الحريري يتحدث عن اتفاق سياسي كبير جداً يلوح في الأفق

الحريري يتحدث عن اتفاق سياسي كبير جداً يلوح في الأفق
TT

الحريري يتحدث عن اتفاق سياسي كبير جداً يلوح في الأفق

الحريري يتحدث عن اتفاق سياسي كبير جداً يلوح في الأفق

أكد رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري أن هناك اتفاقا سياسيا كبيرا جدا في البلد، سيؤدي إلى تحسن الأمور، معتبرا أن «الطريقة الوحيدة التي يمكن للبنان أن يسير فيها قدما هي أن تكون أكثرية مكوناته السياسية موجودة داخل الحكومة».
وأقر الحريري خلال استقباله مساء الخميس وفدا من ملتقى الجمعيات البيروتية وروابط وهيئات وفاعليات اجتماعية بيروتية، بوجود «خلاف كبير جدا في الأمور الإقليمية مع بعض الأفرقاء في البلد مثل (حزب الله)»، وقال: «لكن هذا لا يعني أننا غير قادرين على إقامة حوار من أجل مصلحة البلد، من أجل تأمين الكهرباء أو المياه أو الاتصالات أو المستشفيات أو البيئة أو إزالة النفايات». وأضاف: «قد نكون في مرحلة من المراحل اعتدنا على أن يكون هناك من هو وصي علينا، وجربنا بعد الوصاية كل الأمور، حاولنا أن نحكم وحدنا وحاولنا أن ندعهم يحكمون وحدهم، فلا هذا نفع ولا ذاك، ووجدنا أن الطريقة الوحيدة التي يمكن للبلد أن يسير فيها قدما هي أن تكون كل المكونات موجودة داخل حكومة، ونحاول أن نجد التفاهم فيما بيننا لكي ننهض بالبلد، والدليل على ذلك ما تحقق خلال هذا العام من إنجازات».
واعتبر الحريري أن «الأمر الأهم لتنمية الاقتصاد اليوم هو الاستقرار السياسي والأمني»، مشددا على أن «النأي بالنفس يجب أن يكون قولا وفعلا، لأن لبنان لم يعد يتحمل، وهو لديه مشكلة مع أصدقائه وأشقائه إن كان في المملكة العربية السعودية أو الخليج». وأضاف: «نحن نريد أفضل العلاقات مع المملكة لأنها لم تقصر يوما مع لبنان. لذلك سنواصل هذه المسيرة وأنا أؤكد لكم أن العلاقات ستكون مع المملكة في أفضل حالاتها».
وتطرق الحريري إلى قرار الرئيس الأميركي إعلان القدس عاصمة لإسرائيل، فوصفه بـ«المجحف بحق عملية السلام وبحق الفلسطينيين والعرب والمسلمين والمسيحيين»، مؤكدا أن «الدولة اللبنانية تدين هذا القرار وترفضه». وقال: «الحديث عن القضية الفلسطينية قبل اتخاذ هذا القرار كان شبه خافت وكل عملية السلام كانت منسية. الآن ولأول مرة بعد سنوات، نرى أن القضية الفلسطينية عادت إلى الواجهة، وهناك إجماع دولي وعربي وإسلامي ومسيحي على رفض القرار الأميركي». وأضاف: «لأول مرة في التاريخ نرى في مجلس الأمن تصويت 14 دولة ضد الولايات المتحدة التي اضطرت إلى استعمال الفيتو. ولأول مرة في التاريخ أيضا تحصل مناوشة كلامية بين السفيرين البريطاني والأميركي في الأمم المتحدة. ما نريده هو حل هذه القضية». وختم: «حين أقرت القمة العربية في بيروت مبادرة السلام العربية القائمة على حل الدولتين والقدس عاصمة لفلسطين وعودة الفلسطينيين إلى بلدهم، فإن كل ذلك يعني أننا بصفتنا عربا نريد السلام، في حين المشكلة أن إسرائيل هي التي لا تريد السلام، لذلك نأمل في أن يوصلنا هذا الإجماع الدولي الحاصل اليوم إلى مكان ما في المستقبل».



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».