الإمساك
هل الإمساك تغير طبيعي في عمل الأمعاء مع التقدم في العمر؟
هناء - جدة.
هذا ملخص أسئلتك... ولاحظي معي، ووفق تعريف «الرابطة الأميركية للجهاز الهضمي»، أن تكرار القيام بعملية إخراج البراز لدى الإنسان الطبيعي يتراوح بين 3 مرات في اليوم، ومرة كل ثلاثة أيام، وهو ما يعني أن الشخص الذي من عادته أن يتبرز 3 مرات في اليوم، أو مرة كل 3 أيام، أو أي نمط آخر بين هذين النمطين، هو إنسان طبيعي في الإخراج، ولذا لا يقال إن لدى الإنسان إمساكا لأن عادته إخراج البراز مرة كل يومين أو كل ثلاثة أيام؛ بل إن كل شخص يُدرك ما هو الطبيعي لديه بناء على عادته في القيام بعملية الإخراج.
ومع هذا؛ فإن المدة بين كل عملية إخراج وأخرى هي أحد مؤشرات الإمساك، وهناك مؤشر آخر وهو مواجهة صعوبات في الإخراج، لأن الطبيعي هو أن تتم عملية الإخراج ببذل جهد متوسط لإتمام ذلك ودون الشعور بالألم. وهناك مؤشر ثالث كما تذكر «الرابطة الأميركية للجهاز الهضمي» وهو خروج البراز أو الفضلات بهيئة غير صلبة، وحينما يتم إخراج فضلات صلبة بشكل غير معتاد؛ فإن ذلك علامة على وجود حالة الإمساك.
والطبيعي أن تتراوح المدة بين ابتلاع طعام ما وخروج فضلاته بين 14 و48 ساعة. وما أكثر من 72 ساعة فهو غير طبيعي. وهناك عوامل تؤثر في طول أو قصر هذه المدة عن الزمن الطبيعي المتوقع، ومن أهمها نوعية مكونات العناصر الغذائية التي يحتوي عليها الطعام.
ومن أهم العناصر الغذائية التي تسهل عملية إخراج فضلات غير صلبة، هو تناول الألياف النباتية، ومن المنتجات النباتية الغنية بالألياف الخضراوات والفواكه بالعموم، والحبوب الكاملة غير المقشرة والبقول. وفي جانب التغذية الصحية، ولكبار السن بالذات، تعد الألياف وسيلة لتقليل امتصاص الأمعاء الكولسترول والسكريات، ووسيلة أيضا لتسهيل تليين وإخراج الفضلات. والعنصر الغذائي الآخر في تسهيل الإخراج هو شرب كميات كافية من الماء.
وصحيح أن مشكلة الإمساك تزيد كلما تقدم أحدنا في العمر، لكن السبب المباشر ليس وجود شيخوخة في الأمعاء؛ بل هناك عدة عوامل تجتمع لدى المتقدمين في العمر، تجعلهم أكثر عرضة للإمساك؛ ومنها الأدوية التي يُمكن أن تتسبب بالإمساك في أحد آثارها الجانبية، ومنها عدم الحرص على القيام بالحركة البدنية الكافية، كممارسة الرياضة أو المشي، أو عدم الحرص على تناول الفواكه والخضراوات والحبوب الغنية بالألياف، إضافة إلى عدم تناول الكميات الكافية من السوائل، هذه العوامل وغيرها تجعل من السهل إصابتهم بالإمساك.
وهناك عامل آخر، وهو عدم الاستجابة لرغبة الأمعاء في القيام بعملية إخراج الفضلات، بمعنى أن على المرء أن لا يُؤخر الذهاب إلى الحمام عند إحساسه بالرغبة في التبرز، لأن تأخير ذلك يجعل من الصعب عودة تهيئة الظروف في الأمعاء وعضلات فتحة الشرج للقيام بعملية إخراج الفضلات.
فيتامين «سي» ونزلات البرد
هل يفيد تناول فيتامين «سي» في نزلات البرد؟
هبة.ع. - الرياض.
هذا ملخص أسئلتك... الفيتامينات بالعموم مواد كيميائية يحتاجها الجسم لإتمام إجراء أنواع مختلفة من التفاعلات الكيميائية المهمة بالجسم، ولكن لا يستطيع الجسم صناعة تلك الفيتامينات، ولذا فإن الجسم يحصل عليها من الغذاء اليومي الذي نتناوله.
والفيتامينات تنقسم إلى نوعين؛ نوع يذوب في الماء ونوع يذوب في الدهون. النوع الذي يذوب في الدهون بإمكان الجسم خزنه في أماكن مختلفة من الجسم كالكبد والأنسجة الشحمية؛ أما أنواع الفيتامينات التي تذوب فقط في الماء، فإن الجسم لا يستطيع خزنها، بل يخرج الفائض اليومي منها غالباً مع سائل البول، ولذا فإن الجسم يحتاج إلى تناول تلك النوعية من الفيتامينات التي تذوب في الماء بشكل يومي. ومن أنواع الفيتامينات التي تذوب في الماء فيتامين «سي».
يحتاج الجسم إلى فيتامين «سي» لإتمام عدد من العمليات الكيميائية الحيوية بالجسم؛ مثل تسهيل امتصاص الأمعاء الحديد، وإتمام عمليات بناء الألياف البروتينية في الأنسجة والمفاصل وأماكن التئام الجروح، ويسهم أيضاً فيتامين «سي» بصفته مادة مضادة للأكسدة تعمل على تعطيل التأثيرات الضارة للجذور الحرة التي تتسبب فيها المؤثرات البيئية أو العمليات الحيوية بالجسم. وتعد الخضراوات والفواكه من أفضل المصادر الغذائية لفيتامين «سي»، ومن أعلاها محتوى بالترتيب: البقدونس، والفلفل الحار أو البارد، وثمار الكيوي، والفراولة، ثم الحمضيات بالعموم، ثم بقية أنواع الخضراوات والفواكه. والشخص البالغ يحتاج إلى نحو 90 مليغراما من فيتامين «سي» بشكل يومي، وترتفع تلك الحاجة لدى الحوامل والمرضعات ومنْ يمرون بفترة النقاهة بعد العمليات الجراحية أو الذين يُعانون من انتكاسات صحية أو لديهم جروح وحروق. وبالمقابل، الاستمرار بتناول كميات عالية من فيتامين «سي» دون ضرورة طبية قد يتسبب في بعض الآثار الجانبية، مثل الإسهال أو الغثيان أو حرقة المعدة أو آلام في البطن، أو تكوين حصى الكلى.
ولا يبدو طبيا أن تناول كميات عالية من فيتامين «سي» ضار في حالات نزلات البرد، ولكنه في الوقت نفسه قد يكون ذا تأثير بسيط في تسريع زوال نزلة البرد، إلا في حالات نزلات البرد الناجمة عن ضعف مناعة الجسم عند أداء مجهود بدني شديد، ولذا بالإمكان تناول كمية بمقدار أقل من ألفي مليغرام من فيتامين «سي» في اليوم خلال الأيام الأولى من نزلة البرد، مع الحرص على الراحة وتناول السوائل ومراجعة الطبيب عند وجود ضيق في التنفس أو ارتفاع في حرارة الجسم وغيرها من علامات الالتهابات البكتيرية التي قد ترافق نزلات البرد الفيروسية.
الغدة الدرقية والدورة الشهرية
هل كسل الغدة الدرقية سبب في اضطرابات الدورة الشهرية؟
وفاء.أ. - الرياض.
هذا ملخص أسئلتك... ولاحظي أن هناك كثيرا من مشكلات الحيض قد تكون مرتبطة بوجود اضطرابات في عمل الغدة الدرقية، ولذا؛ فإن أحد الفحوصات عند مواجهة أي اضطرابات في الدورة الشهرية، هو إجراء تحليل للدم لمعرفة مدى سلامة عمل الغدة الدرقية، وحتى في حالات تأخر البلوغ أو البلوغ المبكر.
العلاقة بين مرض الغدة الدرقية والدورة الشهرية ليست مفهومة جيداً لدى الأطباء، ولكن هناك بعض الروابط المُلاحظة طبيا فيما بين اضطرابات الحيض وأمراض الغدة الدرقية. وقد يؤدي كسل الغدة الدرقية لدى الفتيات إلى حصول الحيض المبكر جداً، أي قبل سن العاشرة. وبالمقابل، فإن زيادة نشاط الغدة الدرقية لدى الفتاة في سن المراهقة يمكن أن يُؤدي إلى تأخير بداية سن البلوغ وبدء الحيض في منتصف المراهقة، وفي بعض الحالات إلى ما بعد سن الخامسة عشرة. وأيضاً لدى المرأة، فإن زيادة نشاط الغدة الدرقية قد يُؤدي إلى حصول الدورة الشهرية بشكل خفيف في المدة، أو أن يحصل الحيض على فترات زمنية متباعدة بخلاف ما هو طبيعي لدى المرأة قبل حصول زيادة نشاط الغدة الدرقية لديها، وفي بعض الحالات يتوقف حصول الحيض لأشهر عدة.
وبالمقابل أيضاً، فإن كسل الغدة الدرقية قد يتسبب في حصول زيادة وغزارة في دم الحيض خلال الدورة الشهرية، وربما تكرار حصول الحيض وزيادة عدد أيام الحيض نفسه وقصر مدة الدورة الشهرية عمّا كان هو طبيعي لدى المرأة قبل حصول كسل الغدة الدرقية. وأيضاً قد يتسبب كسل الغدة الدرقية في زيادة الألم المرافق للحيض خلال أيام الدورة الشهرية.
مراجعة الطبيب عند وجود اضطرابات الحيض تكون حينما يستمر النزف الشديد أكثر من 24 ساعة، أو أن أيام الحيض تستمر في كل دورة شهرية أكثر من 7 أيام، أو أن فترة الدورة الشهرية تحصل بشكل مستمر لمدة أقل من 21 يوما، أي من نهاية حيض الدم في الدورة الشهرية الأولى إلى بداية حيض الدم في الدورة الشهرية الثانية. وأيضاً تجدر مراجعة الطبيب إذا توقف حصول الحيض لمدة تتجاوز 3 أشهر، أو أن حيض الدم في الدورة الشهرية ترافقه آلام غير معتادة أو لا يُمكن للمرأة تحملها.
ولاحظي أن معالجة اضطرابات الغدة الدرقية تجدر أن تتم بطريقة سليمة، خصوصا كسل الغدة الدرقية، وهو ما يمكن التأكد منه بإجراء تحاليل الدم لهرمون الغدة الدرقية في الدم وتحليل الهرمون المُحفّز لعمل الغدة الدرقية أيضاً، ومع هذا قد تتم معالجة كسل الغدة الدرقية بطريقة سليمة، ولكن قد تستمر بعض الاضطرابات في الدورة الشهرية، وهنا أيضاً تجدر مراجعة طبيب النساء كي يُجري فحوصات أخرى لأنواع أخرى من الهرمونات في الجسم والتي قد تحدث فيها اضطرابات مرافقة لكسل الغدة الدرقية.