احتكاك أميركي ـ روسي في أجواء سوريا

وفد النظام يكبّل «جنيف» بمصير الأسد... ودي ميستورا يأسف لتضييع «فرصة ذهبية»

وفد هيئة التفاوض برئاسة نصر الحريري التقى بالمبعوث الأممي دي ميستورا في جنيف أمس (إ.ب.أ)
وفد هيئة التفاوض برئاسة نصر الحريري التقى بالمبعوث الأممي دي ميستورا في جنيف أمس (إ.ب.أ)
TT

احتكاك أميركي ـ روسي في أجواء سوريا

وفد هيئة التفاوض برئاسة نصر الحريري التقى بالمبعوث الأممي دي ميستورا في جنيف أمس (إ.ب.أ)
وفد هيئة التفاوض برئاسة نصر الحريري التقى بالمبعوث الأممي دي ميستورا في جنيف أمس (إ.ب.أ)

أعلن مسؤول أميركي، أمس، أن مقاتلتين أميركيتين من طراز «إف 22» أطلقتا طلقات تحذيرية أول من أمس لتنبيه طائرتين روسيتين من طراز «سوخوي 25» بعد دخولهما أجواء منطقة عدم اشتباك متفق عليها في شرق نهر الفرات. وأضاف المسؤول، الذي طلب عدم نشر اسمه لـ«رويترز»، أن الطائرتين الروسيتين غادرتا المنطقة بعد الطلقات التحذيرية.
سياسياً، ومع انتهاء الجولة الثامنة من المفاوضات السورية، اعتبر المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا، أنه «تم تفويت فرصة ذهبية» في مفاوضات جنيف الأخيرة حول سوريا، وأبدى أسفه أمس، لأنه لم تحصل «مفاوضات حقيقية» في مباحثات جنيف الأخيرة حول سوريا، متهماً الحكومة السورية بأنها لم ترغب حقيقة في الحوار. وقال دي ميستورا، في مؤتمر صحافي بجنيف أمس: «لم نجر مفاوضات حقيقية (...) ولم أر الحكومة تسعى حقيقة للحوار، هذا مؤسف»، متحدثاً عن «إضاعة فرصة حقيقية». وتابع أن وفد الحكومة السورية يريد فقط مناقشة قضية مكافحة الإرهاب في محادثات جنيف، مشدداً على «الحاجة لمزيد من الإرادة السياسية».
واعتبر بشار الجعفري، رئيس وفد النظام إلى مفاوضات جنيف، أن الدعوة التي وجهها موفد الأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لممارسة ضغط على دمشق، «تقوض مهمته» بصفته وسيطاً أممياً.
وانتهت جولة جديدة من مفاوضات جنيف إلى تثبيت واقع «الدوران في حلقة مفرغة»، خصوصاً مع إعلان وفد النظام السوري رفض الدخول في حوار مباشر مع وفد المعارضة أو الانتقال لبحث جدي للسلام «طالما بيان الرياض2 لا يزال قائماً»، أي إلغاء الفقرة التي تتحدث عن مصير الأسد في البيان، واعتبارها شرطاً مسبقاً مرفوضاً.
من جهته، شدد المتحدث باسم وفد المعارضة يحيى العريضي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، على أن «الجعفري لا يستطيع أن ينهي مسار جنيف أو بيان الرياض، وهو أعجز بألف مرة عن ذلك، خصوصاً أن هذا البيان هو تعبير واضح عن إرادة المعارضة». وقال: «من الآن فصاعداً سيكون هناك تمسك أكثر بـ(جنيف) لمواجهة غطرسة النظام وتحديه للشرعية الدولية وللأمم المتحدة».
...المزيد



اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية للقاء رئيسي بممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق (رويترز)
صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية للقاء رئيسي بممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق (رويترز)
TT

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية للقاء رئيسي بممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق (رويترز)
صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية للقاء رئيسي بممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق (رويترز)

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان.
وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة». وقال: «نرى زوال الكيان الصهيوني قريباً جداً، الذي تظهر آثار أفوله».
وزار رئيسي، مساء الأربعاء، مقام السيدة زينب، في ريف دمشق، وألقى خطاباً في صحن المقام، في حفل شعبي ورسمي حاشد، وذلك بعد أن التقى مجموعة من أُسر قتلى الميليشيات الشيعية من دول سوريا ولبنان وأفغانستان وإيران وغيرها.
وسلطت مصادر النظام السوري الضوء على البُعد الاقتصادي للزيارة، إذ دعت صحيفة «تشرين» الرسمية، في افتتاحية، أمس، إلى «معاينة المشهد من جديد»، واصفة زيارة رئيسي لدمشق بـ«الحدث». وأفادت بأن معطياتها المكثفة «تلخّصُ الرؤية المتكاملة للتوجّه نحو خلق موازين قوّة تفرضُ نفسَها، وأن سوريا ثمَّ العراق فإيران، هي المرتكزُ المتينُ لتكتّل إقليمي يكمّل البعد الأشمل للقطب الجديد الصّاعد بهويته الاقتصاديّة، القائمة على توافقات سياسيّة في نهج السلام والوئام، من حيث إن التكتلات الاقتصادية الإقليمية ستكون هي الخيار الاستراتيجي الحقيقي»، لافتة إلى أن الواقعية، اليوم «تُملي التسليمَ بأن الاقتصادَ يقود السياسة».
وعدّت «تشرين»، الناطقة باسم النظام في دمشق، اجتماعات اللجنة العليا السورية العراقيّة في دمشق، التي انعقدت قبل يومين، واجتماعات اللجنة السورية الإيرانية «بدايات مطمئنة لولادة إقليم اقتصادي متماسكٍ متكاملٍ مترابطٍ بشرايين دفّاقة للحياة الاقتصاديّة».