طارق لطفي: أفضل الأدوار الصعبة لأنها تبرز قدراتي التمثيلية

أكد لـ«الشرق الأوسط» تعاقده على بطولة فيلم «122»

النجم طارق لطفي
النجم طارق لطفي
TT

طارق لطفي: أفضل الأدوار الصعبة لأنها تبرز قدراتي التمثيلية

النجم طارق لطفي
النجم طارق لطفي

يعيش الفنان المصري طارق لطفي، حالة من النشاط الفني على الصعيد الدرامي والسينمائي، حيث عرض له أخيرا تجربة درامية جديدة، وهي مسلسل «بين عالمين»، الذي حقق نجاحا ملحوظا وإشادات من الجمهور بعد عرضه على إحدى القنوات الفضائية.
وقال طارق لطفي في حواره مع «الشرق الأوسط» عن مسلسل «بين عالمين»: «هو حالة فنية فريدة من نوعها، يعتمد على تقنية (الفلاش باك) وأحداثه مشوقة كثيرا، ويجسد بشكل حقيقي الصراع بين المال والسلطة، ما أدى إلى انجذاب الجمهور إليه من الحلقة الأولى». وأضاف قائلا: «رغم أنني حزنت في البداية لتأجيل عرضه في شهر رمضان، فإني سعيد جدا بعرضه الآن، خارج الموسم الرمضاني، وأعتقد أن هذا التوقيت الأنسب له، حيث حقق المسلسل نسب مشاهدة عالية».
ولفت قائلا: «الذي جذبني لشخصية (مروان)، التي قدمتها في العمل، هو أنها تعتمد على الانفعالات والأداء التمثيلي بشكل كبير، كما تمر الشخصية بالعديد من التطورات لذا وجدتها، تحديا كبيرا لكي أقدم للمشاهد تلك الشخصية، التي ستمثل له الحيرة حتى تنكشف تفاصيلها كاملة في الحلقة الأخيرة من العمل، وبالفعل أخذت وقتا في التحضير لذلك الدور، والحمد لله وفقت في تقديمه بشكل ناجح للمشاهد».
وأبدى طارق سعادته بالتعاون مع المخرج أحمد مدحت، قائلا: «(مدحت) مخرج بارع، كما أنه يهتم كثيرا بأدق التفاصيل في العمل، مما جعله يظهر بشكل لائق وناجح أمام المشاهدين».
وحول مسلسله الجديد، الذي يحمل اسم «تحت الصفر»، الذي سيشارك به في الماراثون الرمضاني المقبل، قال: «سنبدأ التصوير مع بداية العام الجديد، وهو عمل فني مختلف تماما عما قدمته، وفكرته جديدة، وهو من تأليف تامر إبراهيم، وإنتاج شركة سنيرجي للمنتج تامر مرسي، وهو عمل يجمع بين الدراما الاجتماعية والتشويقية والحركة، ولا يمكن تصنيفه في إطار معين، ولكنه سيكون مفاجأة للمشاهدين في شهر رمضان».
وفي سياق مختلف، تحدث طارق لـ«الشرق الأوسط»، عن مشاركته في بطولة الفيلم السينمائي «سري للغاية» للكاتب «وحيد حامد» وقال: «هذا عمل سينمائي مهم جدا، لأنه سيحدث نقلة كبيرة في تاريخ السينما المصرية، فهو يرصد مجموعة من الأحداث التاريخية المهمة، التي مرت بها مصر في السنوات الأخيرة».
وتابع: «سوف ألعب في الفيلم دور أحد قيادات جماعة الإخوان، وهو (محمد البلتاجي)، والعمل من إخراج محمد سامي، ومن المقرر طرحه في السينما قريبا».
وعن آخر أعماله السينمائية الجديدة، التي تعاقد عليها مؤخرا، قال لطفي: «سوف أشارك في فيلم سينمائي جديد يحمل اسم (122)، وهو يعتمد على عنصر الإثارة والتشويق، وهو من تأليف صلاح الجهيني، وإخراج ياسر الياسري، وإنتاج سيف عرابي».
وعن الشخصيات التي يفضل طارق القيام بها، أكد أنه «يفضل دائما الأدوار الصعبة، التي تمكنه من إظهار المهارات التمثيلية الخاصة به».
في السياق نفسه، أوضح النجم المصري قائلا: «لا يشغلني حجم الدور ومساحته، بقدر أهميته، وتعلق المشاهدين به»، مؤكدا استعداده «للمشاركة في أي عمل، بشرط أن يضيف لمشواره الفني».
يشار إلى أن الفنان طارق لطفي، قد تخرج من المعهد العالي للفنون المسرحية، قسم التمثيل والإخراج عام 1990. وبدأ حياته ممثلاً في التلفزيون من خلال مسلسل «الوسية» إخراج إسماعيل عبد الحافظ، وحصل على لقب أحسن وجه جديد عام 1993. وأحسن ممثل ثان، من مهرجان الإسكندرية عام 1994. واشترك أيضا في مسلسلات «العائلة»، و«حديث الصباح والمساء»، و«الحقيقة والسراب»، وأصبح بطل أول في العديد من الأعمال التي عرضت لسنوات متتالية في شهر رمضان مثل مسلسل «بعد البداية»، ومسلسل «شهادة ميلاد»، ومسلسل «بين عالمين».
وشارك أيضا في مجموعة متنوعة من الأفلام مثل «أزمة شرف»، و«الحب الأول»، و«صعيدي في الجامعة الأميركية».


مقالات ذات صلة

وفاة الممثل البريطاني راي ستيفنسون نجم «ثور» و«ستار وورز»

يوميات الشرق الممثل البريطاني راي ستيفنسون (أ.ب)

وفاة الممثل البريطاني راي ستيفنسون نجم «ثور» و«ستار وورز»

توفي الممثل البريطاني راي ستيفنسون الذي شارك في أفلام كبرى  مثل «ثور» و«ستار وورز» عن عمر يناهز 58 عامًا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق «إسماعيلية رايح جاي» يشعل «الغيرة الفنية» بين محمد فؤاد وهنيدي

«إسماعيلية رايح جاي» يشعل «الغيرة الفنية» بين محمد فؤاد وهنيدي

أثارت تصريحات الفنان المصري محمد فؤاد في برنامج «العرافة» الذي تقدمه الإعلامية بسمة وهبة، اهتمام الجمهور المصري، خلال الساعات الماضية، وتصدرت التصريحات محرك البحث «غوغل» بسبب رده على زميله الفنان محمد هنيدي الذي قدم رفقته منذ أكثر من 25 عاماً فيلم «إسماعيلية رايح جاي». كشف فؤاد خلال الحلقة أنه كان يكتب إفيهات محمد هنيدي لكي يضحك المشاهدين، قائلاً: «أنا كنت بكتب الإفيهات الخاصة بمحمد هنيدي بإيدي عشان يضحّك الناس، أنا مش بغير من حد، ولا يوجد ما أغير منه، واللي يغير من صحابه عنده نقص، والموضوع كرهني في (إسماعيلية رايح جاي) لأنه خلق حالة من الكراهية». واستكمل فؤاد هجومه قائلاً: «كنت أوقظه من النوم

محمود الرفاعي (القاهرة)
سينما جاك ليمون (يسار) ومارشيللو ماستروياني في «ماكاروني»

سنوات السينما

Macaroni ضحك رقيق وحزن عميق جيد ★★★ هذا الفيلم الذي حققه الإيطالي إيتوري سكولا سنة 1985 نموذج من الكوميديات الناضجة التي اشتهرت بها السينما الإيطالية طويلاً. سكولا كان واحداً من أهم مخرجي الأفلام الكوميدية ذات المواضيع الإنسانية، لجانب أمثال بيترو جيرمي وستينو وألبرتو لاتوادا. يبدأ الفيلم بكاميرا تتبع شخصاً وصل إلى مطار نابولي صباح أحد الأيام. تبدو المدينة بليدة والسماء فوقها ملبّدة. لا شيء يغري، ولا روبرت القادم من الولايات المتحدة (جاك ليمون في واحد من أفضل أدواره) من النوع الذي يكترث للأماكن التي تطأها قدماه.

يوميات الشرق الممثل أليك بالدوين يظهر بعد الحادثة في نيو مكسيكو (أ.ف.ب)

توجيه تهمة القتل غير العمد لبالدوين ومسؤولة الأسلحة بفيلم «راست»

أفادت وثائق قضائية بأن الممثل أليك بالدوين والمسؤولة عن الأسلحة في فيلم «راست» هانا جوتيريز ريد اتُهما، أمس (الثلاثاء)، بالقتل غير العمد، على خلفية إطلاق الرصاص الذي راحت ضحيته المصورة السينمائية هالينا هتشينز، أثناء تصوير الفيلم بنيو مكسيكو في 2021، وفقاً لوكالة «رويترز». كانت ماري كارماك ألتوايز قد وجهت التهم بعد شهور من التكهنات حول ما إن كانت ستجد دليلاً على أن بالدوين أبدى تجاهلاً جنائياً للسلامة عندما أطلق من مسدس كان يتدرب عليه رصاصة حية قتلت هتشينز. واتهم كل من بالدوين وجوتيريز ريد بتهمتين بالقتل غير العمد. والتهمة الأخطر، التي قد تصل عقوبتها إلى السجن خمس سنوات، تتطلب من المدعين إقناع

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
سينما سينما رغم الأزمة‬

سينما رغم الأزمة‬

> أن يُقام مهرجان سينمائي في بيروت رغم الوضع الصعب الذي نعرفه جميعاً، فهذا دليل على رفض الإذعان للظروف الاقتصادية القاسية التي يمر بها البلد. هو أيضاً فعل ثقافي يقوم به جزء من المجتمع غير الراضخ للأحوال السياسية التي تعصف بالبلد. > المهرجان هو «اللقاء الثاني»، الذي يختص بعرض أفلام كلاسيكية قديمة يجمعها من سينمات العالم العربي من دون تحديد تواريخ معيّنة.


مي كساب: أعوّض غيابي عن الحفلات بالغناء في السينما

 مي كساب تعوض ظهورها في الحفلات بالغناء في السينما (الشرق الأوسط)
مي كساب تعوض ظهورها في الحفلات بالغناء في السينما (الشرق الأوسط)
TT

مي كساب: أعوّض غيابي عن الحفلات بالغناء في السينما

 مي كساب تعوض ظهورها في الحفلات بالغناء في السينما (الشرق الأوسط)
مي كساب تعوض ظهورها في الحفلات بالغناء في السينما (الشرق الأوسط)

عن وجهة نظري قالت المطربة المصرية مي كساب إنها ترفع القبعة لكل مطرب يواصل نجاحه اعتماداً على نفسه، في ظل غياب بعض المؤسسات وشركات الإنتاج الكبرى التي كانت تتولى التخطيط للخطوات الفنية للمطربين. وأكدت، في حوار مع «الشرق الأوسط»، أنها تعمل حالياً على ألبومها الغنائي الجديد، إلا أن صعوبة العثور على مفردات جديدة وحكايات مختلفة للأغنيات تعرقل جهودها.

وأشارت إلى أنها باتت تجد تعويضاً، كونها مطربة، بتقديم أغنيات عبر أدوارها الفنية، مشيرة إلى أنها بدأت مطربة تقدم أدواراً في التمثيل، لكنها تحولت إلى ممثلة تقدم أغنيات، لظروف الغناء من جهة، ولكونها زوجة وأماً لـ3 أطفال من جهة أخرى.

تقول مي أنها تحولت إلى ممثلة تغني وليس مطربة تمثل مثلما بدأت (الشرق الأوسط)

ورغم أنها لم تطرح ألبومات جديدة في الآونة الأخيرة، ولم تُشارك في حفلات غنائية، فإن الأغنية التي طرحتها هذا الصيف عبر قناتها على «يوتيوب» «هتعيشوا من غير رجالة» أثارت جدلاً كبيراً، وقد قدمتها من خلال فيلم «آخر رجل في العالم» الذي لم يعرض بمصر، لكن الأغنية حققت نجاحاً لافتاً. وهي من تأليف وألحان عزيز الشافعي، وتوزيع أحمد وحيد كينج، وتقول كساب عنها: «الأغنية جذبتني كثيراً، وهي مستمدة من فكرة فيلم (آخر رجل في العالم) الذي يطرح سؤالاً ماذا سيحدث لو أن الرجال اختفوا من العالم، والفيلم يجمعني بالفنان أحمد فتحي، ولم يعرض بمصر بل عُرض عربياً فقط، لمشكلة واجهت شركة الإنتاج، وسيعرض قريباً بإحدى المنصات، وكان من المتفق عليه مع شركة الإنتاج أن أصور الأغنية لكن لم يحدث، فصورت لها فيديو أنا وزوجي المطرب أوكا، وطرحتها عبر قناتي على (يوتيوب) ثم طرحت فيديو تسويقياً آخر على (تيك توك)، لأن التفاعل مع الأغنيات عبر هذه المنصة كبير جدّاً».

وتباينت ردود الأفعال، كما توضح ضاحكة: «كانت هناك ردود أفعال كبيرة بين مؤيد ومعارض للفكرة؛ فبعض السيدات قلن إنه من الممكن جداً العيش من دون الرجل، بينما قام آخرون بصناعة (كوميكس) على الأغنية، وحدثت أزمة وجدال بين النساء والرجال. لكنني أوضحت للنساء أن الرجل، مثل الزواج، أمر لا بد منه، وليس من الضروري أن تُعبر كل أغنية أقدمها عن وجهة نظري الشخصية».

وتعترف مي كساب بأنها تجد صعوبة في اختياراتها الغنائية، قائلة: «أنا صعبة المراس في اختيار الكلمات، وهو ما يؤخرني أحياناً، لأنني أشعر بأن معظم الموضوعات قد استُهلكت واستُنزفت؛ لذلك أبحث كثيراً عن أفكار لم يسبق التطرق إليها، وأحياناً يكون لديَّ موضوع أو حالة عشتها ولمستني، فأطرحها على صديقين من الشعراء هما حسن عطية ومحمد عاطف، وأحياناً يكتبان لي أغنيات من تلقاء نفسيهما. الأهم بالنسبة لي أن تدخل الأغنية إلى منطقة مختلفة وبمفردات جديدة، ولذلك أقول: كان الله في عون الشعراء الذين أتعاون معهم»، على حد تعبيرها.

الفنانة المصرية مي كساب (الشرق الأوسط)

وهذا ما ينطبق كذلك على اختيارها للألحان: «أكون أصعب ومقياسي في قبول اللحن أن أحفظه بسهولة، فهذا معناه أنه سينجح، وأتذكر نصيحة سعيد إمام، بأن أؤدي الأغنية الجديدة بصوتي لأعرف هل سأحبها أم لا، ومن وقتها حين أسمع لحناً جديداً أجربه بصوتي أولاً».

وتُبرر غيابها عن الحفلات قائلة: «الغناء يحتاج إلى تركيز كبير وعدم الانشغال بغيره مثلما يفعل عمرو دياب وأحمد سعد وأنغام وغيرهم، الذين اختاروا أن يكون تركيزهم في الغناء فقط، ووضعوا أنفسهم في هذه الدائرة، وأنا برغبتي لم أضع نفسي فيها، لأن طاقتي محدودة وسط انشغالي بأطفالي ومساعدتهم في الدراسة، لكنني أرفع القبعة تقديراً لكل مطرب يواصل نجاحه معتمداً على نفسه ومجهوداته الفردية، في غياب بعض المؤسسات والمنتجين الكبار».

مي كساب تعترف بصعوبة العمل في مجال الغناء (الشرق الأوسط)

وتضيف قائلة: «لقد تحولت إلى ممثلة تغني، وليس مطربة تُمثل مثلما بدأت، ولم يعد الغناء مصدر رزقي الأساسي، بل بتنا ننفق عليه».

وتلفت إلى أنها منذ فترة قررت تقديم أغنية في كل فيلم أو مسلسل تقدمه: «لشعوري بأنني مقصرة في الغناء رغماً عني، أقدِّم أغنيات في أعمالي، مثلما قدمت في فيلم (آخر رجل في العالم)، وفي فيلم (ذعر)، ويشاركني بطولتهما الفنان أحمد فتحي، في رابع فيلم يجمعنا، فأحمد صديق لدرجة الأخوة، وحينما يجد دوراً جديداً يلائمني يرشحني له، وبيننا تفاهم كبير».


سليم الترك لـ «الشرق الأوسط» : هيفاء وهبي مُلهمتي الأولى

تألقت هيفاء وهبي في مجموعة إطلالات مختلفة (حسابها على {إنستغرام})
تألقت هيفاء وهبي في مجموعة إطلالات مختلفة (حسابها على {إنستغرام})
TT

سليم الترك لـ «الشرق الأوسط» : هيفاء وهبي مُلهمتي الأولى

تألقت هيفاء وهبي في مجموعة إطلالات مختلفة (حسابها على {إنستغرام})
تألقت هيفاء وهبي في مجموعة إطلالات مختلفة (حسابها على {إنستغرام})

عندما يتعلّق الأمر بعمل يجمع بين المخرج سليم الترك والفنانة هيفاء وهبي، يترقّب الجمهور النتيجة بحماسٍ لافتٍ. فمنذ أول فيديو كليب جمعهما في أغنية «أقول أهواك» وُلدت بينهما صداقة، انعكست تناغماً واضحاً على تعاونهما الفني، واستمر هذا الانسجام حتى اليوم.

وأخيراً، وقّع الترك إخراج أغنية وهبي الجديدة «سوبر وومان» مستعيناً بالذكاء الاصطناعي لتنفيذ ما يصفه بـ«خلطته السرّية». وهي مقاربة إبداعية تعتمد على عنصر الدهشة بأسلوب بصري مبهر، يترك أثراً إيجابياً لدى المشاهد. والأغنية من كلمات أحمد علاء الدين وألحان أحمد البرازيلي.

يستهل سليم الترك حديثه عن هيفاء واصفاً إياها بأنها «أجمل امرأة في العالم»، ويضيف: «هي امرأة كلّ الأزمنة، ولن تتكرّر. صداقتنا تعود إلى سنوات طويلة، والثقة هي عنوانها. أذكر جيداً أول تعاون جمعنا في (أقول أهواك) يومها قلبنا صفحة وفتحنا أخرى في عالم صناعة الكليبات».

ويعترف الترك بأن هيفاء وهبي ليست مجرد امرأة ذكية، بل تشكّل نموذجاً للاحتراف والجدّية في العمل.

يؤكد الترك أن هيفاء وهبي تبتعد في أعمالها الغنائية عن السطحية (حسابها على {إنستغرام})

وعن كيفية ولادة كليب «سوبر وومان»، يروي لـ«الشرق الأوسط»: «هيفاء وضعت الخطوط العريضة للكليب، واقترحت الأفكار التي تدور في ذهنها. هذه القاعدة نعتمدها عادة في كل تعاون بيننا. بعد ذلك أقوم بترتيب الفكرة على طريقتي، وأطعّمها بما هو غير متوقّع. أحياناً تنتقد هذا الجزء، وأحياناً يعجبها. لكن ما يهمّها في النهاية هو النتيجة، حتى لو لم تجذبها الفكرة من الوهلة الأولى».

ومنذ اللحظات الأولى للكليب، يأخذنا الترك في رحلة خيالية ممتعة. يترجم من خلالها مضمون الأغنية التي تتناول قلّة الوفاء. وتحثّ على استخلاص العِبر من التجارب القاسية. فالخذلان، حين يأتي من أقرب المقرّبين، لا يجب أن يكون سبباً للانكسار، بل دافع للقوة والصلابة. درسٌ يحوّل المرأة إلى «سوبر وومان» لا يكسرها الزمن ولا تهزمها الخيبات.

ويستطرد سليم الترك متحدثاً عن كيفية توظيفه الذكاء الاصطناعي في الكليب، قائلاً: «لم نقدم على هذه الخطوة من باب تقليد شخصية المرأة الخارقة «سوبر وومان». لم نركّب لهيفاء أجنحةً، ولم نلبسها الرداء الأحمر والأزرق المرتبط بالصورة النمطية. خرجنا من هذا الصندوق المستهلك، ووجّهنا الأنظار نحو مشاهد تواكب كلمات العمل ومضمونه».

ويتابع: «هيفاء تجسّد في الكليب شخصية امرأة تعرّضت لأذى كبير من محيطها، هدفه خيانتها وتحطيمها. الرهان لم يكن فقط على العنصر البصري، بل على المفهوم الحقيقي للكلام. هناك رسالة مباشرة تتناول حجم الضغط الذي يتعرّض له المرء عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وخلاصتها أن الأذية مهما بلغت يمكن تحويلها إلى مصدر قوّة».

استخدم الترك في الكليب الذكاء الاصطناعي (حسابها على {إنستغرام})

ويشير الترك إلى أن الكليب طُعّم بمشاهد خفيفة الظل. وهو الأسلوب الذي تحب هيفاء وهبي الإيحاء به في أعمالها. «لكن من دون التخلّي عن رسالة واضحة موجّهة إلى النساء، تتعلّق بتمكين المرأة بشكل عام. هذه الفكرة ليست مجرّد أداة ترويجية لأعمالها، بل مفهوم متجذّر عندها، وهي مقتنعة به إلى أقصى الحدود».

وفي سياق متصل، يلفت الترك إلى أنه اعتمد مستوى تقنياً عالياً في عملية التصوير. فاستخدم تقنيات متطوّرة جداً وكاميرات عالية الاحتراف. وقد استغرق تصوير الكليب نحو 20 ساعة متواصلة، فيما تطلّبت عملية المونتاج والتوضيب عدة أيام.

ويضيف في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «هيفاء لا تغضّ النظر عن أي خطأ، وتراقب بدقّة كل تفصيل. تشاهد عملية التنفيذ صورةً بصورة. فالثانية الواحدة من الكليب تضم 25 صورة. وهي تحرص على متابعتها جميعاً للتأكّد من إطلالتها، وأسلوبها التمثيلي، وأجواء التصوير عموماً. إنها من الفنانات المثاليات في عملهن، ولا تقبل بوجود أي شائبة يمكن أن تتسلّل إلى عملها».

في المشاهد التي تترافق مع لازمة الأغنية «سوبر وومان»، تطلّ هيفاء وهبي بملامح امرأة ذكية وقوية في آن واحد. تحرص على إحاطة نفسها بمجموعة من النساء، في مشهد يحمل رسالة مباشرة موجّهة إلى النساء عموماً، تؤكد فيها ضرورة التحلّي بـ«أنوثة صلبة» في لحظات قد توحي بالضعف أو الانكسار.

{سوبر وومان} جديد هيفاء وهبي من إخراج سليم الترك (حسابها على {إنستغرام})

وفي أحد مقاطع الأغنية، تتوعّد هيفاء كل من يقف في طريقها، مردّدة: «اللي شفته واللي عشته، وشفت منكم جنون خلّاني أكون... أنا كان حواليا أصحاب ياما، وبقوا بيتعدّوا على الإيد. باي باي مع 100 ألف سلامة، بسببكم قلبي بقى حديد، كان لازم عيني تبقى عليكم، واعرف بتعامل مع مين»، وتتابع: «اللي شفته واللي عشته، وشفت منكم جنون خلّاني أكون سوبر وومان... أنا واحدة ما يكسرهاش الزمن سوبر وومان... تعادوني حتدفعوا وقتها الثمن».

ويواكبها المخرج سليم الترك بمشاهد رمزية تستقلّ فيها هيفاء دراجة نارية سريعة، تشق طريقها وسط عوائق قاسية. أحجار تعرقل المسار، وجبال تنهار، وكرات ثلج تتدحرج أمامها. لكنها تتجاوز كل الحواجز بثبات، في صورة بصرية تختصر رحلة التحدّي والانتصار.

ويؤكد الترك أن هيفاء وهبي تبتعد في أعمالها الغنائية عن السطحية، مشيراً إلى أنها تدرس كل عمل جديد بعناية، وتنطلق منه وكأنها تغنّي للمرة الأولى، ويعلّق: «هي لا تعيش على أطلال نجاحاتها، بل تجتهد باستمرار لتقديم الأفضل. وهذا ما يصنع نجاحاتها المتتالية».

ويختصر رأيه بها قائلاً: «هي ملهمتي الأولى والأخيرة في عملي. لا أستطيع أن أقدّم معها منتجاً عادياً. الأمر لا يرتبط بالصداقة التي تجمعنا منذ سنوات، بل بما حققناه معاً من نجاح رفيع المستوى. قوة هيفاء تكمن في جدّيتها في العمل. وهو ما يفتقده كثيرون في مجال الغناء، إذ يعيشون على أصداء ماضٍ غابر. هيفاء تواكب كل جديد، واستخدامنا للذكاء الاصطناعي جاء بهدف إحراز المختلف، لا لمجرّد التجربة. فهناك عشرات الفنانين استخدموا الذكاء الاصطناعي، ومع ذلك جاءت أعمالهم باهتة، بلا أثر أو قيمة مستقبلية».

وعن واقع صناعة الكليبات الغنائية اليوم، يقول الترك: «التراجع في هذه المهنة بات أمراً مألوفاً. لكن المشكلة الأساسية تكمن في تحوّل التكنولوجيا المتطورة إلى منبر للانحدار الفكري. فتصوير الكليب لا يختصر بكاميرا، ولا بمشاهد يرسمها الذكاء الاصطناعي بخفّة. هذا المنبر بات متاحاً للجميع كسلاح. لكن ليس كل من أمسك بالسلاح يعرف كيف يستخدمه».

ويختم بالقول: «البشر، مع الأسف، هم الأخطر. الذكاء الاصطناعي قد يقتل المواهب الحقيقية. لكن الناس هم من يدمّرون بعضهم البعض. لذلك تبقى التربية العنصر الأساسي والأهم في بناء مجتمعات صالحة ومنتجة».


عمرو سليم لـ«الشرق الأوسط»: أفكر في العودة إلى التلحين

يتحدث للجمهور في أحد حفلاته (الشرق الأوسط)
يتحدث للجمهور في أحد حفلاته (الشرق الأوسط)
TT

عمرو سليم لـ«الشرق الأوسط»: أفكر في العودة إلى التلحين

يتحدث للجمهور في أحد حفلاته (الشرق الأوسط)
يتحدث للجمهور في أحد حفلاته (الشرق الأوسط)

قال الموسيقار وعازف البيانو المصري عمرو سليم إن بينه وبين المطرب مدحت صالح كيمياء خاصة جعلتهما يشكلان ثنائياً ناجحاً في الحفلات الغنائية، وأضاف في حواره مع «الشرق الأوسط» أنه عمل في مجالات الموسيقى كافة (التأليف والتلحين والعزف)، كما كَوّن فرقة موسيقية، لكنه يعشق العزف ويجد في لقاء الجمهور وتجاوبه معه على المسرح سعادة أخرى، ولفت إلى أن اهتمام الجمهور الشرقي بالغناء يسبق الموسيقى، ما يجعله أكثر تجاوباً في الحفلات الموسيقية، ووضع سليم الموسيقى التصويرية لأفلام سينمائية عدة من بينها «الوزير جاي»، و«الاتحاد النسائي»، و«الهروب إلى القمة».

وقدم الثنائي «صالح وسليم» حفلاً بالقاهرة 12 ديسمبر (كانون الأول) الجاري.

عمرو سليم ومدحت صالح يكمل كل منهما الآخر (الشرق الأوسط)

ويستعيد عمرو سليم بداية تعارفه مع مدحت صالح، حيث التقيا لأول مرة بمسرح «البالون» نهاية سبعينات القرن الماضي، مثلما يقول: «جمعتنا فرقة (أنغام الشباب) ثم كوّن كل منا فرقته الخاصة، وواجهنا مشكلات مع الفرق، فقال لي مدحت يكفي جداً هذا الوقت الذي لم نكن فيه معاً، ومن وقتها ارتبطنا بالعمل معاً ووجد كل منا ضالته في الآخر».

ويؤكد على أهمية هذه العلاقة الفنية: «أنا ومدحت نُكمل بعض، ومدحت يقول دائماً (نحن في مركب واحد)، ونجاح أي منا هو نجاح للآخر، ومدحت فنان مخلص لعمله، ولا ينكر جهود من معه، وكثيراً ما يتحدث عني أمام الجمهور ويفعل ذلك من قلبه، وحين نسافر معاً لا يصعد لغرفته قبل أن يتأكد من صعودي قبله وأن يطمئن لوجود من يساعدني، وأرى أنه شيء رائع يبث الطمأنينة».

وتنعكس هذه العلاقة الجيدة على حفلاتهما، حسبما يقول سليم: «هناك أشياء تحدث ليس لها تفسير عندي ولا عند مدحت، ورغم أنني لا أراه على المسرح، لكن قد تكون هناك مواقف مفاجئة تحدث مثل (قفلة أغنية) تستلزم نفساً طويلاً، وقد ينسى مدحت فيجدني قفلت معه بالدرجة نفسها، ما يؤكد أن بيننا (كيمياء) جعلتنا ننصهر وكل منا يدرك أن الآخر يقف في ظهره ويسانده».

يجد متعته في العزف (الشرق الأوسط)

وقدم عمرو سليم عدة حفلات موسيقية طوال العام الحالي بالإسكندرية ومهرجاني القلعة والموسيقى العربية، كما قدم أخيراً حفلاً بمتحف الحضارة، ويفسر سبب نشاطه بالحفلات الموسيقية بقوله: «لأنني أعشق عزف الموسيقى كما أن الجمهور أصبح أكثر وعياً بفكرة أن يحضر حفلاً موسيقياً وليس غنائياً، وهو ما شجعني أن أجرب فيها، وهناك حفلات أعزف الموسيقى لأغنيات خالدة وأجدهم يقومون بالغناء لأن الموسيقى في المجتمعات الشرقية تأتي بعد الطرب بكل ملحقاته، لذا أعزف موسيقى أغنيات يعرفونها ويرددونها، وأكون منسجماً معهم لأن الفنان يجد سعادته في تجاوب الجمهور».

وفي بداية مشواره كوّن سليم فرقة موسيقية وضم لها مطرباً ومطربة، ويقول: «قدمنا أغاني خاصة بنا، وكتب لنا شعراء على غرار رضا أمين وشوقي حجاب وحسام السيد أغنيات لاقت صدى واسعاً، وفي أوائل التسعينات لم تستطع المطربة الاستمرار بعد أن أنجبت طفلاً، ولم أجد بديلاً لصوتها، فتوقفنا عن الغناء».

«عادة لا أقدم أغنيات الجيل الحالي بل لمطربين لا تعرف الناس أعمالهم»

عمرو سليم

وخاض عمرو سليم مجال التلحين من خلال أغنيات لفرقته ولمطربين آخرين من بينهم محمد الحلو: «طلب مني أن ألحن له أغنية بعنوان (اسمك على جبيني)، واكتفيت بألحان الفرقة، لكن أصدقائي يُلحّون علي في العودة للتلحين، وقد أفعلها قريباً».

وألّف سليم الموسيقى التصويرية لأفلام عدة، وكانت البداية من خلال فيلم «الوزير جاي» حينما اتصل به الكاتب الراحل أحمد رجب وطلب منه أن يضع موسيقى الفيلم، ويقول سليم عن ذلك: «كنت قد لحنت أغنية للفرقة بعنوان (بحب ومعييش) من كلمات الشاعر رضا أمين، وهي تتحدث عن حال الشباب، وقد لفتت نظره وأبدى إعجابه بها وقال لي لدي فكرة فيلم لا أحد سواك سيقوم به، وكان هذا أول فيلم أضع موسيقاه، كما وضعت الموسيقى التصويرية لفيلم: (الاتحاد النسائي) لمديحة كامل و(الهروب إلى القمة) لنور الشريف، وفي كل هذه الأفلام فإن الأفكار هي التي تحركني، لكنني ابتعدت عن هذا المجال حينما وجدت أن موسيقى الفيلم يراها بعض المنتجين شيئاً هامشياً، بينما أنا أحترم عملي، ولا أحب الشعور في أي وقت بأنني كسبت من وراء عمل ولم أعطه حقه».

ورغم أنه يعزف في حفلاته لأغنيات عربية قديمة لكنه ضمن أعماله أغنية عصرية للمطرب اللبناني فضل شاكر، وعن ذلك يقول: «عزفت له أغنية (لو على قلبي) لأن كلامها جميل وبها ثيمة موسيقية جيدة، وهو فنان يملك موهبة كبيرة، وأنا عادة لا أقدم أغنيات مطربي الجيل الحالي، بل لمطربين الناس لا تعرف أعمالهم مثل أغنية (حارة السقايين) لشريفة فاضل التي يعتقد البعض أنها لمحمد منير».وينتمي عمرو سليم لعائلة شهيرة جمعت بين الطب والفن وكرة القدم، فعمه هو الكابتن صالح سليم، وابن عم والده هو المخرج أشرف فهمي، وكان الفنان هشام سليم ابن عمه وصديقه الأقرب، مثلما يقول: «كان بيني وبين هشام توافق مثير في طريقة تفكيرنا، وفي آرائنا في الفن والحياة، وكان الشبه بيننا كما لوكنا توأماً، لقد افتقدت توأمي لكنني أعزي نفسي بأنه ظل متمسكاً بمبادئه وأخلاقياته حتى رحيله، ولم يتنازل عنها تحت أي وازع».