«جيمس سومرين»... أطباقه تستحق عناء السفر

تحول بسرعة البرق إلى واحد من أهم معالم كارديف

TT

«جيمس سومرين»... أطباقه تستحق عناء السفر

لا تخلو لندن من مطبخ إثني، وقد شهدت افتتاح مائتي مطعم العام الماضي، وهذا العدد الضخم يدل على التفاؤل بالوضع الاقتصادي في العاصمة، ولكن تبقى هناك مطاعم واقعة خارج العاصمة تضاهي أفضل العناوين داخلها، تحمل توقيع طهاة محليين في مدن نائية عن لندن عصب البلاد، ونأخذ على سبيل المثال مطعم «جيمس سومرين» James Sommerin ، الذي يحمل اسم صاحبه الطاهي الرئيس، والذي افتتح هذا العام في مدينة كارديف الواقعة على الساحل الجنوبي لويلز، وهذه المدينة تشتهر بجامعتها وكونها عاصمة ويلز، وتشهد على لقاء نهر سيفيرن بنهر تاف، والمطعم يتميز بموقع جذاب بمحاذاة الماء، ويطل مباشرة على الرصيف البحري الأنيق الذي تجد عليه أصغر محل حلوى في البلاد لا يتعدى طوله وعرضه المتر الواحد.
عندما تفكر بالسفر إلى كارديف من أجل الأكل في المطعم تفكر مرتين لأن المسافة طويلة، تستغرق بواسطة القطار ساعتين من الوقت انطلاقاً من محطة «بادينغتون» في لندن، ولهذا السبب أراد الشيف سومرين أن يمزج العطلة القصيرة مع الطعام الجيد، فألحق غرفاً أنيقة لتستقبل الزوار القادمين من أماكن بعيدة، للمبيت فيها والتمتع بروعة بينارث؛ عنوان المطعم الذي يبعد 10 دقائق بالقطار من محطة كارديف.
ومنذ افتتاح المطعم، تحول بسرعة البرق إلى أحد أهم المعالم، يقصده الزوار والسياح والذواقة المقيمون في ويلز، وحصل الشيف سومرين على 4 جوائز من «إي إي روزيت»، الشبيهة بتقييم دليل «ميشلان». ويعمل في المطعم الشيف سومرين الحاصل على نجمة «ميشلان» خلال عمله في مطعم «ذا كرواون أوف وايتبوك»، إلى جانب ابنته جورجيا (19 عاماً) الطاهية الصاعدة الفعالة في المطبخ المفتوح الذي يمكن أن ترى الحركة الدائمة فيه، من الطريق العام ومن داخل المطعم.
والطعام هو عبارة عن استعراض للمواهب الفنية لأنه بالفعل أشبه باللوحات الفنية، ولائحة الطعام غنية جداً، ومن الممكن تذوقها بالكامل أو اختيار ما تفضله منها، والأطباق ليست جميلة فحسب بل هي لذيذة فعلاً، توقظ الحواس وتدغدغ الذائقة، بدءاً بكرات العجين المحشوة بالجبن الذائب وصولاً إلى أطباق السمك واللحم.
والديكور بسيط أنيق في الوقت نفسه، وأجمل ما فيه باب من الزجاج تزينه تواقيع الزبائن من المشاهير، والصفة الأخرى هي المطبخ المفتوح الذي يفتح الشهية على الأكل، وإطلالته المفتوحة على البحر.
وموقع المطعم جميل جداً لأنه يقع مباشرة على كورنيش بينارث Penarth Esplanade. وعن الأكل، يقول الشيف سومرين لـ«الشرق الأوسط»: «إن مفتاح النجاح يكمن في اختيار المكونات الطازجة أولاً، وعدم تعقيد الأطباق ثانياً، لكي تكون بسيطة غنية بالنكهات الموسمية، من دون التعويل على تقنية معينة، لأن الهدف هو الطهي وتقديم النكهة للزبائن، وليس الحصول على نجوم وجوائز تقدير».
ومن ألذ الأطباق التي يقدمها المطعم «Wild Sea bass with langoustine»، مع الزنجبيل والخرشوف، والبطاطس مع الكمأة، من دون أن ننسى لحم الضأن الويلزي الشهير، بالإضافة إلى طبق الرافيولي مع البازلاء وجبن البارمزان.
ويمكن تذوق لائحة الطعام التي تضم 6 أطباق أو 9 أطباق، وتوجد أيضاً لائحة طعام تضم 14 طبقاً، يقوم الشيف بتحضيرها أمام عينيك داخل المطبخ وأنت تجلس على منضدة عالية لترى آلية العمل السريعة المنظمة في وقت ذروة الطهي.
وإذا اخترت المبيت في إحدى غرف المطعم التسع، فسوف تكمل متعة الطعام في المساء عندما تستيقظ على رائحة الفطور الطازج المنبعثة من المطبخ في الصباح، ومن الممكن أيضاً زيارة المطعم من دون أن تكون ضيفاً في غرفه، فهو مفتوح أمام الجميع.


مقالات ذات صلة

المطبخ العراقي على لسان السفراء الأجانب

مذاقات الطريقة التقليدية لطهي سمك المسكوف (أ.ف.ب)

المطبخ العراقي على لسان السفراء الأجانب

في مقطع فيديو ظهر السفير البريطاني لدى العراق ستيفن هيتش الذي يجيد ليس اللغة العربية فقط، بل اللهجة المحلية العراقية ظهر مع وزيرة الداخلية البريطانية...

حمزة مصطفى (بغداد)
مذاقات الشيف حسين حديد يوقّع أطباق المتحف (إنستغرام)

«بافيون كافيه»... ينبثق من متحف على المستوى الرفيع

مهما خطر على بالك من أفكار حول مطعم ينبثق من متحف وعلى المستوى الرفيع، فإن ما ستراه في «بافيون كافيه» سيفاجئك. أجواؤه الراقية مطعّمة بأنامل سيدات لبنانيات

فيفيان حداد (بيروت)
مذاقات دادان لفنون الطهي في العلا (الشرق الأوسط)

العُلا تفتتح مركز «دادان لفنون الطهي»

اكتسبت حركة «سلوفود» العالمية زخماً جديداً مع افتتاح مركز «دادان لفنون الطهي» في العلا، وهي خطوة مهمة تحتفي بأساليب الزراعة المستدامة وتقاليد الطهي المحلية.

«الشرق الأوسط» (العلا )
مذاقات الشيف المغربي فيصل بطيوي (الشرق الأوسط)

«تابل 3» في دار البيضاء يفوز بجائزة أفضل مطعم صاعد

نال مطعم «Table 3» في الدار البيضاء بالمغرب على جائزة One To Watch Award American Express التي تندرج تحت أفضل 50 مطعماً في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لعام 2025.

«الشرق الأوسط» (لندن)
مذاقات البروكلي (بكسيلز)

نصائح الطهاة لأفضل طرق طهي البروكلي

تتسع المساحة التي يحتلها البروكلي على مائدة الطعام المصرية يوماً بعد يوم فقد أصبح ضمن قائمة الخضراوات التي تجتذب كثيرين بشكل لافت خلال السنوات القليلة الماضية

نادية عبد الحليم (القاهرة)

«تابل 3» في دار البيضاء يفوز بجائزة أفضل مطعم صاعد

الشيف المغربي فيصل بطيوي (الشرق الأوسط)
الشيف المغربي فيصل بطيوي (الشرق الأوسط)
TT

«تابل 3» في دار البيضاء يفوز بجائزة أفضل مطعم صاعد

الشيف المغربي فيصل بطيوي (الشرق الأوسط)
الشيف المغربي فيصل بطيوي (الشرق الأوسط)

نال مطعم «Table 3» في الدار البيضاء بالمغرب على جائزة «One To Watch Award American Express» التي تندرج تحت أفضل 50 مطعماً في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لعام 2025.

تحتفي هذه الجائزة بالمطاعم السابقة لعصرها التي حقّقت شهرةً سريعة، وقد تمّ تصنيف «Table 3» من قِبَل فريق «50 Best» بوصفه مطعماً يملك الإمكانات التي تخوّله الظهور على قائمة «MENA’s 50 Best Restaurants» في المستقبل.

فتح «Table 3» أبوابه في يونيو (حزيران) 2024، ويشكّل مشروعاً يحمل طابعاً شخصياً عميقاً للشيف فيصل بطيوي الذي عاد إلى بلده الأم من أجل الارتقاء بتجارب الطعام الفاخرة، وإضفاء نفحة معاصرة عليها في المغرب.

فهو يعتمد نهجاً يرتكز على أساليب الدمج الطبيعية للمكوّنات بدلاً من التقنيات المصطنعة، حيث استمدّ هذا النهج من تدريبه على تحضير الأطباق الفرنسية الكلاسيكية وحبّه للبساطة التي يقوم عليها المطبخ الياباني.

والنتيجة؟ قائمة فريدة تقدّم إشادةً بأرض المغرب الخصبة وتحتفي في الوقت عينه بدقّة الطهي العالمي بأسلوب راقٍ.

ديكور المطعم من الداخل (الشرق الأوسط)

كما أنّ موقع المطعم في الحيّ حيث نشأ بطيوي يضفي عمقاً من نوع آخر على تجربة الطعام. يقع «Table 3» على بُعد دقائق من المنزل الذي نشأ الشيف وترعرع فيه، بما في ذلك المدرسة التي ارتادها والشاطئ الذي أمضى عليه أيام الصيف، وبالتالي يوقظ هذا المطعم مشاعر الحنين إلى الماضي فيما يعكس مسيرة تطوّره.

يعزّز هذا الرابط العميق العملية الإبداعية التي تواصل رسم ملامح هوية المطعم، في حين أنّ الدعم الشديد من المجتمع المحلّي يؤدي دوراً حيوياً في نجاح المطعم، إذ يقدّر هذا المجتمع التزام «Table 3» باستعراض المنتجات المغربية وأعلى درجات الابتكار في فنّ الطهي، مما يسلّط الضوء على التأثير الفائق الذي يتمتع به هذا المطعم.

علاوةً على ذلك، أسهم مطعم «Table 3» في ترسيخ مكانة الدار البيضاء على ساحة الطهي العالمية، بوصفه وجهةً حيوية تلبّي متطلّبات السكّان المحلّيين والمسافرين القادمين من مختلف أنحاء العالم.

الشيف المغربي فيصل بطيوي (الشرق الأوسط)

يكمن تميّز مطعم «Table 3» عن سائر المطاعم في دار البيضاء، في تركيزه على أدقّ التفاصيل واستخدام أعلى مستويات المهارة الحِرفية والتحكّم في إعداد الأطباق وطريقة تقديمها.

كما يضع المطعم في متناول ضيوفه قائمة تذوّق تستعرض أفضل المكوّنات المغربيّة، بحيث يقدّمها بنفحة عصرية لمنح الضيوف تجربةً تترسّخ جذورها في التقاليد العريقة والتقنيات الحديثة.

ومن أبرز الأطباق التي يشتهر بها المطعم، نذكر طبق «سمك الشبوط النيء مع مرق الطماطم» الذي يجسّد هذه الفلسفة خير تجسيد، حيث تُستخدم فيه مكوّنات مستقدمة من مصادر محلّية ويُحضَّر بعناية فائقة وبأسلوب بسيط وأنيق في آنٍ معاً.

يُستقدَم سمك الشبوط يومياً من الساحل ويُقدّم على طريقة الساشيمي، إلى جانب مرق الداشي الشهيّ والمحضّر من الأعشاب والطماطم المحلّية.

من أطباق مطعم «تابل 3» في المغرب (الشرق الأوسط)

يتباهى الشيف بطيوي بمسيرة مهنية لامعة تمتدّ على أكثر من عشر سنوات من التميّز في عالم الطهي. ويُعرَف هذا الشيف بأسلوبه المتوسطي الذي تتخلله تأثيرات من المطابخ الآسيوية، وقد اكتسب شهرة واسعة بفضل براعته الاستثنائية وقدرته المميزة على تقديم أروع الابتكارات.

وتحت قيادته، حاز مطعم «Zur Krone» في نيوبوتز، بألمانيا على نجمة من دليل ميشلان، ما يؤكّد على مهارته الفذّة في الطهي والتزامه الثابت بتقديم تجارب طعام فاخرة لا تشبه سواها.

وبعدما صقل موهبته عبر تولّيه مناصب مختلفة في كلّ من الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا، عاد الشيف إلى وطنه الأم المغرب، ليصنع إرثاً يدوم طويلاً في عالم الطهي.

ديكور أنيق يعكس رؤية الشيف فيصل بطيوي (الشرق الأوسط)

ويقول الشيف بطيوي: «يحمل هذا التكريم لمطعم (Table 3) مغزى عميقاً بالنسبة إليّ. فبعد أكثر من عقدَين قضيتهما خارج بلادي وافتتاح عدد لا يُحصى من المطاعم، يشغل مطعم (Table 3) حيّزاً مميّزاً في قلبي. فهو ليس مجرّد مطعم، بل إنه حلم سعيتُ إلى بلوغه طوال سنوات، وقد تحقّق أخيراً في الحيّ الذي انطلقت منه رحلتي. كما أنّ هذه الجائزة تحتفي بشغفي وبالمجتمع والذكريات التي ألهمتني في كلّ خطوة من مشواري».