«دورة القدس» في مهرجان «كام السينمائي» لدعم القضية الفلسطينية في القاهرة

تكريم أسرة المخرج كامل القليوبي في الافتتاح («الشرق الأوسط»)
تكريم أسرة المخرج كامل القليوبي في الافتتاح («الشرق الأوسط»)
TT

«دورة القدس» في مهرجان «كام السينمائي» لدعم القضية الفلسطينية في القاهرة

تكريم أسرة المخرج كامل القليوبي في الافتتاح («الشرق الأوسط»)
تكريم أسرة المخرج كامل القليوبي في الافتتاح («الشرق الأوسط»)

انطلقت الدورة السابعة من مهرجان كام السينمائي الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة من مسرح وزارة التضامن الاجتماعي في القاهرة، وتستمر فعالياته التي سُمّيت بـ«دورة القدس»، حتى 20 ديسمبر (كانون الأول) الجاري، برعاية وزيرة التضامن الاجتماعي، الدكتورة غادة والـي، والمهندس عاطف عبد الحميد محافظ القاهرة، وهيئة قصور الثقافة. وأهدى المهرجان دورته هذا العام للمخرج الراحل الدكتور محمد كامل القليوبي، ويحل العراق ضيف شرف على الدورة الحالية من المهرجان، ويمثلها سفير العراق لدى مصر، حبيب الصدر.
يشارك في مهرجان «كام السينمائي»، الذي يرأسه شرفيا الفنان أحمد بدير 41 دولة عربية وأجنبية، من بينها جورجيا، والبرازيل، وبريطانيا وألمانيا، وهولندا، والمغرب، والأردن، والعراق، والسعودية، ولبنان، وسوريا. ويكرم المهرجان هذا العام، الفنانات سلوى خطاب، وآيتن عامر، ورزان مغربي، وصفية العمري، ودوللي شاهين، والمخرج جعفر مراد، واسم الراحلة الفنانة شادية، والراحل الفنان محمود عبد العزيز.
افتتح المهرجان بفيلم «في انتظار الأم»، للمخرجة نانا إيكفتشفيل من جورجيا، وتكونت لجنة المشاهدة من المعهد العالي للسينما بأكاديمية الفنون، من الدكتور أحمد فهمي، رئيس قسم الإخراج (رئيساً)، وعضوية كل من الدكتورة إيمان عاطف، رئيس قسم المونتاج، والدكتور أشرف محمد، رئيس قسم السيناريو في المعهد ذاته.
بينما رأس لجنة التحكيم الدكتور هشام جمال، وكيل المعهد العالي للسينما، بعضوية المخرج رام كيشوربارشا من الهند، والدكتور حبيب ناصري من المغرب، والمخرج محمد الثابت من تونس، والناقد يوسف الشايب من فلسطين، والمخرج برهان سعادة، من الأردن، والمخرج حسام الدين صلاح من مصر، والدكتور علي المطيري من العراق، والمخرج رياض شاهين من فلسطين.
يقدم المهرجان 4 ندوات سينمائية. الندوة الأولى بعنوان «انتفاضة الحجارة في السينما الفلسطينية»، والندوة الثانية تحمل عنوان «السينما العراقية»، وتأتي الندوة الثالثة بعنوان «محمد كامل القليوبي ووقائع الزمن»، أمّا الندوة الرابعة فتحمل عنوان «سينما من أجل التنمية». كما يقدم المهرجان ثلاث ورشات، الأولى في الإخراج السينمائي، والثانية في فن كتابة السيناريو، والثالثة في التصوير السينمائي. ويتكون المهرجان من مسابقتين، الأولى للأفلام العربية، والثانية للأفلام الدولية، من خلال ثلاث فئات، أفلام روائية قصيرة، وأفلام وثائقية قصيرة، وأفلام التحريك.
تقدم إدارة المهرجان ثلاث جوائز لكل قسم، عبارة عن تمثال «أوسكار»، وذلك للفائز الأول والثاني والثالث، وكذلك جائزة القدس الخاصة لأفضل فيلم، يُصوّت عليه من قبل لجنة التحكيم، ولجنة المشاهدة. كما يقام على هامش المهرجان معرض بورتريه تحت عنوان «موجودين بينا في كام» يشارك فيه 20 فناناً وفنانة.
من جانبه، أكد المخرج علاء نصر، رئيس المهرجان ومؤسسه، أنّ «إدارة المهرجان، وبالتشاور مع لجنة التحكيم العربية والعالمية، قررت تخصيص جائزة باسم (جائزة القدس)، تمنح لفيلم تختاره لجنة التحكيم، وتجد فيه ما يعكس فكرة الدفاع عن حقوق الإنسان، لكون القدس قضية حقوقية وإنسانية عادلة بالأساس». وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «إن أهم ما يميز المهرجان في دورته الحالية، هو مقاطعة الأفلام الأميركية احتجاجا على الرئيس الأميركي»، لافتا: «إن عدد الأفلام الأميركية، التي كان مقرراً عرضها في المهرجان 6 أفلام»، موضحاً أنّ «الدورات السابقة شهدت مشاركات عدة للأفلام الأميركية».
عن الحضور الجماهيري للمهرجان، الذي تدور فعالياته على مسرح وزارة التضامن الاجتماعي في حي العجوزة بالجيزة، قال رئيس المهرجان: «أعداد لا بأس بها»، مشيراً إلى «وجود ندوات وورش متخصصة في السينما تُنظّم على هامش فعاليات الدورة الحالية يشارك فيها متخصصين ومهتمين بالسينما».

وتابع نصر: «قرار تسمية الدورة الحالية باسم القدس، يأتي للتأكيد على عروبة القدس عاصمة لدولة فلسطين، وعلى القيمة المعنوية والثقافية والحضارية للمدينة، وحضورها الدائم في قلوب العرب، بجانب تسليط الضوء على قضية العرب الأولى، والتحديات التي تواجهها المدينة المقدسة في ظل سياسات الاحتلال العنصرية».
تحمل الدورة الحالية شعار «سينما بلا حدود»، وتعرض ما يزيد على 60 فيلماً من أكثر من 40 دولة حول العالم، وتشارك فلسطين بعدة أفلام، منها «الحبر الأسود» للمخرجة إيليا غريبية، وفاز بالعديد من الجوائز العربية والدولية، بالإضافة إلى فيلم «صوت من المستقبل»، للمخرج تحسين محسن، و«ذاكرة انفعالية» للمخرج محمود عماد، و«شباس 17» للمخرجة هبة العزة.
إلى ذلك قال حبيب الصدر، سفير العراق لدى مصر، خلال حفل الافتتاح «إن شعار الدورة الحالية، هو تعاطف إيجابي مع الفن السامي، على الرغم من انشغالنا في الحياة الذاتية الملحّة، والأزمات الكونية المريعة وفي مقدمتها الإرهاب والتطرف»، مضيفاً: «قرار الإدارة الأميركية، الأخير بشأن القدس، فتح جرحاً نازفاً في وجدان كل شريف في أرجاء المعمورة».


مقالات ذات صلة

بطلة «سنو وايت»: الفيلم يُنصف قِصار القامة ويواجه التنمر

يوميات الشرق مريم شريف في لقطة من فيلم «سنو وايت» (الشركة المنتجة)

بطلة «سنو وايت»: الفيلم يُنصف قِصار القامة ويواجه التنمر

رغم وقوفها أمام عدسات السينما ممثلة للمرة الأولى؛ فإن المصرية مريم شريف تفوّقت على ممثلات محترفات شاركن في مسابقة الأفلام الطويلة بـ«مهرجان البحر الأحمر».

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق وجوه من فيلم «السادسة صباحاً» (غيتي)

من طهران إلى كابل... حكايات نساء يتحدّيْن الظلم في «البحر الأحمر»

«السادسة صباحاً» و«أغنية سيما» أكثر من مجرّد فيلمين تنافسيَّيْن؛ هما دعوة إلى التأمُّل في الكفاح المستمرّ للنساء من أجل الحرّية والمساواة.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق جوني ديب لفت الأنظار بحضوره في المهرجان (تصوير: بشير صالح)

اختتام «البحر الأحمر السينمائي» بحفل استثنائي

بحفل استثنائي في قلب جدة التاريخية ، اختم مهرجان «البحر الأحمر السينمائي الدولي» فعاليات دورته الرابعة، حيث أُعلن عن الفائزين بجوائز «اليُسر». وشهد الحفل تكريمَ

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق ياسمين عبد العزيز في كواليس أحدث أفلامها «زوجة رجل مش مهم» (إنستغرام)

«زوجة رجل مش مهم» يُعيد ياسمين عبد العزيز إلى السينما

تعود الفنانة المصرية ياسمين عبد العزيز للسينما بعد غياب 6 سنوات عبر الفيلم الكوميدي «زوجة رجل مش مهم».

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق رئيسة «مؤسّسة البحر الأحمر السينمائي» جمانا الراشد فخورة بما يتحقّق (غيتي)

ختام استثنائي لـ«البحر الأحمر»... وفيولا ديفيس وبريانكا شوبرا مُكرَّمتان

يتطلّع مهرجان «البحر الأحمر السينمائي» لمواصلة رحلته في دعم الأصوات الإبداعية وإبراز المملكة وجهةً سينمائيةً عالميةً. بهذا الإصرار، ختم فعالياته.

أسماء الغابري (جدة)

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».