ظهور تيار جديد داخل الاتحاد الوطني الكردستاني

قيادي في الحزب: نعمل للاستعجال بانتخاب هيئة قيادية جديدة

TT

ظهور تيار جديد داخل الاتحاد الوطني الكردستاني

أعلنت مجموعة من كوادر الاتحاد الوطني الكردستاني تأسيس تيار جديد داخل الحزب تحت اسم «تيار التجديد والبناء» مهمتها دفع قيادة الاتحاد إلى التجديد عبر عقد المؤتمر الحزبي الرابع وانتخاب قيادة جديدة تتناسب مع متطلبات المرحلة المقبلة، فيما أكد قيادي بالحزب أن «المجلس القيادي يعمل حالياً على تهيئة الأجواء لعقد الاجتماع الثاني الذي تم تعليقه بسبب مرض نائب الأمين العام (كوسرت رسول علي) من أجل انتخاب هيئة قيادية بديلة عن المكتب السياسي المنحل»، مؤكداً أن «مبعوثا من القيادة سيزور نائب الأمين العام بمستشفاه في ألمانيا لاستحصال موافقته على انعقاد اجتماع القيادة».
وكانت مجموعة من كوادر الحزب، يُعتقد بأن أغلبيتهم من محافظة كركوك، بادروا إلى تشكيل تيار جديد داخل الحزب وأصدروا بياناً أكدوا خلاله على عدة نقاط أهمها «الالتزام بالمبادئ التي رسخها الزعيم الراحل للحزب جلال طالباني لتحقيق العدالة والمساواة وخدمة الشعب، وتجسيد شعارات الحزب في الديمقراطية وحقوق الإنسان والسلام على أرض الواقع، وتجديد الحزب من خلال تطعيمه بالعناصر الشبابية وأصحاب الكفاءات، والعمل على توحيد الصف الكردي والخطاب القومي الموحد، وتمتين العلاقات مع القوى الديمقراطية والمدنية، وإجراء إصلاحات جذرية داخل الحزب، ومكافحة الفساد بأجهزة الدولة، ودعم حكومة الإقليم وبرلمان كردستان لينهضا بمهامهما الأساسية في خدمة المواطنين».
وفي اتصال مع فريد أسسرد، عضو المجلس القيادي للحزب، أكد لـ«الشرق الأوسط» أن تشكيل هذا التيار أمر مرحب به طالما أنه سيؤدي بالنتيجة إلى إجراء الإصلاحات داخل الحزب، وهو جهد يتلاقى مع وجهات نظرنا حول ضرورة وأهمية إنهاض الحزب في هذه المرحلة، فنحن بحاجة إلى توحيد الجهود من أجل إجراء التغيير داخل الحزب، وذلك عن طريق عقد المؤتمر الحزبي الرابع ونلتقي معهم في هذه النقطة، كما نؤيد بقية طروحاتهم حول الالتزام بشعارات الحزب وبالنهج الذي خطه الأمين العام مام جلال».
وحول آخر التطورات داخل الحزب، خصوصاً بعد حل المكتب السياسي وعدم وجود مركزية للقرار السياسي داخل الحزب، قال أسسرد: «لقد أقدمنا قبل شهر ومن خلال اجتماع المجلس القيادي على حل المكتب السياسي كجزء من متطلبات التغيير، وكان مقرراً أن نعقد اجتماعاً لاحقاً لانتخاب هيئة قيادية جديدة من 11 عضواً ليقودوا الحزب نحو المؤتمر الرابع، ولكن مرض نائب الأمين العام فاجأنا جميعاً، وحال دون عقد الاجتماع، وعليه، فإننا سنسعى خلال الأيام المقبلة إلى إيفاد أحد أعضاء المجلس القيادي إلى ألمانيا للقاء النائب وأخذ موافقته الخطية بعقد الاجتماع وانتخاب الهيئة الجديدة، خصوصاً أننا تلقينا أنباء بأن مكوثه في المستشفى سيطول لعدة أشهر أخرى، والمجلس المركزي للحزب أصدر قراره بعقد المؤتمر قبل نهاية فبراير (شباط) المقبل، ولذلك من الضروري أن نسرع الخطى لانتخاب هيئة قيادية جديدة فالوضع الحالي لا يُمكن الاستمرار فيه في ظل غياب مركز القرار داخل الحزب».
وأشار القيادي في الاتحاد الوطني إلى أنه «في حال لم نتوصل في الاجتماع المقبل للمجلس القيادي إلى انتخاب الهيئة القيادية المنتظرة، فعلى الأقل يمكننا التوافق حول تحديد موعد عقد المؤتمر خلال الأسابيع المقبلة لتدارك الوضع، خصوصاً أننا مقبلون على عدة انتخابات مصيرية مما يستوجب توحيد صفوف حزبنا لكي نتمكن من خوضها بما يحقق مصالحنا».
وحول موعد الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقبلة في كردستان، يرى الاتحاد الوطني ضرورة تأجيله إلى ما بعد الانتخابات العراقية، وهذا أمر يخالف توجهات الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يقوده مسعود بارزاني، والذي يدعو إلى تنظيمها قبل الانتخابات العراقية، ولكن عضو قيادة الاتحاد الوطني يرى أن «جميع الأحزاب الكردستانية تعاني اليوم من مشكلات وخلافات داخلية وهي بمجملها غير جاهزة لخوض الانتخابات القادمة بهذه العجالة، ومنطقياً يُفتَرَض أن تنتهي الدورة الحالية للبرلمان ثم نبدأ بانتخابات جديدة».
ونوه أسسرد بأن «الأطراف السياسية وافقت سابقاً على تمديد ولاية البرلمان الحالي إلى ثمانية أشهر، وهذا اعتراف ضمني منها بإجراء الانتخابات بعد انتهاء ولاية البرلمان، ولذلك فإن الدعوات التي يطلقها بعض الأطراف للاستعجال بالانتخابات وتقديمها تعتبر تراجعاً عن تعهداتها السابقة». وختم القيادي في الاتحاد الوطني تصريحه بالقول: «إذا كان هناك قرار لتقديم الانتخابات فيجب أن يكون القرار جماعياً وبموافقة جميع الأطراف لا أن تفرضه علينا جهة أو حزب، لأن هذا أمر يتعلق بالجميع وليس بحزب معين».



«الصحة العالمية» تحذّر من «نقص حادّ» في المواد الأساسية بشمال قطاع غزة

منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)
منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)
TT

«الصحة العالمية» تحذّر من «نقص حادّ» في المواد الأساسية بشمال قطاع غزة

منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)
منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)

حذّرت منظمة الصحة العالمية، اليوم الخميس، من أنّ قطاع غزة، ولا سيّما شطره الشمالي، يعاني نقصاً حادّاً في الأدوية والأغذية والوقود والمأوى، مطالبة إسرائيل بالسماح بدخول مزيد من المساعدات إليه، وتسهيل العمليات الإنسانية فيه.

ووفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، وصفت المنظمة الأممية الوضع على الأرض بأنه «كارثي».

وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس إنه عندما اندلعت الحرب في غزة، قبل أكثر من عام في أعقاب الهجوم غير المسبوق الذي شنّته حركة «حماس» على جنوب إسرائيل، في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، لجأ تقريباً جميع الذين نزحوا بسبب النزاع إلى مبان عامة أو أقاموا لدى أقارب لهم.

وأضاف، في مؤتمر صحافي بمقرّ المنظمة في جنيف: «الآن، يعيش 90 في المائة منهم في خيم».

وأوضح أن «هذا الأمر يجعلهم عرضة لأمراض الجهاز التنفّسي وغيرها، في حين يتوقّع أن يؤدّي الطقس البارد والأمطار والفيضانات إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية».

وحذّر تيدروس من أن الوضع مروِّع بشكل خاص في شمال غزة، حيث بدأ الجيش الإسرائيلي عملية واسعة، مطلع أكتوبر الماضي.

وكان تقريرٌ أُعِدّ بدعم من الأمم المتّحدة قد حذّر، في وقت سابق من هذا الشهر، من أن شبح المجاعة يخيّم على شمال قطاع غزة؛ حيث اشتدّ القصف والمعارك، وتوقّف وصول المساعدات الغذائية بصورة تامة تقريباً.

وقام فريق من منظمة الصحة العالمية وشركائها، هذا الأسبوع، بزيارة إلى شمال قطاع غزة استمرّت ثلاثة أيام، وجالَ خلالها على أكثر من 12 مرفقاً صحياً.

وقال تيدروس إن الفريق رأى «عدداً كبيراً من مرضى الصدمات، وعدداً متزايداً من المصابين بأمراض مزمنة الذين يحتاجون إلى العلاج». وأضاف: «هناك نقص حادّ في الأدوية الأساسية».

ولفت المدير العام إلى أن منظمته «تفعل كلّ ما في وسعها - كلّ ما تسمح لنا إسرائيل بفعله - لتقديم الخدمات الصحية والإمدادات».

من جهته، قال ريك بيبركورن، ممثّل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية، للصحافيين، إنّه من أصل 22 مهمّة إلى شمال قطاع غزة، قدّمت طلبات بشأنها، في نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، جرى تسهيل تسع مهام فقط.

وأضاف أنّه من المقرّر أن تُجرى، السبت، مهمّة إلى المستشفيين الوحيدين، اللذين ما زالا يعملان «بالحد الأدنى» في شمال قطاع غزة؛ وهما مستشفى كمال عدوان ومستشفى العودة، معرباً عن أمله في ألا تحدث عرقلة لهذه المهمة.

وقال بيبركورن إنّ هذين المستشفيين «بحاجة إلى كل شيء»، ويعانيان بالخصوص نقصاً شديداً في الوقود، محذراً من أنّه «دون وقود لا توجد عمليات إنسانية على الإطلاق».

وفي الجانب الإيجابي، قال بيبركورن إنّ منظمة الصحة العالمية سهّلت، هذا الأسبوع، إخلاء 17 مريضاً من قطاع غزة إلى الأردن، يُفترض أن يتوجه 12 منهم إلى الولايات المتحدة لتلقّي العلاج.

وأوضح أن هؤلاء المرضى هم من بين نحو 300 مريض تمكنوا من مغادرة القطاع منذ أن أغلقت إسرائيل معبر رفح الحدودي الرئيسي في مطلع مايو (أيار) الماضي.

لكنّ نحو 12 ألف مريض ما زالوا ينتظرون، في القطاع، إجلاءهم لأسباب طبية، وفقاً لبيبركورن الذي طالب بتوفير ممرات آمنة لإخراج المرضى من القطاع.

وقال: «إذا استمررنا على هذا المنوال، فسوف نكون مشغولين، طوال السنوات العشر المقبلة».