الاتحاد الأوروبي يزيد مخصصات البطالة والهجرة والأمن في موازنة 2018

اعتمدتها مؤسساته أمس بزيادات طفيفة عن العام الماضي

TT

الاتحاد الأوروبي يزيد مخصصات البطالة والهجرة والأمن في موازنة 2018

اعتمدت مؤسسات الاتحاد الأوروبي أمس، الاتفاق بشأن موازنة 2018، بتخصيص 160.1 مليار يورو للالتزامات و144.7 مليار يورو للإنفاق، وذلك صعودا من مخصصات بلغت 157.8 مليار، و134.4 مليار - للبندين على التوالي - في موازنة عام 2017.
وقالت رئاسة الاتحاد الأوروبي التي تتولاها إستونيا، على لسان مارتن كيفين، نائب وزير المالية الإستوني، إن البرلمان الأوروبي والمجلس الأوروبي يشتركان في أولويتين رئيسيتين للسنة المالية 2018، وهما معالجة الهجرة والأمن، وتعزيز الابتكار والنمو والعمالة في أوروبا. وتابع قائلا: «أنا مقتنع بأننا حققنا نتيجة جيدة ومتوازنة مما يسمح للاتحاد الأوروبي بالعمل والرد على مختلف الاحتياجات».
وقال سينغفريد موريسان، كبير مفاوضي البرلمان الأوروبي في العملية التفاوضية مع المجلس الأوروبي، إن الاتفاق سيوفر المزيد من فرص العمل والنمو والأمن للمواطنين الأوروبيين، وأضاف أن ميزانية الاتحاد 2018 هي ميزانية قادرة على تحقيق ما يتوقعه المواطن الأوروبي.
وبالمقارنة مع مشروع الموازنة التي اقترحتها المفوضية في مايو (أيار) 2017، فإن الموازنة التي اعتمدت الآن تزيد من مخصصات البحث والابتكار والأمن والبرامج التي تعالج بطالة الشباب.
وفي 18 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، جرى الإعلان في بروكسل عن التوصل إلى اتفاق بين المؤسسات الاتحادية، على موازنة 2018. وتضمن الإعلان الموافقة على مطالب البرلمان الأوروبي بدعم مبادرات لتوظيف الشباب وتحقيق النمو، وأيضا تعزيز الأموال المخصصة لمجال البحوث والابتكار فيما يعرف ببرنامج «إيراسموس بلوس»، وذلك على حساب تخفيضات شملت أمورا أخرى، ومنها على سبيل المثال تمويل لتركيا في مرحلة مفاوضات الانضمام لعضوية الاتحاد، بحسب ما ذكر البرلمان الأوروبي.
وقال البرلمان الأوروبي إن فريق التفاوض نجح في الحصول على زيادة لتمويل مبادرات تشغيل الشباب، وفي الوقت نفسه رأى الفريق التفاوضي للبرلمان الأوروبي أن معالجة ملف الهجرة والأمن من أولويات العمل الأساسية الأوروبي. وجرى الاتفاق على تعزيز مشروع ميزانية للوكالات التي لها مهام تتعلق بالأمن، مثل «يوروبول» ووكالة العدل الأوروبية «يوروجست»، وأيضا المكتب الأوروبي لدعم اللجوء. أما بالنسبة للبعد الخارجي لتحدي الهجرة، فقد جرى تعزيز الموازنة المخصصة لهذا الغرض بقيمة 80 مليون يورو. وفيما يتعلق بتركيا، حرص أعضاء البرلمان الأوروبي على تخفيض الأموال التي تخصص لمرحلة ما قبل الانضمام إلى العضوية في الاتحاد بمقدار 105 ملايين يورو، وذلك بدعوى تدهور في مجالات الديمقراطية وسيادة القانون وحقوق الإنسان.
وفي مجال الزراعة، حصل البرلمان الأوروبي على دعم إضافي للمزارعين الشباب، يخصص للحد من البطالة بين الشباب في المناطق الزراعية.
واتفق ممثلو حكومات دول الاتحاد الأوروبي على زيادة الإنفاق بموازنة 2018 بنسبة 14.1 في المائة.. ويرجع سبب الزيادة الملحوظة في النفقات إلى التوفير المتوقع في المستقبل القريب لمخصصات مالية تمت الموافقة عليها منذ فترة طويلة، في إطار التخطيط المالي حتى 2020.
وفي هذا السياق، سيتم تخصيص أموال بقيمة 46.5 مليار يورو (بزيادة 54.7 في المائة عن العام الماضي) لمشروعات على رأس أهدافها تعزيز التماسك الاقتصادي والاجتماعي. وتضمنت الموازنة رفعا بنسبة 4 في المائة في نفقات مشروعات لدعم التوظيف والنمو الاقتصادي، ليصل إجمالي الأموال المخصصة لهذه المشروعات إلى 20.1 مليار يورو.
كما تضمنت الموازنة زيادة ملحوظة في النفقات المخصصة لبرنامج البحث العلمي «هورايزون 2020»، ومشروعات توسعية في مجالات النقل والطاقة والاتصالات وبرنامج التبادل الشبابي. وخصصت الموازنة 56 مليار يورو، بزيادة نسبتها 3.6 في المائة، لدعم المزارعين في أوروبا.



الصين تدافع عن «الإفراط في التصنيع»

سيارات معدة للتصدير في ميناء يانتاي بمقاطعة شاندونغ الصينية (رويترز)
سيارات معدة للتصدير في ميناء يانتاي بمقاطعة شاندونغ الصينية (رويترز)
TT

الصين تدافع عن «الإفراط في التصنيع»

سيارات معدة للتصدير في ميناء يانتاي بمقاطعة شاندونغ الصينية (رويترز)
سيارات معدة للتصدير في ميناء يانتاي بمقاطعة شاندونغ الصينية (رويترز)

قال لياو مين، نائب وزير مالية الصين، إن القدرات الصناعية لبلاده تساعد العالم في مكافحة التغير المناخي وفي جهود احتواء التضخم، في رد على انتقاد وزيرة الخزانة الأميركية للطاقة التصنيعية المفرطة للصين.

ونقلت وكالة «بلومبرغ» عن لياو، قوله فى مقابلة حصرية معها في مدينة ريو دي جانيرو بالبرازيل، نشرتها السبت: «على مدار عقود كانت الصين قوة لخفض معدلات التضخم في العالم عبر توفير المنتجات الصناعية بجودة عالية وأسعار ملائمة».

وكان لياو يشارك في اجتماعات وزراء مالية ومحافظي البنوك المركزية بالدول الأعضاء في مجموعة العشرين بالبرازيل. وأضاف: «وهي توفر الآن البضائع الخضراء للعالم، فيما تسعى الدول إلى تحقيق أهداف خفض الانبعاثات الكربونية بحلول عام 2030».

وأوضح لياو، أن الطلب العالمي على السيارات الكهربائية سوف يتراوح بين 45 مليوناً و75 مليون سيارة، بحلول ذلك الحين، وهو ما يتجاوز بكثير الطاقة الإنتاجية للعالم، بحسب تقديرات وكالة الطاقة الدولية.

وجاءت تصريحات المسؤول الصيني، بعد يوم من تعهد يلين «بمواصلة الضغط على الصين للنظر في نموذج الاقتصاد الكلي الخاص بها».

وتواجه الصين حواجز تجارية متنامية من الاقتصادات المتقدمة مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وسط انتقاد للإفراط في الإنتاج الصناعي الصيني، وتداعيات ذلك على القطاعات الصناعية والشركات.

ويمضي الاتحاد الأوروبي قدماً صوب فرض رسوم جمركية على السيارات الكهربائية القادمة من الصين، في حين هدد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة، بفرض رسوم بقيمة 50 في المائة، أو أكثر، على واردات السوق الأميركية من البضائع الصينية حال فوزه بالانتخابات المقررة في نوفمبر(تشرين الثاني) 2024.

كانت بعض الدول النامية، مثل تركيا والبرازيل فرضت رسوماً جمركية على وارداتها من المنتجات الصينية، بما يشمل الصلب والسيارات، رغم أن هذه الدول لم تنتقد السياسة الصناعية للصين بالقدر نفسه.

وأوضح نائب وزير المالية الصيني أنه في الوقت الذي تهتم فيه بكين بمخاوف الشركات الرئيسية بشأن فائض التصنيع، فإنها معنية بالتهديدات التجارية مثل الرسوم.

وأوضح لياو، الذي كان عضواً ضمن فريق التفاوض الصيني بشأن الحرب التجارية، مع أميركا خلال رئاسة ترمب السابقة: «يجب علينا التواصل على نحو صريح فيما يتعلق بقواعد اقتصاد السوق والوقائع الحقيقية».

وزار لياو الولايات المتحدة من قبل، حيث التقى ترمب في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض. كما استقبل يلين عندما زارت الصين خلال شهر أبريل (نيسان) الماضي

وانتقدت وزارة الخزانة الأميركية الاستراتيجية الاقتصادية للصين، واصفة إياها بأنها تشكل «تهديداً لاستمرار الشركات والعمال في أنحاء العالم».