منظمة «إيقاد» تعتزم دعوة مشار لحضور منتدى تنشيط السلام

سلفا كير يدشن نشر طائرتين من دون طيار وكاميرات ليلية لتعزيز الأمن في جوبا

TT

منظمة «إيقاد» تعتزم دعوة مشار لحضور منتدى تنشيط السلام

قالت الهيئة الحكومية المعنية بالتنمية لدول شرق أفريقيا (إيقاد)، إنها سترسل دعوة إلى زعيم المعارضة المسلحة في جنوب السودان، رياك مشار، وأطراف أخرى لحضور منتدى تنشيط اتفاقية السلام في الخامس عشر من ديسمبر (كانون الأول) الحالي.
وقال مبعوث الهيئة الخاص لجنوب السودان إسماعيل إسماعيل: «نحن بصدد إرسال الدعوة لجميع الأطراف، ولكن حتى الآن لم نرسل الدعوة إلى أي شخص وبالضرورة عندما نرسلها سيكون مشار من بينهم».
وكان مجلس وزراء «إيقاد» قد ذكر في يوليو (تموز) الماضي أن زعيم المعارضة المسلحة رياك مشار لن يحضر المنتدى التنشيطي لتنفيذ اتفاقية السلام المقرر عقده في منتصف هذا الشهر، وقال وزير الخارجية الإثيوبي وقتها إن مشار لم يدع للمنتدى، ولكن يمكن أن يرسل وجهة نظره حول هذه العملية. من جانب آخر، قال رئيس بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان ديفيد شيرر، في تصريحات، إن بعثة حفظ السلام الأممية نفذت ما جاء في توصيات من منظمتي «هيومان رايتس ووتش» و«العفو الدولية» حول ضرورة أن تقوم البعثة ببذل مزيد من الجهود لحماية المدنيين. وأضاف: «إننا في البعثة ندعم العديد من تلك الآراء التي أرسلتها المنظمات حول أوضاع المدنيين، وبدأنا بالفعل في تنفيذ معظم تلك التوصيات». وفر أكثر من مليون شخص من جنوب السودان منذ اندلاع النزاع في ديسمبر (كانون الأول) 2013 عندما أقال الرئيس سلفا كير نائبه مشار من منصب نائب الرئيس. وقتل عشرات الآلاف من الأشخاص وشرد ما يقرب من مليوني شخص في أسوأ أعمال عنف تشهدها الدولة الوليدة منذ انفصالها عن السودان 2011.
إلى ذلك دشن رئيس جنوب السودان، سلفا كير ميارديت، نشر طائرتين من دون طيار وكاميرات ليلية أمنية لتعزيز الأمن في عاصمة البلاد، وتردد أن جوبا أنفقت ملايين الدولارات لشراء هذه المعدات. وقال كير أثناء تدشين الطائرتين من دون طيار وعدد 11 كاميرا أمنية من شركة أميركية في جوبا إن حكومته يمكنها اقتفاء أثر المجرمين، وأضاف: «لن يستطيع المجرمون الإفلات دون عقاب على جرائمهم»، بيد أنه قال: «جميع الطائرات في المطار ستكون آمنة، وكل طائرة ستتم مراقبتها أيا كانت وجهتها».
وقالت مصادر عليمة، إن جوبا أنفقت ملايين الدولارات لشراء طائرات من دون طيار وعدد 11 كاميرا أمنية من إسرائيل لتأمين الأمن في جوبا، لكن المسؤول التقني في وزارة الداخلية في جنوب السودان رفض الكشف عن تكلفة المشروع بدقة، غير أنه لمح إلى أنها «ملايين الدولارات». فيما أكد كفير شيلدر، مدير الشركة الإسرائيلية، أن شركته ستقوم بتركيب 100 كاميرا إضافية ونشر طائرات من دون طيار أخرى، كما أن الشركة ستتولى إدارة المعدات إلى حين تدريب 150 شرطيا محليا لتولي المهمة لاحقاً.



وفاة زعيم محلي في مالي اختطفه تنظيم «القاعدة»

تييرنو أمادو تال اختطفه تنظيم «القاعدة» وتوفي في ظروف غامضة (صحافة محلية)
تييرنو أمادو تال اختطفه تنظيم «القاعدة» وتوفي في ظروف غامضة (صحافة محلية)
TT

وفاة زعيم محلي في مالي اختطفه تنظيم «القاعدة»

تييرنو أمادو تال اختطفه تنظيم «القاعدة» وتوفي في ظروف غامضة (صحافة محلية)
تييرنو أمادو تال اختطفه تنظيم «القاعدة» وتوفي في ظروف غامضة (صحافة محلية)

أعلن تنظيم «القاعدة» أن زعيم مجموعة محلية يتمتع بنفوذ واسع في مالي ومنطقة غرب أفريقيا توفي حين كان رهينة بحوزة مجموعة تابعة للتنظيم، في حادثة أثارت ردود فعل غاضبة، ومطالب شعبية في مالي والسنغال بالانتقام من التنظيم الإرهابي.

وكانت «جبهة تحرير ماسينا» التي تتبع تنظيم «القاعدة» وتنشط في وسط دولة مالي قد اختطفت الزعيم تييرنو أمادو تال، قبل أكثر من أسبوع حين كان يتحرك في موكب من أتباعه على متن عدة سيارات، على الحدود مع موريتانيا.

ويعد تال زعيم طريقة صوفية لها امتداد واسع في مالي والسنغال وموريتانيا، وعدة دول أخرى في غرب أفريقيا، ويتحدر من قبائل «الفلاني» ذات الحضور الواسع في الدول الأفريقية.

أمادو كوفا زعيم «جبهة تحرير ماسينا» الذي خطف أمادو تال... وأعلن عن وفاته (متداول- موقع «القاعدة»)

واشتهر تال بمواقفه المعتدلة والرافضة للتطرف العنيف واستخدام القوة لتطبيق الشريعة، كما كان يركز في خطبه وأنشطته على ثني شباب قبائل «الفلاني» عن الانخراط في صفوف تنظيم «القاعدة».

تال يتحدر من عائلة عريقة سبق أن أسست إمارة حكمت مناطق من مالي والسنغال وغينيا، خلال القرن التاسع عشر، وانهارت على يد الفرنسيين، ولكن العائلة ظلت حاضرة بنفوذها التقليدي.

تشير مصادر محلية إلى أن تال ظهر مؤخراً في موقف داعم للمجلس العسكري الحاكم في مالي، وخاصة رئيسه آسيمي غويتا، وكان ذلك السبب الذي دفع تنظيم «القاعدة» إلى استهدافه.

ولكن مصادر أخرى تشير إلى أن التنظيم الإرهابي كان ينوي اختطاف تال واستجوابه من أجل الحصول على معلومات تتعلق بالحرب الدائرة ضد الجيش المالي المدعوم من «فاغنر»، ولكن الأمور سلكت مساراً آخر.

ونشر أمادو كوفا، زعيم «جبهة تحرير ماسينا»، مقطعاً صوتياً جرى تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي، أعلن فيه وفاة تال بعد عملية الاختطاف «أثناء نقله إلى موقع كان من المقرر استجوابه فيه».

وأشار زعيم الجماعة الإرهابية إلى أنهم كانوا ينوون تقديم تال للمثول أمام «محكمة» بخصوص تهمة «العمالة» لصالح السلطات المالية، مؤكداً أنه أثناء نقله نحو مكان المحاكمة «فارق الحياة»، وذلك بعد أن تعرض للإصابة خلال محاولة الاختطاف، وتسببت هذه الإصابة في وفاته بعد ذلك.

وكان التنظيم ينفي بشكل ضمني أن يكون قد «أعدم» زعيم طريقة صوفية لها انتشار واسع في دول غرب أفريقيا، ولكن الظروف التي توفي فيها لا تزالُ غامضة، وتثير غضب كثير من أتباعه الذين يقدرون بالملايين.

وقال أحد أفراد عائلة تال إنهم تأكدوا من صحة خبر وفاته، دون أن يكشف أي تفاصيل بخصوص الظروف التي توفي فيها، وما إن كانوا على تواصل بتنظيم «القاعدة» من أجل الحصول على جثمانه.

وتثير وفاة تال والظروف التي اكتنفتها مخاوف كثير من المراقبين، خاصة أنه أحد أبرز الشخصيات النافذة في قبائل «الفلاني»، وتوفي حين كان بحوزة أمادو كوفا الذي يتحدر من نفس القبائل، ويعد أحد أكبر مكتتبي شباب «الفلاني» في صفوف «جبهة تحرير ماسينا»، مستغلاً إحساس هذه القبائل بالغبن والتهميش.

ويزيد البعد القبلي من تعقيد تداعيات الحادثة، وسط مخاوف من اندلاع اقتتال عرقي في منطقة تنتشر فيها العصبية القبلية.

في هذه الأثناء لم يصدر أي تعليق رسمي من الحكومة المالية حول الحادثة التي أسالت الكثير من الحبر في الصحافة المحلية، كما حظيت باهتمام واسع في السنغال المجاورة.