اتفاقيات لكشف الحوثيين إعلامياً في أميركا اللاتينية وآسيا

TT

اتفاقيات لكشف الحوثيين إعلامياً في أميركا اللاتينية وآسيا

تتجه الحكومة اليمنية إلى بناء تحالفات إعلامية موسعة في أميركا اللاتينية وعدد من دول شرق آسيا، بهدف نقل الصورة الحقيقية عن معاناة الشعب اليمني وما تقوم به الميليشيات الحوثية من أعمال إجرامية وتحويل العاصمة اليمنية «صنعاء» إلى سجن لا يمكن للمدنيين الخروج منه.
وقال معمر الإرياني، وزير الإعلام في الحكومة اليمنية لـ«الشرق الأوسط»، إن وزارته تتحرك في العديد من الاتجاهات من خلال إبرام جملة اتفاقيات مع دول العالم، لإيجاد تحالفات إعلامية، وتحديداً في دول أميركا اللاتينية التي تعد من الدول المهمة في الأمم المتحدة ويجب التواصل معها في كل الجوانب ومنها الجانب الإعلامي، مشدداً على أهمية هذه التحالفات والتي سيكون لها تأثير في المرحلة المقبلة.
وأضاف أن تحرك وزارته يسير في عدة اتجاهات، تشمل توقيع اتفاقيات مع العديد من دول العالم في المجال الإعلامي ومنها الصين، كما تتجه الوزارة إلى تشكيل وفد إعلامي لزيارة عدد من دول أميركا اللاتينية، والدول الآسيوية، للحديث في كل الجوانب الإعلامية، وفي مقدمتها الانتهاكات الحوثية ضد المدنيين في اليمن، موضحاً أن اللغة الإنجليزية أُدرجت في موقع وكالة الأنباء «سبأ»، وجرى تدشين مواقع التواصل لها، لتكون رافداً ومساعداً في إيصال الرسالة بشكل سريع وواضح لجميع دول العالم.
وحول ما تقوم به الوزارة من رصد للانتهاكات، قال الإرياني، إن وزارة الإعلام تقوم برصد جميع الانتهاكات، من خلال فريق متخصص في العاصمة اليمنية «صنعاء»، وفريق آخر موجود في «عدن»، وهناك معلومات كثيرة ومتنوعة تتدفق إلى الوزارة حول الأعمال الإجرامية التي تقوم بها الميليشيات والتي تستهدف جميع شرائح المجتمع من السياسيين والعسكريين والمدنيين.
واستغرب وزير الإعلام، الصمت الدولي وعدم تحركه لمواجهة الميليشيات التي فرضت الإقامة الجبرية، ومنعت المواطنين من التنقل دون الحصول على موافقة رسمية من قياداتها في المدينة، ولا يُسمح بسفر شخص دون تبليغ أجهزة الحوثيين قبل المغادرة بنحو 16 ساعة، إضافة إلى التعذيب والقتل والقمع واختطاف الأشخاص من منازلهم، وكل هذه الأعمال تتنافى مع القانون الدولي.
ولفت إلى أن الرئيس عبد ربه منصور هادي، وجه رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، يطالب فيها بموقف حازم من الهيئة الدولية تجاه ما تقوم بها الميليشيات الحوثية ضد قيادات «المؤتمر الشعبي العام» في صنعاء، موضحاً أن هذه الاعتداءات ستكون ضمن المحاور الرئيسية التي ستطرحها وزارة الإعلام أمام المجتمع الدولي في الزيارة المقبلة والتي ستكون في منتصف يناير (كانون الثاني) المقبل.
وزاد الوزير، أن «الإعلام الغربي، وللأسف، يتبنى القضايا السياسية، ويعمل على تحويل الموضوعات الإنسانية إلى حالات سياسية، وهذا مؤلم، أن جميع المآسي التي يمر بها المدنيون وأولويات اهتمامهم لا يُنظر إليها، في ظل الغياب عن جميع هذه القضايا الآنيّة والمستعجلة، في حين تجد هذه الوسائل تتسابق لطرح موضوعات بعيدة عن الهم اليومي للمواطن اليمني البسيط ومنها فتح ميناء الحديدة لتدفق المساعدات، بينما قتل المدنيين، وهدم المنازل، وتشريد الأطفال، لا يشكل مساحة في اهتمامات الرأي في تلك الوسيلة».
واستطرد أن «الانتهاكات تخطت كل الأعراف، لتصل إلى حد إصدار أحكام قضائية بسجن الصحافيين وملاحقتهم واقتحام المنازل ونهب الممتلكات واختطاف النساء، وهو ما أشرنا إليه للمجتمع الدولي، أن ذلك منهج إرهابي يجب التعامل معه بقوة.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.