استئناف الرحلات الجوية بين مصر وروسيا... أول فبراير

قطاع السياحة يأمل استئناف رحلات «تشارتر» مع المنتجعات المصرية قريباً

الرئيس المصري السيسي يرحب بضيفه الرئيس الروسي بوتين لدى زيارته إلى القاهرة الاثنين الماضي (أ.ب)
الرئيس المصري السيسي يرحب بضيفه الرئيس الروسي بوتين لدى زيارته إلى القاهرة الاثنين الماضي (أ.ب)
TT

استئناف الرحلات الجوية بين مصر وروسيا... أول فبراير

الرئيس المصري السيسي يرحب بضيفه الرئيس الروسي بوتين لدى زيارته إلى القاهرة الاثنين الماضي (أ.ب)
الرئيس المصري السيسي يرحب بضيفه الرئيس الروسي بوتين لدى زيارته إلى القاهرة الاثنين الماضي (أ.ب)

وقعت روسيا ومصر أمس، مذكرة خاصة حول استئناف الرحلات الجوية بين البلدين، بعد أن علقتها موسكو منذ خريف عام 2015، إثر انفجار طائرة روسية فوق صحراء سيناء، وإعلان تنظيم داعش الإرهابي حينها مسؤوليته عن العملية. ووقع وزير النقل الروسي مكسيم سوكولوف، ووزير الطيران المدني المصري شريف فتحي مذكرة في موسكو أمس، تمثل خطوة أولى في استئناف الرحلات الجوية بين البلدين. وقال الوزير الروسي إن الرحلات بين موسكو والقاهرة ستُستأنف بداية فبراير (شباط) 2018، بانتظار بعض الإجراءات الداخلية. وقال المكتب الصحافي في وزارة النقل الروسية، إن الوزيرين سوكولوف وفتحي وقعا في موسكو أمس (الجمعة) بروتوكولاً بين حكومتي البلدين حول التعاون في مجال ضمان أمن الطيران المدني، ويبدأ العمل بموجبه بعد 30 يوماً من توقيعه.
ووصف وزير النقل الروسي توقيع البروتوكول بأنه «خطوة أولى نحو استئناف النقل الجوي بين البلدين، الذي سيسمح، ومن المحتمل جداً، ببدء الرحلات الجوية إلى القاهرة اعتباراً من فبراير العام المقبل». وأوضح سوكولوف أن الرحلات الجوية بين البلدين ستنفذها شركة الطيران الوطنية المصرية «إيجيبت إير»، والوطنية الروسية «أيروفلوت»، وأكد أن الأخيرة بدأت إعداد حزمة الوثائق المطلوبة لاستئناف رحلاتها إلى القاهرة، وقال: «لقد تحدثت شخصياً حول هذا الأمر مع فيتالي سافيليف، مدير شركة الطيران الوطنية الروسية». من جانبه، أكد المتحدث الرسمي باسم شركة «أيروفلوت» في حديث لصحيفة «آر بي كا» أن الشركة تقوم حالياً بكل الإجراءات والتدابير الضرورية لاستئناف رحلاتها إلى القاهرة في الموعد المحدد.
وكانت موسكو ودول أخرى قد علقت رحلات الطيران إلى مصر في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2015، بعد شهر من تحطم طائرة روسية فوق شبه جزيرة سيناء، عقب إقلاعها من مطار شرم الشيخ، يرجح أنه نتيجة عمل إرهابي، بينما أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن الحادث الذي أودى بحياة جميع ركابها الـ217، وأفراد طاقمها السبعة.
وعقب تلك الحادثة، طالبت روسيا الجانب المصري بتعزيز تدابير الأمن في مطاراته، وتم تشكيل لجان عمل مشتركة، بما في ذلك خبراء من روسيا متخصصون في مجال أمن المطارات. وانطلقت محادثات بين الحكومتين الروسية والمصرية حول تعزيز التدابير الأمنية في المطارات المصرية لاستئناف الرحلات الجوية، وقدمت روسيا جملة شروط يجب توافرها في مطارات مصر، وأرسلت لجاناً متخصصة لفحص المطارات أكثر من مرة، وجميعها أشادت بالإجراءات الأمنية في المطارات المصرية.
وسعت القاهرة خلال الفترة الماضية لاستئناف حركة الطيران واستعادة السياحة الروسية، التي كانت تمثل قبل توقفها نحو 30 في المائة من نسبة الوافدين لمصر، وتشكل عودتها دعماً قوياً للاقتصاد المصري. وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال لقاء مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي في القاهرة الاثنين الماضي، إن «الأجهزة الأمنية الروسية أبلغته استعدادها لفتح الطيران المباشر بين موسكو والقاهرة، وهذا يحتاج لتوقيع اتفاقية حكومية مشتركة، وهناك سعي لتوقيعها في أقرب وقت».
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكد من القاهرة، عقب محادثاته يوم 11 ديسمبر (كانون الأول)، مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أن «الجانب المصري أنجز عملاً ضخماً في مجال رفع مستوى الأمن في المطارات»، وأضاف: «أبلغتني السلطات الأمنية الروسية أننا جاهزون بشكل عام لافتتاح خط جوي مباشر بين موسكو والقاهرة». وقالت وسائل الإعلام الروسية أمس، إنه «جرت مراسم التوقيع في وزارة النقل الروسية في العاصمة موسكو، بحضور السفير المصري لدى روسيا الاتحادية إيهاب نصر، وعدد من الدبلوماسيين والمسؤولين». في السياق ذاته، أكد وزير النقل الروسي عدم وجود أي عقبات قانونية أمام استئناف الرحلات المنتظمة بين روسيا ومصر، مضيفاً عقب توقيع بروتوكول استئناف الرحلات الجوية بين موسكو والقاهرة، حسبما أفادت وكالة أنباء «سبوتنيك» الروسية، أنه «لا توجد عقبات قانونية لاستئناف الرحلات الجوية المنتظمة بين القاهرة وموسكو بعد إدخال التعديلات اللازمة على مرسوم الرئيس الروسي». وأضاف: «ستحتاج شركات الطيران لوقت من أجل التوصل إلى اتفاقيات مع المطارات وشركات الخدمات الجوية، ولذلك نحن نرى أن بدء الرحلات سيتم في بداية فبراير 2018»، مشيراً إلى أن الاتصالات بين البلدين ستتواصل بشأن كل أوجه التعاون. من جانبها، أعربت الخطوط الجوية الروسية «أيروفلوت»، عن استعدادها لتسيير رحلات منتظمة بين موسكو والقاهرة.
وعبر كثيرون من العاملين في القطاع السياحي الروسي عن أملهم بأن تكون الخطوة التالية الإعلان عن استئناف الرحلات الجوية الخاصة «تشارتر». وكان وزير النقل الروسي مكسيم سوكولوف قال في وقت سابق إن مسألة هذه الرحلات تبقى مؤجلة حتى عام 2018. وكانت المنتجعات المصرية قبل تعليق النقل الجوي بين البلدين، من أهم الوجهات السياحية في روسيا، لا سيما في الخريف وبداية الشتاء. وبلغ عدد السياح الروس الذين زاروا مصر خلال 11 شهراً من عام 2015 أكثر من 2.5 مليون سائح.
ومع أن توقيع البروتوكول الخاص باستئناف الرحلات بين موسكو والقاهرة يشكل خطوة إيجابية، فإنه لم يرضِ شركات السياحة وشركات النقل الجوي الخاصة، التي كانت تجني سنوياً مئات الملايين من خلال تعاونها مع قطاع السياحة المصري. إذ تم الاتفاق حالياً، كما أشير سابقاً، على تسيير رحلات لكن فقط بين موسكو والقاهرة، وعلى أن تقوم بها الشركات الوطنية فقط، أي أن الاستئناف لا يشمل حتى الآن الرحلات الجوية الخاصة «تشارتر» التي كانت مثل «أسطول جوي» ينقل أسبوعياً آلاف السياح الروس إلى مصر.
ولفت أكثر من مسؤول في القطاع السياحي الروسي إلى مسألة مهمة، وهي أن سعر الرحلة الجوية لن يكون مناسباً، موضحين أن السائح الروسي كان يدفع 500 دولار مقابل النقل جواً إلى ومن المنتجعات المصرية، والإقامة هناك لمدة أسبوع، أما الآن فإن ثمن البطاقة إلى القاهرة سيكون 600 دولار، فضلاً عن 150 دولاراً للوصول إلى منتجع في الغردقة مثلاً.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.