية التعليم، فإنه وفي ظل الظروف الصعبة التي يمر بها قطاع التعليم في مدينة تعز وعموم مناطق سيطرة الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً، ازدادت تداعيات انقطاع الرواتب والإضراب المفتوح الذي دعت إليه نقابة المعلمين، مع إحصاء تسرب أكثر من 15 ألفاً و300 حالة من المدارس خلال النصف الأول من العام الدراسي الحالي.

وقال نجيب الكمالي، رئيس المؤسسة، إن هذا الرقم سُجل قبل بدء الإضراب المفتوح في جميع المدارس، وتعذر استئناف الفصل الدراسي الثاني حتى اليوم، معلناً عن تنظيم فعالية خاصة لمناقشة هذه الأزمة بهدف إيجاد حلول عملية تسهم في استمرار العملية التعليمية، ودعم الكادر التربوي، حيث ستركز النقاشات في الفعالية على الأسباب الجذرية لانقطاع الرواتب، وتأثيرها على المعلمين والمؤسسات التعليمية، وتداعيات الإضراب على الطلاب، ومستقبل العملية التعليمية، ودور المجتمع المدني والمنظمات المحلية والدولية في دعم قطاع التعليم.

المعلمون في عدن يقودون وقفة احتجاجية للمطالبة بتحسين الأجور (إعلام محلي)

وإلى جانب ذلك، يتطلع القائمون على الفعالية إلى الخروج بحلول مستدامة لضمان استمرارية التعليم في ظل الأزمات، ومعالجة الأسباب التي تقف وراء تسرب الأطفال من المدارس.

ووجهت الدعوة إلى الأطراف المعنية كافة للمشاركة في هذه الفعالية، بما في ذلك نقابة المعلمين اليمنيين، والجهات الحكومية المعنية بقطاع التعليم، ومنظمات المجتمع المدني المحلية والدولية.

آثار مدمرة

كانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) قد ذكرت منتصف عام 2024، أن أكثر من 4.5 مليون طفل في اليمن خارج المدرسة بسبب تداعيات سنوات من الصراع المسلح. وأفادت بأن شركاء التعليم يعيدون تأهيل وبناء الفصول الدراسية، ويقدمون المساعدة التعليمية للملايين، ويعملون على إعادة الآخرين إلى المدارس، وعدّت أن الاستثمار في التعليم هو استثمار في مستقبل الأجيال.

وتقول المنظمة إنه منذ بداية الحرب عقب انقلاب الحوثيين على السلطة الشرعية، خلفت الهجمات التي تعرض لها أطفال المدارس والمعلمون والبنية التحتية التعليمية آثاراً مدمرة على النظام التعليمي في البلاد، وعلى فرص الملايين من الأطفال في الحصول على التعليم.

1.3 مليون طفل يمني يتلقون تعليمهم في فصول دراسية مكتظة (الأمم المتحدة)

وأكدت المنظمة الأممية أن للنزاع والتعطيل المستمر للعملية التعليمية في جميع أنحاء البلاد، وتجزئة نظام التعليم شبه المنهار أصلاً، تأثيراً بالغاً على التعلم والنمو الإدراكي والعاطفي العام والصحة العقلية للأطفال كافة في سن الدراسة البالغ عددهم 10.6 مليون طالب وطالبة في اليمن.

ووفق إحصاءات «اليونيسيف»، فإن 2,916 مدرسة (واحدة على الأقل من بين كل أربع مدارس) قد دمرت أو تضررت جزئياً أو تم استخدامها لأغراض غير تعليمية نتيجة سنوات من النزاع الذي شهده اليمن.

كما يواجه الهيكل التعليمي مزيداً من العوائق، تتمثل في عدم حصول أكثر من ثلثي المعلمين (ما يقرب من 172 ألف معلم ومعلمة) على رواتبهم بشكل غير منتظم منذ عام 2016، أو انقطاعهم عن التدريس بحثاً عن أنشطة أخرى مدرة للدخل.