«المستقبل» يؤكد رفضه استخدام لبنان منصة لأجندات خارجية

TT

«المستقبل» يؤكد رفضه استخدام لبنان منصة لأجندات خارجية

استنكرت كتلة «المستقبل» النيابية «الاستعراض الذي قام به مسؤول ميليشيا عصائب أهل الحق، قيس الخزعلي، إلى منطقة عمل قوات الأمم المتحدة في جنوب لبنان»، مؤكدة دعمها لـ«قرار الرئيس الحريري منع قائد تلك الميليشيا من دخول الأراضي اللبنانية، وطلبه من الأجهزة المختصة التحقيق في ملابسات هذا الاستعراض الذي عرض في شريط مصور في جنوب لبنان»، مكررة رفضها «أي محاولة لاستخدام لبنان منصة لأجندات خارجية».
وفي ختام اجتماعها الأسبوعي، رحبت الكتلة بـ«نتائج اجتماع مجموعة الدعم الدولية للبنان في باريس، كونه جاء تعبيراً واضحاً عن تمسك المجتمع الدولي باستقرار لبنان السياسي والأمني والاقتصادي، وعن قراره التعاون مع حكومة الرئيس الحريري لتحقيق هذا الاستقرار»، مقدرة «الجهود المبذولة في هذا السياق لعقد 3 مؤتمرات عالمية خلال النصف الأول من العام المقبل لدعم الجيش والقوى الأمنية، ولدعم الاقتصاد اللبناني، ولمواجهة أعباء النزوح السوري إلى لبنان».
وأكدت الكتلة أن «القرار الصادر عن الحكومة اللبنانية بالتزام كل مكوناتها مبدأ النأي بالنفس كان مفتاحاً في توفير كل هذا الدعم الدولي للبنان، الأمر الذي يزيد من أهمية احترام المكونات السياسية كافة لهذا الالتزام، وعدم انجرارها وراء مواقف تتعارض ومصالح لبنان العليا أو علاقاته العربية».
واستذكرت الكتلة الصحافي النائب جبران تويني في ذكرى اغتياله الـ12 التي صادفت الذكرى العاشرة لاغتيال اللواء الركن فرنسوا الحاج، وشددت على «استمرار تمسكها بالمبادئ والقيم الوطنية التي حملتها، ولطالما دافعت عنها، والتي تؤكد على الحرية والاستقلال والسيادة والعيش الكريم، وعلى ضرورة استعادة الدولة لدورها ولسلطتها، وهي المبادئ التي استشهد من أجلها جميع شهداء ثورة الأرز الأبطال، والتي يتأكد يوماً بعد يوم دور وأهمية هذه القيم في تعزيز فرادة لبنان وتألقه ورسالته لأبنائه وفي المنطقة».
وكرست الكتلة جزءاً من مداولاتها لتداعيات قرار الرئيس الأميركي نقل سفارة بلاده إلى القدس، مشددة على أن «هذا القرار الجائر يحتم على الدول العربية، كما على الدول الإسلامية، العمل بإصرار وتعاون وتنسيق وبشكل عاجل، مستفيدين من الموقف الدولي الكبير الرافض للقرار الأميركي من أجل العمل على مواجهته وإفشاله».
وأكدت الكتلة تمسكها بـ«الإجماع العربي على مبادرة السلام الصادرة عن قمة بيروت عام 2002، والقائمة على أساس حل الدولتين، مع ضمان حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى دولة فلسطينية مستقلة تكون عاصمتها القدس».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.