الاقتصاد التونسي يسجل أعلى نسبة تضخم منذ سنة 2014

TT

الاقتصاد التونسي يسجل أعلى نسبة تضخم منذ سنة 2014

سجلت نسبة التضخم في تونس أعلى مستوى لها منذ بداية السنة الحالية، وقدرت بما لا يقل عن 6.3 في المائة، وهي النسبة الأعلى المسجلة منذ سنة 2014. وقال المعهد التونسي للإحصاء إن مؤشر أسعار الأغذية والمشروبات زاد بنسبة 8.7 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي عما تم تسجيله خلال الفترة نفسها من السنة الماضية، كما زادت أسعار الخضراوات 15.9 في المائة، وهذا الارتفاع من بين العوامل المؤثرة على نسبة التضخم.
وتوقع عدد من الخبراء التونسيين في المالية والاقتصاد تواصل تصاعد نسبة التضخم بصفة متتالية خلال الأشهر الماضية، إلا أن ما سجلته نسبة التضخم دعت السلطات المالية ممثلة في وزارتي المالية التونسية والتجارة والبنك المركزي التونسي إلى ضرورة التدخل العاجل لتجاوز هذا الإشكال المؤثر على مستوى المعيشة وعلى معظم الأسعار عند الاستهلاك.
ومن بين الإجراءات التي اتخذها البنك المركزي التونسي زيادة سعر الفائدة الرئيسي من 4.75 في المائة إلى خمسة في المائة خلال شهر مايو (أيار) الماضي، كما اتخذ إجراء مماثلاً يقضي بزيادة نسبة الفائدة بنحو 0.5 نقطة في المائة في أبريل (نيسان) الماضي، وذلك في محاولة للحد من نسبة التضخم والسعي للتخفيف من ضغوط التضخم على الاقتصاد التونسي وعلى المقدرة الشرائية للتونسيين، إلا أن النتائج كانت محدودة ولم تكن مؤثرة على الوضع الاقتصادي التونسي.
وفي هذا الشأن، قال سعد بومخلة الخبير الاقتصادي والمالي التونسي، إن مثل تلك الإجراءات الحكومية المتخذة على غرار رفع نسبة الفائدة في الأسواق المالية أو إجبار الفضاءات التجارية الكبرى على تخفيض بعض الأسعار، لا يمكن أن تحد من ارتفاع نسبة التضخم، وما على السلطات التونسية إلا البحث عن الأسباب الحقيقية للنسب القياسية للتضخم.
وأكد بومخلة أن تعطل معظم محركات الاقتصاد التونسي على غرار الإنتاج وخلق الثروة زيادة نسق التصدير وجلب الاستثمارات الخارجية، هي التي تقف وراء تدهور المقدرة الشرائية للتونسيين والزيادة المسجلة على مستوى معظم أسعار المواد الاستهلاكية، على حد تعبيره.
وحسب المعطيات التي قدمها المعهد التونسي للإحصاء (مؤسسة حكومية) فإن نسبة التضخم قدرت خلال شهر أكتوبر (تشرين الأول) بنحو 5.8 في المائة، مقابل 5.5 في المائة خلال شهر سبتمبر (أيلول) الماضي، وذلك بعد استقرارها في مستوى 4.8 في المائة خلال شهري يوليو (تموز) وأغسطس (آب) الماضيين.
وكان الشاذلي العياري محافظ البنك المركزي التونسي قد توقع خلال شهر مايو الماضي دخول تونس في «طفرة تضخم متصاعدة»، وقال إن تدهور حالة الدينار التونسي (العملة المحلية) وضعف نسق الصادرات من بين العوامل التي ستؤثر على الوضع الاقتصادي التونسي العام وتؤدي إلى فترة تضخم كبيرة لنظرا لوجود العوامل المساعدة على ذلك، وهو ما حدث بالفعل.
وكشفت دراسة أعدها المرصد التونسي للاقتصاد (مرصد مستقل) قبل أشهر، أن المواد الغذائية والملابس في تونس سجلت أعلى معدلات تضخم منذ سنة 2010. وارتفعت أسعار خمسة مواد استهلاكية بشكل قياسي وبلغت نحو 60 في المائة، مقارنة بأسعارها سنة 2010، وتشمل القائمة الخضر والفواكه والزيوت الغذائية، إلى جانب الملابس وإكسسوارات الملابس.



الليرة السورية ترتفع بشكل ملحوظ بعد تراجع حاد

الليرة السورية (رويترز)
الليرة السورية (رويترز)
TT

الليرة السورية ترتفع بشكل ملحوظ بعد تراجع حاد

الليرة السورية (رويترز)
الليرة السورية (رويترز)

شهدت الليرة السورية تحسناً ملحوظاً في قيمتها أمام الدولار، حيث أفاد عاملون في سوق الصرافة بدمشق يوم السبت، بأن العملة الوطنية ارتفعت إلى ما بين 11500 و12500 ليرة مقابل الدولار، وفقاً لما ذكرته «رويترز».

ويأتي هذا التحسن بعد أن بلغ سعر صرف الدولار نحو 27 ألف ليرة سورية، وذلك بعد يومين فقط من انطلاق عملية «ردع العدوان» التي شنتها فصائل المعارضة في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

ويوم الأربعاء، قال رئيس الحكومة الانتقالية المؤقتة في سوريا، محمد البشير، لصحيفة «إيل كورييري ديلا سيرا» الإيطالية: «في الخزائن لا يوجد سوى الليرة السورية التي لا تساوي شيئاً أو تكاد، حيث يمكن للدولار الأميركي الواحد شراء 35 ألف ليرة سورية». وأضاف: «نحن لا نملك عملات أجنبية، وبالنسبة للقروض والسندات، نحن في مرحلة جمع البيانات. نعم، من الناحية المالية، نحن في وضع سيئ للغاية».

وفي عام 2023، شهدت الليرة السورية انخفاضاً تاريخياً أمام الدولار الأميركي، حيث تراجعت قيمتها بنسبة بلغت 113.5 في المائة على أساس سنوي. وكانت الأشهر الستة الأخيرة من العام قد شهدت الجزء الأكبر من هذه التغيرات، لتسجل بذلك أكبر انخفاض في تاريخ العملة السورية.