بلجيكا: تجميد أرصدة وممتلكات لأشخاص يشتبه في علاقتهم بالإرهاب

أضيفوا إلى لائحة تضم 255 شخصاً معظمهم من المقاتلين الأجانب

إغلاق الطرق المؤدية إلى محطة قطارات داخلية ببروكسل تعرضت لتفجير إرهابي في مارس من العام الماضي («الشرق الأوسط»)
إغلاق الطرق المؤدية إلى محطة قطارات داخلية ببروكسل تعرضت لتفجير إرهابي في مارس من العام الماضي («الشرق الأوسط»)
TT

بلجيكا: تجميد أرصدة وممتلكات لأشخاص يشتبه في علاقتهم بالإرهاب

إغلاق الطرق المؤدية إلى محطة قطارات داخلية ببروكسل تعرضت لتفجير إرهابي في مارس من العام الماضي («الشرق الأوسط»)
إغلاق الطرق المؤدية إلى محطة قطارات داخلية ببروكسل تعرضت لتفجير إرهابي في مارس من العام الماضي («الشرق الأوسط»)

قررت الحكومة البلجيكية تجميد ممتلكات وأصول وأموال، لأشخاص يشتبه في علاقتهم بالإرهاب. وصدر مرسوم ملكي حول هذا الصدد، وتم نشر القرار في الجريدة الرسمية. وقال وزير الداخلية جان جامبون في تغريدة له على «تويتر»: «يتعلق الأمر بإضافة 16 شخصا إلى القائمة الخاصة بالأشخاص الذين يشتبه في علاقتهم بالإرهاب».
وجاء إدراج هؤلاء في القائمة، بناء على توصية من مركز إدارة الأزمات وتحليل المخاطر الإرهابية، وهو جهاز أمني تابع للحكومة. ووفقا لوسائل الإعلام في بروكسل، صرح وزير العدل البلجيكي جينس كوين، بأن عدد الأشخاص في قائمة المجمدة أرصدتهم أو ممتلكاتهم على خلفية الإرهاب، 255 شخصا، جميعهم من أصول أجنبية من المقيمين في البلاد، ولا تضم القائمة سوى بلجيكيين، وهم جميعا تعتبرهم السلطات ضمن الأشخاص الذين يطلق عليهم وصف المقاتلين الأجانب، الذين سافروا للقتال في صفوف الجماعات المسلحة المتشددة في مناطق الصراعات.
ومنذ إقرار تعديل تشريعي يتعلق بتبادل المعلومات في مجال السرية المهنية، جرى تبادل معلومات حول تحويلات مالية وحسابات مصرفية وصلت إلى 300 مرة بين الأجهزة والمؤسسات الأمنية في البلاد، بحسب ما ذكرت وسائل الإعلام في بروكسل.
وكانت الحكومة قد أعلنت عن مجموعة من الإجراءات في إطار مكافحة الإرهاب في يناير (كانون الثاني) 2015، في أعقاب إحباط مخطط إرهابي في مدينة فرفييه البلجيكية القريبة من الحدود مع هولندا، عندما حاول ثلاثة أشخاص عادوا وقتها من سوريا، تنفيذ هجوم استهدف عناصر ومراكز الشرطة، وانتهى الأمر بتبادل لإطلاق نار وإلقاء متفجرات ومقتل شخصين وإصابة الثالث والقبض عليه، ووقع ذلك في منتصف يناير 2015، أي بعد أسبوع واحد من الاعتداء على مجلة «شارلي إبدو» الفرنسية.
وفي أعقاب ذلك قررت السلطات البلجيكية، اتخاذ تدابير جديدة في إطار مكافحة الإرهاب. ومنذ مايو (أيار) الماضي توفرت لأجهزة الاستخبارات الداخلية وأمن الدولة في بلجيكا، وسائل جديدة سوف تستخدمها كأسلحة جديدة في مكافحة الإرهاب ومخاطره، بحسب ما ذكرت وسائل الإعلام في بروكسل. وأضافت أن الإجراءات الجديدة، التي أصبحت متاحة هي التنصت الهاتفي على شخصيات معروفة بمواقفها التي تدعو إلى الكراهية، بالإضافة إلى إلزام الجهات المختصة في شركات الاتصالات بالتعاون مع السلطات الأمنية في هذا الصدد.
وقال مكتب وزير العدل البلجيكي جينس كوين، إن هذه التعديلات كانت ضرورية، وتحتاج إليها السلطات الأمنية. وأضاف الإعلام البلجيكي أنه في التحقيقات التي تتعلق بملف التطرف والإرهاب، وتورط أو تدخل بعض الجهات الخارجية في هذا الأمر، أصبح من حق أجهزة الاستخبارات الداخلية اللجوء إلى ما يطلق عليه «الإجراءات الاستثنائية» لجمع المعلومات الضرورية، وبالتالي يحق لرجال الأمن التنصت على هواتف المتشددين ودعاة الكراهية. كما يسمح لرجال الأمن بتفتيش منازلهم أو فتح الطرود البريدية، وتفتيش المرأب، (الجراج) كما يحق لرجال الأمن زرع أجهزة التنصت أو الكاميرات، حسب ما ذكر مكتب وزير العدل البلجيكي. وأضاف أنه في بعض الحالات وعندما تتوفر أدلة قوية عن وجود أطراف خارجية في ملف التحقيقات، يحق لرجال الأمن مراقبة عمليات تمويل المساجد، وأصبح لرجال الأمن الحق في الحصول على مساعدة قطاع البنوك في هذا الصدد، لتوفير المعلومات البنكية المطلوبة.
جاء ذلك بعد أن وافق البرلمان البلجيكي على مشروع قانون يسمح بتوسيع الطرق الخاصة التي تلجأ إليها الاستخبارات الأمنية، ومنها القرصنة على بعض المواقع، والتنصت على المكالمات، وذلك في إطار مكافحة الإرهاب وملاحقة المتطرفين ودعاة الكراهية، وأيضاً في رصد عمليات التجسس.
وقد اعترضت أحزاب المعارضة من الاشتراكي الوالوني والديمقراطي المسيحي على القانون، بينما امتنع الخضر والعمال عن التصويت.
ومشروع القانون تقدم به وزير العدل جينس كوين، ووزير الدفاع ستيفن فاندنبوت، لمنح صلاحيات وطرق أكثر للأجهزة الاستخباراتية؛ سواء للأمن العام الداخلي أو الاستخبارات العسكرية، وبالتالي يمكن من خلال الوسائل الجديدة أن تلعب هذه الأجهزة الأمنية دوراً أكبر في مكافحة الإرهاب.
وتتعلق الإجراءات الجديدة بطرق خاصة، ولكن وفقاً لشروط معينة، ومن بين هذه الإجراءات قرصنة بعض المواقع والمراقبة والتنصت على المكالمات الهاتفية الخارجية، والسماح لعناصر الاستخبارات الأمنية باستخدام وثائق مزورة لحماية أنفسهم، هذا إلى جانب طريقة جديدة تتعلق بالحصول على البيانات التي تتعلق بالمسافرين، وأيضاً بالمشتركين في شركات الاتصالات، وخاصة أن هناك حكماً سابقاً للمحكمة العليا يفرض على شركات الاتصالات التعاون بشكل كامل مع الشرطة.



توافق أممي نادر في مجلس الأمن حول سوريا

فاسيلي نيبينزيا مبعوث روسيا لدى الأمم المتحدة (رويترز)
فاسيلي نيبينزيا مبعوث روسيا لدى الأمم المتحدة (رويترز)
TT

توافق أممي نادر في مجلس الأمن حول سوريا

فاسيلي نيبينزيا مبعوث روسيا لدى الأمم المتحدة (رويترز)
فاسيلي نيبينزيا مبعوث روسيا لدى الأمم المتحدة (رويترز)

قال دبلوماسيون أميركيون وروس، يوم الاثنين، إن أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة سيعملون على إعداد بيان بشأن سوريا في الأيام المقبلة، وذلك بعد اجتماع مغلق بشأن سيطرة قوات المعارضة على العاصمة دمشق والإطاحة بالرئيس بشار الأسد.

وقال السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا للصحفيين بعد اجتماع المجلس المؤلف من 15 عضوا "أعتقد أن المجلس كان متحدا إلى حد ما بشأن الحاجة إلى الحفاظ على سلامة أراضي سوريا ووحدتها، وضمان حماية المدنيين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى السكان المحتاجين". وأكد نائب السفير الأميركي روبرت وود أن أغلب الأعضاء تحدثوا عن هذه القضايا، وقال للصحفيين إن المجلس سيعمل على إصدار بيان. وتتولى الولايات المتحدة رئاسة المجلس في ديسمبر (كانون الأول). وقال وود "إنها لحظة لا تصدق بالنسبة للشعب السوري. والآن نركز حقا على محاولة معرفة إلى أين يتجه الوضع. هل يمكن أن تكون هناك سلطة حاكمة في سوريا تحترم حقوق وكرامة الشعب السوري؟"

وقال السفير السوري لدى الأمم المتحدة قصي الضحاك للصحفيين خارج المجلس إن بعثته وكل السفارات السورية في الخارج تلقت تعليمات بمواصلة القيام بعملها والحفاظ على مؤسسات الدولة خلال الفترة الانتقالية. وقال "نحن الآن ننتظر الحكومة الجديدة ولكن في الوقت نفسه نواصل العمل مع الحكومة الحالية والقيادة الحالية"، مضيفا أن وزير الخارجية السوري بسام صباغ - المعين من قبل الأسد - لا يزال في دمشق. وقال للصحفيين خارج المجلس "نحن مع الشعب السوري. وسنواصل الدفاع عن الشعب السوري والعمل من أجله. لذلك سنواصل عملنا حتى إشعار آخر". وأضاف "السوريون يتطلعون إلى إقامة دولة الحرية والمساواة وسيادة القانون والديمقراطية، وسوف نتكاتف في سبيل إعادة بناء بلدنا، وإعادة بناء ما دمر، وبناء المستقبل، مستقبل سوريا الأفضل".

وتحدث نيبينزيا وود عن مدى عدم توقع الأحداث التي وقعت هذا الأسبوع في سوريا. وقال نيبينزيا "لقد فوجئ الجميع، بما في ذلك أعضاء المجلس. لذلك يتعين علينا أن ننتظر ونرى ونراقب ... ونقيم كيف سيتطور الوضع". ووفرت روسيا الحماية الدبلوماسية لحليفها الأسد خلال الحرب، واستخدمت حق النقض أكثر من 12 مرة في مجلس الأمن، وفي العديد من المناسبات بدعم من الصين. واجتمع المجلس عدة مرات شهريا طوال الحرب لمناقشة الوضع السياسي والإنساني في سوريا والأسلحة الكيميائية.

وقال السفير الصيني لدى الأمم المتحدة فو كونغ بعد اجتماع المجلس "الوضع يحتاج إلى الاستقرار ويجب أن تكون هناك عملية سياسية شاملة، كما يجب ألا يكون هناك عودة للقوى الإرهابية". وبدأت هيئة تحرير الشام الهجوم الذي أطاح بالأسد. وكانت تُعرف سابقا باسم جبهة النصرة التي كانت الجناح الرسمي لتنظيم القاعدة في سوريا حتى قطعت صلتها به في عام 2016. وتخضع الجماعة لعقوبات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وقال دبلوماسيون إنه لم تحدث أي نقاشات بشأن رفع هيئة تحرير الشام من قائمة العقوبات.