عسكريون يمنيون: معارك صنعاء تسير لصالح الجمهورية

متحدث «الإصلاح» قال لـ «الشرق الأوسط» إن حزبه يدعم الجهد الرافض للحوثي

TT

عسكريون يمنيون: معارك صنعاء تسير لصالح الجمهورية

اعتبرت مصادر عسكرية يمنية تابعة للمؤتمر الشعبي العام أن المعارك الحالية داخل العاصمة اليمنية صنعاء تسير في صالح الجمهورية.
وأشارت المصادر التي رفضت الكشف عن هويتها لـ«الشرق الأوسط» إلى أن المعارك داخل صنعاء تسير وفق تكتيك عسكري اعتمد على استدراج الميليشيات الحوثية وإخراجها لكل قوتها وخلاياها النائمة واستدعاء عناصرها من جميع المناطق، قبل الانقضاض عليها وتحرير العاصمة بشكل كامل.
المصادر نفسها ذكرت أن جميع الأنباء التي تبثها الدعاية الإعلامية الحوثية بشأن السيطرة على مواقع داخل صنعاء غير صحيحة، وأن ذلك يأتي في سياق تثبيط الانتفاضة الشعبية التي هبت لإخراجهم وتطهير اليمن من الذراع الإيرانية.
إلى ذلك، قال العميد عبده مجلي المتحدث باسم الجيش اليمني لـ«الشرق الأوسط» إن قوات الجيش الوطني سيطرت على ثلاثة جبال استراتيجية جنوب صنعاء تحقق التقرب من منطقتي قطبين وأرحب المحاذيتين للعاصمة من جهة الجنوب.
وأكد مجلي رصد الجيش الوطني لعمليات هروب جماعي لقيادات حوثية من العاصمة صنعاء وبقية المناطق التي يسيطرون عليها، في أعقاب الانتفاضة الشعبية، وتابع: «هناك فرار جماعي للميليشيات الانقلابية وانكسار في مختلف المواقع، لا سيما من داخل صنعاء، وهناك هبة من قبل القبائل التي تصدت لهم وتقوم بأدوار مشرفة».
في السياق ذاته، أوضح عدنان العديني المتحدث باسم التجمع اليمني للإصلاح أن موقف الحزب يتفرع من موقف الشرعية في البلاد، الذي يتضمن دعم أي جهد يواجه الانقلاب ويسعى لإسقاطه أياً كان ومن أي جهة كانت شريطة أن يكون هذا الجهد يأتي في سياق مواجهة الانقلاب والاعتراف بالقيادة الشرعية، وبالمرجعيات الثلاث.
وأضاف في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «نحن مع هذا الجهد في صنعاء الرافض للحوثي، وهو جهد يتكامل مع الجهد العسكري الذي تقوم به القوات المسلحة التي وصلت لتخوم صنعاء».
ولفت العديني إلى أن معظم كوادر حزب الإصلاح وقيادييه يقبعون في سجون الانقلاب، وأنه متى ما تم إطلاق سراحهم فسيمثلون سنداً كبيراً للانتفاضة الحالية.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.