فنانون لاجئون يعرضون لوحاتهم في الأردن

يرسمون من أجل الأمل

جانب من معرض الفنانين اللاجئين في الأردن
جانب من معرض الفنانين اللاجئين في الأردن
TT

فنانون لاجئون يعرضون لوحاتهم في الأردن

جانب من معرض الفنانين اللاجئين في الأردن
جانب من معرض الفنانين اللاجئين في الأردن

عرضت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين و«إيكيا الأردن»، 16 لوحة فنية لرسامين لاجئين موهوبين في الأردن تحت عنوان، يرسمون من أجل الأمل «فن من اللاجئين في الأردن».
وقال الناطق الرسمي باسم المفوضية في عمان محمد الحواري: إن الأردن بات موطناً لأكثر من 735 ألف لاجئ مسجل لدى المفوضية، معظمهم من النساء والأطفال يعيشون في المناطق الحضرية من مدن وقرى، وغالبيتهم سوريون. وأضاف في حديث لـ«الشرق الأوسط»: إن اللاجئين في الأردن من جنسيات مختلفة، مثل العراق واليمن والسودان والصومال وغيرها، مشيراً إلى أن من بين هؤلاء اللاجئين، مجموعة واسعة ومتنوعة وموهوبة من الحرفيين والفنانين. وتابع: إن الفن هو أداة قوية لإيصال القصص المهمة؛ فهو بمثابة العلاج للروح ويساعد على التنفيس عن العواطف والحفاظ على التقاليد، ويوفر مصدراً إضافياً لدخل الأسرة فترة لجوئها، وتؤمن المفوضية بأهمية دعم المبادرات الفنية لتحسين حياة اللاجئين في المنفى، موضحاً، أن الفن يوفر فرصة للاجئين للتنفيس عن مشاعرهم والتعبير عن إبداعهم. وفي الوقت نفسه، يساعد على الحفاظ على إبقاء التقاليد والثقافة والتراث، كما يساعد على نقل الإحساس بالوطن إلى بلد اللجوء، خصوصاً للأطفال الذين قد ينسون مع مرور الوقت.
وأشار الحواري إلى أن الكثير من الأسر استفدت مدخراتها؛ ما أجبرها على العيش في ظروف سكنية سيئة، وهي تكافح من أجل دفع الإيجار وتوفير الغذاء لأسرتها وتغطية احتياجاتها الأساسية كي تستمر حياتهم، مع عدم وجود احتمال فوري للعودة إلى ديارهم. وتابع قائلاً: «يتيح العمل الحرفي أيضاً فرصة للاجئين لتلبية احتياجاتهم الاقتصادية بكرامة؛ لأنه يوفر مصدراً إضافياً للدخل للأسر في لجوؤهم ويسمح للفنانين اللاجئين بتعزيز اعتمادهم على أنفسهم بأيديهم من خلال موهبتهم؛ مما يقلل من الاعتماد على المساعدة الإنسانية. ولهذا السبب؛ ترى المفوضية فائدة دعم المبادرات الفنية لتحسين حياة اللاجئين في الأردن، ولا سيما في مخيمي الزعتري والأزرق، حيث تجلب مشروعات مختلفة الحياة بالألوان إلى الملاجئ البيضاء، وتوفر مساحة للفنانين لتطوير مهاراتهم وخبراتهم.
بعض الفنانين اللاجئين كانوا قبل مجيئهم إلى الأردن، مصممين محترفين أو رسامين أو مهندسين معماريين في بلدانهم، وبعضهم لم يخض تجربة الرسم من قبل، إلا أنهم وجدوا مساحة للتنفس في صالات العرض التي ازدهرت بالمخيمات، ومع نقص المواد المتاحة يُستخدم قماش الخيام وخلط النباتات الطبيعية والمنتجات كشكل من أشكال الطلاء.
وأكد الحواري أن الوقت لا يتوقف في المنفى، والتعلم المستمر وتدريب المهارات هما المفتاح لضمان مستقبل مهني من أجل جعل الفنانين والموهوبين مساهمين في تطوير الأجيال القادمة.
يضم المعرض 16 قطعة فنية من مخيمي الأزرق والزعتري، إضافة إلى رسام الروح، وهو فنان لاجئ قدم من العراق.
- شمال... رسام الروح
عاش في الأردن لمدة تزيد قليلاً على عام مع زوجته وأطفاله الأربعة. في العراق، كان شمال يعمل في شركة العائلة مصمم إعلانات وشعارات وملصقات، حيث إن الخط هو خبرته. هو متخصص في الرسم الزيتي وبالفحم، وعمله يقدم مجموعة واسعة من الموضوعات المختلفة بتقنيات متنوعة.
يقول شمال: «عملي يظهر الشوق للوطن وللون الأخضر وللتقاليد والأسرة التي تركناها خلفنا. يمكنني استخدام تقنيات مختلفة لأنني أريد أن تصل رسائلي للجميع. أتحدث إلى جمهوري بلغات مختلفة»، ويستمر شمال في إيضاح شغفه وكفاحه: «فني يساعدني في التخفيف من الإجهاد. أنا أرسم في غرفة صغيرة جداً وليس لدي كل المواد التي أحتاج إليها، لكن على الرغم من الصعوبات، رائحة الطلاء تجعلني أشعر بالسعادة».
يحلم شمال في يوم من الأيام بأن يفتتح معرضه الخاص وبنثر الألوان على جدران مدينته الفارغة.
- مؤيد... لوّن بأعماله مخيم الأزرق
في حلب قضى مؤيد (21 سنة) في محل للطباعة منذ سن مبكرة جداً. قال: «تعلمت أن أرسم بمفردي، وأراقب أعمال الفنانين الكبار، وأطبعها على القمصان والأكواب وبطاقات الهدايا». من خلال فنه، وباستخدام طلاء الأكريليك، يعيد مؤيد حكمة أينشتاين وأناقة دالي ونعومة فتاة فيرمير مع حلق اللؤلؤ. عندما وصل إلى مخيم الأزرق للاجئين السوريين في عام 2016، كانت الحرب قد طغت في بلاده منذ سنوات، وعاش لأشهر عدة في منتصف الصحراء مع القليل من الطعام. وتصميماً على بدء حياة جديدة، رصد مجموعة من الشبان يرسمون جدارية على أحد مساكن المخيم، وقدم لهم سلسلة من الرسومات ومنذ ذلك الحين لم يتوقف عن إنتاج لوحات جديدة.
يضيف مؤيد: «بدأت باستخدام الألوان لأنني أردت تغيير روحي والمحيط من حولي. أريد أن أشعر بأن حياتي مليئة بالألوان مرة أخرى»، ويوضح أن اللون الأصفر هو المفضل؛ إذ إنه يذكّره بشروق الشمس في الوطن.
يدرك مؤيد المسؤولية الملقاة على عاتقه وما يتوجب عليه من تعليم الأطفال وجيرانه في المخيم وفي الشوارع ومراكز المنظمات الإنسانية، حتى أنه يفتح منزله للطلاب الأكثر موهبة. ويقول: «لم يعلمني أحد عندما كنت طفلاً، وأريد أن أجعل الطريق ممهداً أمام الفنانين في المستقبل».
- فنانون من مخيم الزعتري
يقول محمد، وهو لاجئ سوري من حمص عاش في الأردن لمدة أربع سنوات: «الفن وحدنا». وهو أحد مؤسسي مركز الفن في مخيم الزعتري، وهو «قلادة ياسمين». الاسم إشارة إلى دمشق. ما بدأ مبادرة بات الآن يضم أكثر من 13 فناناً يجتمعون يومياً، وأصبحت مساحة أكبر للإبداع والتدريب على مهارات جديدة ومصدر للإيجابية في المخيم.
الفنانون من خلفيات مختلفة منهم حلاقون ومصممون داخليون وطلاب جامعات ومدارس ثانوية في سوريا. ويوضح عماد، وهو فنان متخصص في الصور «لدينا الآن قضية، واجب. نحن اليوم مسؤولون وواجبنا تفسير قضايا اللاجئين للعالم، والفن هو قناتنا».
وتعد المجموعة ورش عمل منتظمة للمقيمين الآخرين في المخيم، خصوصاً للأطفال. في ذلك تقول مجد، وهي فتاة تبلغ 21 سنة من درعا: «الفن يساعد على الخروج من جميع المشاعر والقلق الموجود في داخلي». في بعض الأحيان يكون هناك تحدٍ في العثور على المواد، وغالباً ما تستخدم الخيام القديمة كقماش، لكن على الرغم من كل الصعوبات فقد وصل صيت المجموعة إلى عشاق الفن، فالكثير من القطع الخاصة بهم الآن، موجودة على جدران في مختلف أنحاء العالم.


مقالات ذات صلة

شولتس: اللاجئون السوريون «المندمجون» مرحَّب بهم في ألمانيا

أوروبا المستشار الألماني أولاف شولتس (رويترز)

شولتس: اللاجئون السوريون «المندمجون» مرحَّب بهم في ألمانيا

أكّد المستشار الألماني، الجمعة، أن اللاجئين السوريين «المندمجين» في ألمانيا «مرحَّب بهم»، في حين يطالب المحافظون واليمين المتطرف بإعادتهم إلى بلدهم.

«الشرق الأوسط» (برلين)
المشرق العربي مدخل مخيم اليرموك الشمالي من شارع اليرموك الرئيسي (الشرق الأوسط)

فلسطينيو «اليرموك» يشاركون السوريين فرحة «إسقاط الديكتاتورية»

انتصار الثورة السورية والإطاحة بنظام بشار الأسد أعادا لمخيم اليرموك رمزيته وخصوصيته

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي سوريون مقيمون في تركيا ينتظرون لدخول سوريا عند بوابة معبر جيلفي غوزو الحدودي في الريحانية في 12 ديسمبر 2024 بعد الإطاحة بنظام الأسد (أ.ف.ب)

أطفال عائدون إلى سوريا الجديدة بعد سنوات لجوء في تركيا

تعود كثير من العائلات السورية اللاجئة في تركيا إلى الديار بعد سقوط الأسد، ويعود أطفال إلى وطنهم، منهم من سيدخل سوريا للمرة الأولى.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
أوروبا المستشار الألماني أولاف شولتس (د.ب.أ)

المستشار الألماني لا يرغب في إعادة اللاجئين السوريين المندمجين جيداً

حتى عقب سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، أعرب المستشار الألماني أولاف شولتس عن عدم رغبته في إعادة أي لاجئ سوري مندمج بشكل جيد في ألمانيا.

«الشرق الأوسط» (برلين)
أوروبا لاجئون سوريون في تركيا يسيرون نحو المعبر الحدودي بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد (د.ب.أ)

ألمانيا تطالب باتباع نهج أوروبي مشترك في عودة اللاجئين السوريين

طالبت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر باتخاذ نهج أوروبي مشترك بشأن العودة المحتملة للاجئين السوريين.

«الشرق الأوسط» (برلين)

إطار أندرو سكوت المكسور وصبيُّ السترة الحمراء يُحرِّران أحزانه

الحركة والفعل يتلازمان في الرسم على شكل تحوّلات (أندرو سكوت)
الحركة والفعل يتلازمان في الرسم على شكل تحوّلات (أندرو سكوت)
TT

إطار أندرو سكوت المكسور وصبيُّ السترة الحمراء يُحرِّران أحزانه

الحركة والفعل يتلازمان في الرسم على شكل تحوّلات (أندرو سكوت)
الحركة والفعل يتلازمان في الرسم على شكل تحوّلات (أندرو سكوت)

الشكل الإنساني بالسترة الحمراء والبنطال الرمادي، يتحرّك وسط الأُطر فيُحرّرها من ثباتها ويمنحها أنفاس الحياة. رسمُ الفنان الأميركي أندرو سكوت ظاهرُه فكرةٌ واحدة، وفي عمقه ولّادٌ وغزير. بطلُه بشريٌ يُطلق سراح المحبوس ويُجرّده من سجّانه؛ وهو هنا إطار اللوحة. ذلك القادر على ضبطها والتحكُّم بمساحتها، ثم إحالتها على قدرها: معانقة الجدار. التحريك الطارئ على المشهد، يُعيد صياغته بمَنْحه تعريفاً جديداً. الحركة والفعل يتلازمان في فنّ أندرو سكوت، على شكل تحوّلات فيزيائية تمسّ بالمادة أو «تعبث» بها لتُطلقها في فضاء أوسع.

صبيُّ الفنان يتحرّك وسط الأُطر فيُحرّرها من ثباتها (أندرو سكوت)

في ثلاثينه (مواليد 1991)، يمتاز أندرو سكوت بفرادة اللمسة لإضفائه تعديلاً على مفهوم الإطار، ومَيْله إلى تفضيل الوسيط المُحطَّم، مثل الزجاج، وما يطمُس الخطّ الفاصل بين الموضوع وحدوده، فإذا بالإطار المكسور يستميل الناظر إليه ويوقظ سؤال الـ«لماذا»؛ جرَّار الأسئلة الأخرى.

تُحاور «الشرق الأوسط» الفنان الشهيرة حساباته في مواقع التواصل، والمعروضة أعماله حول العالم؛ من إيطاليا وألمانيا إلى نيويورك... يعود إلى «سنّ مبكرة من حياتي حين شغفني الفنّ وكوَّنتُ ذكريات أولى عن الإبداع بحبسي نفسي في غرفتي بعد المدرسة للرسم لساعات». شكَّلت عزلته الإبداعية «لحظات هروب من العالم»، فيُكمل: «بصفتي شخصاً عانيتُ القلق المتواصل، بدا الفنّ منفذاً وتجربة تأمّلية».

يمتاز بفرادة اللمسة لإضفائه تعديلاً على مفهوم الإطار (أندرو سكوت)

لكنَّ الإنجاز الفنّي لم يكن دائماً جزءاً من حياته: «في سنّ الـ13 تقريباً، تضاءل شغفي بالرسم. هجرتُ قلمي حتى سنّ الـ28. طريقي إلى الفنّ طويلة ومتعرّجة. لـ10 سنوات عملتُ في كتابة الإعلانات، وخضتُ تجربة زواج فاشل. أدمنتُ المُخدِّر وواجهتُ تحدّيات أخرى. بُعدي عن الفنّ لـ15 عاماً، شكَّل أسلوبي».

تسلَّل عدم الرضا لتعمُّق المسافة بينه وبين الرسم: «شعرتُ بحكَّة إبداعية، ولم أكن متأكداً من كيفية حكِّها! التبس السبب وراء عجزي عن العودة إلى الرسم. تفشَّى الوباء وفقدتُ وظيفتي، لأقرر، هنا فقط، إحياء شغفي بالإبداع».

شخصيته أقرب إلى الانطوائية، باعترافه، ويفضِّل عدم الخوض في مسارات حياته، وإنْ لمحاولة التعمُّق في قراءة فنّه. ذلك يُفسّر تطلُّعَه إلى شهرته في مواقع التواصل، بأنها «أقرب إلى الشرّ الضروري منه إلى المتعة». فتلك المساحة المُضاءة تُشعره بأنه «فنان بدوام كامل»؛ يُشارك أعماله مع العالم. لكنَّ متعة هذا النشاط ضئيلة.

وماذا عن ذلك الصبي الذي يتراءى حزيناً، رغم ارتكابه فعلاً «حراً» بإخراج الإطار من وظيفته؟ نسأله: مَن هو صبيّك؟ فيجيب: «أمضيتُ فترات من الأحزان والوحدة. لم يحدُث ذلك لسبب. على العكس، أحاطني منزل العائلة بالأمان والدفء. إنها طبيعتي على الأرجح، ميَّالة إلى الكآبة الوجودية. أرسم الطفل ليقيني بأنه لا يزال ثمة واحد في دواخلنا جميعاً. جوابي على (مَن هو صبيُّك؟) يتغيَّر. على الأرجح إنه بعضي».

رغم سطوع الحزن، يتلألأ الأمل ويعمُّ في كل مرة يُكسَر الإطار لتخرج منه فكرة مضيئة. يؤيّد أندرو سكوت هذه النظرة. فالأُطر المكسورة تُشبه مرايا حياته. لسنوات ارتمى في الفخّ، ثم تحرَّر: فخّ العادة السيئة، الكسل، التأجيل، العجز، والتخبُّط. كسرُه الإطار إعلانٌ لحرّيته.

لعلَّ إعلان الحرّية هذا يشكّل إيماناً بالنهايات السعيدة ويجترح مَخرجاً من خلال الفنّ. فأندرو سكوت يفضِّل فناً على هيئة إنسانية، لا يركُن إلى الأفراح حسراً، لاستحالة ثبات الحالة النفسية والظرف الخارجي على الوضع المُبهج. يقول: «أحب تصوير الحالة الإنسانية، بنهاياتها الحلوة والمريرة. ليست كل الأشياء سعيدة، وليست أيضاً حزينة. أمام واقعَي الحزن والسعادة، يعكُس فنّي النضال والأمل».

وتُفسِّر فتنتُه بالتحوّلات البصرية ضمن الحبكة، إخراجَ الإطار من دوره الكلاسيكي. فالتفاعل مع الأُطر من منطلق إخضاعها للتحوّل البصري النهائي ضمن حبكة الموضوع، ولَّده «بشكل طبيعي» التفكير بمعرضه الفردي. يقول: «لطالما فتنتني المنعطفات البصرية في الحبكة. لم يتأثر أسلوبي بفنانين آخرين. أمضيتُ معظم حياتي خارج عالم الفنّ، ولم أكُن على دراية بعدد من فناني اليوم المعاصرين. بالطبع، اكتشفتُ منذ ذلك الحين فنانين يتّبعون طرقاً مماثلة. يحلو لي التصديق بأنني في طليعة مُبتكري هذا الأسلوب».

فنُّ أندرو سكوت تجسيد لرحلته العاطفية وتأثُّر أعماله بالواقع. يبدو مثيراً سؤاله عن أعمال ثلاثة مفضَّلة تتصدَّر القائمة طوال تلك الرحلة، فيُعدِّد: «(دَفْع)، أو (بوش) بالإنجليزية؛ وهي الأكثر تردّداً في ذهني على مستوى عميق. لقد أرخت ظلالاً على أعمال أخرى قدّمتها. أعتقد أنها تُجسّد الدَفْع اللا متناهي الذي نختبره نحن البشر خلال محاولتنا الاستمرار في هذا العالم».

يرسم الطفل ليقينه بأنه لا يزال ثمة واحد في دواخلنا (أندرو سكوت)

من المفضَّل أيضاً، «المقلاع»: «هي من الأعمال الأولى التي غمرها الضوء، ولها أمتنُّ. لقد شكَّلت تلك القطعة المُبكِرة كثيراً من نجاحي. أحبُّ رمزية المقلاع، فهي اختزال للبراءة والخطيئة في الوقت عينه».

ثالث المفضَّل هي «الغمّيضة»، أو «الاختباء والبحث»: «قريبة وعزيزة على قلبي لتحلّيها بالمرح. أراها تُجسّد نقاء الطفولة وعجائبها. إنها أيضاً اكتشاف مثير للاهتمام لشكل الإطار. فهو يرتكز عادةً، ببساطة، على مستوى واحد، وإنما هنا ينحني باتجاه الزاوية. أودُّ اكتشاف مزيد من الأفكار القابلة للتلاعب بالأشكال مثل هذه الفكرة».

هل تتأكّد، بهذا التفضيل، «مَهمَّة» الفنّ المتمثّلة بـ«حَمْل الرسالة»؟ رغم أنّ أندرو سكوت لا يعتقد بوجود قواعد عالمية في الفنّ، وإنما آراء شخصية فقط، يقول: «بالنسبة إليّ، الرسالة هي الأهم. ربما أكثر أهمية من مهارة الفنان. لطالما فضَّلتُ المفهوم والمعنى على الجمالية عندما يتعلّق الأمر بجودة الخطوط والألوان. أريد للمُشاهد أن يُشارك رسائلَه مع أعمالي. وبدلاً من قيادة الجمهور، أفضّل إحاطة فنّي بالغموض، مما يتيح لكل فرد تفسيره على طريقته».