مؤتمر خليجي يدعو لإدخال «الطب النبوي» في مناهج كليات الصحة

مؤتمر الطب التكميلي يدعو لإدخال الطب النبوي ضمن مناهج الكليات الصحية (واس)
مؤتمر الطب التكميلي يدعو لإدخال الطب النبوي ضمن مناهج الكليات الصحية (واس)
TT

مؤتمر خليجي يدعو لإدخال «الطب النبوي» في مناهج كليات الصحة

مؤتمر الطب التكميلي يدعو لإدخال الطب النبوي ضمن مناهج الكليات الصحية (واس)
مؤتمر الطب التكميلي يدعو لإدخال الطب النبوي ضمن مناهج الكليات الصحية (واس)

دعا مؤتمر طبي خليجي انتهى في العاصمة السعودية اليوم الثلاثاء، إلى إنشاء مركز متخصص بالطب البديل والتكميلي، وإدخال "الطب النبوي" في مناهج الكليات الصحية، في وقت طالب فيه مختصون بتضمين "الحجامة"، كممارسة صحية وتركيز البحث العلمي التجريبي عليه في الأروقة الأكاديمية.
وانتهى المؤتمر الخليجي بالدعوة لتبني الحجامة كمنهج علمي وممارسة صحية مضمونة، مفصحين عن ارتفاع الطلب على الحجامة بالأسلوب الطبي الحديث بعد نفور شرائح كثيرة من الطب الشعبي التقليدي غير المهني الذي ربما يعرضهم لمخاطر أمراض وتلوث.
وأكد الدكتور باسم الشيخ، طبيب جراح والمشرف على كرسي الطب النبوي بجامعة طيبة بالمدينة المنورة، أنه لا توجد قاعدة علمية إلى الآن تؤكد بوجود سموم في الدم تقوم الحجامة بتخليص الجسم منها. متفقا مع ما ذهبت إليه الدكتورة رومي لوخي الباحثة في قسم الطب الباطني والاندماجي بجامعة دويسبرغ إسن بألمانيا بأن هناك تجارب وممارسات للحجامة بألمانيا بلا وجود دليل تجريبي واضح إلى الآن، على حد وصفها.
وأشار الشيخ، في ورقته التي قدمها بعنوان "الحجامة في الطب النبوي"، إلى إمكانية تنظيم وإقامة عيادات الحجامة بشرط أن يكون التشخيص والعلاج تحت إشراف أطباء مدربين، محذرا من فتح المجال لأي ممارس بالقيام بالحجامة أو للذين يدعون القدرة على تشخيص المرض بدون خلفية طبية، وبالتالي يعرضون المريض لمضاعفات جانبية إما من التطبيق الخاطئ أو تأخر العلاج.
وأفاد الشيخ في حديث لـ«الشرق الأوسط» بأن عدد الحالات المقبلة على الحجامة بممارساتها الصحية تتنامى، مشيرا إلى أن دراسة أفادت بتزايد عدد المقبلين من 50 إلى 60 حالة اسبوعيا مؤخرا في إحدى العيادات المتخصصة. وقال: "بشكل عام هؤلاء المراجعون هم على يقين ورضى بالنتائج"، لافتا إلى حالات سبق ان اجرى لها حجامة من قبل الى أنهم أتجهوا إلى ممارسين غير مختصين طبيا أظهروا امتعاضهم وتخوفهم الشديد من إجراء الحجامة بطريقة لم تطبق فيها الممارسة الصحية.
وأكد الدكتور الشيخ أن الحجامة أثبتت فعاليتها بجدارة في علاج أنواع آلام الصداع الأولي غير الناتج عن أمراض داخل الجمجمة خاصة الشقيقة، وعلاج آلام أسفل الظهر الأولي غير الناتج عن أمراض ورمية أو انزلاقات غضروفية تستوجب التداخل الجراحي، وكذلك علاج آلام المفاصل الناتج عموما عن التواء في المفصل، مبيناً أن الحجامة صالحة للرجال والنساء على حد سواء .
من جهة أخرى، شدد الدكتور محمد البار، مدير مركز أخلاقيات الطب في جدة، على أهمية مراعاة السلوكيات التي يمارسها الناس التي تؤدي إلى حدوث الأمراض، مشيراً إلى أن السيرة النبوية مليئة بالأحاديث والسلوكيات التي تؤكد على الممارسة الصحيحة للحياة وتجنب الأمراض .
وأضاف البار، في ورقته التي قدمها بعنوان (الطب النبوي: النهج الشمولي)، أن الطب النبوي أو ما يعرف بالبديل والتكميلي ليس مقتصرا على الطب العلاجي، مثل العلاج بالعسل أو الحبة السوداء والحجامة والكي، مبيناً أن الأمراض السرطانية وغيرها التي يصاب بها الإنسان ناتجة عن سلوك بشري خاطئ، وهذا السلوك قد حذر منه الطب النبوي.
وأوضحت الدكتورة رجاء الردادي استشارية طب المجتمع ومديرة إدارة الأمراض الوراثية والمزمنة في إدارة الصحة العامة في جدة، خلال ورقة عمل ألقتها في المؤتمر أن قلة الأبحاث في مجال الطب التكميلي المبني على البراهين تعد من أبرز العوائق حيال ممارسته. وقالت إنها أجرت دراسة شملت 242 طبيباً من جدة والرياض شملت جميع التخصصات وجميع القطاعات الصحية، بعنوان (استعداد الأطباء لممارسة الطب التكميلي والبديل المبني على البراهين والعقبات ذات الصلة)، توصلت من خلالها إلى أن 42 في المائة منهم سبق أن وصفوا لمرضاهم على الأقل مرة واحدة نوعا من أنواع الطب التقليدي والتكميلي.
وأكدت الحاجة الماسة إلى الممارسات المبنية على البراهين وهي التي ترتكز على نتائج أبحاث عالية الجودة فيما يخص الفعالية والآثار الجانبية للأنواع المستخدمة، مشيرة إلى أن عوائق ممارسة الطب التكميلي لدى الأطباء من وجهة نظرهم، عدم وجود بحوث كافية تثبت فعالية وسلامة هذه الأنواع، وعدم حصولهم على تدريب كاف، والخوف من الآثار الجانبية للمواد المستخدمة، وعدم وجود توصيات واضحة تؤكد أو تنفي فعاليتها.
ودعت الردادي إلى معالجة العوائق التي تحول دون ممارسة الطب التقليدي والتكميلي المبني على البراهين، وذلك بتدريب الأطباء وإجراء البحوث الإكلينيكية لمعرفة فعالية وسلامة ما يستخدم في المملكة، وإدراج الطب التقليدي والتكميلي ضمن مناهج كليات الطب في برامج الزمالة الطبية.
وأكد المؤتمر في ختام أعماله أن نتائج الدراسات في مختلف دول الخليج العربي كشفت عن تزايد مستمر في استخدام ممارسات الطب البديل والتكميلي، مشيرة إلى أن نسبة استخدام الطب البديل والتكميلي في السعودية تبلغ 73 في المائة، وهو ما أدى إلى إنشاء مرجعية متخصصة في هذا المجال الطبي.
وأوصى المشاركون في المؤتمر الخليجي الثاني للطب التكميلي، بإنشاء مركز خليجي لأبحاث الطب البديل والتكميلي، وإدخال الطب النبوي في مناهج الكليات الصحية، وتوثيق الممارسات الصحية في ثقافة المعافاة بين المرضى.
ودعا المشاركون إلى دمج الطب التكميلي في الخدمات الصحية العلاجية، ووضع تعريف مشترك للطب البديل في دول الخليج، ونقل المعالجات المتحقق نفعها وسلامتها من ممارسات الطب البديل والتكميلي في العالم إلى المجتمعات الخليجية وفق أنظمة ولوائح تحقق الفائدة. واجمعوا على أهمية تضمين الطب التكميلي المبني على البراهين في المناهج التعليمية الصحية سواء الجامعية أو الدراسات العليا، وإيجاد إدارات مختصة بالطب التكميلي، وكذلك تعزيز كافة الإمكانات اللازمة بما فيها رصد الميزانيات لإجراء البحوث والدراسات ذات المنطلقات اليقينية لتزويد الممارسين والمستفيدين من الطب التكميلي بتدخلات علاجية ووقائية مبنية على المعرفة وتحقيق سلامة ومأمونية المريض كأولوية قصوى في هذا الجانب.



السعودية: 3 آلاف متطوع مستعدون لدعم القطاع الصحي السوري

وفد سعودي يتفقد مستشفى الأطفال الجامعي بدمشق للاطلاع على الواقع الصحي وتحديد الاحتياجات (سانا‬⁩)
وفد سعودي يتفقد مستشفى الأطفال الجامعي بدمشق للاطلاع على الواقع الصحي وتحديد الاحتياجات (سانا‬⁩)
TT

السعودية: 3 آلاف متطوع مستعدون لدعم القطاع الصحي السوري

وفد سعودي يتفقد مستشفى الأطفال الجامعي بدمشق للاطلاع على الواقع الصحي وتحديد الاحتياجات (سانا‬⁩)
وفد سعودي يتفقد مستشفى الأطفال الجامعي بدمشق للاطلاع على الواقع الصحي وتحديد الاحتياجات (سانا‬⁩)

في الوقت الذي يواصل فيه الجسر الجوي الذي أطلقته السعودية لمساعدة الشعب السوري نقل كميات كبيرة وضخمة من المواد الغذائية والصحية والإيوائية بلغت 730 طناً، أعلن مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية تجاوز عدد المسجلين من الكوادر الطبية السعودية 3 آلاف شخص أبدوا رغبتهم في الانضمام إلى برنامج «أمل» الذي أتاحه المركز، لدعم القطاع الصحي في سوريا وتلبية احتياجاته العاجلة في أكثر من 20 تخصصاً.

ومن المقرر أن يبدأ إرسال الكوادر الطبية المتطوعة لسد احتياجات القطاع الصحي لدى سوريا، وتقديم الخدمات الطارئة والطبية للمحتاجين في مختلف التخصصات، بعد الانتهاء من تقييم حالة القطاع الصحي في سوريا، من خلال الجولة الميدانية التي يجريها وفد سعودي في عدد من المستشفيات والمراكز الطبية السورية، ضمن خطة عمل وُضعت تفاصيلها بعد اجتماع عُقد الأسبوع الماضي بين وفد من المركز ومسؤولين من وزارة الصحة السورية في دمشق.

وصول الطائرة الإغاثية السعودية الثامنة التي يسيّرها ⁧‫المركز لمساعدة الشعب السوري (مركز الملك سلمان)

وكان وفد من قسم التطوع في المركز زار مستشفى الأطفال الجامعي بدمشق لتفقد حالة المشفى وتحديد الاحتياجات، برفقة أعضاء من وزارة الصحة السورية، ضمن الجولة الميدانية التي يقوم بها المركز، التي شملت حتى الآن أكثر من عشرة مستشفيات ومراكز طبية سورية لتلمُّس احتياجاتها من الكوادر والأجهزة الطبية والمؤن الدوائية.

وعلى صعيد المساعدات العاجلة، حمل جسر المساعدات البري الإغاثي السعودي، الذي عَبَرَ (الأحد)، من معبر جابر الأردني نحو سوريا، معدات طبية ثقيلة لا يمكن نقلها عن طريق الجو؛ مثل أجهزة الرنين المغناطيسي، والأشعة السينية والمقطعية، بالإضافة إلى حمولات دوائية مثل المضادات الحيوية وكميات من أدوية التخدير ومستلزمات العمليات الطبية، على أن تُنْقَل بعد وصولها لدمشق، إلى جميع المناطق السورية الأخرى المحتاجة، لتأمين احتياجات المشافي والمراكز الطبية السورية التي تضررت نتيجة الأحداث.

وقال الدكتور سامر الجطيلي، المتحدث باسم مركز الملك سلمان للإغاثة، إن المساعدات التي بلغت 730 طناً عبر الجسرين الجوي والبري، ستصل إلى كافة المناطق السورية المتاح الوصول إليها، وأكد في حديث مع «الشرق الأوسط» أن خطة التدخل الإنساني التي يعمل على أساسها المركز لتحقيق الاستقرار في قطاع الأمن الغذائي والقطاع الصحي في سوريا، رُسمت بعد لقاءات بين الجانبين، وزيارات ميدانية مستمرة لوفود من المركز لتقييم الوضع في سوريا، وذلك لتحقيق المستهدف بالوصول إلى مرحلة التعافي المبكر في سوريا.

نحو التعافي المبكر

قال مركز الملك سلمان للإغاثة إن خطة التدخل الإنساني التي يعمل على أساسها المركز، منذ إعلان السعودية إطلاق جسرين إغاثيين جوي وبري إلى سوريا في الأول من يناير (كانون الثاني) الحالي، تسعى إلى تحقيق الاستقرار في قطاع الأمن الغذائي والقطاع الصحي، والإسهام في تخفيف آثار الأوضاع الصعبة التي يمرُّ بها الشعب السوري حالياً، والوصول إلى مرحلة التعافي المبكر في سوريا.

وجرى حتى الآن، بالتنسيق مع منظمة «الهلال الأحمر السوري» ومنظمات وجهات محلية خلال المرحلة الأولى، توزيع المساعدات السعودية في قسم من المحافظات السورية، من بينها محافظة درعا، والعاصمة دمشق وريفها، ومدينة دوما، كما أُرسلت محتويات من الجسر الجوي إلى محافظتي اللاذقية وحمص، على أن يتم تغطية جميع المحافظات السورية خلال الأيام المقبلة.

توزيع المساعدات الغذائية والإيوائية في مدينة دوما بمحافظة ريف دمشق في سوريا (مركز الملك سلمان)

وتتضمن المساعدات المحملة على الجسرين السعوديين الجوي والبري، أطناناً من مادة الطحين، والسلال الغذائية، والأرز، وسلال المنظفات، ومواد إيوائية للسكن، بينها أدوات طبخ وأغطية وفرشات، وكل ما يحتاج إليه النازح للعودة إلى منزله، بالإضافة إلى تعزيز عمل المخابز داخل سوريا من خلال تأمين كميات الطحين والوقود اللازمة لتغطية الاحتياجات الغذائية الأولية وإنتاج الرغيف في المحافظات السورية.

مركز الملك سلمان للإغاثة‬⁩ يوزع مساعدات إغاثية متنوعة في بلدة نصيب بمحافظة درعا السورية (مركز الملك سلمان)

وجرى تهيئة السلة الغذائية لتحقق الاكتفاء لعائلة مكونة من ستة أفراد، مدة شهر كامل، وتضم كل سلة 70 كيلوغراماً من العناصر الغذائية المفضلة لدى السوريين، بالإضافة إلى مواد إيوائية مثل الملابس الشتوية التي تكفي ذات الأسرة، ومستلزمات خاصة بالبيت.

وقضت خطة العمل التي تبناها المركز أن يتم استهداف أكثر الفئات احتياجاً، وتأتي الأرامل والأسر التي تعيلها امرأة على رأس القائمة، ثم الأسر التي ترعى مريضاً أو عاجزاً، ثم الذين يلونهم في درجة الاحتياج والضعف.

وأكد مركز الملك سلمان للإغاثة أن المساعدات الغذائية والطبية والإيوائية التي تصل على متن الجسرين الجوي والبري لا تمر على المستودعات، بل يتم توزيعها مباشرة إلى مناطق الاحتياج عبر فرق العمل الميدانية التي تضم أفراداً من مركز الملك سلمان، وشركائه المحليين في مختلف المحافظات السورية التي وصل إليها المركز حتى الآن.