عرب وعجم

عرب وعجم
TT

عرب وعجم

عرب وعجم

> المهندس عبد الرحمن بن عبد المحسن الفضلي، وزير البيئة والمياه والزراعة السعودي رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة، دشن مشروع محطة وحدات التحلية المتنقلة الجديدة التي نفذتها المؤسسة بمحطات التحلية التابعة لها في ينبع لتعزيز منظومة المياه المحلاة في منطقة المدينة المنورة. واطلع الوزير، خلال زيارته لمحطات ينبع، على مجريات سير العمل في مشروع بناء محطة التحلية المرحلة الثالثة.
> الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار، استقبلت الدكتور غطاس خوري، وزير الثقافة اللبناني، وتم خلال اللقاء بحث آفاق التعاون الثقافي بين الوزارة والهيئة. وأشاد الدكتور غطاس بالجهود التي تبذلها هيئة البحرين للثقافة والآثار في تعزيز مكانة البحرين العالمية في مجالات التراث والثقافة، معرباً عن اعتزازه بالتعاون المشترك وفتح سبل العلاقات الثنائية البحرينية اللبنانية في مجالات الثقافة والفنون.
> الدكتور خالد فهمي، وزير البيئة المصري، التقى ستيفان روماتيه، السفير الفرنسي بالقاهرة، لمناقشة مشاركة الوزير فهمي ممثلاً عن رئيس الجمهورية في قمة الكوكب الواحد، المزمع عقدها بباريس بمناسبة مرور عامين على إطلاق اتفاق باريس للتغيرات المناخية.
> أرانثاثو بانيون دابالوس، السفيرة الإسبانية في عمّان، قلدت عدداً من المدرسين والمختصين بالدراسات والثقافة الإسبانية أوسمة ملكية، تقديراً لجهودهم في تعليم ونشر اللغة والثقافة الإسبانية. وأشادت السفيرة، في كلمتها أثناء الحفل، بالعلاقات المتميزة التي تربط الأردن وإسبانيا في مختلف المجالات وعلى المستويات كافة.
> فرياد رواندزي، وزير الثقافة والسياحة والآثار في العراق، هنأ الشعب العراقي وشعوب العالم بالانتصار الكبير والنهائي على عصابات «داعش» في العراق وتحرير كامل التراب من رجس العصابات الإجرامية. وقال الوزير إنه «في مثل هذا اليوم التاريخي والملحمي والبطولي الذي أعلن فيه نهاية العمليات العسكرية ضد عصابات (داعش) من قبل القائد العام للقوات المسلحة الدكتور حيدر العبادي، نتوجه بالتحية والوفاء إلى جميع من صنع النصر».
> الدكتورة أمل عبد الله القبيسي، رئيسة المجلس الوطني الاتحادي في الإمارات، استقبلت البروفسور سير فريز، الحائز على جائزة نوبل في الكيمياء. وجرى خلال اللقاء استعراض المبادرات المبتكرة التي تطلقها الإمارات بفضل توجيهات ورؤية القيادة الرشيدة الرامية إلى توظيف العلوم والتكنولوجيا الحديثة. وقالت القبيسي، إن دولة الإمارات تمكنت خلال فترة بسيطة منذ تأسيسها قبل 46 عاماً، ورغم كل الظروف والأحداث والتطورات والتحديات التي تشهدها المنطقة، من تحقيق مراكز متقدمة في أغلب مؤشرات التنافسية العالمية.
> حمد عبيد إبراهيم سالم الزعابي، سفير الإمارات في إسلام آباد، التقى البروفسور أحسن إقبال، وزير الداخلية ووزير التخطيط في الحكومة الباكستانية. جرى خلال اللقاء بحث سبل تعزيز التعاون المشترك بين البلدين وسبل تطويرها في شتى المجالات. وأشاد السفير الزعابي بعمق العلاقة التي تربط الإمارات وباكستان ووصفها بالتاريخية، مؤكداً أهمية الاستمرار في دفع وتعزيز مسيرة التعاون بين البلدين. وبدوره، أشار الوزير الباكستاني إلى أهمية تطوير الشراكات بين البلدين لا سيما في القطاع الاقتصادي.
> أحمد بن إبراهيم الملا، رئيس مجلس النواب البحريني، استقبل خميس عطية، النائب الأول لرئيس مجلس النواب الأردني، بمناسبة زيارته للبلاد بمناسبة مشاركته في منتدى حوار المنامة. وأشاد الملا بعمق العلاقات البحرينية الأردنية الرفيعة، مؤكدا حرص مجلس النواب على تعزيز العلاقات المتينة بين البلدين والشعبين الشقيقين، مضيفاً أن أمن واستقرار وتطور الأردن من أمن وتطور البحرين، وأنهما يقفان في خندق واحد في محاربة الإرهاب مع الدول الشقيقة والصديقة والمجتمع الدولي.
> غادة والي، وزيرة التضامن الاجتماعي في مصر، التقت سفير كندا في القاهرة جس داتون، والمستشارة سولفيه شوستر رئيس قسم التنمية والشؤون الدولية بالسفارة الكندية. وطلبت والي من الجانب الكندي الاستفادة من التجربة الكندية في مجال الإعاقة، خصوصاً ما يتعلق بالتعليم والرعاية الصحية وإتاحة التجهيزات اللازمة لذوي الإعاقة في المباني والشوارع. من جهته، أبدى السفير إعجابه بالدور الإيجابي لبرامج الحماية الاجتماعية التي تقدمها وزارة التضامن.
> ماريا خوري، رئيس المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان في البحرين، استقبلت أليستر بيرت، وزير الدولة لشؤون الشرق الأوسط بالمملكة المتحدة، والوفد المرافق له، الذي يزور المملكة حالياً للمشاركة في منتدى حوار المنامة في دورته الثالثة عشرة. وأشادت خوري بالعلاقات التاريخية الوطيدة التي تربط البلدين الصديقين وما تشهده من تطور وتقدم، وقدمت نبذة عن المؤسسة الوطنية ودورها في مجال تعزيز وحماية حقوق الإنسان في مملكة البحرين، فضلاً عن الوضع الحقوقي في المملكة.



100 عامٍ من عاصي الرحباني

عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
TT

100 عامٍ من عاصي الرحباني

عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)

في الرابع من شهر الخِصب وبراعم اللوز والورد، وُلد عاصي الرحباني. كانت البلادُ فكرةً فَتيّة لم تبلغ بعد عامها الثالث. وكانت أنطلياس، مسقط الرأس، قريةً لبنانيةً ساحليّة تتعطّر بزهر الليمون، وتَطربُ لارتطام الموج بصخور شاطئها.
لو قُدّر له أن يبلغ عامه المائة اليوم، لأَبصر عاصي التحوّلات التي أصابت البلاد وقُراها. تلاشت الأحلام، لكنّ «الرحباني الكبير» ثابتٌ كحقيقةٍ مُطلَقة وعَصي على الغياب؛ مقيمٌ في الأمس، متجذّر في الحاضر وممتدّةٌ جذوره إلى كل الآتي من الزمان.


عاصي الرحباني خلال جلسة تمرين ويبدو شقيقه الياس على البيانو (أرشيف Rahbani Productions)

«مهما قلنا عن عاصي قليل، ومهما فعلت الدولة لتكريمه قليل، وهذا يشمل كذلك منصور وفيروز»، يقول المؤلّف والمنتج الموسيقي أسامة الرحباني لـ«الشرق الأوسط» بمناسبة مئويّة عمّه. أما الصحافي والباحث محمود الزيباوي، الذي تعمّق كثيراً في إرث الرحابنة، فيرى أن التكريم الحقيقي يكون بتأليف لجنة تصنّف ما لم يُنشر من لوحاته الغنائية الموجودة في إذاعتَي دمشق ولبنان، وتعمل على نشره.
يقرّ أسامة الرحباني بتقصير العائلة تجاه «الريبرتوار الرحباني الضخم الذي يحتاج إلى تضافر جهود من أجل جَمعه»، متأسفاً على «الأعمال الكثيرة التي راحت في إذاعة الشرق الأدنى». غير أنّ ما انتشر من أغانٍ ومسرحيات وأفلام، على مدى أربعة عقود من عمل الثلاثي الرحباني عاصي ومنصور وفيروز، أصبح ذخيرةً للقرون المقبلة، وليس للقرن الرحباني الأول فحسب.

«فوتي احفظي، قومي سجّلي»
«كان بركاناً يغلي بالعمل... يكتب بسرعة ولا يتوقف عند هاجس صناعة ما هو أجمل، بل يترك السرد يمشي كي لا ينقطع الدفق»، هكذا يتذكّر أسامة عمّه عاصي. وفي بال الزيباوي كذلك، «عاصي هو تجسيدٌ للشغف وللإنسان المهووس بعمله». لم يكن مستغرباً أن يرنّ الهاتف عند أحد أصدقائه الساعة الثالثة فجراً، ليخرج صوت عاصي من السمّاعة قارئاً له ما كتب أو آخذاً رأيه في لحنٍ أنهاه للتوّ.
ووفق ما سمعه الزيباوي، فإن «بعض تمارين السيدة فيروز وتسجيلاتها كان من الممكن أن يمتدّ لـ40 ساعة متواصلة. يعيد التسجيل إذا لم يعجبه تفصيل، وهذا كان يرهقها»، رغم أنه الزوج وأب الأولاد الأربعة، إلا أن «عاصي بقي الأستاذ الذي تزوّج تلميذته»، على حدّ وصف الزيباوي. ومن أكثر الجمل التي تتذكّرها التلميذة عن أستاذها: «فوتي احفظي، قومي سَجّلي». أضنى الأمر فيروز وغالباً ما اعترفت به في الحوارات معها قبل أن تُطلقَ تنهيدةً صامتة: «كان ديكتاتوراً ومتطلّباً وقاسياً ومش سهل الرِضا أبداً... كان صعب كتير بالفن. لمّا يقرر شي يمشي فيه، ما يهمّه مواقفي».


عاصي وفيروز (تويتر)
نعم، كان عاصي الرحباني ديكتاتوراً في الفن وفق كل مَن عاصروه وعملوا معه. «كل العباقرة ديكتاتوريين، وهذا ضروري في الفن»، يقول أسامة الرحباني. ثم إن تلك القسوة لم تأتِ من عدم، فعاصي ومنصور ابنا الوَعر والحرمان.
أثقلت كتفَي عاصي منذ الصغر همومٌ أكبر من سنّه، فتحمّلَ وأخوه مسؤولية العائلة بعد وفاة الوالد. كان السند المعنوي والمادّي لأهل بيته. كمعطفٍ ردّ البردَ عنهم، كما في تلك الليلة العاصفة التي استقل فيها دراجة هوائية وقادها تحت حبال المطر من أنطلياس إلى الدورة، بحثاً عن منصور الذي تأخّر بالعودة من الوظيفة في بيروت. يروي أسامة الرحباني أنها «كانت لحظة مؤثرة جداً بين الأخوين، أبصرا خلالها وضعهما المادي المُذري... لم ينسيا ذلك المشهد أبداً، ومن مواقفَ كتلك استمدّا قوّتهما».
وكما في الصِبا كذلك في الطفولة، عندما كانت تمطر فتدخل المياه إلى المدرسة، كان يظنّ منصور أن الطوفان المذكور في الكتاب المقدّس قد بدأ. يُصاب بالهلَع ويصرخ مطالباً المدرّسين بالذهاب إلى أخيه، فيلاقيه عاصي ويحتضنه مهدّئاً من رَوعه.

«سهرة حبّ»... بالدَين
تعاقبت مواسم العزّ على سنوات عاصي الرحباني. فبعد بدايةٍ متعثّرة وحربٍ شرسة ضد أسلوبه الموسيقي الثائر على القديم، سلك دروب المجد. متسلّحاً بخياله المطرّز بحكايا جدّته غيتا و«عنتريّات» الوالد حنّا عاصي، اخترع قصصاً خفتت بفعلِ سحرِها الأصواتُ المُعترضة. أما لحناً، فابتدعَ نغمات غير مطابقة للنظريات السائدة، و«أوجد تركيبة جديدة لتوزيع الموسيقى العربية»، على ما يشرح أسامة الرحباني.


صورة تجمع عاصي ومنصور الرحباني وفيروز بالموسيقار محمد عبد الوهاب وفريد الأطرش، بحضور بديعة مصابني وفيلمون وهبي ونجيب حنكش (أرشيف Rahbani Productions)
كان عاصي مستعداً للخسارة المادية من أجل الربح الفني. يحكي محمود الزيباوي أنه، ولشدّة مثاليته، «سجّل مسرحية (سهرة حب) مرتَين ولم تعجبه النتيجة، فاقترض مبلغاً من المال ليسجّلها مرة ثالثة». ويضيف أن «أساطير كثيرة نُسجت حول الرحابنة، لكن الأسطورة الحقيقية الوحيدة هي جمال عملهم».
ما كانت لتكتمل أسطورة عاصي، لولا صوت تلك الصبية التي دخلت قفصَه الذهبي نهاد حدّاد، وطارت منه «فيروز».
«أدهشته»، يؤكّد الزيباوي؛ ويستطرد: «لكنّ أحداً منهما لم يعرف كيف يميّز بين نهاد حداد وفيروز»... «هي طبعاً المُلهِمة»، يقول أسامة الرحباني؛ «لمح فيها الشخصية التي لطالما أراد رسمَها، ورأى امرأةً تتجاوب مع تلك الشخصية»، ويضيف أن «عاصي دفع بصوت فيروز إلى الأعلى، فهو في الفن كان عنيفاً ويؤمن بالعصَب. كان يكره الارتخاء الموسيقي ويربط النجاح بالطبع الفني القوي، وهذا موجود عند فيروز».


زفاف عاصي الرحباني ونهاد حداد (فيروز) عام 1955 (تويتر)

دماغٌ بحجم وطن
من عزّ المجد، سرقت جلطة دماغيّة عاصي الرحباني عام 1972. «أكثر ما يثير الحزن أن عاصي مرض وهو في ذروة عطائه وإبداعه، وقد زادت الحرب اللبنانية من مرضه وصعّبت العمل كثيراً»، وفق الزيباوي. لم يكن القلق من الغد الغامض غريباً عليه. فهو ومنذ أودى انفجارٌ في إحدى الكسّارات بحياة زوج خالته يوسف الزيناتي، الذي كان يعتبره صياداً خارقاً واستوحى منه شخصيات لمسرحه، سكنته الأسئلة الحائرة حول الموت وما بعدَه.
الدماغ الذي وصفه الطبيب الفرنسي المعالج بأنه من أكبر ما رأى، عاد ليضيء كقمرٍ ليالي الحصّادين والعاشقين والوطن المشلّع. نهض عاصي ورجع إلى البزُق الذي ورثه عن والده، وإلى نُبله وكرمه الذي يسرد أسامة الرحباني عنهما الكثير.
بعد المرض، لانت قسوة عاصي في العمل وتَضاعفَ كرَمُه المعهود. يقول أسامة الرحباني إن «أقصى لحظات فرحه كانت لحظة العطاء». أعطى من ماله ومن فِكرِه، وعُرف بيدِه الموضوعة دائماً في جيبِه استعداداً لتوزيع النقود على المحتاجين في الشارع. أما داخل البيت، فتجسّد الكرَم عاداتٍ لطيفة وطريفة، كأن يشتري 20 كنزة متشابهة ويوزّعها على رجال العائلة وشبّانها.
خلال سنواته الأخيرة ومع احتدام الحرب، زاد قلق عاصي الرحباني على أفراد العائلة. ما كان يوفّر مزحة أو حكاية ليهدّئ بها خوف الأطفال، كما في ذلك اليوم من صيف 1975 الذي استُهدفت فيه بلدة بكفيا، مصيَف العائلة. يذكر أسامة الرحباني كيف دخل عاصي إلى الغرفة التي تجمّع فيها أولاد العائلة مرتعدين، فبدأ يقلّد الممثلين الأميركيين وهم يُطلقون النار في الأفلام الإيطالية، ليُنسيَهم ما في الخارج من أزيز رصاص حقيقي. وسط الدمار، بنى لهم وطناً من خيالٍ جميل، تماماً كما فعل وما زال يفعل في عامِه المائة، مع اللبنانيين.


عاصي الرحباني (غيتي)