رغم توقيع الاتفاقيات.. مسلسل أزمة العاملات المنزليات في رمضان يعود من جديد

عقوبات بالسجن والغرامة بحق المخالفين.. وشركات الاستقدام عاجزة عن تغطية الطلب

رغم توقيع الاتفاقيات.. مسلسل أزمة العاملات المنزليات في رمضان يعود من جديد
TT

رغم توقيع الاتفاقيات.. مسلسل أزمة العاملات المنزليات في رمضان يعود من جديد

رغم توقيع الاتفاقيات.. مسلسل أزمة العاملات المنزليات في رمضان يعود من جديد

مع بدء العد التنازلي لحلول شهر رمضان المبارك بدأت أحداث المسلسل السنوي لدى شريحة واسعة من العائلات السعودية والمتعلقة بعناء البحث عن خادمات منزليات للمساهمة مع ربات المنزل في تحمل «الأعمال الاستثنائية» لهذا الشهر الفضيل، رغم كل الجهود التي بذلتها الجهات المختصة لتنظيم هذه السوق ومنها توقيع اتفاقيات جديدة مع دول الاستقدام والسماح بتأسيس شركات استقدام للتأجير المؤقت.
ووسط سوق تشهد تنافسا وارتفاعا في الطلب على حساب المعروض، وصلت أسعار تأجير ساعات عمل الخادمات لنحو خمسة آلاف ريال خلال الشهر الكريم. رغم أن إيجار ساعات العاملات المنزليات من غير الشركات المعتمدة يعد جريمة يعاقب عليها القانون بالحبس تتراوح ما بين سنتين إلى خمس سنوات والغرامة التي تصل إلى مائة ألف كما يؤكد مدير إدارة ترحيل الوافدين بالمنطقة الشرقية المقدم ناصر الدوسري إلا أن ذلك لم يكن رادعا خصوصا لدى تجار الاستقدام وغالبيتهم يعملون في الخفاء دون أي مظلة رسمية.
وسمحت الحكومة السعودية ومن خلال وزارة العمل لشركات الاستقدام الكبرى تأجير ساعات عمالتها في كافة المهن إلى سعوديين لفترة زمنية محددة إلا أن هناك شركات لا تزال غير متحمسة لتنفيذ هذه الفكرة خصوصا أن استقطاب العاملات المنزليات تحديدا يعد مكلف جدا كما أن توفير العناية والرعاية الكاملة لها طوال العام يثقل كاهل هذه الشركات من عدة نواح وبالتالي يكون هناك تفضيل لتأجير ساعات عمل العمالة من الذكور في مهن محددة أكثر من النساء من عاملات المنازل كما يقول المهندس هاني العفالق رئيس مجلس شركة (ايساد) إحدى شركات الاستقدام الحديثة في المنطقة الشرقية والذي أكد أن شركته لم تتخذ قرارا باستقدام عاملات منزليات بغرض التأجير لقناعتها بأن خطوة كهذه تعني مزيدا من الصداع، خصوصا أن الدول المتاح الاستقدام منها ليست مريحة كثيرا بالنسبة للشركات.
واقترح العفالق أن يجري تفعيل اتفاقيات مع دول في شرق آسيا خصوصا أن هناك تجارب ناجحة لأسر سعودية مع عاملات من شرق آسيا فيما يتأكد يوما بعد يوم أن خيار جلب العاملات من بعض الدول الأفريقية ليس خيارا مناسبا.
وبحسب تقرير لمجلس الغرف السعودية يبلغ حجم إنفاق الأسر السعودية على العاملات المنزليات نحو 21 مليار ريال سنويا، إذ يبلغ عدد العاملين في المنازل في السعودية قرابة مليون خادم وخادمة، بمن فيهم الخادمات المنزليات وعمال الطبخ والسائقون، وكل من يعمل في الخدمة المنزلية.
وتمثل تأجير الخادمات لفترة محددة قلقا متزايدا في المجتمع السعودي، وفي هذا الصدد تقول الدكتورة نهاد الجشي عضو مجلس الشورى السعودي إن ظاهرة تأجير ساعات العمالة إضافة إلى كونها غير قانونية إلا بضوابط معينة فإنها باتت تمثل قلقا حقيقا وخطرا جديا في المجتمع السعودي وخصوصا في الفترة الأخيرة حيث ارتفعت الجرائم التي ارتكبت من قبل عاملات منزليات، وبالتالي يتوجب أن تتعزز ثقافة أن تكون الاستفادة من العاملات المنزليات للضرورة القصوى.
وشددت الدكتورة الجشي على أهمية اعتماد آلية للتعاقد مع عاملات بنظام التأجير مع ضمان حقوق الطرفين بحيث لا يجري استغلال العاملة للعمل على مدار الساعة أو أكثر من الوقت المتفق عليه مع الشركة النظامية المؤجرة.
وجددت وزارة العمل السعودية تأكيدها أن النظام يمنع منعا باتا تأجير العاملات المنزليات سواء من مكاتب الاستقدام أو الأفراد. وبين حطاب العنزي المتحدث الرسمي لوزارة العمل أن عمل أي عامل عند غير كفيله يعد مخالفة للنظام ويستبعد من الاستقدام مجددا سواء كان مواطنا أو مكتب استقدام، مشيرا إلى عدم التساهل في تطبيق العقوبات المنصوص عليها بهذا الشأن لأن ما يحصل في الخفاء يعد جريمة يتوجب الوقوف ضدها والسعي للقضاء عليها.
وأشار العنزي إلى أن تأجير العاملات يقتصر على الشركات المساهمة الكبيرة التي تمنح رخص لتأجير العاملات وفق اشتراطات معينة حفاظا على حقوق كلا الطرفين ولا يمكن لأي شخص أن يقوم بتأجير خادمة تحت كفالته لأي شخص آخر وتجاهل الطرق القانونية التنظيمية بهذا الشأن.



السعودية تفتح باب التطوع بأكثر من عشرين تخصصاً طبيا لدعم سوريا

وفد سعودي من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية يقوم بجولة على المشافي السورية (سانا‬⁩)
وفد سعودي من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية يقوم بجولة على المشافي السورية (سانا‬⁩)
TT

السعودية تفتح باب التطوع بأكثر من عشرين تخصصاً طبيا لدعم سوريا

وفد سعودي من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية يقوم بجولة على المشافي السورية (سانا‬⁩)
وفد سعودي من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية يقوم بجولة على المشافي السورية (سانا‬⁩)

أعلن مركز الملك سلمان للإغاثة عن فتح باب التطوع بالخبرات الطبية السعودية المتخصصة لدعم القطاع الصحي في سوريا وتلبية احتياجاته العاجلة في أكثر من 20 تخصصاً، وذلك من خلال برنامج «أمل» التطوعي السعودي المَعْنيّ بسد احتياجات القطاع الصحي لدى الدول المتضررة.

ودعا المركز عموم المتخصصين الراغبين في التطوع بخبراتهم إلى التسجيل في برنامج «أمل»، الذي يستمر عاماً كاملاً لدعم القطاع الصحي السوري الذي تَضَرَّرَ جراء الأحداث، وتقديم الخدمات الطارئة والطبية للمحتاجين في مختلف التخصصات، للتخفيف من معاناة الشعب السوري من خلال مساهمة المتطوعين في البرنامج.

جولة الوفد السعودي للاطلاع على الواقع الصحي والوقوف على الاحتياجات اللازمة في سوريا (سانا‬⁩)

وقال الدكتور سامر الجطيلي، المتحدث باسم المركز، إن منصة التطوع الخارجي التي أطلقها المركز، تتيح فرصة التسجيل في عدد من التخصصات الطبية الملحّة لدعم القطاع الصحي في عدد من المدن السورية، لا سيما خلال الفترة الحالية من الأزمة الإنسانية التي تمر بها سوريا.

وأشار الجطيلي في حديث مع «الشرق الأوسط» إلى أن قائمة التخصصات المطلوبة حُدِّدت بعد التواصل مع الجهات الصحية المسؤولة في سوريا، مؤكداً أن البرنامج يهدف لإتاحة الفرصة للمتطوعين السعوديين في القطاع الصحي لتلبية حاجة القطاع الصحي السوري في كل مناطق البلاد. ونوه الجطيلي بجهود الكوادر الصحية السعودية التي تطوعت بخبراتها وعطائها من خلال البرنامج، وأضاف: «لقد سجل المتطوعون السعوديون في القطاع الصحي حضوراً دولياً مميّزاً، من خلال كثير من الأحداث التي بادروا فيها بتقديم العون والمساعدة للإنسان في مناطق جغرافية مختلفة، وكان لهم أثر طيب في نحو 57 دولة حول العالم، وأَجْرَوْا فيها أكثر من 200 ألف عملية في مختلف التخصصات».

وأشار الجطيلي إلى أن الخبرة التي راكمها البرنامج ستسهم في مدّ يد العون إلى الجانب السوري الذي يعاني من صعوبات خلال هذه المرحلة، وفي إنقاذ حياة كثير من السوريين من خلال أشكال متعددة من الرعاية الطبية التي سيقدمها البرنامج في الفترة المقبلة.

وفد سعودي يبحث مع القائم بأعمال وزارة الصحة السورية سبل تعزيز العمل الإنساني والطبي في سوريا (سانا‬⁩)

وتضم‏ تخصصات الكوادر التطوعية المطلوبة للانضمام «جراحة الأطفال، وجراحة التجميل، وجراحة النساء والولادة، وجراحة عامة، وطب الطوارئ، والدعم النفسي، وجراحة العظام، وطب الأمراض الباطنية، وجراحات القلب المفتوح والقسطرة، وأمراض الكلى، والطب العام، والصدرية، وطب الأطفال، والتخدير، والتمريض، وطب الأسرة، والعلاج الطبيعي، والنطق والتخاطب، والأطراف الصناعية، وزراعة القوقعة، وعدداً آخر من التخصصات الطبية المتعددة».

وقال مركز الملك سلمان للإغاثة إن برنامج «أمل» «يُدَشَّن بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، واستشعاراً لدور السعودية الخيري والإنساني والريادي تجاه المجتمعات المتضررة في شتى أنحاء العالم»، مؤكداً في البيان المنشور على صفحة التسجيل، الدور المؤثر لتقديم الخدمات الطارئة والطبية في رفع المعاناة عن الإنسان، وعيش حياة كريمة، وذلك بمشاركة متطوعين من الكوادر السعودية المميزة.

وبينما يستمر الجسران الجوي والبري اللذان أطلقتهما السعودية بوصول الطائرة الإغاثية السادسة، ونحو 60 شاحنة محمَّلة بأكثر من 541 طناً من المساعدات، زار وفد سعودي من قسم التطوع في مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، الأحد، عدداً من المشافي والمراكز الطبية السورية، في جولة ميدانية للاطلاع على تفاصيل الواقع الصحي، والوقوف على الاحتياجات اللازمة والطارئة للقطاع.

وجاءت الجولة الميدانية للوقوف على حالة القطاع الصحي في سوريا، وتلمُّس احتياجاته من الكوادر والمؤن الدوائية، عقب اجتماع وفد من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، مع مسؤولين من وزارة الصحة السورية في دمشق، تناولا فيه الاحتياجات الطبية العاجلة والمُلحة للمستشفيات السورية.

60 شاحنة محملة بأكثر من 541 طناً من المساعدات الغذائية والطبية والإيوائية عَبَرَت معبر جابر الحدودي إلى سوريا (مركز الملك سلمان)

وعلى صعيد الجسرين الجوي والبري السعوديين، ​وصلت، الأحد، الطائرة الإغاثية السعودية السادسة التي يسيِّرها «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية»، إلى مطار دمشق، وتحمل على متنها مساعدات غذائية وطبية وإيوائية؛ للإسهام في تخفيف آثار الأوضاع الصعبة التي يمر بها الشعب السوري حالياً.

كما عَبَرَت، صباح الأحد، أولى طلائع الجسر البري الإغاثي السعودي إلى معبر جابر الأردني للعبور منه نحو سوريا؛ حيث وصلت 60 شاحنة محملة بأكثر من 541 طناً من المساعدات الغذائية والطبية والإيوائية، وهي أولى طلائع الجسر البري السعودي لإغاثة الشعب السوري.

وقال الدكتور سامر الجطيلي، المتحدث باسم المركز، إن الجسر البري سيدعم الجهود في سبيل إيصال المساعدات لجميع الأراضي السورية؛ إذ يحوي كميات كبيرة وضخمة من المواد الغذائية والصحية والإيوائية، تُنْقَلُ بعد وصولها إلى دمشق إلى جميع المناطق الأخرى المحتاجة. وأضاف الجطيلي أن جسر المساعدات البري إلى دمشق يتضمن معدات طبية ثقيلة لا يمكن نقلها عن طريق الجو؛ مثل: أجهزة الرنين المغناطيسي، والأشعة السينية والمقطعية.