وثيقة دي ميستورا تقترح «دولة غير طائفية» و«إدارات محلية»

«الشرق الأوسط» تنشر تصوّره للحل السياسي... وورقة المعارضة تتحدث عن حقوق الأكراد وتطرح تغيير اسم الدولة

دي ميستورا في جنيف أمس (رويترز)
دي ميستورا في جنيف أمس (رويترز)
TT

وثيقة دي ميستورا تقترح «دولة غير طائفية» و«إدارات محلية»

دي ميستورا في جنيف أمس (رويترز)
دي ميستورا في جنيف أمس (رويترز)

دفع المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا أمس في جنيف وفدي الحكومة والمعارضة إلى الدخول في صلب المفاوضات. وسلمهما وثيقة تضمنت تصوره لمستقبل سوريا من 12 بندا.
ونصت الوثيقة التي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منها، على تأكيد أن سوريا «دولة غير طائفية» بموجب القرار الدولي 2254، وعلى ضرورة وجود «ممثلين للإدارات المحلية»، إضافة إلى عمل «الجيش الوطني» و«أجهزة الأمن بموجب الدستور».
كما تشدد الوثيقة على {احترام القيمة العالية للمجتمع السوري والهوية الوطنية، وتاريخ التنوع والمساهمات والقيم التي جلبتها كافة الأديان، والحضارات، والتقاليد إلى سوريا}.
وسلّمت «الهيئة التفاوضية العليا» المعارضة، التي تضم أيضاً مجموعتي القاهرة وموسكو، وثيقة، رداً على دي ميستورا، تضمنت 12 بندا.
وكان لافتا في الوثيقة، التي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منها، إسقاط كلمة «العربية» من اسم «الجمهورية العربية السورية» لتصبح «سوريا»، إضافة إلى إقرار مبدأ اللامركزية وحقوق الأكراد وباقي القوميات. كما اقترحت التأكيد على «إصلاح الجيش الوطني» و«إعادة هيكلة أجهزة الأمن».
ويخطط دي ميستورا لإصدار وثيقة مشتركة بين الوفدين في ختام الجولة الثامنة من مفاوضات جنيف منتصف ديسمبر (كانون الأول) الحالي، تتضمن مبادئ الحل السياسي لسوريا وتنبثق من روح القرار 2254 وتبنى على مسودات عدة ومفاوضات شاقة بدءا من أول نسخة قدمت في ربيع العام الماضي.
وقالت مصادر دبلوماسية إن النقاشات تتناول اسم الدولة بين أن يكون «الجمهورية العربية السورية» بحسب وثائق الأمم المتحدة أو «سوريا» كما تقترح المعارضة، إضافة إلى تباين بين خياري «الإدارات المحلية» و«اللامركزية». وهناك خلاف عميق أيضا إزاء دور الجيش و«إصلاحه» أو «إعادة هيكلة أجهزة الأمن» ومحاربة الإرهاب.
وأجرى دي ميستورا أمس مفاوضات متزامنة بين الوفدين، لكنها غير مباشرة، في غرفتين تنقل بينهما المبعوث الدولي، بسبب رفض رئيس الوفد الحكومي بشار الجعفري ذلك.
وقال دي ميستورا أمس: «الوقت حان للتركيز على تحقيق تقدم حقيقي في العملية السياسية من أجل الشعب السوري». ودعا الوفدين إلى «المشاركة بجدية في المباحثات من دون أي شروط مسبقة».
...المزيد



دمشق: رئيسي يلتقي اليوم ممثلي الفصائل الفلسطينية

الأسد مستقبلاً رئيسي (إ.ب.أ)
الأسد مستقبلاً رئيسي (إ.ب.أ)
TT

دمشق: رئيسي يلتقي اليوم ممثلي الفصائل الفلسطينية

الأسد مستقبلاً رئيسي (إ.ب.أ)
الأسد مستقبلاً رئيسي (إ.ب.أ)

يجري الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي محادثات في دمشق اليوم (الخميس)، في اليوم الثاني من زيارته البارزة التي أكد خلالها دعم بلاده المتجدد لسوريا وتخللها توقيع مذكرة تفاهم لتعاون استراتيجي طويل المدى في مجالات عدّة بين البلدين.
وزيارة رئيسي إلى دمشق على رأس وفد وزاري رفيع هي الأولى لرئيس إيراني منذ أكثر من 12 عاماً، رغم الدعم الاقتصادي والسياسي والعسكري الكبير، الذي قدّمته طهران لدمشق وساعد في تغيير مجرى النزاع لصالح القوات الحكومية. وتأتي هذه الزيارة في خضمّ تقارب بين الرياض وطهران اللتين أعلنتا في مارس (آذار) استئناف علاقاتهما بعد طول قطيعة، بينما يسجَّل انفتاح عربي، سعودي خصوصاً، تجاه دمشق التي قاطعتها دول عربية عدة منذ عام 2011.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1654027328727711744
وبعدما أجرى محادثات سياسية موسّعة مع نظيره السوري بشار الأسد الأربعاء، يلتقي رئيسي في اليوم الثاني من زيارته وفداً من ممثلي الفصائل الفلسطينية، ويزور المسجد الأموي في دمشق، على أن يشارك بعد الظهر في منتدى لرجال أعمال من البلدين.
وأشاد رئيسي الأربعاء بـ«الانتصار»، الذي حقّقته سوريا بعد 12 عاماً من نزاع مدمر، «رغم التهديدات والعقوبات» المفروضة عليها، مؤكّداً أنّ العلاقة بين البلدين «ليست فقط علاقة سياسية ودبلوماسية، بل هي أيضاً علاقة عميقة واستراتيجية».
ووقّع الرئيسان، وفق الإعلام الرسمي، مذكرة تفاهم لـ«خطة التعاون الاستراتيجي الشامل الطويل الأمد»، التي تشمل مجالات عدة بينها الزراعة والسكك الحديد والطيران المدني والنفط والمناطق الحرة. وقال رئيسي إنه «كما وقفت إيران إلى جانب سوريا حكومة وشعباً في مكافحة الإرهاب، فإنها ستقف إلى جانب أشقائها السوريين في مجال التنمية والتقدم في مرحلة إعادة الإعمار».
ومنذ سنوات النزاع الأولى أرسلت طهران إلى سوريا مستشارين عسكريين لمساندة الجيش السوري في معاركه ضدّ التنظيمات «المتطرفة» والمعارضة، التي تصنّفها دمشق «إرهابية». وساهمت طهران في دفع مجموعات موالية لها، على رأسها «حزب الله» اللبناني، للقتال في سوريا إلى جانب القوات الحكومية.
وهدأت الجبهات في سوريا نسبياً منذ 2019. وإن كانت الحرب لم تنته فعلياً. وتسيطر القوات الحكومية حالياً على غالبية المناطق التي فقدتها في بداية النزاع. وبات استقطاب أموال مرحلة إعادة الإعمار أولوية لدمشق بعدما أتت الحرب على البنى التحتية والمصانع والإنتاج.
وزار الأسد طهران مرتين بشكل معلن خلال السنوات الماضية، الأولى في فبراير (شباط) 2019 والثانية في مايو (أيار) 2022، والتقى خلالها رئيسي والمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي.
وكان الرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد زار دمشق في 18 سبتمبر (أيلول) 2010. قبل ستة أشهر من اندلاع النزاع، الذي أودى بأكثر من نصف مليون سوري، وتسبب في نزوح وتهجير أكثر من نصف عدد السكان داخل البلاد وخارجها.